هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قطب العربي يكتب: لم يكن هاني صبحي المسيحي الوحيد المتهم بهذه التهمة، سبقه أكثر من مائة مسيحي خلال السنوات العشر الماضية وفقا لمحامين يترافعون في قضايا الإرهاب في مصر، وسبقه مئات النشطاء الليبراليين واليساريين إلى التهمة ذاتها رغم علم الأجهزة الأمنية بهوياتهم السياسية، وحتى بعداوتهم الظاهرة لجماعة الإخوان، ولتيار الإسلام السياسي عموما، بل تم إدراج الكثيرين منهم على ما يسمى قوائم الإرهاب التي لا تكتفي بحبس أصحاب الأسماء الواردة فيها، بل بتجميد أو حتى مصادرة ممتلكاتهم وأموالهم، ومنعهم من السفر، وفصلهم من الوظيفة
لكن ما أثار استغرابي خلال متابعتي للموضوع هو أن كثيرا ممن يتصدر المشهد في المزايدة بموضوع الهجرة والتحريض على المهاجرين هم من المهاجرين وأبناء المهاجرين، وهناك نماذج كثيرة لعل أبرزها هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، الذي صرح كم من مرة "متباهيا" أنه ابن وحفيد مهاجرين. فجد دونالد ترامب فريديرك هاجر من ألمانيا، وإن كان والد دونالد فريد ولد في نيويورك فإن والدته ماري آن ماكلويد ترامب قد ولدت في أسكتلندا (عام 1912) وهاجرت للولايات المتحدة وهي في الـ18 من العمر، قبل أن تتزوج بفريد وتنجب منه 5 أبناء (3 ذكور وأنثيين)، بينهم دونالد. ولم تحصل والدة الرئيس الأمريكي على الجنسية الأمريكية إلا عام 1942، أي وهي في الـثلاثين من العمر.
بدون خجل أو وجل جلست القاضية جوليا سيبوتيندي على يمين الرئيس في منصة أعلى سلطة قضائية في العالم ـ محكمة العدل الدولية ـ بصفتها نائبًا للرئيس، مؤكدة معتقدها الذي كشفت عنه في مساندتها المسيانية لإسرائيل، لتعترض على معظم الطلبات التي تضمنها الرأي الاستشاري في قضية "الآثار القانونية المترتبة على القيود التي تفرضها إسرائيل على المساعدات الإنسانية، وعلى التزاماتها بوصفها قوة احتلال في قطاع غز" الصادر بتاريخ 22/10/2025.
يخبرنا التاريخ السياسي أن السلطات الجديدة، سواء جاءت بعد ثورات سريعة أو عقب انهيار إمبراطوريات أو دول، سرعان ما تقوم بعملية أسطرة للرموز والطقوس من أجل بناء سردية سياسية وطنية جديدة، تكون أحيانا صريحة (قومية معينة) أو مُضمرة (أقوامية ضيقة).
ماجدة محفوظ تكتب: فالاتحاد الأوروبي يريد من القاهرة أن تكون حارسا لحدوده الجنوبية ومكبحا لتدفق المهاجرين نحو المتوسط، مقابل مليارات جديدة من المساعدات والاستثمارات التي لا تصل أبدا إلى جيوب المصريين، بل تُضَخّ في مشروعات لا تخلق تنمية حقيقية ولا عدالة اجتماعية
علاء خليل يكتب: إن ظاهرة مشايخ التيك توك ليست مجرد تعبير عن انتقال الدعوة إلى أدوات جديدة، بل هي أعراض لتبدل في شروط القول الديني نفسه: في من ينتجه، ولمَن يُنتج، وكيف يُستهلك. إنها انعكاس لعصر لم يعد يهتم كثيرا بالمرجعية، بقدر ما ينشغل بإيقاع الظهور، وإدارة الانتباه، وترتيب الأولويات الشعورية
عادل بن عبد الله يكتب: وصف السرديات الحداثوية بـ"الخردة الأيديولوجية" لا يعني أن ما يُسمى بـ"الإسلام السياسي" خارج عن هذا الحد. فالخردة الأيديولوجية عندنا ليست هي فقط تلك الخطابات الاستئصالية الإلغائية، بل هي كل الخطابات التي تقبل بأن تكون في خدمة منظومة الاستعمار الجديد أو غير المباشر بدعوى "الوحدة الوطنية" أو "التنازلات المؤلمة" أو "الإكراهات" واختلال موازين القوى
محمد موسى يكتب: يبقى الواقع الأمني والعسكري عنصرا حاسما في هذا المشهد، فكل اضطراب على الحدود أو احتكاك داخلي يُعيد البلاد خطوات إلى الوراء ويهزّ ثقة المستثمرين والمانحين. ولهذا فإنّ أيّ خطة إصلاح مالي لن تنجح ما لم تترافق مع استقرار أمني وسياسي فعلي يضمن بيئة حاضنة للنمو والاستثمار
غازي دحمان يكتب: تاريخ المقاومة يؤكد أنها طالما كانت تعمل ضمن واقع صعب ومعقّد، وإن الإبداع تمثّل دائما بالقدرة على إنتاج المقاومة واستمرارها في ظل هكذا ظروف، والمطلوب الآن هو الصمود في المفاوضات، وفي مرحلة لاحقة يجري إعادة بناء المقاومة، لكن وفق طرائق وأساليب جديدة
عبد الرحمن أبو ذكري يكتب: إذا كانت الرؤية الكاثوليكيَّة -ومثلها النحل والأديان الشرقيَّة الآسيويَّة- تُرسخ تصورا للخلاص الفردي المجرَّد، وتُخالفها اليهودية والبروتستنتية بانتظارها لـ"تمكين" جمعي أو فردي حتمي؛ فإن الإسلام "وسطٌ" ما بين الرؤيتين، إذ يُرسخ خلاصا فرديّا في إطار خلاص اجتماعي، مع فتح الأفق لإمكان تنزُّل "مِنَّة" إلهيَّة بتمكين للدين على يد بعض دُعاته المجاهدين، كما أسلفنا. ولهذا، فالمكلَّف مسؤول يسعى للخلاص في الدنيا وفي الآخرة، أما صاحب الحقوق الطوباوية فمتألّه لا يرى نفسه إلا مركزا للكون؛ يسعى لبناء فردوس أرضي ليتحصَّل فيه على "حقوقه" المادية اللانهائيَّة