تمنى الكاتب الصحفي والمفكر اللبناني جهاد
الخازن أن تضغط الولايات المتحدة الأمريكية على المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع
المصري (قائد
الانقلاب العسكري)، معللا أمنيته تلك بأن "المصرى المتردد في هذه الحالة سيختاره رئيساً، لأنه يدرك أن الولايات المتحدة ليست صديقاً أو حليفاً كما تدّعي".
وبرغم أن الخازن كان من أشدة دعاة "الشاب جمال"، كما كان يلقب جمال مبارك، وكتب مقالات عدة في الثناء على مواهبه التي تؤهله لحكم مصر، أواخر عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلا أنه لم يخف -في حوار مع جريدة الأهرام المصرية السبت- تأييده لتولي
السيسي رئاسة البلاد. وقال إنه يفضِّل المشير السيسى للرئاسة، لأن الأسماء الأخرى المطروحة غير مقنعة!
وأضاف: "مع سقوط الاخوان المسلمين هناك فراغ سياسى يبحث عمّن يملؤه. أرجو أن تبقى هناك معارضة لأن الديمقراطية لا تستحق اسمها من دونها، وأرجو بالتالى أن يكون هناك منافس أو أكثر للمشير عبدالفتاح السيسى فى
انتخابات الرئاسة، مع تقديرى أنه سيفوز من الجولة الأولي"!
وزعم أن الجيش المصرى وقف على الحياد فى 25 يناير، وتدخل فى 30 يونيو، وكان موقفه صحيحاً فى المرتين، فترك للشعب أن يقرر ما يريد فى الثورة الأولى، ومنع إرهاباً وتخريباً أو حرباً أهلية فى الثانية. (دون أن يشير إلى الدور الذي لعبته جبهة الإنقاذ المعارضة في خلق حالة الاستقطاب).
وأكد الكاتب اللبناني أن الصراع بين القوى المدنية، وقوى اليمين الدينى موجود، وسيستمر، متوقعا صعود أسهم اليسار ودعاة القومية العربية، استنادا إلى أن الحزب الدينى أثبت أنه غير مؤهل للحكم، وبما أنه وصل مصادفة، وعلى أكتاف شباب الثورة فهو ارتكب كل الأخطاء الممكنة فى سنة واحدة ما جعل المواطن المصرى يبحث عن بدائل، ربما فسّرنا ارتفاع حظوظ اليسار على طريقة: "يا طالعة، يا نازلة" أى انخفاض حظوظ الإسلام السياسي، على حد تعبيره.
ربيع إسرائيلي.. ولا هيمنة أمريكية
ونفى الخازن -في حواره مع الأهرام- وجود هيمنة أمريكية على مقدرات المنطقة. وقال: "أسأل: يا فرعون مين فرعنك؟ وكل مصرى يعرف الرد: تفرعنت، وما حد ردني. أصر على أن أمريكا تحتاج إلينا، ونحن لا نحتاج إليها، وأصر على أننا نستطيع أن نفرض شروطنا عليها بدل أن تفرض هى شروطها. العالم كله يحتاج الى إمدادات الطاقة، وهى وسيلة ضغط بيد الدول العربية القادرة".
وحذر من أن القضية الفلسطينية تعاني من أن الثورات العربية جعلت الشعوب تركز على مصيبتها قبل المصيبة الفلسطينية، وأن ما حدث حتى الآن هو أن الثورات العربية انتهت بربيع اسرائيلي، ففى إسرائيل حاليا حكومة فاشستية تعمل لابتلاع ما بقى من فلسطين، والانقسام الفلسطينى يُضعف القضية، حتى من دون مشكلات الربيع المزعوم، بحسب تعبيره.
وتمنى أن يكون هذا شيئاً طارئاً عارضاً، وأن تعود القضية الفلسطينية الى صدارة الاهتمام بعد زوال الأسباب التى جعلتها تتراجع، واصفا الكونجرس الأمريكي بأنه "قد اشتراه لوبى اسرائيل، ووضعه فى جيبه".
وهاجم الخازن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وزعم أنه "أثبت أن الاخوان فى العالم كله من طينة واحدة، وأن أخطاءه فى الأشهر الأخيرة تُظهِر مدى الانغلاق الفكرى للجماعة، وكيف تقدم الولاء على الخبرة، بحسب مزاعمه.
وقال إن الأردوغانية سقطت فى تركيا أو تكاد، والسبب هو غرور رجب طيب أردوغان أو تغليبه مصلحة الجماعة على الوطن. وأضاف: "لا تزال لحزب العدالة والتنمية شعبية كبيرة فى الأناضول حيث الفلاحين والفقراء.. إلا أن الشعبية التى جعلت الحزب يفوز بثلاثة انتخابات متتالية لم يعد وجودها أكيداً".