يعزز العدوان الاسرائيلي الأخير على ميناء الحديدة اليمني، فرضية فقدان النظام الرسمي العربي لأمنه المشترك منذ عقود طويلة، ويعزز أيضاً من أزمة الاحتلال مع الشعب الفلسطيني ومقاومته ومع شعوب عربية تراقب بقهرٍ ما يجري، فالعدوان المستمر على غزة وعلى الشعب الفلسطيني يبقى المقياس الثقيل لهذا الأمن المُزعزع تحت ضربات العدوان والاحتلال الإسرائيلي فلا مواقف عربية قوية تدين العدوان أو تهدد بالتصدي له.
نزار السهلي يكتب: والسلطة هنا شريك في الاستيطان والعدوان بممارستها سياسة القمع وتكميم الأفواه ومشاركة المحتل قمع أي مقاومة لعدوان المستوطنين، والاكتفاء بموقف المتفرج على العدوان ونعت مقاومته بوقاحة سمجة، وتنفي عنه طبيعته الاستعمارية العدوانية..
نزار السهلي يكتب: العواقب الوخيمة التي انعكست على المؤسسة الصهيونية وسمعتها السياسية والعسكرية وتصدع سرديتها الزائفة، هي عواقب وخيمة أيضا للرهان العربي والفلسطيني على تلك المؤسسة القائمة على العدوان والبطش والسيطرة والتهويد والتزوير والسطو..
نزار السهلي يكتب: لعل الدعوة الأخيرة لعقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل، استدراك في محله يؤدي إلى أن يعتبر الفلسطينيون مسألة تصحيح أوضاعهم الداخلية نقطة بدء مستكملة لنضالهم الطويل والمرير ومجابهتهم للمشروع الصهيوني
نزار السهلي يكتب: بعد 87 عاما من سقوط النازية، لا يزال هناك خطر كبير من أن يتحول عنف اليمين المتطرف إلى عنف مؤسسي في دول الاتحاد الأوروبي، مع تصاعد خطاب ونقاش نظرية "الاستبدال العظيم" على وسائل الإعلام بتطوير خطاب معادٍ للأجانب والإسلاموفوبيا
نزار السهلي يكتب: العودة لجردة أسباب وظواهر الهزيمة العربية هي في التدقيق بالمواقف العربية اليوم من الجريمة الصهيونية التي تستكمل تحقيق الهزيمة على من فشلت التغلغل والإقامة في صدورهم، لفرض هذه الهزيمة بسطوة المحتل أو الطاغية العربي، وإلا كيف تفسر هذه الهياكل العربية فشل جيوشها وفشل سياساتها..
نزار السهلي يكتب: مع جرائم صهيونية مستمرة، وتحديات تفرضها حكومة صهيونية مستفحلة بفاشية وعنصرية، يجد الشعب الفلسطيني نفسه متروكا لوحده تقريبا لولا بعض المواقف غير العربية
نزار السهلي يكتب: بيانات القمم العربية، وبيان المنامة، منها ليست بحاجة لقراءة أو عنوان، فلا شيء استراتيجيا ولا تاريخيا غير القناعة التامة بأن التعايش العربي الرسمي مع جرائم الإبادة وتوسيع العدوان على الشعب الفلسطيني غير مستحيل من هذا النظام العربي الذي يسير نحو كارثته..
نزار السهلي يكتب: اللاجئون من المنكوبين في غزة مع أشقائهم في بقية أرض فلسطين، يواجهون فصلا قاسيا من همجية ووحشية صهيونية بعد النكبة الأولى، وعلى كل الصعد والمستويات والظروف، فلا حاجة اليوم لتوضيح وشرح كيف أنجزت النكبة الفلسطينية والهزيمة العربية الرسمية..
نزار السهلي يكتب: نرى ونسمع أوهاما وأيادي عربية تصافح المجرمين وابتسامات عريضة تنقلها شاشات التلفزيون للصداقات والتطبيع وتسريب خطط عنها لمرحلة ما بعد القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني وإجهاض حقوقه، فكم يؤلم مشهد الحال العربي والفلسطيني الرسمي أمام أهوال الجرائم الصهيونية في غزة وفي بقية المدن الفلسطينية المحتلة، وكم يسمع الشعب الفلسطيني من التضليل عن تحقيق السلام المزعوم الكاذب، بينما المرارة تنتابه كل يوم
نزار السهلي يكتب: في غمرة العاصفة التي تجتاح الجامعات الأمريكية والغربية والأسترالية، غضبا على إسرائيل وسياساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ومع عدالة قضيته، يقف المواطن العربي ليسأل عن دور جامعاته ومؤسساته الأكاديمية في مواكبة هذا المكسب بعد فقدان الدور الأصيل لها..
نزار السهلي يكتب: الأخبار والوقائع الدالة على عدم مصداقية وصلابة تحاول فيها السلطة التظاهر بهما، كثيرة ومريرة، خصوصا عندما تراقب تعامل أجهزة أمن السلطة مع قطعان المستوطنين وهم يتجولون بجرائمهم على قرى ومدن الضفة ويهزؤون من الفلسطينيين، ويتوعدون بقتلهم ويقومون بحرق منازلهم والاعتداء عليهم دون أن تتمكن أجهزة أمن السلطة من ردع أي مستوطن، بينما شاهد وسمع مخيم طولكرم وجنين عنتريات الأجهزة الأمنية للسلطة وهي تطارد من يتصدى لعدوان الاحتلال ومستوطنيه
مسألة الجمع بين القمع والتطويع واستخدام كافة أساليب التضليل وتزييف الوعي العربي وربط كل تحرك وتعبير بـ"الإرهاب" من أجل إجهاض معظم تطلعات الشوارع العربية كان له دور مخزٍ ومغزى غير مختلف عما شهدته فترة الثورات العربية والإنقلاب عليها..
لا توحي الأوضاع العربية والفلسطينية الحالية بعد ستة أشهر من المذابح الصهيونية في غزة، ببوادر تصلح أساساً للمراهنة على تجريب "المجرب"، وما يتبلور حول موضوعات عرفتها الدبلوماسية العربية والفلسطينية سابقاً وبشكل مريرعن التسوية والسلام بعد "هزيمة" المقاومة أو نزعها من صدور الفلسطينيين..