كتب

استراتيجية وعمليات "حماس" السيبرانية.. قراءة في رؤية أمريكية

تزن حماس مع كل هجوم تخطط له احتمال قيام إسرائيل برد عسكري قوي بما فيه حروب واسعة النطاق تسميها عمليات جز العشب..
"استراتيجية وعمليات حماس السيبرانية" بحث مهم قراءته، خصوصا في الحرب الحالية "طوفان الأقصى"، التي يمكن أن نسميها "حرب حماس السيبرانية الأولى"، التي ساهمت في تحقيق المفاجأة، وشلت إسرائيل لمدة خمس ساعات، ووجهت هزيمة نفسية شديدة لها، وحققت نجاحات غير مسبوقة ستؤثر على إسرائيل والشرق الأوسط.

يوجز لنا ناحوم برنياع المشهد في مقال بصحيفة يديعوت يوم 8 أكتوبر 2023، عنوانه "خطأ إسرائيل الفادح"، فقال: "تكلف الجدار الأمني مع غزة 3.5 مليار شيكل: جدار فوق الأرض وتحتها، أجهزة استشعار، كاميرات مراقبة. الكلمة الأخيرة لكل شيء فيه هي للتكنولوجيا. مع اندلاع الحرب، انهار الجدار، وانهار معه كل شيء. لقد كان جدارا من ورق".

جهة النشر والتعريف بالكاتب

نشر هذا البحث المجلس الأطلسي عام 2022، وهو مركز أبحاث أمريكي يعمل في شؤون الأمن الدولي، ويدير 16 مركزا إقليميا، كما أنه عضو في رابطة حلف الأطلنطي. وكاتبه هو "سيمون هاندلر"، الذي يعرفه المجلس الأطلسي على موقعه بأنه باحث متخصص في الحرب السيبرانية والحرب غير التقليدية، وواحد من أربعين خبيرا يشكلون حاضر ومستقبل الشرق الأوسط في مجلس سياسة الشرق الأوسط.

موجز البحث

تفهم حماس إسرائيل جيدا، وتعرف مصادر قوتها، وتستطيع من خلال هذا الفهم تحقيق أهداف ونجاحات ذات مغزى:

ـ كسب دعم الشعب الفلسطيني.
ـ تنصيب نفسها لقيادة الدولة الفلسطينية المستقبلية.
ـ ملء فراغ القيادة الضعيفة لعباس.

لتعزيز هذه الأهداف، تستخدم حماس تكتيكات للتأثير على الرأي العام والتصرفات السياسية، وتمارس ضبط النفس الاستراتيجي لتجنب الانتقام الإسرائيلي، وتسعى إلى إيجاد أساليب تدعم استراتيجيتها الإعلامية والسياسية والعسكرية، ولا تؤدي إلى رد فعل سلبي، وقد تنوعت وتطورت هذه التكتيكات: حرب السكاكين، العمليات الاستشهادية، الصواريخ، البالونات الحارقة، عمليات القنص والاختطاف. وفي المقابل، قام الإسرائيليون بتنفيذ عمليات عسكرية في حلقة مفرغة تغذي حملة حماس الإعلامية. ولذلك، تزن حماس تكلفة الهجمات مع المخاطر المصاحبة أو المحتملة لها، وتعالجها بعدة طرق:

1 ـ قصر العمليات على الداخل الفلسطيني

قصرت حماس عملياتها على الداخل الفلسطيني، حيث إن من أسباب إخفاق المنظمات الفلسطينية الأخرى، قصر عملياتها في الغالب على خارج فلسطين، مما أدى إلى انتقادات دولية. كما أن العمليات الخارجية قد تُنفر الداعمين المهمين لحماس مثل قطر وتركيا لعلاقاتهما المهمة مع الولايات المتحدة وإسرائيل. وقد تؤثر أيضا على استمرار تدفق التمويل القطري، البالغ الأهمية لإعادة بناء البنية التحتية وتوفير الخدمات الاجتماعية في قطاع غزة، وكلاهما مهمان لبناء شرعية حماس السياسية.

