الكتاب: أمريكا والتحدي الأفريقي .
الكاتب: تشستر باولز.
ترجمة: صالح محروس محمد، مصطفى سيد عبد
العاطي.
تحقيق ومراجعة: صالح محروس محمد.
الناشر: مرايا للطباعة والنشر والتوزيع،
الطبعة الأولى، 2025م
عدد الصفحات: 194 صفحة .
تصارعت السياسية الاستعمارية حول القارة
الأفريقية الغنية بثرواتها، لعقود وقرون مرت على المستعمر الغربي في القارة
الأفريقية بين استبداد واستغلال دون الارتقاء بالإنسان الأفريقي، أو على الأقل إنهاء
نظام العبودية والقهر، الأفريقي يمتلك في باطن أرضه كنوزا وذخائر كانت سبباً
لرفاهية دول الاستعمار، الذي يتغنى دوماً بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولكن ليس كل
الشعوب، وإنما للشعوب التي يرتئيها المستعمر امتدادا لاستعمار تلك الدول عبر حكم
ذاتي أو تابعية تامة أو حتى وصاية، فالولايات المتحدة الأمريكية ترى في نفسها
مسؤولة عن شؤون العالم الحر، في أحلاف نمطية كمنظمة الناتو أو منظمة حلف الأطلس،
الذي ما زالت مخالبه مغروسة في كل عاصمة أفريقية، عبر شركات تجارية استثمارية، أو
مؤسسات تعليمية ومراكز للرفاهة الاجتماعية تعنى بشؤون المرأة والطفل بالدرجة
الأولى.
هذه الدراسة كتبها تشستر باولز السفير
الأمريكي السابق في الهند، والحاكم السابق لولاية كونيتيكت الأمريكية، شخصية
دبلوماسية مطلعة على معالم السياسية الأمريكية تجاه القارة الأفريقية، لديه من الوضوح
والخيال غير العادي الذي تتمتع به كتاباته حول المشكلات الدولية الصعبة، وأيضا
علاقاته مع قادة أفارقة وأيضا دبلوماسيين يعملون في
أفريقيا، وقدرته على المناقشة
والتحليل، وخبرته الواسعة والعملية في هذا المجال.
تكمن أهمية هذه الدراسة أنها تبين أسس
السياسة الخارجية الأمريكية التي تسير عليها الولايات المتحدة حتى الآن، فقد أوضح
استراتيجية تقديم المعونات المالية للدول الأفريقية، ومدى استفادة الولايات
المتحدة من ذلك، من حيث فتح الأسواق الأفريقية أمام المنتج الأمريكي، وأيضا ضخ
الاستثمارات الأمريكية، ورأس المال الأمريكي في أفريقيا قارة الفرص، وأيضا النيل
من خيرات القارة الفتية قارة المستقبل قارة أفريقيا.
تكمن أهمية هذه الدراسة أنها تبين أسس السياسة الخارجية الأمريكية التي تسير عليها الولايات المتحدة حتى الآن، فقد أوضح استراتيجية تقديم المعونات المالية للدول الأفريقية، ومدى استفادة الولايات المتحدة من ذلك، من حيث فتح الأسواق الأفريقية أمام المنتج الأمريكي، وأيضا ضخ الاستثمارات الأمريكية، ورأس المال الأمريكي في أفريقيا قارة الفرص، وأيضا النيل من خيرات القارة الفتية قارة المستقبل قارة أفريقيا.
أوضح الكاتب آليات العمل الأمريكي داخل أفريقيا
التي ترفع توصياتها إلى القادة والساسة لاتخاذ القرارات المناسبة لخدمة المصالح
الأمريكية في أفريقيا، وركز على أهمية إعداد الدبلوماسي الأمريكي الذي يعمل في أفريقيا
إعداداً جيداً، ويكون على علم بطبيعة المكان، وأيضا طبيعة الإنسان الأفريقي.
