هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بالإمكان إنقاذ الديمقراطية التونسية إذا تحالفت القوى السياسية الحزبية على اعتبار إجراءات قيس السعيد انقلاباً على الديمقراطية، لا على أنها فرصة لتخلصها من خصوصها السياسيين، فإن لم تتوحد القوى الحزبية بمواجهة تلك القرارات، لن يمر وقت حتى نشهد سيناريو إجراءات جديدة تصفي أدوارها، وتعيد مشهد الحكم الفرد
مثل هذه النزعة التظاهرية الدعائية، لا تمنح أصحابها إلا المزيد من اللا مصداقية واللا شرعية، خاصة عندما يقارن الناس ما بين الشعار المرفوع بغرض المزايدة، وما بين الممارسات الصارخة المناقضة له في الواقع.
فلو تورط أصحاب الرسالات في العنف لأعطوا الظالمين شرعية؛ إذ سيتحول المشهد إلى صراع وتناحر وسيكسبه الملأ؛ لأنهم يمثلون القوة العميقة المتجذرة في المجتمع، بينما قوة الحق نابعة من ذاته، لذلك فإن ميدان الحق الرابح هو المجادلة بالكلمة والحجة التي تعري أكاذيب الظالمين واختلال معاييرهم.
من أهم ما ينبغي أن تلتفت إليه النخب الدعوية والتربوية والفكرية، هو أثر الانقلاب في إذكاء الغلو والتطرف، فالغلو والانحراف المتشدّد يقتاتُ على الانقلابات، كما لا يقتات على غيرِها لإثبات صوابيته، وذلك من خلال مهاجمة الدّيمقراطيّة والعمل السياسي وإثبات خطأ الطروحات الأخرى، وتسفيه التوجهات الوسطية.
سأنقل لكم ثلاث حكايات، تأكدت بنفسي وعبر تدقيق صارم من صدقها وعموميتها..
الحقيقة أنّ حال تجارب الإسلاميين في واقعنا المعاصر بمختلف تياراتهم لا يكاد يسر صديقا ولا يغيظ عدوا، ولا يوجد نموذج متكامل النجاح في أي قُطر من أقطارنا
الاقتصاد قوامه الثقة وروحه الحرية وميزانه العدل، ولن تجد ذلك إلا في الإسلام. والنظم الوضعية التي توحلت في نفق الأزمات ما بين فترة وأخرى، بانجذابها للماديات وإهمالها للروحانيات، ستظل تعاني الويلات حتى لو تقدمت ماديا فإنها تنتكس أخلاقيا
دعونا نعود للوراء قليلا لنركز على بعض البديهيات داخل المشهد التونسي، ونحاول فهم ما يجري دون الجنوح لاختزال القضايا المركبة في ثنائيات عبيطة.
ولمثل هذه الأحداث والحوادث، يكون التيار الوطني المنشود الذي ينحاز للديمقراطية والقانون والوطن، بعيدا عن حسابات الأحزاب والجماعات والتنظيم والنظام، فالديمقراطية أولا.
سلسلة من جرائم القتل الأسري عصفت بمصر خلال الأيام القليلة الماضية، وكان أبطالها أزواج وزوجات، حتى أصبح ذلك النوع من الأخبار المؤلمة اعتياديا، ويتلقاه الجمهور بعدم اكتراث في كثير من الأحوال
في كل الأحوال، ما تمخض عن انقلاب قيس سعيد على الدستور بشكل سريع في الشارع، يعكس الصورة المقبلة للحياة السياسية في تونس في عهده ومزاحمته على موطئ قدم في الثورة المضادة والديكتاتورية الملتحفة بتنميق الكلام وجهوزيتها لـ"إطلاق الصواريخ" من منصاتها حسب تعبيره
في هذا الجزء، سأفسح المجال للأستاذ البنا؛ ليحدثنا بنفسه عن تجربته الفريدة بحق، نقلا عن كتابه "مذكرات الدعوة والداعية" الذي تكلم فيه (عن نفسه) بضمير الغائب، في لفتة موحية بإنكار الذات
بقدر ما للنقاش الدستوري أهميته الخاصة من زاوية حماية الشرعية الدستورية والمحافظة على استقرار أحكام الدستور والمحافظة على سلامتها في التطبيق، بالقدر نفسه، أو أكثر، للمعالجة السياسية للأزمة التونسية قيمتها الواضحة في ما يجري في تونس منذ سنتين
ليس أمام الشعب التونسي من واقع تجربتنا في سوريا إلاّ الوقوف بحزم ضد الانقلاب المشؤوم، وليس أمامها سوى استلهام التجربة التركية بتوحد كل شرائح الشعب الحزبية والشعبية ضد انقلاب 2016، فكانت النتيجة تركيا اليوم، ومصر اليوم فأي البلدين أحق بالأمن؟
الشعب التونسي يجب أن يتحرك فورا لحماية مؤسساته من الانقلاب، وحماية ثورته من السرقة، وحماية أصواته من أن يدهسها رئيس باع شعبه من أجل عيون السيسي والإمارات.
الشعار بائس وشحيح وبليد، بل قد يمكن الفهم منه أنه قد يشي بضده، فالأصل أن حياة البشر كلهم أجمعين.. هي حياتنا كلنا أجمعين، وفي الثقافة الإسلامية من قتل نفسا كمن قتل الناس جميعا..