2 ـ حساب رد الفعل الإسرائيلي المحتمل

تزن حماس مع كل هجوم تخطط له احتمال قيام إسرائيل برد عسكري قوي، بما فيه حروب واسعة النطاق تسميها عمليات جز العشب، كعملية حراس الجدران في أيار/مايو 2021، التي تعافت حماس بعدها، وتتجنب بعناية الانخراط في استفزازات يمكن أن تشعل مواجهة أخرى قبل أن تكون جاهزة لها.

3 ـ توفير متطلبات الحياة اليومية لغزة

بعد حرب حراس الجدار، هدأ الصراع بسبب تنفيذ حكومة "بينيت ـ لابيد" برنامجا اقتصاديا كبيرا لغزة، فزادت تصاريح العمل، حيث يكفي الأجر اليومي لعامل واحد إعالة عشرة فلسطينيين آخرين. ووقعت وزارة الدفاع على خطة لزيادة حصص تصاريح العمل تدريجيا إلى عشرين ألفا، تزيد فيما بعد إلى ثلاثين ألفا. تحسن هذه التصاريح ظروف الحياة في غزة التي يبلغ فيها معدل البطالة نحو 50%.

4 ـ البحث عن بدائل

نظرا لردود الفعل السلبية على أعمال المقاومة، وحتى يخف العبء على القطاع، تسعى حماس لإيجاد طرقا بديلة حتى تستعيد قوتها مرة أخرى، فتحولت إلى استخدام وسائل أكثر تأثيرا عبر حرب المعلومات والعمليات السيبرانية الهجومية، دون أن تعرض للخطر: سمعتها العامة، مخزوناتها من الأسلحة، بنيتها التحتية، أو الوضع الاقتصادي للفلسطينيين في قطاع غزة؛ باعتبارها مسؤولة عن إدارة حياتهم اليومية.

مزايا الحرب السيبرانية ومجالاتها

تتميز الهجمات السيبرانية بانخفاض مخاطرها وتكاليفها بشكل استثنائي، وتقلل من الانتقام المحتمل، وتقدم بديلا فعالا لأي عمل عسكري يمكن أن يثير ردا فوريا؛ فمعظم التدابير المضادة للعمليات السيبرانية هي عبارة عن عمليات انتقام وردع بلا أنياب، على غرار حملة "القلب المكسور" التي شنتها إسرائيل في المجال السيبراني صيف عام 2018؛ ردا على حملة اختراق حماس لأجهزة المحمول الخاصة بالجنود الإسرائيليين، وجمعها معلومات عبر تطبيقات المواعدة المليئة ببرامج التجسس بأسماء مثل Wink Chat و Glance Lov.

وفي 2019، اعتبرت إسرائيل التهديد السيبراني الهجومي لحماس محرجا لها بما يكفي، فنفذ الجيش الإسرائيلي ضربة لتدمير مقر حماس السيبراني. ومع ذلك، وعلى الرغم من ادعاء متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن حماس لم تعد لديها قدرات سيبرانية بعد هذه الضربة، فقد سلطت التقارير العامة الضوء على مختلف العمليات السيبرانية لحماس في الشهور والسنوات التالية.

وتعد القدرات السيبرانية مناسبة تماما للحملات الإعلامية دون لفت الانتباه، وهي تتناسب مع استراتيجية حماس الشاملة وتركيزها على بناء الرأي العام، وتحقيق النفوذ على المستوى السياسي. كما تتيح الحرب السيبرانية لحماس مشاركة جيش من القراصنة من دول مختلفة في حملاتها وفي أثناء المواجهات.

وتتميز الحرب السيبرانية إلى حد ما بسهولة تجهيز بنيتها في أصعب الظروف، ومن المفاجئ للعديد من الخبراء، أن حماس التي تعاني من انقطاع مزمن للكهرباء في غزة بمتوسط اثنتي عشرة ساعة يوميا، تمتلك قدرات سيبرانية. نعم، هي قدرات ناشئة وتفتقر إلى الأدوات المتطورة؛ إلا أنه لا ينبغي الاستهانة بها.