بين باولز حجم التحدي الأفريقي الذي واجه
الأمريكان المتمثل في التحدي الاقتصادي، والسياسي، والأيديولوجي في بوتقة واحدة،
ولكن إذا لم تتحرك دول الأطلس لتوفير ظروف معقولة للاستقلال الأفريقي، فسوف يتولى
القادة المتطرفون زمام الأمور، وستتوفر للشيوعية فرصة تحقيق انتصارات جديدة، مما
يعني أن هناك تحديا عسكريا أيضاً، (ص9).
يقول الكاتب: إن أفريقيا قارة المستقبل
للأمريكيين "أمننا ورفاهيتنا على المدى الطويل يتطلبان منا أن نصبح أبطالاً
مسؤولين، ليس للوضع الراهن المكروه والمحكوم عليه بالفناء، ولكن أفريقيا الجديدة
والحرة"، فهناك حاجة ماسة لسياسة أمريكية جديدة في القارة الأفريقية.
ضم الكتاب ثلاثة فصول هي أشبه بالمذكرات
الشخصية أو اليوميات التي طرح فيها الكاتب مآلات المستقبل الأمريكي داخل القارة الأفريقية،
على أساس أن الولايات المتحدة راعية حقوق الإنسان، وصاحبة حق تقرير المصير فالفصل
الأول ضم أصوات أفريقيا، وفيه استعرض باولز نظر معظم الأمريكان إلى أفريقيا عام
1945م، على أنها الأراضي الغربية والنائية للبعثات التبشيرية، والسكان الأصليين،
وصيادي الحيوانات الكبيرة، ومع زيادة الأصوات الصحفية والإعلامية والروائية ورجال
الأعمال والموظفين العوام، الذين كتبوا عما تتمتع به أفريقيا من تعقيد وثروة وفرص
لا محدودة، لا يمكن تجاهل أفريقيا بعد الآن.
كما هو معلوم تغطي القارة الأفريقية خمس
مساحة سطح الأرض، وهي مساحة أكبر من مساحة الصين، والولايات المتحدة مجتمعين،
وتعداد سكان القارة الأفريقية يبلغ حوالي مائتي مليون عام 1956، وتعد أفريقيا أغنى
مصدر غير مستغل للثروة المعدنية التي لا تزال متاحة لعالم يبدد ثرواته بسرعة، سيما
وأن أفريقيا تمزقها موجة من القومية المناهضة للقوى الاستعمارية، التي تخلق مشكلات
سياسية مع احتمالية كبيرة لنشوب ثورات لم يسبقها إليها سوى أسيا. (ص21).
تعمق الاستعمار الفرنسي والبريطاني،
والبلجيكي، والبرتغالي، وحتى الإسباني للقارة الأفريقية، بين استغلال للثروات، تحت
الحكم العسكري أو الذاتي، بصورة لا يمكن للشعوب الأفريقية الانفكاك عنها إلا
بثورات عارمة تجتاح دول القارة الأفريقية من شرقها لغربها، لتنفض غبار عقود من
الاستعمار والعبودية لشعوب تمتلك المحرك الأول لرأس المال العالمي، إلا أن حرص
المستعمر على تفشي الجهل والأمية، والانخراط في تلك الدول المستعمرة من بوابة
الحاجة الإنسانية، جعلها تترك القارة الأفريقية حبيسة الجهل والأمية والاستغلال
لسنوات بل لقرون عديدة.
يقول الكاتب: "كان الحكم البريطاني في
غرب أفريقيا قاسياً أحياناً، وربما قاسياً بدون داع في بعض الأحيان، إلا أننا لسنا
طغاة متوحشين، لم نكن من جلبنا العبودية إلى أفريقيا، لقد وجدناها هنا، متأصلة منذ
قرون على يد شعوب أفريقيا، ولقد قضينا عليها بعد أن كلفتنا الكثير..." ويضيف:
ساعدنا في خلق الحركات القومية التي تتحدنا، تلقى الشباب الأفريقيين الذين يحاولون
الانتقاص من قدرنا الآن، تعلموا في جامعات بريطانية وأمريكية، نفضل المعارضة
المتعلمة ذات حس المسؤولية التي تعرف كيف تجاري اللعبة بمهارة".
