في الوقت الذي تعرض فيه حكومة بنيامين نتنياهو المزيد من المطالب التعجيزية، حذر وزير الداخلية "
الإسرائيلي " الأسبق عوزي برعام من أن تل أبيب تحاول أن توظف خطة وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري في طرد فلسطينيي 48.
وفي مقال نشرته صباح الثلاثاء النسخة العبرية لموقع صحيفة "هارتس"، أوضح برعام، الذي كان أحد أبرز قادة حزب العمل المعارض أن إصرار كل من نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان على فكرة تبادل الأراضي يهدف بشكل أساسي إلى التخلص من فلسطينيي 48، وليس لتحقيق تسوية للصراع ".
وفي مقال جاء بعنوان: "ليبرمان يريد الطرد وليس التسوية"، أوضح برعام أن فكرة تبادل الأراضي التي يطالب بها ليبرمان ونتنياهو تقوم على التخلص من منطقتي المثلث ووادي عارة اللتان تضمان النسبة الأكبر من فلسطينيي 48 مقابل ضم مستوطنات الضفة الغربية لإسرائيل.
وفي ذات السياق، نسف نتنياهو صدقية التصريحات التي أدلى بها الاثنين كيري والتي قال فيها إن إسرائيل " وافقت على تنازلات مؤلمة جداً من أجل التوصل لتسوية للصراع ".
في خلال جلسة لكتلة حزب الليكود البرلمانية عقدت الليلة الماضية في ديوانه، تباهى نتنياهو أمام نواب حزبه قائلاً: " رفضنا تفكيك المستوطنات، وسيبقى مستوطننا في الخليل ومحيطها وفي بيت إيل ".
وأضاف نتنياهو: " يدور الحديث عن أجزاء من وطننا، واجبنا وحقنا الحفاظ عليها وتطويرها ".
وفي نفس الجلسة، وفيما يعكس تطرف قادة حزب الليكود الحاكم، أعلنت النائب عن الحزب ميري ريغف أنها ستقدم مشروع قانون للكنيست يلزم رئيس أية حكومة في إسرائيل بعدم التفاوض على القدس وأراضي الضفة الغربية بدون الحصول على تفويض مسبق من الكنيست.
ووجهت ريغف، وهي جنرال في الاحتياط وكانت الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي، حديثها لنتنياهو قائلة: " يتوجب أن يكون واضحاً أن مصير أرضنا يقرره الشعب اليهودي وليس أولئك القابعين في واشنطن ".
وفي أعقاب هذه التصريحات استهجنت رئيسة حركة " ميريتس " زهافا غالؤون " امتداح كيري " لنتنياهو، قائلة إن ما صدر عن نتنياهو يدلل على أنه لم يتنازل عن شئ و" أنه لازال وفياً للخط اليميني المتشدد والهاذي ".
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية صباح الثلاثاء، قالت غالؤون: " نتنياهو شخص جبان، كل ما يعني بقاؤه السياسي في سدة الحكم، هو يخشى من الهاذية ميري ريغف ( نائب ليكودية )، وبالتالي فهو لن يضيع فرصة لتضييع فرصة تحقيق التسوية السياسية ".
وتساءلت جالؤون: " كيف سيتحقق السلام ونتنياهو يصر على الاحتفاظ حتى بالمستوطنات النائية، أية دولة
فلسطينية ستقوم هنا، وكيف سيتم الجسر بين أجزائها ".
وفي سياق متصل، كشف وزير المالية الإسرائيلي الأسبق مئير شطريت النقاب عن أنه التقى مؤخراً بالأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات
السعودية السابق على هامش مؤتمر دولي، حيث تباحثا حول سبل حل الصراع.
وفي مقابلة أجرتها صباح الأربعاء الماضي معه، أشار شطريت، الذي ينتمي لحزب " الحركة " الذي تقوده وزيرة القضاء تسيفي ليفني، المسؤولة عن إدارة
المفاوضات مع السلطة، أن الأمير تركي عاتبه كثيراً لتجاهل رؤساء وزراء إسرائيل مبادرة السلام العربية التي طرحها الملك السعودي عبد الله.
ونقل شطريت عن الفيصل قوله: " شارون وأولمرت ونتنياهو لم يأبها بالمبادرة، كنا نتوقع أن يقوم أحد ما في إسرائيل برفع سماعة التليفون ليتحدث بشأن مصير المبادرة، لكن أحداً لم يفعل ".
وهاجم شطريت، الذي كان وزيراً في حكومتي شارون وأولمرت، تعنت إسرائيل، مشيراً إلى أن المبادرة العربية عرضت على إسرائيل تطبيع كامل ليس مع العالم العربي، بل مع العالم الإسلامي.