مدونات

بدون عنوان في وصف الجبان

- جيتي
أبحرتُ في أعماق اللغة العربية من جميل الكلمات حتى تلك التي تُعبر عن القُبح والدناءة وانعدام المروءة وتنطلق من بين حروفها اللعنات، تجولت وجاب عقلي في غياهب الظلم وحُطام نفوس المستبدين وفي دروب المتجبرين المنقوشة قباحاتهم على جدران التاريخ بدماء الأبرياء من أبناء أمة اجتمعت على نهشها كل الأمم، بفضل من أُسندت لهم إدارة شؤونهم قهرا وغصبا.

ولكنني وعلى مدار أشهر الإبادة التي هي لمرتكبيها من حثالة الأمم عبادة، وأيام التوحش والتلذذ بسفك الدماء التي أصبحت في عرفهم عادة، لم أجد ما أستطيع من خلاله وصف قادة أمة عربية يقال عنهم إنهم عرب ودينهم الإسلام بالكلام والسلام.

قد أتفهم نظرية خوف الدول الضعيفة وخضوعها أمام الدول الأقوى -بغض النظر عن أنهم أنفسهم بظلمهم واستبدادهم واستهداف كل طاقة أو فكر أو همة، حتى جرفوا بلاد العرب من خير أبنائها وكوادر تقود بفكرها وعلمها أمما أخرى- وبالتالي تجنب الحرب لحماية العرش وتلبية ما يشتهيه كل كرش، ولكن هذا لا يمنع من موقف مؤقت يحفظ به ماء وجهه أمام نفسه بالتهديد مثلا بتجميد علاقات أو سحب بعثات أو وقف التبادل التجاري رفضا لقتل الأطفال أو التجويع أو استهداف المدارس أو المستشفيات! مجرد موقف لا يترتب عليه لا حرب ولا ضرب ولا أزمات، فقط مجرد عتاب بين إخوة في الشر لا يفضي إلى خصومة لا سمح الله! فلنقل إن هناك ردة عن العروبة وأنها اجتثت روابطها، ماذا عن الإنسانية؟ أين الضمير؟ هل أنتم فعلا بشر؟ فإذا كان بداخلكم شيء من الإسلام، ماذا عن مشهد نسف المساجد وتدنيس العصابات الصهيونية لها وحرق مصاحف أعتقد أنه يوجد منها نسخ في مكاتبكم ومنازلكم؟ ألا يستحق المصحف موقفا؟ لا يقبل بهذه الوحشية وانعدام الإنسانية غير المسبوقة إلا معتنقو الصهيونية الذين لا يعترفون بإنسانية لبشر إلا إذا كان يهوديا أما غيره فقتله واستباحته ركن من أركان التعبد والتقرب إلى الله. مجموعة بشرية أنتجت أحقر صور العسكرية على مر التاريخ، وخلفها مجتمع لا يوجد فيه قلب يتألم أو نفس واحدة تشعر بتأنيب ضمير، ولا حتى صوت يصدح بأن ما تقوم به قواتهم في غزة جرائم ضد الإنسانية ويشهد بانعدام الأخلاق، بل على العكس تماما فهم صف واحد يروي عطشهم دماء الأطفال ويروق لهم تمزيق أجسادهم البريئة وحرق المرضى داخل المستشفيات والمصلين في المساجد والكنائس، هذا المجتمع الذي يصفه الغرب كذبا بالمدني، المدنية من أمثال هؤلاء براء، أُس مصائب الكون وأصل البلاء، شرذمة من القتلة الأغبياء أتت بهم قوى الغرب من كل الدنيا وأسكنتهم أرض فلسطين.

لم يقتصر ما لا يمكن وصفه بكل كلمات اللعنات مجتمعة من قبح عند صمت الأصنام للسادة الحكام، والانصياع التام لأوامر نتنياهو عندما أمرهم بأن يخرسوا، وفشلهم في إدخال حفنة من الطعام أو الماء لمن يقتلون على مدار الساعة بعجز تام. بل كشفت مواقع إخبارية غربية وعربية عن جسور جوية وبرية وبحرية تربط الكيان بعدد من الدول العربية؛ لا تتوقف عن إرسال كل أنواع السلع لقتلة أطفال العرب وأعدائهم الأزليين!

