المتتبع لسلوك قادة النظام الإماراتي والنهج الذي يتبعونه بقيادة محمد بن زايد في التعامل مع القضايا الحساسة في المنطقة، وفي مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي، يجد أن هذه الدولة الصغيرة سددت طعنات مؤلمة في ظهر القضية الفلسطينية، فهذا النظام ليس مجرد رائد للتطبيع مع دولة الاحتلال، إنما يتماهى مع عقيدة اليمين المتطرف الذي يعمل على ابتلاع الأرض ومن عليها..
عبَّر ترامب بشكل واضح خلال حفل تنصيبه عن رغبته في أن يذكره التاريخ "كصانع سلام"، على خلاف إرث سلفه الذي سعر الحروب في العالم. وأعلن عن فخره بالضغوط التي مارسها وأدت إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل حفل تنصيبه بيوم واحد..
مع انقشاع غبار الحرب في قطاع غزة ودخول وقف إطلاق النار حيز النفاذ يوم الأحد 19/01/2025، يُؤمل أن تدخل فرق تحقيق دولية إلى قطاع غزة لتوثيق النتائج الكارثية لحرب الإبادة التي استمرت 15 شهرًا. فما تناقلته وسائل الإعلام وما أصدرته منظمات دولية من تقارير لا يعبر عن حجم المأساة الحقيقية..
مع بدء دخول الهدنة حيز التنفيذ غدًا الأحد، سيلتقط أهل غزة أنفاسهم ويبدأون بلملمة جراحهم بعد مضي أكثر من 15 شهرًا على أبشع إبادة جماعية في العصر الحديث. سيكتشف العالم أن الأرقام التي جرى نشرها تباعًا والمشاهد التي نقلتها وسائل الإعلام خلال أيام الإبادة لا تعبر عن حجم الكارثة، وأنها أكبر وأبشع بكثير.
يملك محمود عباس ستة أجهزة أمنية تعمل بشكل رئيس في الأراضي الفلسطينية المحتلة المصنفة "أ": المخابرات العامة، الأمن الوقائي، الاستخبارات العسكرية، الشرطة المدنية، الأمن الوطني، والأمن الرئاسي، خُصص لها ميزانية تقدر بأكثر من مليار دولار، ما يعادل ميزانية وزارتي التعليم والزراعة، تتبادل الأدوار مع قوات الاحتلال في قمع الشعب الفلسطيني.
تنقضي الأيام والشهور والأعوام، والشعب الفلسطيني على مدار 77 عامًا لا يزال يكافح ويناضل من أجل نيل حقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ليعيش كباقي شعوب الأرض في أمن وسلام واستقرار..
يستخف البعض عن سابق إصرار وتصميم بالحدث العظيم الذي كُتبت بدايات فصوله في الثامن من ديسمبر/ كانون أول 2024 باقتلاع نظام آل الأسد الذي جثم على صدور السوريين لعقود طويلة وكأنها قرون، وهو في الحقيقة ودون أي مبالغة سيذكر في التاريخ كأعظم حدث في القرن الحادي والعشرين..
المسار الانتقالي في سوريا الجديدة طويل وشائك، يحتاج إلى مثابرة وصبر، فهذا نظام جثم على صدور السوريين أكثر من خمسين عامًا، ارتكب خلالها أفظع الجرائم؛ فاعتقل، وعذب، وقتل عشرات الآلاف، ودمر المدن، وهجّر سكانها، وصنع من حاكمها إلهًا، وطوّع القضايا العادلة لخدمة وجوده وتحقيق أجنداته..
بعد أكثر من خمسين عامًا من الاستبداد والقهر والظلم سقط نظام آل الأسد سقوطا مدويًا والفضل يعود لتضحيات الشعب السوري العظيم الذي ناضل وكابد وقدم الغالي والنفيس على مذبح الحرية، وخاصة في السنوات الثلاثة عشر الأخيرة.
زلزال هز الكيان الفاشي بعد أكثر من 400 يوم تُرتكب فيها الإبادة الجماعية، أم الجرائم وأخطرها بحق السكان المدنيين في قطاع غزة نساءً وأطفالاً وشيوخاً. لقد ظن ساسة هذا الكيان أنهم بمنأى عن الملاحقة القضائية بفعل الدعم غير المحدود من الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة..
لم يسبق أن تعرضت المحكمة الجنائية الدولية منذ تأسيسها إلى هذا القدر من التشويه وممارسة الضغوط التي وصلت حد الفضيحة. فكل القضايا التي عُرضت على المحكمة سارت في مسارها العادي دون كثير من الضوضاء، وحتى عندما صدرت مذكرات القبض ضد بوتين وهو رئيس دولة نووية، لم نسمع عن تهديدات وضغوط كبيرة.
يومًا بعد يوم تثبت الحكومة الاتحادية الألمانية أنها حكومة منحطة يقودها وزراء من سلالة شيطانية فاشية نازية لم يتعلموا شيئًا من عهود الإبادة والمذابح التي ارتكبها آباؤهم بحق عرقيات مختلفة داخل وخارج الأراضي الألمانية..
عام كامل مضى على خذلان القريب والبعيد صمت وخيانة من دول الإقليم، تنديدات فارغة لذر الرماد في العيون والمطبعون منهم لا يعنيهم الأمر مطلقًا، بل لم يدخروا وسيلة لدعم هذا الكيان الفاشي لإتمام مهمته.
خلال أسبوع من الإرهاب في المجتمع البريطاني استهدف المهاجرين وما يسمونهم أيضًا الأقليات من المواطنين، وخاصة المسلمين. خلال هذا الأسبوع، عاث اليمين المتطرف إرهابًا في طول البلاد وعرضها، محدثًا حالة من الخوف والقلق في المجتمع.
أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بتاريخ 26/07/2024 أن حكومته لن تتبنى الطعن الذي تقدمت به حكومة المحافظين أمام المحكمة الجنائية الدولية وأنها لن تتدخل في عمل المحكمة التي تنظر في إصدار مذكرات توقيف ضد نتنياهو ووزير الدفاع غالانت، اللافت في هذا الإعلان أنه جاء بعد تردد وتصريحات متضاربة ما عكس حجم الورطة التي تسببت بها حكومة المحافظين التي تقدمت بهذا الطلب أثناء السباق الانتخابي.
اليمين المتطرف في بريطانيا وعموم أوروبا لا ينفك عن مهاجمة المهاجرين والأقليات بمختلف مشاربهم وتشتد هذه الهجمات في أي استحقاق انتخابي في مسعى لشيطنتهم وتصويرهم بأنهم عبء على المجتمع وخطر على هويته مستغلين ظروفًا اقتصادية وسياسية تمر بها البلاد وكأنهم سبب البلاء الذي حل في البلاد..