كشفت صحيفة "
وول ستريت جورنال"، الأربعاء، عن مساعي دولة
الاحتلال الإسرائيلي الضغط على القوى العالمية لمنع إعادة بناء سورية موحدة تحت حكم الإدارة الجديدة في دمشق، مشيرة إلى عزم "إسرائيل" إنفاق أكثر من مليار دولار لمساعدة الدروز.
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل تضغط على القوى العالمية بشأن فكرة جعل الدولة الجديدة الناشئة في
سوريا نظاما فيدراليا من مناطق الحكم الذاتي العرقي، مع جعل المناطق الحدودية الجنوبية من قبل إسرائيل منزوعة السلاح، وهي فكرة رفضتها حكومة دمشق".
وأضافت في تقرير حمل عنوان "إسرائيل ترى تهديدا متزايدا في الإسلاميين الذين يحاولون توحيد سوريا"، أنه "لمدة عقدين من الزمن، كان جار إسرائيل المباشر هو بشار الأسد. الآن، تحاول إسرائيل تحييد ما يراه المسؤولون الأمنيون تهديدا: الإسلاميون المدعومون من تركيا الذين يحاولون توحيد سوريا".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم "لا يثقون" بالرئيس السوري أحمد
الشرع.
ولفتت إلى أن "إسرائيل ستنفق أكثر من مليار دولار لمساعدة الدروز في شمال إسرائيل، في خطوة وصفها محللو الأمن بأنها محاولة لإقناع الأقلية للمساعدة في إقناع دروز سوريا برفض الحكومة الجديدة".
في المقابل، أوضحت الصحيفة أن "بعض قادة المجتمع الدرزي في سوريا يعبرون عن قلقهم من أن الأهداف الإقليمية طويلة المدى لإسرائيل قد تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في سوريا، وتعمق الانقسامات داخل مجتمعاتها، ما قد يزيد من الفوضى على طول حدود إسرائيل".
ونقلت عن ليث البلعوس، أحد قادة الجماعات الدرزية البارزين في
السويداء جنوبي سوريا، قوله إن "موقفنا واضح. نحن لا نريد الحرب، ولا نريد لسوريا أن تصبح طائفية".
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق ورئيس مركز دراسات أمني في إسرائيل، أمير أفيفي، "يجب على إسرائيل بناء تحالف مع الدروز لإنشاء عمق استراتيجي في سوريا".
وكان وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، قال في تصريحات صحفية سابقة، إنه "لا يمكن أن تكون سوريا مستقرة إلا إذا كانت فيدرالية تضم مناطق حكم ذاتي مختلفة".
وأوضح محللون تحدثوا إلى الصحيفة أن رؤية دولة الاحتلال الإسرائيلي "قد تؤدي إلى إبقاء سوريا ضعيفة ومنقسمة، وقد يكون لذلك عواقب عكسية".