ملفات وتقارير

صحفيان مؤيدان للسيسي: الزند وخيبتك فراق بيننا وبينك

فقد السيسي اثنين من أهم الكتاب المؤيدين له - أ ف ب
فقد السيسي اثنين من أهم الكتاب المؤيدين له - أ ف ب
يوما بعد يوم تتراجع مساحات تأييد الكتاب والصحفيين والإعلاميين لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، نتيجة سياساته، وسوء إدارته للدولة.

وخلال الساعات الأخيرة فقد السيسي اثنين من أهم الكتاب المؤيدين له، كانا يحظيان باحترام كبير في الوسط الصحفي المصري، هما جمال الجمل، ومجدي شندي.. وذلك على خلفية امتعاض الأول من اختيار السيسي للمستشار أحمد الزند وزيرا للعدل، وغضب الثاني من "سوء أداء السيسي في الحكم"، الذي أطلق عليه وصف "الخيبة"، مؤكدا أن "الرضا عن أداء السيسي وحكومته يكاد يصل إلى الحضيض"، وفق قوله.

جمال الجمل: انعم بزندك

وتحت عنوان: "أيها الرئيس: الزند فراق بيني وبينك"، كتب الأول مقالا بجريدة "المصري اليوم"، الخميس، وجه فيه رسالة شديدة اللهجة إلى السيسي، اختتمها بقوله: "أيها الرئيس.. انعم بزندك، هذا فراق بيني وبينك".

وفي البداية قال الجمل: "الزند وزير وزكريا عبدالعزيز متهما.. هكذا يمضي حال العدل والقضاء في بلد الثورتين".

وعلق: "إذن، فلتسقط الحكمة، ويعلن الصابرون يأسهم من انتظار ما لن يجيء، فالعدل من العنوان يبان، ومن الوزير نعرف السلطان، والحكم مهما تخفى بوعود المستقبل فهو يتشكل دائما على شاكلة الأعوان".

وأضاف: "نحن لن نجني من الشوك العنب.. والزند شوك يا سيادة الرئيس.. الظلم شوك.. الفساد شوك.. العنف شوك.. الجهل شوك.. الإهمال شوك.. الغطرسة شوك.. ذئاب الإعلام شوك.. نعاج الإعلام شوك.. بلادة البيروقراطية شوك.. تفكك النسيج الاجتماعي شوك.. ضعف الأحزاب شوك.. تجاهل مشاعر الشعب شوك.. إهانة مبادئ الثورة شوك".

واستطرد الجمل: "لقد وعدنا السيسي بالعنب، فصبرنا وتحملنا، حتى يستأصل شوك النظام القديم، ويزرع مكانه فواكه الثورة، فإذا بالشوك ينتشر ويتوغل ويستمر، والسيسي يستهين بتعهداته، فيقبل باستقالة الناطق باسم جمعية المنتفعين بالتوريث في مجال القضاء، ويعين مكانه عراب التوريث".

ومنتقدا طريقة السيسي في إدارة الدولة، قال الجمل: "لا أعترض على الزند بشخصه، فالشخص لا يعنيني، ولا ألتفت إليه، ما يعنيني هو تدني المستوى، ما يعنيني أن تفسح دولة السيسي مكانا لأمثال محمد فودة، ومرتضى منصور، وأحمد موسى، وسما المصري، وريهام سعيد.. ما يعنيني أن يقبل السيسي حوله أمثال الزند، في وقت نريد فيه أن نشعر بالتغيير نحو الأفضل، والاقتراب، ولو ببطء، من دولة الثورة"، على حد قوله.

واختتم مقاله ساخرا: "أيها الرئيس.. انعم بزندك، هذا فراق بيني وبينك".

مجدي شندي: قلقي وانزعاجي من خيبة الأمل فيك

أما مجدي شندي رئيس تحرير جريدة "المشهد"، وهو من أشد مؤيدي السيسي وانقلابه، فقد كتب مقالا في العدد الأخير من جريدته الأسبوعية، تحت عنوان "تداعيات النزيف الرئاسي"، قال فيه: "لا أستطيع أن أخفي قلقي وانزعاجي من التآكل اليومي لشرعية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما يبديه من عجز عن وقف هذا التآكل الذي يهدد بدوامة جديدة لا تحتملها مصر في الظرف الراهن".