إن سيطرة إسرائيل على ترددات الاتصالات والبنية التحتية في قطاع غزة، تثير المزيد من الشكوك حول كيفية تشغيل حماس لبرنامج سيبراني. وهناك من يتهم تركيا وإيران وقطر بتوفير تمويل وخبرات وملاذات آمنة لحماس لممارسة أنشطتها وخبراتها السيبرانية.

مجالات العمليات السيبرانية لحماس

على مدى عقد، انخرطت حماس في عمليات إلكترونية، التي يمكن تقسيمها إلى فئتين واسعتين تتماشيان مع استراتيجية حماس الشاملة:

ـ التجسس السيبراني.
ـ العمليات الإعلامية.

أولا ـ التجسس السيبراني

تعتمد حماس على المعلومات الاستخباراتية الجيدة لتزويد قيادتها بمزايا صنع القرار في الساحتين السياسية والعسكرية. لذلك، فإن سرقة أسرار قيمة من إسرائيل يوفر لحماس نفوا استراتيجيا وعملياتيا. ومن خلال العمل السيبراني، تحمي حماس أمنها الداخلي وتواجه أشكال الاختراق والتجسس كافة. وقوات المجد الأمنية هي المنظمة الاستخباراتية الرئيسية لحماس. وبطبيعة الحال، كانت إسرائيل هي الهدف الرئيسي للتجسس السيبراني، وقد تطورت أعمال التجسس السيبراني تدريجيا من تكتيكات بدائية إلى أساليب أكثر تطورا:

ـ منذ عام 2013، ركزت التكتيكات الأولية للمجموعة على نهج "الرش" أو الانتشار الواسع، عبر توزيع رسائل البريد الإلكتروني مع المرفقات الضارة على عدد كبير من الأهداف الإسرائيلية، خصوصا في القطاعات الحكومية والعسكرية والأكاديمية والنقل والبنية التحتية.

ـ أدخلت مجموعة المجد الأمنية تحديثات تكتيكية مختلفة على عملياتها لزيادة فرص نجاحها. وفي أيلول/سبتمبر 2015، بدأت المجموعة في تضمين الروابط، بدلا من المرفقات، التشفير الإضافي للبيانات المسروقة.

ـ وفي حملة أخرى في شباط/فبراير 2017، استخدمت حماس تقنيات الهندسة الاجتماعية؛ لاستهداف أفراد الجيش الإسرائيلي ببرامج ضارة من حسابات مزيفة على فيسبوك.

ـ استخدمت حماس مجموعة من تطبيقات الهواتف الذكية ومواقع التسوق لتثبيت أحصنة طروادة للوصول للأجهزة المستهدفة. وفي 2018، زرعت المجموعة برامج تجسس على الهواتف الذكية، من خلال التنكر في زي "إنذار أحمر"، وهو تطبيق صفارات الإنذار الصاروخية للإسرائيليين. كما قامت حماس بإخفاء برامج التجسس الخاصة بها في تطبيق كأس العالم، الذي سمح للحركة بجمع معلومات عن مجموعة متنوعة من المنشآت والمعدات العسكرية الإسرائيلية. 

ـ في نيسان/أبريل 2022، استهدفت مجموعة المجد أفرادا من الجيش وإنفاذ القانون وخدمات الطوارئ ببرامج تسلل عبر فيسبوك. وبمجرد تنزيل البرمجيات الخبيثة، يمكن لمشغلي حماس الوصول إلى حزمة واسعة من المعلومات والبيانات المفيدة بمفردها، أو لقيمتها الابتزازية المحتملة.

ومن الأهداف المهمة لحملات التجسس الإلكترونية التي تشنها حماس، هو مكافحة التجسس، ومنع أي محاولات للاختراق أو تجنيد أفراد منها.

