صحافة دولية

بوليتكو: على ماذا سيحصل ترامب مقابل صورته مع السيسي؟

بوليتكو: صورة السيسي في البيت الأبيض يجب ألا تكون نهاية في حد ذاتها- أرشيفية
نشر موقع "بوليتكو" مقالا مشتركا لكل من الزميل الباحث في برنامج مكافحة التطرف في جامعة جورج واشنطن مختار عواد، ودانيال بينيام وبريان كاتوليس من مركز التقدم الأمريكي، حول زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن.

ويقول الباحثون إن "البيت الأبيض سيقدم للسيسي ما رغب به، فمن خلال توجيه الدعوة له فإن ترامب، بحسب مسؤولين مصريين، يقدم مصادقة أمريكية للسيسي وللحرب التي يخوضها ضد الإرهاب، بالإضافة إلى أن الرئيس الأمريكي جائع لهذه المناسبة، حيث سيحصل على تعاون مع زعيم عربي، لكنه رجل يحب الصفقات، ويجب أن تكون مهمته مع السيسي هي التوضيح له ماذا يمكن للسيسي أن يقدم له، وبالتالي ما يمكن أن تقدمه أمريكا في المقابل".

ويضيف الكتّاب: "عندما جلسنا مع الرئيس المصري في الصيف الماضي، فإنه وصف التهديد الإرهابي بأنه تهديد وجودي، وقال: (لو سقطت مصر فإن العالم كله سيسقط)، وأضاف: (لو كان هناك واحد من كل ألف مصري تكفيري، فسيكون هناك 90 ألف آلة قتل، كل واحد يريد قتل الشخص الواقف أمامه قبل أن يموت)".

ويعلق الكتاب قائلين إن "السيسي كان راغبا بالمساعدة، وبدعم المجتمع الدولي، إلا أن أوباما رفض منحه إياها، ويشعر المسؤولون المصريون أنهم محاصرون مما يقولون إنها ثلاث حروب: تهديد تنظيم الدولة في سيناء، والفوضى المتزايدة في ليبيا، وظهور جماعات عنف داخل مصر، بما فيها بعض الجماعات التي يقولون إنها مرتبطة بالإخوان المسلمين، ويزعمون أنه دون الدعم الأمريكي، فإن الخطر سيصبح أكبر، وسيقوض استقرار مصر والمنطقة بشكل عام".

ويقول الباحثون: "السؤال هو كيف سيحول ترامب (الكيمياء الجيدة) بينه وبين السيسي إلى تعاون في الموضوع الذي جعله مركز سياسته الخارجية: هزيمة الإرهاب، ومن هنا فإنه لإعادة العلاقات لطبيعتها مع مصر فإنه يجب على ترامب الطلب منها، كما طلب من الحلفاء في أوروبا وآسيا: طلب المزيد مقابل الخدمات التي سيقدمها".

ويعلق الكتّاب قائلين إن "العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر يسيطر عليها البعد العسكري دائما، إلا أن الاضطرابات التي مرت بها مصر في السنوات الماضية وترت العلاقات بينهما، مع أن الجيش الأمريكي أكد أهمية مصر وأنه لا يمكن إهمالها- موقعها الاستراتيجي، وعدد سكانها البالغ 90 مليون نسمة، وعلاقتها التاريخية مع الجماعات الجهادية، ولهذا فهي شريك مهم في أي استراتيجية لمواجهة الإرهاب".

ويجد الكتّاب أنه "يمكن لترامب والسيسي تعميق العلاقات العسكرية بين البلدين، ويجب التأكد أنها تركز على التهديدات الحالية والمستقبلية، وهذا يقتضي إعادة تعديل العلاقات الأمنية والترتيبات التي لا تزال تمت إلى الماضي، حيث فشل الجيش المصري في إصلاح نفسه بالطريقة التي تريدها واشنطن، وبحيث يكون قوة قادرة على مكافحة الإرهاب".

ويشير الباحثون إلى أن "إدارة أوباما ركزت على أربعة أعمدة تضمنتها المساعدة السنوية المقدمة لمصر، وقيمتها 1.3 مليار دولار، وهي: مكافحة الإرهاب، وتأمين شبه جزيرة سيناء، وحماية الممر البحري قناة السويس الحيوي للملاحة الدولية، وحماية الحدود التي يسهل اختراقها، ويجب على ترامب الحفاظ على هذه الأولويات مع إضافة خامسة: تحسين تدريب الجيش المصري في عمليات القوات الخاصة ومكافحة التمرد".

ويستدرك الكتّاب بأنه "على الرغم من الاضطرابات التي شهدتها العلاقات الأمريكية المصرية في السنوات الماضية، إلا أن التعاون العسكري ظل مستمرا مع وجود بعض المجالات العسكرية التي لم تتطور، أو لا تزال مغلقة، مثل مواجهة القنابل المصنعة محليا، وتطبيق عقيدة قتالية معقولة لمكافحة الجماعات الجهادية في سيناء، ولدى الولايات المتحدة خبرة جيدة في هذا المجال بسبب الحروب في العراق وافغانستان ومستعدة للمشاركة فيها مع الشركاء الراغبين".
 
ويتحدث الباحثون الثلاثة عن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، حيث يمكن أن يفتح السيسي هذا الملف، ويرون أن إدارة أوباما توقفت عن متابعة الموضوع، ومن الحكمة الاستمرار في هذا الموقف، ويقولون إنه "يجب الضغط على القاهرة لتقدم أدلة مناسبة، ورغم أن الإخوان المسلمين ليست جماعة صديقة للولايات المتحدة، إلا أن التصنيف الإرهابي يجب أن يركز على الجماعات المتورطة في أعمال إرهابية، وتحديد هذا يعود إلى الوكالات الأمنية لا المعلقين الأيديولوجيين، وحتى لو اتفق ترامب مع السيسي حول الرأي من الإخوان المسلمين، إلا أن هذا لا يلغي طرح أسئلة حول فعالية استراتيجية مكافحة الإرهاب، التي تمارسها مصر، وسجلها في انتهاكات حقوق الإنسان".

ويعتقد الكتّاب أن "خطاب السيسي حول التطرف قد يمنح مجالا للتعاون، فقد تحدث عن رغبته في مواجهة التطرف وخطابه والترويج للاعتدال، ويمكن للولايات المتحدة المساعدة في بناء أجندة شاملة، تشمل برامج تطوير اقتصادي للمجتمعات التي تواجه مخاطر وتطوير مجال الإنترنت، وإيصال رسائل الشيوخ الذين يحاولون مواجهة أيديولوجية التطرف عبر الإنترنت، وتطوير مهنية وزارة الداخلية، ومعالجة الظروف في السجون لمواجهة التشدد فيها، ومن أجل أن تثمر سياسة ترامب في مكافحة الإرهاب، يجب عليه معالجة القمع السياسي وطريقة معاملة المواطنين المحتجزين". 

ويلفت الكتّاب إلى أنه "يجب طرح موضوع المواطنة الأمريكية آية حجازي إن أراد ترامب الحصول على دعم واسعة لنهجه". 

ويخلص الباحثون إلى القول إن "صورة في البيت الأبيض يجب ألا تكون نهاية في حد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق نتائج ملموسة تؤمن مصالح الولايات المتحدة، وتساعد على تقدم مصر، ولا يهم ما سيتحدث عنه الرئيسان يوم الاثنين، بل في متابعة حكومتي البلدين".