وأضاف: "الرجل خيب الآمال، حين لم يراجع أوضاع السجون والمعتقلات ليخرج منها الأبرياء، وبينهم عشرات الصحفيين، خيب الآمال حين بدد الورقة التي صعدت به إلى السلطة، وهي حلفاء 30 يونيو الذين تم دفعهم إلى الهامش، فلم يعد لهم في الحياة السياسية، ولا في دوائر صنع القرار".

وواصل: "خيب الآمال حين لم يوفر ضمانات نزاهة القضاء واستقلاله، عبر الرضا عن أحكام تبرئ المتهمين من رموز النظام السابق، وتدين الأبرياء لمجرد أنهم خصوم سياسيون، خيب الآمال حين صدق على أحكام بالإعدام دون أن يطمئن إلى سلامة إجراءات التقاضي ونزاهة القضاء، صحيح أن الأحكام قد تكون صدرت كنوع من تقرب القضاة للنظام، لكن الرضا عن الأحكام المسيسة يقود البلاد إلى جهنم".

وتابع شندي: "خيب السيسي الآمال حين ترك للشرطة أن تفعل ما يحلو لها دون مراجعة، فتعتقل من تعتقل، وتعذب من تعذب، وتلفق من التقارير ما تلفق، وتعود للرشوة، واستغلال النفوذ رغم تضخم مرتبات العاملين فيها، خيب الآمال حين أصدر قوانين متعجلة، ورفض مراجعة قوانين تكرس للاستبداد، خيب الآمال حين قرب نفس الوجوه الكالحة، ونفس الأيادي الملوثة التي أسقطت نظام مبارك، رغم تشدق المحيطين به أنهم يدبرون له المكائد، ولا يريدون لتجربته النجاح".

واستطرد الكاتب: "قبل عام من الآن كانت شعبية السيسي في ذروتها باستثناء فصيل يناصبه العداء مهما فعل، وسواء أخطأ أم أصاب.. اليوم هناك نزيف يومي.. فالرضا عن أداء السيسي وحكومته يكاد يصل إلى الحضيض باستثناء فئة استفادت أو استمرت امتيازاتها السابقة في عهده، وما لم يوضع حد لهذا النزيف فإن مصر مرشحة لدخول حالة من اللا استقرار قد تطول أو تقصر".

والأمر هكذا، شدد شندي في ختام مقاله على أن: "حاجز الخوف من السلطة انكسر، ومن ثم فإن الردة لما قبل 25 يناير نوع من التغابي السياسي الذي لا تحمد عقباه، وتبني أحلام الناس التي ثاروا من أجلها الطريق الوحيد للنجاة".

مش هنبقى "قد الدنيا"

وكان الدكتور معتز بالله عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وهو من أشد مؤيدي السيسي والانقلاب، كتب مقالا بعنوان "مش هنبقى "قد الدنيا"، بجريدة الوطن 7 أيار/ مايو الجاري، قال فيه: "عندي خبر مزعج، مش هنبقى "قد الدنيا"، لأننا مش عارفين نبقى "زي الدنيا" الأول، وبعدها نبقى "قد الدنيا"، وفق قوله.

وسارع عبدالفتاح بالقفز من سفينة السيسي، قائلا: "أستأذنك يا ريس.. أنا خلاص معارض للطريقة التى تدير بيها البلاد، وحاسس إنك رُحت بعييييييد قوي عن النقطة التي بدأت منها، ومع ذلك، لو وجدت من قراراتك خيرا، فسأكون أول المهنئين".

وقال مراقبون إن انقلاب كتاب وصحفيين مؤيدين للسيسي عليه، يكاد يتحول إلى ظاهرة مضطردة، مؤكدين أنها ربما تكون ناتجة عن يقظة الضمير، أو قفزا من سفينة السيسي الغارقة، أو بحثا عن مساحة جديدة للكتابة المتحررة من عبء تأييد السيسي، خاصة بعد الكوارث التي ارتكبها منذ انقلابه في الثالث من تموز/ يوليو 2013.
التعليقات (2)
محسن قاسم
الأحد، 24-05-2015 05:40 م
يبدو ان حرية الاقلام قد عادت الي صحفنا
جمبولا
الخميس، 21-05-2015 10:44 م
الفئران تقفز من الشغينة الغارقة ..الحمد لله رب العالمين ..هؤلاء الصحفيون لهم عيون وأذان في كل مكان وقد أيقنوا بما لايدع مجال للشك بغرق سفينة السيسي فبدأوا بالقفز منها