صحافة دولية

إندبندنت: وباء "كورونا" لم يوقف الحرب المستمرة بليبيا

إندبندنت: احتمال تفشي الوباء لم يكن كافيا لمنع تصعيد كبير في الحرب الأهلية القائمة في ليبيا- أ ف ب
إندبندنت: احتمال تفشي الوباء لم يكن كافيا لمنع تصعيد كبير في الحرب الأهلية القائمة في ليبيا- أ ف ب

نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلها بورزو داراغاهي، يقول فيه إن الحكومة المعترف بها دوليا أعلنت عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا، إلا أن احتمال تفشي الوباء لم يكن كافيا لمنع تصعيد كبير في الحرب الأهلية القائمة.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن قوات أمير الحرب المدعوم من الإمارات، خليفة حفتر، قامت بقصف العاصمة من الجو، فيما قامت قوات الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس بالتقدم نحو قاعدة جوية مهمة، حتى مع دعوة الوسطاء الدوليين إلى وقف لإطلاق النار بسبب تهديد فيروس كورونا في أنحاء العالم.

ويورد داراغاهي نقلا عن الباحث في معهد صادق، وهو معهد فكري ليبي، أنس القماطي، قوله: "كلا الجانبين يستغلان فيروس كورونا.. وكان هناك استهداف شبه متعمد للمدنيين من جانب حفتر".

وتلفت الصحيفة إلى أن الحالة الأولى المؤكدة لكوفيد-19 كانت لرجل عاد إلى ليبيا من السعودية في 5 آذار/ مارس، بحسب ما قاله المسؤولون الصحيون في حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، مشيرة إلى أنه يخضع الآن للحجر الصحي ويتلقى العلاج.

ويفيد التقرير بأن ليبيا مزقتها حرب أهلية طويلة، بين قوات حفتر في الشرق، التي تدعمها الإمارات ومصر وفرنسا وروسيا ضد الحكومة في طرابلس، التي تدعمها تركيا. 

وينوه الكاتب إلى أن حفتر شن هجوما مفاجئا على العاصمة، قبل عام تقريبا، محاولا السيطرة عليها بسرعة، لكن هجومه تسبب في حشد المليشيات في غرب ليبيا إلى جانب حكومة رئيس الوزراء فايز السراج، مشيرا إلى أن الحرب المستمرة، التي لا تبدو لها نهاية في الأفق، قتل فيها ما لا يقل عن 2200 شخص، فيما نزح حوالي 150 ألف شخص.

وتذكر الصحيفة أن مسؤولي الصحة الدوليين ومسؤولي الإغاثة يخشون من أن تفشي كوفيد-19 في البلد قد يؤدي إلى كارثة للمدنيين الليبيين وعشرات آلاف المهاجرين في البلد، مشيرة إلى أن البلد، الذي يعيش حالة حرب على مدى أكثر من تسعة أعوام، تدهورت فيه أوضاع المستشفيات، فيما هرب عدد من الأطباء من البلد.

وينقل التقرير عن توم هيل، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية يهتم في منطقة شمال أفريقيا، ويعمل الآن في معهد السلام الأمريكي، قوله: "لقد دمرت الحرب الأهلية البنية التحتية ومؤسسات الدولة، بما في ذلك قطاع الصحة.. وتبدو إمكانية تعامل البلد مع جائحة غير محتملة". 

ويقول داراغاهي إن الخبراء يتوقعون بأن هناك حالات إصابة بفيروس كورونا أكثر من حالة الشخص الذي أخبرت عنه الحكومة، فهناك شائعات بأن العمال المصريين أدخلوا الفيروس إلى شرق ليبيا، بالإضافة إلى أن العديد من الليبيين أعلنوا على مواقع التواصل الاجتماعي بأن هناك حالات يظنون أنها كوفيد-19، مشيرا إلى أن البلد لا يملك إمكانيات كبيرة لفحص الإصابة بالفيروس، أو لتشخيص مرض كوفيد-19.

وتبين الصحيفة أنه لمنع انتشار المرض، فإن السلطات في شرق ليبيا أعلنت منعا للتجول ليلا منذ 18 آذار/ مارس، تبعه فرض قيود على غرب ليبيا في 22 آذار/ مارس.

وبحسب التقرير، فإن الأمم المتحدة أقنعت الجانبين لتقدير فكرة "توقف إنساني" عن القتال في 21 آذار/ مارس، إلا أن القتال تصاعد، وقامت القوات الموالية للسراج بمهاجمة قاعدة "الوطية" الجوية خارج العاصمة، واستولت على أجزاء من القاعدة التي يستخدمها حفتر وحلفاؤه الإماراتيون لشن هجماتهم الجوية، ورد حفتر بشن هجمات جوية ومدفعية وصاروخية على طرابلس، حيث تحدث السكان عن أسوأ قصف يمر عليهم خلال أسابيع.

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول القماطي: "تهدف هذه الاستراتيجية إلى إحداث حجم كبير من الضغط.. فيستهدفون بيوت المدنيين في وقت أخبر فيه المدنيون بأن يعزلوا أنفسهم ويبقوا في بيوتهم".


لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)