قالت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، إن مبادرة المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين
يوسف ندا لحل الأزمة بمصر تعبر عنه بصفته الشخصية، مشيرة إلى أن الجماعة ترحب بأي مبادرة تدعم الخيار الثوري.
وقال المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين محمد منتصر، إن موقف الجماعة واضح تجاه أي مبادرة تخرج من أي طرف؛ مؤكدا على ترحيبها بأي مبادرة تدعم الخيار الثوري، وتؤسس لاستعادة الشرعية والقصاص للشهداء ومحاسبة كل من تورط في
الانقلاب أو في الدماء، ذاكرا أن معايير قبول أو رفض أي مبادرة قائمة على مدى اتفاقها مع الثورة وأهدافها، وهذا ما ينطبق على مبادرة ندا وغيرها من المبادرات.
وأشار منتصر في تصريحات خاصة لــ"
عربي21"، إلى أن "مبادرة الأستاذ ندا تعبر فقط عن وجهة نظر صاحبها، بكل ما له من ثقل وتاريخ في حل المنازعات الدولية والأزمات الكبرى، وهو شخص محل اعتبار من الجميع، إلا أن جماعة الإخوان لا تطرح مبادرات لحل الأزمة، بل تنتج رؤية لإنهاء الانقلاب وانتصار الثورة".
وأكد منتصر أن لا خيار لدى جماعة الإخوان المسلمين إلا إسقاط الانقلاب والتمكين للثورة الكاملة، وأن أي رؤية تنتجها الجماعة ستطرح بالمشاركة مع القوى الثورية الفاعلة في التحالف الوطني لدعم الشرعية ومن خلال منافذها الرسمية.
وتابع المتحدث باسم جماعة الإخوان في تصريحاته لـ"
عربي21": "نريد أن نحرر بعض المفاهيم، الثورة
المصرية لا تواجه
السيسي فقط كشخص، بل تواجه انقلابا عسكريا له عدة جهات، وقوامه الأساسي الثورة المضادة التي قامت لتهدم ثورة 25 يناير، وثورتنا لا تعرف المصالحة، ولكنها تعرف الانتصار، فستنتصر الثورة على السيسي وأعوانه وكل من مهد لانقلابه العسكري".
وأكد منتصر أن "الثورة المصرية لا تقف عند جماعة الإخوان المسلمين لكونهم في قلب التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يقود العمل الثوري في مصر في الوقت الراهن، وأن هناك العديد من الفصائل والشرائح الاجتماعية تشارك في هذه الثورة"، مضيفا أنه "أصبح لكل عائلة في مصر شهيد أو معتقل أو مختف قسريا، أو شخص غارق بالديون بسبب سياسات الانقلاب الاقتصادية التي أفقرت هذا الشعب".
وأشار إلى أن الحديث عن المصالحة حديث غير واقعي، قائلا: "من هي الأطراف التي ستتصالح؟أتتصالح أسر الشهداء مع من قتلوهم؟ أيتصالح الشعب الفقير الجائع مع من أفقره وسرق قوت يومه وهدم مشاريعه؟.. مصر بها ثورة قوية وصلبة، لن تتراجع قبل أن تحقق كافة أهدافها بإسقاط الانقلاب وتطهير الوطن من الخونة والفاسدين والدولة العميقة".
وحول طبيعة المصالحة التي يمكن أن ترضي الجماعة، أكد منتصر على ترحيبه "بأي مبادرة تدعم الثورة وتؤسس لاستعادة الشرعية والقصاص للشهداء ومحاسبة كل من تورط في الانقلاب أو في الدماء"، وأوضح بشكل قاطع، أن "الإخوان ليسوا قوة المعارضة الوحيدة، بل هم والثوار على الأرض من يمثلون الشرعية بكونهم الداعمين للرئيس الشرعي المنتخب، بعد أن اغتصب الانقلاب حق هذا الشعب في أن يكون له رئيس منتخب وحياة ديمقراطية حقيقية".