أعلنت
تركيا مشاركة رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران في تنصيب رئيس تركيا الجديد رجب الطيب أردوغان، في وقت اكتفى
المغرب بإرسال وزير خارجيته صلاح الدين مزوار في تنصيب رئيس جمهورية مصر عبد الفتاح
السيسي.
مشاركة بن كيران في تنصيب أردوغان المنتظرة، الخميس المقبل 28 آب/ غشت الجاري، و"إعفاؤه" من المشاركة في تنصيب السيسي نظر إليه على نطاق واسع بأنه تكريس لصورة "إيجابية" عن العلاقة بين الملك رئيس الدولة، ورئيسه حكومته الإسلامي عبد الإله بن كيران.
هذا الاتجاه دافع عنه قيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي، الذي يقود الحكومة، معتبرا أن "العلاقة بين رئيس الدولة الذي هو الملك، مع رئيس الحكومة الذي هو بن كيران في هذه الحالة، تتجاوز منطق "الإحراج" وكأن الطرفين معا خصمان".
وتابع القيادي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "مشاركة بن كيران في تنصيب أردوغان يجب أن ينظر إليها من زاوية الحرص على المصالح العليا للدولة المغربية، خاصة وأن أردوغان لما كان رئيسا للحكومة زار المغرب على رأس وفد حكومي سياسي واقتصادي هام".
وعن سبب عدم مشاركة بن كيران في تنصيب السيسي بعد انتخابه رئيسا لمصر، قال نفس المصدر لـ"عربي21"، إن "الأمر لم يكن يخلو من رسائل سياسية وإشارات ذات دلالات عميقة، خاصة أن الملك كان في زيارة رسمية لـ"تونس" وفضل تمديد إقامته فيها، وتكليف وزير الخارجية المغربي بحضور تنصيب السيسي".
وكان الملك محمد السادس، قد بعث وزير الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، ليمثل المغرب في حفل تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا جديدا لمصر، الذي جاء إلى الحكم بعد أن انقلب هذا الأخير على الرئيس المنتخب، محمد مرسي، قبل سنة.
خطوة إرسال مزوار إلى حفل تنصيب السيسي، وليس رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، حملت رسالة دبلوماسية "مزدوجة" من القصر، فمن جهة أولى إلى زعيم حزب العدالة والتنمية، الذي عارض حزبه
الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي، مفادها أن الجالس على العرش لا يريد إحراج رئيس الحكومة، وأنه يتفهم دوافع ومبررات موقفهم مما جرى في مصر.
ومن جهة ثانية كان امتناع الملك عن الحضور الشخصي إلى حفل التنصيب، رسالة ثانية إلى السلطات الجديدة في مصر مؤداها أن المغرب، وإن ساند خارطة الطريق الجديدة التي أعلنها السيسي، فهو يظل على مسافة معينة مما يجري هناك إلى أن تتضح الأمور.
وكان الملك رجع حينا للتو من زيارة تاريخية لمهد الثورة في تونس، حيث مدد زيارته هناك، وألقى خطابا مؤثرا في البرلمان التونسي، أعلن من خلاله دعم تجربة الانتقال الديمقراطي التونسي، وإيمان المغرب بنجاح تونس في تثبيت نموذجها.
إلى ذلك وجهت تركيا دعوة رسمية للمغرب للمشاركة في حفل تنصيب رئيس تركيا الجديد رجب الطيب أردوغان، مؤكدة مشاركة رئيس الحكومة المغربية في احتفالات التنصيب في وقت تحاشت فيه قيادات من حزب العدالة والتنمية المغربي التعليق على الخبر.
وعلمت "عربي21" أن رئاسة الحكومة في تركيا قد وجهت دعوة رسمية إلى السلطات العليا في المغرب، وذلك من أجل المشاركة في حفل تنصيب رجب الطيب أردوغان رئيسا للجمهورية التركية، في الحفل الذي ينضم يوم 28 آب/ غشت الجاري.
وكشفت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، أن رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، هو الشخص الذي سيمثل الملك محمد السادس في حفل تنصيب الرئيس الثاني عشر للجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، الفائز في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 10 آب/ غشت الجاري.
وحصلت "عربي21" على لائحة رؤساء الوفود العربية الذين أكدوا مشاركتهم في حفل تنصيب أردوغان، وتضم كلا من رئيس مجلس النواب الليبي (بمستوى رئيس دولة) "عقيلة صالح عيسى قويدر"، وأمير دولة قطر "تميم بن حمد آل ثاني"، والرئيس الصومالي "حسن محمود"، ورئيسا حكومتي والأردن "عبد الله النسور"، والمغربي "عبد الإله بنكيران"، و رئيس برلمان الجزائر "عبد القادر بن صالح"، ووزراء خارجية سلطنة عُمان "يوسف بن علوي"، وجنوب السودان "برنابا ماريال بنيامين"، والمملكة العربية السعودية "نزار بن عبيد مدني"، ووزير شؤون رئاسة الجمهورية التونسي "عدنان منصور".