فيما يشكل صفعة مدوية لمصداقية الولايات المتحدة كوسيط في المفاوضات، أعلن وزير الإسكان
الإسرائيلي أوري أرئيل أن القرار الأخير الذي اتخذته حكومته بالشروع في بناء مئات الوحدات السكنية في القدس وبمستوطنات الضفة الغربية تم بعلم وموافقة وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري.
ونقلت شبكة الإذاعة العبرية الثانية صباح اليوم الثلاثاء عن أرئيل قوله أن كيري أبدى تفهماً للقرار الإسرائيلي، مشدداً على أن حكومته ستواصل البناء في جميع أرجاء الضفة الغربية.
ويذكر أن أرئيل قال في تصريح سابق أن لديه مخططات للبناء في المستوطنات لمدة 50 عاماً.
وعلى الرغم من من بادرة حسن النية التي أبداها كيري تجاه "إسرائيل"، إلا أن وزير الحرب موشيه يعلون شن هجوماً عنيفاً عليه، متهماً إياه بـ "الهاذي".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء عن يعلون اتهامه لكيري في جلسة مغلقة بأنه يهدد مصالح "إسرائيل" الحيوية من أجل أن يفوز بجائزة نوبل للسلام، مطالباً إياه بأن يترك إسرائيل وشأنها.
وأردف يعلون قائلاً: "خطة كيري لا تضمن السلام ولا الأمن، فالفلسطينيون بإمكانهم أن يهددوا مطار بن غوريون ونتنانيا من خلال تواجدهم في الضفة الغربية، سيما في غور الأردن".
وشدد يعلون على أن "إسرائيل" تصر على التواجد في غور الأردن بشكل دائم لتأمين عمقها الداخلي، مشدداً على أنه لا يمكن التراجع عن هذا الموقف.
وفي ذات السياق، أوضح وزير الاقتصاد نفتالي بنات رئيس حزب "البيت اليهودي" أن "إسرائيل" مطالبة بفرض السيادة "الإسرائيلية" على مناطق "ج"، التي تمثل 70% من مساحة الضفة الغربية، والسماح للفلسطينيين بإقامة حكم ذاتي في بقية المناطق.
وفي مقابلة أجرته معه الإذاعة العبرية صباح اليوم الثلاثاء، أوضح بنات أن "إسرائيل" لا يمكنها منح
الفلسطينيين الحق في إقامة دولة وتمكينهم من أية صلاحيات أمنية في أية بقعة في الضفة الغربية.
واستدرك بنات قائلاً: "كل المؤشرات تدلل على أن الحديث يدور عن محاولات يائسة لن تفضي إلى أي تقدم "، مشيراً إلى أن الأمريكيين " يدركون في قرارة أنفسهم أن التوصل لتسوية سياسية للصراع القائم أمر مستحيل في ظل هذه الظروف".
وفي سياق متصل، كشف تشيكو منشه، المراسل السياسي للإذاعة العبرية النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطبق خطة لخداع الأمريكيين عبر دفعه شركاءه في اليمين المتطرف للتهديد بالانسحاب من الحكومة في حال وافق على التعاطي مع خطة كيري.
وأوضح منشه أن نتنياهو هو الذي بادر لمطالبة حزب "البيت اليهودي" وقادة الجناح الأكثر تطرفاً في حزب الليكود للتهديد بالانسحاب من الحكومة في حال تم التعاطي مع الخطة الأمريكية.
وأشار منشه إلى أن نتنياهو يريد إيصال رسالة للأمريكيين من خلال هذه التهديدات مفادها أنه لا يمكنه التجاوب من مقترحاته لأنه سيخسر ائتلافه الحاكم فوراً.
ونوه منشه إلى أن الجميع يعلم أن التهديدات بترك الحكومة "فارغة"، منوهاً إلى أن نتيناهو بإمكانه أن يضم حزب العمل ويضمن بذلك تواصل حكمه.
وفي سياق مختلف، وفيما يعد تواصلاً لانتهاكات حقوق الفلسطينيين الأساسية، أصدر قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال نيتسال ألون قرارا يحظر بموجبه على الفلسطينيين في الضفة الغربية تقديم التماسات للمحاكمة العسكرية قد قيام الجيش بمصادرة ممتلكاتهم الخاصة.
وذكرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن قرار نيتسان جاء ليمنع المحاكم العسكرية من بحث الالتماسات التي يقدمها الفلسطينيون ضد قرارات مصادرة ممتلكاتهم.
وعلى الرغم من أنه لم يحدث أن أمرت محكمة عسكرية بإعادة ممتلكات الفلسطينيين المسلوبة من قبل جيش الاحتلال، إلا أن قرار نيتسان يدلل على أن "إسرائيل" تعد الأرضية القانونية لاستباحة ممتلكات الفلسطينيين.