استحوذ الأوروبيون البالغ عددهم عشرين ألفاً
على المرتفعات الجبلية الصحية الغنية بالفحم، التي تبلغ مساحتها ستة عشر ألف ميل
مربع، التي تعتبر أكبر من بلجيكا أو هولندا، بينما احتجزت الغالبية العظمى من
الخمسة ملايين أفريقي في الأراضي الصخرية، حيث تعلموا أن يكرهونا وألا يثقوا فينا
نحن الأوروبيين هذا الصراع هو قلب مشاكلنا" (ص36).
لا يمكن أن تكتب النجاة الأبدية لأية دولة
تتجاهل مصالح الأغلبية من شعبها في هذا العصر، التي تشكل أعراق غير البيض 80%من
تعداد جنوب أفريقيا السكاني، والقبول بالخنوع الدائم هو إنكار لكرامة الإنسان،
فالتمييز العنصري موجود وصامد كحائط حجري خلال خمسينيات القرن الماضي.
رأى تشستر باولز أن السنوات القادمة في
أفريقيا تمثل نطاق التحدي الذي طرحه في الفصل الثاني، وفيه تتداخل فيها ثلاث قوى
تؤثر بشدة في السياسات العالمية، أولى تلك القوى " ثورة الآمال المتنامية"،
التي تشكل توجهات وتطلعات المليار ونصف المليار شخص في أفريقيا والهند وأمريكا
الجنوبية، ويتحقق ذلك من خلال التحرر من السيطرة الأجنبية، سواء السياسية
والاقتصادية، والتقدير الكامل للكرامة الاجتماعية بعيد عن العرق، والدين، أو
اللون، والفرص الاقتصادية المتزايدة." الهدف الأول لثورة الآمال المتنامية هو
حق تقرير المصير، وأن أفريقيا هي آخر معاقل الاستعمار الأوروبي الرئيسة، كانت
أثيوبيا ومصر وليبريا واتحاد جنوب أفريقيا وليبيا والسودان هي الدول الأفريقية
الوحيدة المستقلة" (ص75).
ثاني تلك القوى، المعدل الذي تبدد به دول
حلف الأطلسي مواردها المحلية بما يجعلها معتمدة على الصادرات من القارات النامية
كآسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، أما ثالث تلك القوى هو التنافس السياسي
والاقتصادي والعسكري والأيديولوجي بين دول الحلف الأطلسي، وحلفائهم تقودهم الولايات
المتحدة من جهة والدول الشيوعية يقودها الاتحاد السوفيتي من جهة أخرى، وقد خلق
التداخل بين تلك القوى ضغوطاً وصراعات حتى بين الدول التي تتشابها، إن لم تطابق،
أهدافها طويلة الأمد.
لا تقتصر صعوبة التواصل على اختلاف اللغات
أو حتى الأمية التي ربما تصل إلى 85% بأقل مستويات في ساحل الذهب، وأوغندا،
والكونغو، وأعلى مستويات في المستعمرات البرتغالية... ولا يثق رؤساء القبائل من
سكان البرية أحياناً في المثقفين الأفارقة اللاقبليين من سكان المدينة أكثر مما
يثقون في الأوروبيين الذين يتحكمون في حكوماتهم المركزية" (ص79).
المساواة العرقية:
أشار باويلز إلى أن "أقصى درجات
التمييز العرقي تطرفاً في اتحاد جنوب أفريقيا التابع للعرق الأبيض، الذي يتمتع
بالحكم الذاتي، لكن هناك إلى حد ما، تمييز عرقي تفرضه أوروبا في معظم أفريقيا
المستعمرة يختلف في درجته من أعلى مستويات التقييد في كينيا وروديسيا الجنوبية إلى
أقل المستويات في المستعمرات البرتغالية، وغرب أفريقيا البريطاني وغرب أفريقيا
الفرنسي وأفريقيا الاستوائية الفرنسية"، في شكله المتطرف يبرز التمييز
العنصري في الافتراض الصريح والضمني أن الجنس الأبيض أسمى من غير الأبيض، وأن تلك
إرادة الله، أما في شكله المعتدل، يلعب الرجل الأبيض دور الأخ الأكبر الذي بسبب
مكانته السامية في العالم، يعتبر أنسب لاتخاذ القرارات!!"(ص80).