ثانيا ـ عمليات المعلومات

يهتم الجزء الأكبر من العمليات السيبرانية لحماس بحرب المعلومات، بما فيها عمليات الاختراق والتسريبات والحملات على وسائل التواصل الاجتماعي. وعندما يحصل المتسللون على معلومات سرية أو حساسة، فإنه يتم نشرها على الملأ للتأثير على الرأي العام، ويمكن في المنعطفات الحرجة أن تحقق مكسبا غير متوقع لحماس. وتتنوع أهداف ومجالات عمليات حماس في حرب المعلومات لتشمل:

1 ـ بث عمليات حماس

في كانون الأول/ديسمبر 2014، أعلنت حماس مسؤوليتها عن اختراق الشبكة السرية للجيش الإسرائيلي، ونشرت مقاطع فيديو متعددة قام الجيش بالتقاطها في أثناء عملية الجرف الصامد، وشملت تفاصيل حساسة حول عمليات، مثل اشتباك القوات الإسرائيلية مع مقاومين تسللوا بحرا إلى زيكيم، ومقاومين تسللوا عبر نفق تحت الحدود إلى كيبوتس عين هشلوشا لتنفيذ اختطاف. تهدف هذه العمليات إلى إظهار قدرة حماس على اختراق وسرقة مواد قيمة من إسرائيل، وجرأتها في تنفيذ هجمات تعزز القضية الوطنية الفلسطينية.

2 ـ عمليات التشويه والدعاية المضادة

يكون التشويه عادة عبر اختراق مواقع الويب لنشر الدعاية المضادة. في عام 2012، أعلنت حماس مسؤوليتها عن الهجمات على المواقع الإسرائيلية، بما في ذلك قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن العمليات السيبرانية كانت جزءا من الحرب ضد إسرائيل.  وفي عملية الجرف الصامد 2014، تمكنت حماس من الوصول إلى البث الفضائي للقناة العاشرة الإسرائيلية لبضع دقائق، حيث بثت صورا لفلسطينيين أصيبوا في الغارات الإسرائيلية على غزة، ونشر قراصنتها تهديدا باللغة العبرية جاء فيه: "إذا لم توافق حكومتكم على شروطنا، فاستعدوا لإقامة طويلة في الملاجئ". وقد نفذت حماس عمليات التشويه إما بنفسها أو عن طريق جيش من القراصنة المؤيدين لها، واستهدفت مواقع تابعة لبورصة تل أبيب وشركة الطيران الوطنية الإسرائيلية العال من قبل قراصنة عرب.

3 ـ مخاطبة المجتمع الدولي

تسعى حماس إلى مضاعفة جهودها الدعائية الدولية، من خلال توفير مبادئ توجيهية للفلسطينيين للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية مناقشة الصراع مع الغرباء، بما في ذلك المصطلحات والممارسات المفضلة مثل: "أي فلسطيني يُقتل، يجب أن يسمى مدنيا من غزة أو من فلسطين. لا تنسوا دائما إضافة مدني بريء في وصفكم للذين قُتلوا في الهجمات الإسرائيلية على غزة". تترك هذه الحملات الإعلامية بصمة ملموسة على الرأي العام العالمي والخطاب الدولي، فضلا عن هيكلة مسار الصراع مع إسرائيل.

4 ـ التأثير على الجغرافيا السياسية فلسطينيا وإسرائيليا

إن عملية الاختراق والتسريب في الوقت المناسب، يؤثر بشكل كبير على زخم الأحداث السياسية في كل من إسرائيل وفلسطين، وفي تشكيل المشهد المعلوماتي والجغرافيا السياسية في كل من الداخل الفلسطيني والداخل الإسرائيلي:

ـ تظهر استطلاعات الرأي أن 80% من الفلسطينيين يريدون استقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فضلا عن الحالة الهشة للسلطة الفلسطينية، وعدم اليقين العام بشأن المستقبل. لذا، يمكن أن يكون لعمليات حماس الإعلامية تأثير قوي على الرأي العام الفلسطيني.

