ملفات وتقارير

سياسيون: لماذا يدعم الغرب انقلاب السيسي على الديمقراطية؟

الأمن المصري يقمع الاحتجاجات السلمية بحجة مكافحة الإرهاب - الأناضول
الأمن المصري يقمع الاحتجاجات السلمية بحجة مكافحة الإرهاب - الأناضول
يحظى عبد الفتاح السيسي بدعم أمريكي وأوروبي تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، وبناء تحالف دولي لمواجهته، رغم تقارير المنظمات الحقوقية الدولية عن تردي أوضاع حقوق الإنسان، وتجاهل النظام المصري كل الانتقادات في الملف الحقوقي.

وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أشاد في شهادته أمام الكونغرس العام الماضي بتقديم مصر مساعدات هائلة للولايات المتحدة، في مجال مكافحة الإرهاب، ترجمته واشنطن بالإفراج عن المساعدات والمنح عسكرية والمالية للنظام المصري.

وعلّق القيادي في التحالف الوطني لدعم الشرعية، ورفض الانقلاب، الدكتور أحمد عامر، قائلاً: "يجب أن نفرّق بين العلاقة مع مصر، ومع من يدير البلاد في هذه المرحلة".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن "مصر دولة محورية في المنطقة، ينبغي على الغرب الحفاظ على علاقته بها، ولا يمكن أن ينهيها، ولكن ليس بالضرورة أن تكون العلاقة متميزة مع الانقلاب، والوضع يتغير بشكل تدريجي، ولن يستمر الغرب في دعمه طويلاً".

الإرهاب ذريعة الغرب وصنيعته

بدوره، اعتبر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور جمال عبدالستار، أن الإرهاب صنيعة غربية للتدخل في المنطقة.

وقال في حديث لـ"عربي21" " إن "الانقلاب في مصر ما كان له أن يحدث، لولا الدعم الأمريكي، وبالتالي لا نستغرب من التقارب بين الجانبين، من أجل ضمان أمن واستقرار إسرائيل".

وأشار عبدالستار إلى مسارعة الغرب في دعم الأنظمة الديكتاتورية، في الوطن العربي، بسبب تخوفاته من موجات الثورات العربية ونزعتها الإسلامية.

وقال إن "الحرية التي يتشدقون بها مثلت لهم تهديداً حقيقياً، وهي التي استعمرت وحاربت الإسلام والمسلمين".

نظام العسكر يخدم مصالح أمريكا

ويرى القيادي في حركة الثوريين الاشتراكيين، هيثم محمدين، أن العلاقة بين القاهرة وواشنطن منذ اتفاقية "كامب ديفيد"، تم اختزالها بين الجيش المصري ووزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، لحماية مصالح أمريكا وإسرائيل.

وأشار محمدين في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "تلك العلاقة لا تتأثر بتغيرات الأوضاع السياسية". مدللاً على ذلك بأن "الاتصالات لم تتوقف بينهما للحظة منذ ثورة يناير حتى الانقلاب العسكري".

وذهب محمدين إلى أن أمريكا يخدمها وجود نظام حكم عسكري في مصر، لعدة أسباب "منها حماية أمن إسرائيل، وحصار غزة، وقمع حركات المقاومة، وتأمين قناة السويس لعبور قواتها التي تستهدف الدول الأخرى".

الخلاف على هوية الإرهاب والإرهابيين

من جانبه، عزا أستاذ العلوم السياسية مصطفى كامل، سبب الخلاف بين السيسي والإدارة الأمريكية لتباين وجهات النظر بينهما، بشأن طبيعة الحرب على الإرهاب.

وقال في حديث لـ"عربي21": "السيسي يرغب في ضم جماعة الإخوان المسلمين لتلك الكيانات الإرهابية، وهو ما ترفضه واشنطن، باعتبار أنه لا يوجد دليل يثبت تورط الإخوان في أي أعمال إرهابية".

الغرب يتصرف من المصالح لا المبادئ

من جهته، قال عضو الهيئة السياسية العليا لحزب مصر القوية، محمد المهندس، إن "الغرب يتصرف من منطلق مصالح لا مبادئ، وتحيزهم لحقوق الإنسان غير صحيح، وإنما هو بدافع المصالح".

وأكد المهندس أن الغرب لا يراهن على حصان خاسر، مضيفاً في حديثه لـ"عربي21" أن "أمريكا تسعى لوجود نظام مستقر، حتى وإن كان شرساً عنيفاً لضمان أمن إسرائيل، وعدم تحوّل المنطقة إلى فوضى".

واستبعد أن تؤدي تقارير المنظمات الحقوقية دوراً مؤثراً في تغيير سياسات الغرب تجاه النظام في مصر، "إلا إذا ترنح هذا النظام، حينها يتحركون بأوراق تلك المنظمات الحقوقية".

