قضايا وآراء

أي حظوظ لنجاح جبهة الخلاص الوطني في تونس؟

1300x600
1300x600

بعد مرور أسبوع عن الدعوة التي توجه بها الأستاذ أحمد نجيب الشابي لكل مكونات المشهد السياسي المعارض لمسار 25 تموز (يوليو) 2021 في تونس دون استثناء من أجل الوحدة وتكوين جبهة سياسية اقترح لها اسم جبهة الخلاص الوطني، وقد حصل ذلك في نداء حار نشره يوم 9 نيسان (أبريل) الجاري في مجلة المغرب التونسية ثم تولى تلاوته على مسامع آلاف المشاركين في الوقفة التي دعت اليها هيئة مواطنون ضد الانقلاب/ المبادرة الديمقراطية.. 

وقد تضمنت المبادرة خلاصات تشخيصية لحالة الانسداد التي تمر بها البلاد والمخاطر التي قد تترتب عنها وتصورا للحل القائم عل الحوار الوطني الذي أصبح ضرورة وطنية من أجل بناء توافقات حول الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى المسارعة بتشكيل حكومة إنقاذ وطني اقتصادي بالأساس تحظى بدعم واسع. لينتهي هذا المسار بانتخابات عامة دون تفصيل. بما يعني إمكانية تضمنها لاستفتاء وانتخابات تشريعة ورئاسية سابقة لأوانها أو تشريعية فقط .

إن أهم ما يلاحظ في هذا التصور لإخراج تونس من المأزق الذي تردت فيه هو عدم الوضوح في المطالبة بانتخابات رئاسية سابقة لأوانها بما يفهم ضمنيا الدعوة للتراجع عن مسار 25 تموز (يوليو) وما ترتب عنه والاندراج في الحوار الوطني مقابل عدم المطالبة بانتخابات رئاسية سابقة لأوانها والاكتفاء بحكومة إنقاذ وطني .

لقد أظهرت المؤشرات الأولية ترحيبا ومقبولية في المستوى الوطني والدولي بالمبادرة رغم التوتر الذي أبدته السلطة وبعض الأطراف الداعمة لها تجاهها والذي يؤكد أهميتها، حيث قام الأستاذ الشابي بظهور إعلامي ناجح وحاسم في علاقة بموقفه من الأوضاع وأطراف الأزمة وتصوره للحل وتوجهاته الديمقراطية في بناء جبهة وطنية لا تستثني أحدا إلا من استثني نفسة.. وكان واضحا في تمسكه بأسس العمل الديمقراطي وخيارات الناخبين، وخاصة في علاقة بالموقف من مشاركة حزب حركة النهضة في الجبهة، حيث اعتبره طرفا ديمقراطيا وطنيا ممثلا لنسبة مهمة من التونسيين عبر الصندوق ولا أحد ينكر علاقتة النقدية به ومعارضته لكثير من خياراته طيلة عشرية الثورة والديمقراطية رغم تحالفه معه قبل الثورة لمقاومة الاستبداد والفساد.

وقد قام بعدد هام من الإتصالات بأطراف المعارضة من النهضة إلى مواطنون ضد الانقلاب بجميع مكوناتها إلى الحزب الجمهوري أحد مكونات ثلاثي الجبهة الديمقراطية الاجتماعية ولا يزال مواصلا ليشمل ربما التيار الديمقراطي أو جزءا منه والتكتل.. وتبدو النتائج إيجابية من خلال ما رشح ليعلن قبل عيد الفطر المبارك رسميا على تشكل جبهة الخلاص الوطني وعن مكوناتها وأرضيتها السياسية في ندوة صحفية لتنطلق في صياغة تصوراتها للإنقاذ خاصة في الجانب الاقتصادي.

 

ولعل من أهم معايير نجاح هذه الجبهة تحولها إلى بديل سياسي ديمقراطي يحظى بدعم شعبي خاصة بعد ما حصل ويحصل من تحول في الرأي العام في اتجاه الشعور بالخيبة من 25 تموز (يوليو) بعد الفشل الذريع في معالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي ومركزة السلطات والعجز الفادح عن مقاومة الفساد.

 



أما دوليا فقد لاقت المبادرة ترحيبا من شركاء تونس وأصدقائها من خلال ما حصل من اتصالات ومقابلات مع صاحبها .

كما ينتظر بعد الإعلان عنها أن تتوسع بسرعة في اتجاه الأطراف السياسية المترددة وربما التي بدأ موقفها يتحول من دعم 25 تموز (يوليو) إلى نقده. والأهم من ذلك أن تتولى مكونتها وعلى رأسها الأستاذ الشابي حشد الدعم لها لتحويها إلى حالة سياسية واسعة مطالبة بعودة الديمقراطية ووقف مسار التدهور والتخلي نهائيا عن أجندة الأمر الواقع اللادستورية واللاقانونية واللاواقعية والتي لن تزيد الأوضاع إلا تعقيدا خاصة بعد تعطل إطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بسبب عدم اطمئنانه لبرنامج الإصلاحات المقترح .

كما يجب العمل للحصول على دعم المنظمات الوطنية وخاصة الاتحاد العام التونسي للشغل والمنظمات المهنية مثل العمادات وطيف واسع من جمعيات المجتمع المدني وخاصة الحقوقية منها والشخصيات الوطنية والقطاعات المهنية من رجال أعمال ومحامين ومهندسين وأطباء وأساتذة جامعيين وأساتذة تعليم ثانوي ومعلمين ومنظمات وجمعيات شبابية ونسائية.

ولعل من أهم معايير نجاح هذه الجبهة تحولها إلى بديل سياسي ديمقراطي يحظى بدعم شعبي خاصة بعد ما حصل ويحصل من تحول في الرأي العام في اتجاه الشعور بالخيبة من 25 تموز (يوليو) بعد الفشل الذريع في معالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي ومركزة السلطات والعجز الفادح عن مقاومة الفساد.

وهي مرشحة للتطور بسرعة نحو ترجيح ميزان القوى السياسي لصالح الديمقرطية لما تتوفر عليه من عناصر قوة أهمها مؤسسها الأستاذ أحمد نجيب الشابي الديمقراطي الأصيل صاحب التجربة السياسية الطويلة والخبرة العالية في مقارعة أنظمة وقوى الاستبداد وصاحب العلاقات الواسعة الوطنية والدولية أيضا. ثم مكوناتها المتنوعة من يساريين وقوميين وإسلاميين ونساء وشباب وما يمتلكونه من فاعلية ميدانية وجرأة وطول نفس وتجربة نضالية بعد أن صهرت إراداتهم بوتقة الثورة وآلامها وآمالها وما استخلصوه من دروس من التاريخ ومن تجارب الشعوب التي عانت وتعاني القهر السياسي.

*كاتب وناشط سياسي تونسي 


التعليقات (0)