عام ثقيل انقضى على سكان قطاع
غزة من القتل
والتدمير والتهجير والتجويع في إبادة جماعية غير مسبوقة في العصر الحديث ترتكب على
رؤوس الأشهاد.
عام كامل مضى على خذلان القريب والبعيد، صمت
وخيانة من دول الإقليم، تنديدات فارغة لذر الرماد في العيون والمطبعون منهم لا
يعنيهم الأمر مطلقًا، بل لم يدخروا وسيلة لدعم هذا الكيان الفاشي لإتمام مهمته.
عام كامل مضى ودول الغرب الاستعماري بقيادة
الولايات المتحدة الأمريكية لا زالت تؤمن بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، لم
يدخروا أي وسيلة لدعم جرائم
الاحتلال فأمدوا الكيان بكافة أنواع الأسلحة الفتاكة،
وشاركوا عبر قواعدهم وبوارجهم بحماية ظهر الاحتلال وسيروا طائرات التجسس لجمع
معلومات استفاد منها الاحتلال في حرب الإبادة.
خلال العام الدموي فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار واحد يلزم الاحتلال بوقف مذابحه، وتحول شرطي العالم الذي يسيطر عليه
الفيتو الأمريكي إلى منصة لتبادل الخطابات الفارغة.
خلال عام الإبادة الجماعية ماذا أحدثكم عن سلوك مدعي عام المحكمة الجنائية المشين عندما تجاهل ما يحدث وأعلن بوقت متأخر عن طلب من الغرفة التمهيدية لإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت وحتى اللحظة، وبعد انقضاء أربعة شهور على الطلب لم تحرك الغرفة التمهيدية أي ساكن.
خلال العام عقدت الجمعية العامة عدة جلسات
بموجب قرار "متحدون من أجل السلام" لاتخاذ إجراءات فشل مجلس الأمن باتخاذها لكن كل
القرارات التي صدرت عن الجمعية بقيت حبيسة الأدراج كغيرها من قرارات صدرت على مدار
عقود من الصراع.
خلال عام الإبادة الجماعية أصدرت محكمة
العدل الدولية قرارات فيها تدابير احترازية ليس منها وقف إطلاق النار أسوة بالقرار
الذي صدر في قضية أوكرانيا، غير أن كل التدابير الاحترازية المتواضعة التي فرضتها
المحكمة لم تلتزم بها حكومة الاحتلال فاستمر التقتيل والتدمير والتهجير.
خلال هذا العام وعلى وقع توسع المذابح في
كافة أنحاء الأراضي
الفلسطينية صدر قرار استشاري عن محكمة العدل الدولية داعيًا
إلى إنهاء الاحتلال أتبعته الجمعية العامة بقرار يدعو إلى إنهاء الاحتلال خلال 12
شهرا لكن هيهات!
خلال عام الإبادة الجماعية ماذا أحدثكم عن
سلوك مدعي عام المحكمة الجنائية المشين عندما تجاهل ما يحدث وأعلن بوقت متأخر عن
طلب من الغرفة التمهيدية لإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت وحتى اللحظة،
وبعد انقضاء أربعة شهور على الطلب لم تحرك الغرفة التمهيدية أي ساكن.
في الحقيقة العام الذي انقضى عامان، عام
العار الذي كلل الصامتين والمتخاذلين والخونة والداعمين لجرائم الاحتلال، وعام
الفخار الذي توج فيه سكان قطاع غزة صابرين صامدين محتسبين على ما أصابهم وأمام ضعف
المتضامنين وعجزهم لا يسعنا إلا أن نقول سجل يا تاريخ!