مدونات

سؤال يحتاج إجابة عالمية

"هل يمكن لهذا الميزان أن يستمر؟"- الأناضول
ماذا لو قصفت حماس مدرسة في إسرائيل وقتلت معظم طلابها؟ ماذا لو تم تدمير كنيسة أو معبد (أي دور عبادة) وفيهما المصلين؟ ماذا سيكون رد الفعل العالمي؟

هل المسلمون أقل من البشر كما يدعي الصهاينة؟ هل نحن أمة بلا تاريخ وبالتالي لا يخشاها أحد؟ هل نحن لو فعلنا ما يُفعل بنا وقتلنا أبرياء في المدارس ودور العبادة والمستشفيات هل يكون مقبولا ويمر مرور الكرام؟ أم سيقال الهمج المتوحشون قتلوا الأبرياء وذبحوا المصلين العبّاد؟

هل يمكن لهذا الميزان أن يستمر؟ إن الخلل الحادث في مسار هذا العالم لا يمكن قبوله تحت أي زعم، وإن الصمت على ما يحدث في غزة وما سبق وحدث في أماكن يقطنها مسلمون في كل مكان، لا يمكن أن يُترك هكذا، ولن يمر مرور الكرام.

الأمة المسلمة الحقيقية وصفها الله جل في علاه بقوله: "كنتم خير أمة أُخرجت للناس"، وخيرية الأمة ليست بالتسامح فقط بل بالقوة، والقرآن الكريم صريح، ويقول: "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".

ويقول: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا".

بالنسبة للمسلمين هنا اللحظة الفارقة التي بها يتمايز الناس ما بين إنسان عاقل يملك الشعور والإحساس وفطرته تأمره أن يدافع عن نفسه وعن حق الحياة، لأن ما يحدث هناك اليوم قد يحدث هنا غدا، وأن من خططوا بالأمس واليوم من أعداء الأمة هم من سيخططون لها غدا، أو أن يفقد المسلم إسلامه وإنسانيته ويصمت ويشاهد ويمصمص الشفاه ويجلس حزينا بعض الوقت، لينتهي به المطاف كائنا من كان أن يذوق من نفس المر، ومن نفس الكأس الذي شاهده ولم يفعل شيئا.

وفي هذه الحالة ستجد أعداء الإسلام أكثر تطاولا على أمة الإسلام وأكثر ضراوة في ذبحهم من وريد لوريد. وليس عليهم في الأمر إلا أنهم فاقدو الإنسانية من البداية، ولم يشاهدوا يوما في حياتهم الحالية أن المسلمين يستطيعون الرد، وأنهم يمكن أن يُؤلموا من أصابهم بالألم يوما ما.

تخيل شخصا يقدم على قتل شخص وهو متوقع أنه سيلقى نفس المصير يوما ما، أو شخص يعذب شخصا وهو يعلم أنه سيُعذب بنفس الوسيلة. لو وصل هذا التخيل إلى عقل أي منهم، فلن يجرؤ على فعلته وسيراجع نفسه ألف مرة قبل أن يصيب عدوه.

أما رسالتي لمن يمارسون هذا العدوان ومن يؤيدونهم، فاعلموا أنه حتى لو خارت عزيمة 90 في المئة من هذه الأمة، فإن الباقين كفيلون أن يردوا لكم الصاع صاعين.

وإن الصامتين سيثورون يوما ما، وإنكم ستتجرعون نفس المرارة يوما ما، وهنا يختل ميزان الحياة.

نقولها لكم: اجعلوها بأيديكم بدلا من أن تصل إليكم وفيها ما فيها من الألم.