ـ ويمكن قول الشيء نفسه إلى حد ما بالنسبة لبيئة المعلومات في إسرائيل، حيث أدى عدم الاستقرار السياسي إلى إجراء خمسة انتخابات في ثلاث سنوات ونصف. عندما يتم تنفيذ عمليات الاختراق المعلوماتي بشكل استراتيجي، فإنها يمكن أن تؤدي دورا مؤثرا، إن لم يكن حاسما، في النتائج الانتخابية، كما يتضح ذلك من تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

الحرب السيبرانية وسهولة التطوير

 تنتشر وتتقدم القدرات السيبرانية بسرعة في جميع أنحاء العالم، ولا يوجد سوى ضوابط قليلة فعالة لمواجهة هذا الانتشار. لذلك، فمن خلال حصول حماس على أدوات مؤثرة للغاية، أو تطوير علاقات مع مجموعات القرصنة، سيزداد خطر نمو وتطور القدرات السيبرانية لحماس من حيث الحجم والتأثير. ومثلما بدأ برنامج حماس الصاروخي بصواريخ بدائية قصيرة المدى، ثم تطور إلى صواريخ دقيقة متطورة بعيدة المدى نسبيا، فكذلك بدأ برنامج حماس السيبراني، ويتطور مع الأيام.

ويجب في حساب التطور والتأثير، الوضع في الاعتبار مدى تأثير الهدوء النسبي مع إسرائيل على إيقاع وتنوع عمليات حماس السيبرانية، ومدى تأثير القيود التي يمكن لأمريكا وحلفائها تنفيذها للحد من نقل القدرات السيبرانية إلى حماس.

الخلاصة

قال ضابط في مديرية السايبر بالجيش الإسرائيلي، تعليقا على حملات حماس السيبرانية الخلاقة: "لن أقول إن حماس ضعفاء؛ لكن قدراتهم السيبرانية مثيرة للاهتمام".

يجب ألا ينظر المراقبون إلى غزوات حماس في المجال السيبراني على أنها مؤشر على تحول استراتيجي تنظيمي مفاجئ، لكنها من ضمن أعمالها المختلفة كوسيلة لجذب انتباه الرأي العام، والتأثير على بيئة المعلومات، واغتنام الفرص الاستراتيجية للتأثير على مسار الأحداث السياسية.

وفي الوقت الذي قد تُغير فيه الضغوط الدولية حوافز حماس للانخراط في عمليات حركية استفزازية، تقدم القدرات السيبرانية خيارات بديلة لحماس لتعزيز استراتيجيتها، وتجنيبها الانتقادات الدولية أو ردود الفعل الانتقامية الإسرائيلية.

ستستمر قدرات حماس السيبرانية في التقدم وممارسة أقصى قدر من التأثير على بيئة المعلومات. ولذا، فمن الضروري فهم الأسس والآليات التي تقوم عليها استراتيجية حماس، وهيكل الحوافز التي تحدد خياراتها، وهذا قد يوفر رؤى على نطاق أوسع حول كيفية تطوير حماس للأدوات السيبرانية، وكيف يمكن مواجهة استراتيجية وأدوات حماس السيبرانية.

تعليق

إن أهم ما تناوله البحث، هو مدى خطورة استراتيجية الحرب السيبرانية التي تستخدمها حماس، وتنوع مجالاتها وأساليبها والمشاركين فيها، وكذلك وزنها المؤثر في الصراع مع العدو رغم أنها في بداياتها، إلا أنها قابلة للتطوير وزيادة التأثير مثلما نما وتطور برنامجها الصاروخي، وتحول كما قال خبير الصواريخ الإسرائيلي عام 2011: من مصدر للضوضاء إلى تهديد استراتيجي.

ويدعو الكاتب أمريكا وحلفاءها لمواجهة هذه الاستراتيجية والعمل على تحجيم قدرات حماس السيبرانية. ولكن يبقى كلام ناحوم برنياع الذي ذكرناه في صدر المقال عن الجدار الفولاذي الإلكتروني: "الكلمة الأخيرة لكل شيء في الجدار هي للتكنولوجيا. مع اندلاع الحرب، انهار الجدار، وانهار معه كل شيء. لقد كان جدارا من ورق". وجراب حماس المقاوم لا يخلو أبدا من الحلول الإبداعية والابتكارات المذهلة، والعقول التي توظف ما تعلمته في أرقى المعاهد العلمية في خدمة قضيتها؛ لتكون جزءا من طوفان الأقصى، وكفى به من شرف في الدنيا والآخرة.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع