تكشف التطورات السياسية داخل
الاحتلال الإسرائيلي عن عمق الأزمة القيادية، ما زاد من الأصوات المطالبة بعدم ضرورة أن يكون الزعيم المطلوب لإنقاذ الدولة متوافقا مع وجهات نظر جميع الإسرائيليين، ولا يلزم أن يكون لديه كاريزما وقدرة بلاغية ممتازة، وليس بالضروري أن يكون عسكريا ممتازا أو محاميا من الطراز الأول، فقط أن يكون حريصا على الدولة التي تتهاوى، ولا تجد من يكبح جماح تهاويها إلى المنحدر الزلق.
وقال الكاتب في صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، موتي شكلار، إنه "مع مرور الوقت، يدرك الإسرائيليون أن الخلافات بينهم أصبحت أقوى، ولم يعد هناك تقريبا أي قضية لا تعتمد على خلاف لحلّها، ما يستدعي إيجاد قيادة مختلفة لهم، تعمل على انتشالهم من هذه الحفرة العميقة، وتعمل على إدارة التقاطعات الأساسية لوجودهم، دون أن تحوز بالضرورة كاريزما، ولديها مهارات ممتازة ، فقط ما يجب أن يقلقه هو مصلحة الدولة".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف شكلار، في مقال ترجمته "عربي21"، أن "مثل هذه الزعامة باتت ضرورية للدولة أكثر من أي شيء آخر، ومن المؤسف أننا لا نملك قادة قادرين على بناء روح مشتركة بين الإسرائيليين، حتى أفضلهم لا ينظرون للأعلى، بل نحو مصالحهم الخاصة فقط".
وضرب على ذلك مثالا بـ"الوزير المُقال يوآف غالانت، الطامح لقيادة الدولة، وأثبت ذلك بالفعل في أثناء الحرب، فزار كل المستوطنات المحيطة، على عكس الوزراء الآخرين، وتحمل اتهامات المستوطنين، لكنه فشل أيضا في الارتقاء لما هو أبعد من الطابق الأول من قصة الحرب، حيث افتقرت كلماته للإجابات عن أسئلة جوهرية، مثل: كيف وصلنا لوضع شاركت فيه أقلية ضئيلة فقط من الجنود في القتال، وكيف يمكن الثقة في زمن الحرب بحكومة لا يشارك أبناء العديد من أعضائها في الجيش".
وذكر أن كلمات غالانت غابت عنها "الروح المتفائلة التي تشجع الشراكة بين الإسرائيليين، وتقوّيها في مواجهة التحديات المقبلة، خاصة في ظل استنزاف قوات الاحتياط".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "انتصار إسرائيل في الحرب أمر مستحيل دون البعد الأخلاقي والروحي، ومن بين جوانب القيادة الأخرى القدرة على تسخير أغلبية الإسرائيليين لمواجهة التحديات، مثل تجديد الحرب وتحرير الأسرى، حيث لا تكفي الأوامر السياسية، واستغلال الأغلبية اليمينية في الكنيست، فالوزراء الذين يدعون لتجديد الحرب، ولا يحاولون إقناع الجمهور بضرورتها وعدالتها، نسوا دروس حرب لبنان الثانية 2006".
وأشار إلى أن "أي زعيم لا بد أن يستشعر نبض جمهوره، وإذا كانت أغلبية الإسرائيليين تؤيد إطلاق سراح المختطفين، فلا بد أن ينتبه لهذا الأمر، وسيكون من الصعب مواجهة التحديات العديدة التي تنتظر دولة الاحتلال دون تغيير نموذج القيادة الحالية، مع الأمل بأن نجد في الانتخابات المقبلة قوى جديدة، مأخوذة من نوع مختلف من المواد القيادية".