تخوف الغرب من ثورة إسلامية

بدوره، رأى أستاذ القانون الدولي السيد أبو الخير، أن خروج أمريكا من مصر يعني خسارتها للأبد، كما حدث مع بريطانيا وفرنسا.

وقال في حديث لـ"عربي21" لن يترك الغرب مصر إلا إذا شعروا بتهديد خطير لوجودهم. ودعمهم للانقلاب في مصر يرجع لتخوفهم من الثورة، لأن بشائرها إسلامية".

وعدّ أبو الخير أن ملف حقوق الإنسان "ورقة يستخدمها الغرب للضغط على الحكام والأنظمة لتمرير أجندتهم الخارجية"، وأن الحرب على الإرهاب صنيعة غربية "لتبرير دعم النظم الفاشية".

الغرب قد يستغني عن السيسي

أما منسق حركة قوميون وناصريون ضد المؤامرة، سيد أمين، فيعتقد أن الغرب في حيرة ما بين قوى شعبية داخلية رافضة للسيسي ومنظمات حقوقية تدين نظامه وتتهمه بالديكتاتورية، وبين نظام هو من صنيعه يحاول إعطاءه جرعة للحياة والوجود.

وقال أمين لـ"عربي21": "لا يوجد حليف للسيسي إلا الإمارات وإسرائيل، وتسعى واشنطن من خلال حلفائها كفرنسا وإيطاليا إلى منح النظام قبلة الحياة".

وعلل تكالب بعض الشركات الدولية على مصر، بسبب "الامتيازات التي تمكنهم من نهب البلاد في إطار القانون من ناحية، وتبييض وجه السيسي وإنقاذ شرعيته الاقتصادية المتهالكة من ناحية أخرى".

فقدان الثقة في النظام

وأشار أمين إلى أن الغرب فقد ثقته في قدرة نظام السيسي على تنفيذ وعوده بالقضاء على الإسلاميين والتيار الإسلامي، وبات وجوده يهدد مصالحهم، "فالسيسي بات بيدقاً محروقاً للغرب".

فيما يعتقد رئيس حزب الكرامة محمد سامي، أن الهيمنة الأمريكية على مصر لم تعد كما كانت في أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وقال لـ"عربي21" إن "الشواهد تشير إلى أن الغرب استشعر خطر الإرهاب عليه، وبات لزاماً على قادته دعم مصر، رغم وجود بعض الانتهاكات المحدودة لحقوق الإنسان". على حد قوله.
التعليقات (2)
علي الهرابي
السبت، 28-02-2015 03:05 م
عرفنا المشكله ولاكن الحل ماهو
الإمام
السبت، 28-02-2015 09:59 ص
كلمة السر وراء انقلاب أمريكا ومعها الغرب الأوروبي وبدعم خليجي هي رغبة الرئيس محمد مرسي في امتلاك مصر لإرادتها بما يعني انعتاق القرار المصري من أي هيمنة أجنبية ومن ثم تحقيق السيادة التامة علي كامل المجال المصري برا وبحرا وجوا. وأوضح مرسي أن الطريق لذلك هو انتاج وامتلاك الغذاء والدواء والسلاح. والأهم من ذلك أنه لم يقف عند حد التصريحات وإعلان الرغبة كما يفعل الزعماء الحنجوريون بل بدأ فعلا في التنفيذ، حيث تزايد انتاج القمح مع دعم الفلاح المصري لدرجة الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي منه بنسبة وصلت 65%. لقد رأي الأمريكان في توجه مرسي نحو السياده امكانية الخروج من بيت طاعتهم وبالتالي المشاركة في صنع القرار الدولي والتأثير المباشر في صنع الأحداث وظهر ذلك جليا في لجمه للعدوان الصهيوني علي غزة في نوفمبر 2012، بما يعني في النهاية خضوع مصالح أمريكا وحلفاءها للقرار المصري وهو مالم تقبله أمريكا فخططت للإنقلاب عليه وللأسف بأيدي عبيدهم من عسكر مصر. وهنا لحظة كاشفة بعد الانقلاب يظهر فيها الحر حرا لايقبل الخضوع والضيم والعبد عبدا يقبل الخضوع والذل دولا أو جماعات أو حتي أفراد. بهذا المعيار أرجو أن يخبرني واحد عن واحدة في هذا العالم لها سيادة مطلقة علي مقدراتها وقراراتها سوي أمريكا، وتبقي سيادة باقي الدول نسبية بحسب ما تسمح به الهيمنة الأمريكية ويأتي الكيان الصهيوني أولا ثم الاتحاد الأوروبي وهكذا طبقا لمعيار امتلاك الإرادة الذي حدده مرسي حتي تتذيل دول المشرق العربي هذه القائمة بلا منازع لاعتمادها كليا علي الغرب في كل ما تحتاج، بل ويستمد حكامها شرعيتهم ومشروعيتهم من الدعم الأمريكي الغربي لا من شعوبهم. ولله الأمر من قبل ومن بعد.