حتى مصر العروبة والشهامة والشجاعة التي لطالما حملت راية الأمة وتبنت قضاياها، وقدمت لقضية فلسطين عشرات الآلاف من خيرة أبنائها وجادت بخيراتها نصرة لأم القضايا في ضمير شعبها -بشهادة كل أهل النضال وفي مقدمتهم الشيخ الشهيد أحمد ياسين- ووجهة كل مناضليها؛ أصبحت خارج التغطية بفضل نظام لم يكتف بالمشاركة في تجويع أهلنا في غزة بل كشف موقع عربي بوست مؤخرا عن تنامٍ غير مسبوق لحركة نقل البضائع والسلع من مصر إلى الكيان المحتل عبر ميناء دمياط وميناء بورسعيد!

كيف لي أن أصف حرب إبادة جماعية لم يرها العالم قط حتى في أعتى عصور التوحش والقتل؟ وهنا لا أدافع عن سفاحي الماضي أو أسعى لوصفهم بأن لديهم قليلا من الإنسانية منعتهم من ارتكاب مثل ما يُرتكب الآن في غزة، ربما عدم تطور آلة القتل في تلك العصور كما هي عليه الآن حالت دون ارتكاب مثلها، ولكن كما نقول في مصر "اللي خلف مامتش"، فسفاحو اليوم من نسل قتلة الماضي، تتبدل العصور وتتعاقب الأزمنة ولكن رايتهم واحدة وغايتهم مجرمة تسعى لها نفوس دائما وأبدا مظلمة!

على الرغم من كل هذه الأهوال بوصول عدد القتلى إلى أكثر من 40 ألف إنسان غالبيتهم من النساء والأطفال وإصابة ما يقرب من 100 ألف وتدمير حوالي 900 مسجد و3 كنائس وأغلب المستشفيات وكافة المؤسسات الحكومية الخدمية وتدمير البنية التحتية ونسف 70 في المئة من المنازل في غزة، لا زالت آلة القتل والتدمير مستمرة وخلفها حفنة من الإرهابيين أمثال وزير مالية الكيان سموتريتش ووزير أمنه بن غفير، ومن على شاكلتهما من الذين لا يتورعون في التشجيع على الإرهاب وتشكيل قطعان المستوطنين الإرهابيين وإطلاق يدهم على الفلسطينيين، ولا يجدون رادعا يجعلهم يترددون ولو للحظة في دعوات متكررة بضرب غزة بالنووي وكأنها لم تُستهدف بما يعادل 5 أضعاف القنبلة النووية كالتي أطلقتها حليفتهم أمريكا راعية الإرهاب في العالم على هيروشيما! لا يتحدثون إلا عن تجويع من ينجو من القتل والقصف حتى الموت من سكان غزة ثم تهجير من سيتبقى منهم وإعادة احتلال غزة!

وكما لم أجد في وصف القبح كلمات تعبر عن حقارة حثالة الأمم وخيانة القادة الرمم عجزت أيضا عن وصف أهل غزة وما يجوب في خواطرهم وهم في أهوال أمام أعين عالم لا يستوعبها عقل ولا تداوي جراحها أنهار من الكلمات! من يعيد لهم من تمزقت أجسادهم من فلذات الأكباد؟!

وأخيرا أود أن أقول بصوت أصحاب الضمائر والعقول إلى خدم الصهاينة وعلى الشعوب فحول:

غزة يا خلق فيها ناس
وابن الكلاب في ايده فاس
أحد من ناب الديابة
بيحش روس كل الغلابة
والعرب واقفين معاه
ما هي أمة حكماها الـكلاب
ميشفش ناسها غير عذاب
ملهاش نصيب بين الأمم تتهنى يوم ولا ليها باب
شوفتوا الهباب؟! حتى باب الستر نفسه استكتروه كسروه علينا
الضباع تدخل تنقي كام فريسة
ملهاش تمن في وسط هيصـة
وكمان تقطع فــ الجتت
واللي لسه ابن الشهور
طفل أجمل مــــالزهـور
لموه حتت
وهلما جره.. يا أمة عرة دم ناسها فكل حتة
ارخص ف عين الغرب من مزااااج البسكلتة