ملفات وتقارير

ما هي أبعاد ودلالات تصنيف "القسام" منظمة إرهابية بمصر؟

عرض عسكري لكتائب القسام في قطاع غزة - عربي21
عرض عسكري لكتائب القسام في قطاع غزة - عربي21
قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، أمس السبت، في حكم أولي، باعتبار كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية "منظمة إرهابية".

وبحسب خبراء؛ فإن قرار القضاء المصري التابع للنظام الانقلابي الذي يقوده المشير عبد الفتاح السيسي "يأتي ضمن مخطط إقليمي لحصار المقاومة الفلسطينية، وتجفيف منابع قوتها المادية واللوجستيه، ما يدل على تورط النظام المصري في السعي لتصفية القضية الفلسطينية".
 
ووصف الخبير في الأمن القومي، الدكتور إبراهيم حبيب، القرار بأنه "سياسي بامتياز"، مؤكدا أنه "ثبت بالدليل القاطع ضعف الأدلة المصرية من خلال لائحة اتهامات وُجهت لشهداء قضوا منذ سنوات، وأسرى في السجون الإسرائيلية".

تواطؤ "الانقلاب"

وقال حبيب لـ"عربي21"، إن هذا القرار "يدل على حالة التورط المصري في التواطؤ ضد القضية الفلسطينية"، مبينا أن "القضاء المصري أصبح ألعوبة بيد الانقلاب العسكري وأعوانه"، على حد تعبيره.

وأضاف أن مصر "ربما تحاول الضغط على حركة حماس؛ لتمرير اتفاق يريده الطرف المصري، يستوجب تقديم تنازلات من قبل الحركة"، مشيرا إلى أن "حركة حماس طلبت من مصر أن تكون وسيطة لإعادة ملف المفاوضات غير المباشرة من جديد".

وقال حبيب إن "الكرة أصبحت في ملعب حماس"، مطالباً إياها بأن "تعري هذا النظام الانقلابي المتواطئ مع إسرائيل، ضد كل فلسطيني مقاوم".

وأكد أنه لا يتصور أن يتخذ نظام فاشي قتل شعبه؛ قرارا فيه مصلحة للقضية الفلسطينية، ناعتا إياه بأنه "يقدم أوراق اعتماده لدى إسرائيل وأمريكا، من خلال إنشاء المنطقة العازلة التي عجز نظام مبارك عن إنشائها، وقتل أبناء شعبه، وهدم بيوتهم".

مخطط إقليمي

من جهته؛ وصف مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، الدكتور محمود العجرمي، قرار القضاء المصري باعتبار كتائب القسام جماعة إرهابية، بأنه "مفاجئ وغريب".

وقال لـ"عربي21" إن هذا القرار ستكون له "تداعيات سلبية كثيرة" على العلاقات المصرية الفلسطينية، منددا بسعي إدارة الانقلاب في مصر إلى "تعزيز الحصار على قطاع غزة".

وأضاف أن قرار القضاء المصري، بالإضافة إلى إغلاق معبر رفح، وتدمير الأنفاق "سيفاقم الحالة الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة"، مرجحا أن هذه الإجراءات "جزء من المخطط الإقليمي للنيل من المقاومة الفلسطينية، ومنعها من إعادة بناء قواها، وخصوصا بعد انتصاراتها المتكررة ضد العدو الصهيوني".

وأكد العجرمي أن "الإجراءات المصرية تساهم في تجفيف مصادر المقاومة من المال والسلاح والتجهيزات، بالإضافة إلى تجفيف جميع أسباب الحياة"، واصفا تلك الإجراءات بـ"العقوبة الجماعية التي ترتقي لجرائم الحرب".

انعكاسات سلبية

أما المحلل السياسي هاني البسوس؛ فقال إن قرار المحكمة يناقض الثوابت المصرية والعربية والإسلامية، كون حركة حماس منظمة فلسطينية تقوم بالعمل ضد قوات الاحتلال.

وأضاف لـ"عربي21"، أن وسائل الإعلام المصرية "حرضت على حركة حماس، وسعت لتشكيل رأي عام لدى الشارع المصري بأنها منظمة إرهابية، ليتم تبني هذا الرأي من قبل إدارة الانقلاب".

وأكد أن عداء مصر لحركة حماس ينعكس سلباً على كل مآلات الحياة في غزة، وعلى العلاقة بين الفصائل الفلسطينية في الداخل، مؤكدا أن النظام المصري الحالي "يسعى لإنهاء وجود حماس في قطاع غزة، أو على الأقل حصار غزة بالكامل، وعدم التعامل معها".

ورأى البسوس أن "الانقلاب المصري فشل في تكريس حالة العداء ضد حركة حماس"، مشيرا إلى أن هناك شريحة شعبية كبيرة في مصر تدرك تماما أن حركة حماس ليست معنية بتوتير الساحة المصرية.
التعليقات (0)