يزيد من ازدراء الأفارقة للظلم العرقي
الحالي تجربتهم الطويلة مع البيض، التي تعود إلى وحشية أيام تجارة الرقيق وفترة
الغزو الاستعماري في القرن التاسع عشر، فمعظم الأفارقة المتعلمين ليسوا أقل وعياً
من الأوروبيين بالظروف المتدنية التي تعيشها معظم أفريقيا لكنهم يزدرئون ما يعتقدون
أنه استغلال البيض لأوضاعهم كحجة ليس فقط للاستمرار، بل أيضا في تقوية سيطرتهم
السياسية والاقتصادية.
في الحياة الاقتصادية للقارة الأفريقية
الأرض هي المورد الأساسي فهي لا توفر الغذاء للشعب الأفريقي فحسب، بل توفر
المحاصيل النقدية مثل زيت النخيل والسيزال والكاكاو والفول السوداني والقهوة
للتصدير، عن أهمية أفريقية اقتصادياً للعالم في سنوات الخمسينيات" أنتجت
أفريقيا تقريبا كل إمدادات العالم من الماس الصناعي، وأنتجت أيضا 94% من
الكولومبيت في العالم ، و84% من الكوبالت ، وكلاهما لا غنى عنه لصنع الفولاذ
المقاوم للحرارة المستخدم في الطائرات النفاثة، 41% من البريليوم، و33% من
المنجنيز..."
يقدم الفصل الثالث رؤية أمريكية استشرافيه
لمستقبل التوغل الاستعماري الأمريكي في القارة الأفريقية تحت عنوان المنهج
الأمريكي في أفريقيا، فبقاء الحضارة الغربية أصبح يعتمد ليس على المبادئ التي
تمنحها المعنى والتوجيه، ولكن على قدرة أحفاد لوك وروسو وجيفرسون على مواجهة
العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية المترابطة، والتحدي الأيديولوجي الذي
تواجهه الآن من خلال سياسة الاحتواء العسكرية في الغالب.
فلا يزال "الأفارقة يستمدون الإلهام من
تاريخنا في مناهضة الاستعمار، على الرغم من العنف الذي ارتكبه العديد من صانعي
السياسة لدينا في حق هذا التراث، الكلمات التي استخدمها الأمريكيون جيلاً بعد جيل
لوصف تفانيهم في هدف حرية الإنسان في جميع أنحاء العالم معروفة جيداً لمعظم
الأفارقة المتعلمين، ففي نص إعلان الاستقلال الأمريكي " كل الناس خلقوا متساوين" ويقول واضع
الدستور توماس جيفرسون" كل العيون تنفتح على أفكار الإنسان...لم تولد البشرية
مع سروج على ظهورهم، ولم تولد قلة مفضلة، مجهزة ومحفزة، وعلى استعداد لقيادة
الآخرين" وللوصول إلى الحرية قال" شجرة الحرية يجب أن تروى من وقت لآخر
بدماء الوطنيين والطغاة".
يزيد من ازدراء الأفارقة للظلم العرقي الحالي تجربتهم الطويلة مع البيض، التي تعود إلى وحشية أيام تجارة الرقيق وفترة الغزو الاستعماري في القرن التاسع عشر، فمعظم الأفارقة المتعلمين ليسوا أقل وعياً من الأوروبيين بالظروف المتدنية التي تعيشها معظم أفريقيا لكنهم يزدرئون ما يعتقدون أنه استغلال البيض لأوضاعهم كحجة ليس فقط للاستمرار، بل أيضا في تقوية سيطرتهم السياسية والاقتصادية.
أوصى الكاتب بسياسة أمريكية مستنيرة تجاه
أفريقيا تأخذ في الاعتبار بشكل أساسي ثورة الآمال المتزايدة التي تتولد في جميع
أنحاء أفريقيا شمالاً وجنوباً وشرقا وغرباً، على الرغم من الدبلوماسية الرسمية
ليست أداة مثالية للتعامل مع القوى الاجتماعية الديناميكية، ولكن هناك قنوات أخرى
متاحة بشكل شرعي، " يجب أن يكون النهج الأمريكي يعتمد على " اعتبارات
طويلة الأجل، الاتجاه العام للثورة الأفريقية واضح تماماً، في بعض المناطق يتحرك
بسرعة أكبر من غيره... يجب أن نتوقع هذه الأزمات الحتمية قدر الإمكان".
لكنه يعاود القول: "لا يمكن لأي حكومة
مسؤولة تسعى بصدق إلى إحراز تقدم منظم في أفريقيا، أن تدعو إلى التخلص السريع من
الحكم الاستعماري، من ناحية أخرى، يعد قبول حجب الحكم الذاتي دون احتجاج حتي يجعل
الغوغاء القوميون المحبطون كلاً من الحكومة الاستعمارية المنظمة والانسحاب الكريم
مستحيلاً على الأقل غير مسؤول، لقد تم إثبات حماقة هذا المسار في كل من الهند
الصينية وشمال أفريقيا.
على مدار صفحات الكتاب يحاول الكاتب إظهار
الولايات المتحدة الأمريكية المساند الحقيقي لشعوب أفريقيا أمام الاستعمار
البريطاني والفرنسي وبالبلجيكي والبرتغالي وهو الاستعمار الذي يسيطر على ثلاثة
أرباع أفريقيا، فليس لدى الولايات المتحدة احتكار للفضيلة المناهضة للاستعمار،
فهناك عصر جديد سينطلق في أفريقيا، وأن دول الأطلسي تتحمل مسؤولية الإسراع في بلوغ
هذا ذلك اليوم، " كانت مثل الحرية على الرغم من أنها أصبحت درامية للعالم
المناهض للاستعمار بفضل ثورتنا، كانت مثلا نبتت في بريطانيا وفرنسا" فبريطانيا القوة الاستعمارية الوحيدة التي تقبل
تماماً مبدأ تقرير المصير لمستعمراتها الأفريقي، ويرفض البرتغاليون الحكم الذاتي
برمته صراحة، للفرنسيين والبلجيكيين تحفظاتهم الخاصة بناءً على المواقف
المعقدة.(ص182).
أوصى الكاتب باتخاذ آليات عمل جادة للولايات
المتحدة داخل أفريقية تعتمد أساساً على البحث العلمي حيث أوصى بإنشاء معاهد
الدراسات الأفريقية التي ترفع توصياتها إلى القادة والساسة لاتخاذ القرارات
المناسبة لخدمة المصالح الأمريكية في أفريقيا، وإعداد الدبلوماسي الأمريكي الذي
يعمل في أفريقيا إعداداً جيداً ويكون على علم بطبيعة المكان وأيضاً بطبيعة الإنسان
الأفريقي.
قدم باولز اقتراحاً مدروساً ومفصلاً، لضرورة
اتخاذ سياسة إيجابية لأفريقيا باتخاذ سياسة مناهضة للاستعمار التقليدي مع مراعاة
شديدة للمصالح الاستراتيجية بعيدة المدى لأمريكا وحلفائها، ووضح باولز كيف يمكن
وضع نهج تطوري منظم من خلال نظام وصاية الأمم المتحدة، والمساعدات الفنية الخاصة،
والبرامج الاقتصادية والسياسة الخاصة؛ كيف يمكن لمثل هذه السياسة البناءة أن تتجنب
التقسيم المرير لأفريقيا إلى سود ضد البيض، وتحوبا ما يبدو مأزقاً إلى فرص رائعة
لأمريكا.