كتب

هل يمكن إصلاح المنظمات الدولية في ظل النظام العالمي الليبرالي الأمريكي؟ (1)

الولايات المتحدة لم تكن راغبة بنشر الفكر الليبرالي والنظام الليبرالي عالميا، وهذا ما أدى إلى عدم مصادقة مجلس الشيوخ على ميثاق العُصبة، وكذلك المملكة المتحدة التي فقدت موقعها كقوة عظمى..
الولايات المتحدة لم تكن راغبة بنشر الفكر الليبرالي والنظام الليبرالي عالميا، وهذا ما أدى إلى عدم مصادقة مجلس الشيوخ على ميثاق العُصبة، وكذلك المملكة المتحدة التي فقدت موقعها كقوة عظمى..
الكتاب: المنظمات الدولية في عالم متغير
الكاتب: د. حسين طلال مقلد
الناشر: دار الكتاب الجامعي ، دولة الإمارات العربية المتحدة، 2025، (عدد الصفحات 715  من القطع الكبير)


يُعَدُّ هذا الكتاب "المنظمات الدولية في عالم متغير"، لمؤلفه الدكتور حسين طلال مقلد؛ أستاذ العلوم السياسية في جامعة دمشق، (اختصاص المسائل السياسية للأنظمة الدولية والتنمية الشاملة)، والمتخرج في معهد العلاقات الدولية ـ جامعة ثاراس شيفيشنكو(كييف) أوكرانيا، المتكون من مقدمة، وسبعة فصول كبيرة تتضمن العديد من العناوين الفرعية، وخاتمة، يُعَدُّ كتابا أكاديميّا مرجعيّا مهما للطبة؛ بهدف تزويدهم برؤية دقيقة للمنظمات الدولية الحديثة، إذ يحاول الدكتور الباحث تسليط الضوء على أحد أهم الموضوعات المتعلقة بالدراسات الدولية وهي المنظمات الدولية، ويبحث في أهميتها كلاعب أساسي في النظام الدولي. وهو مقدم أيضا للناس العاديين المهتمين في مجال العلاقات الدولية، وكذلك للمتخصصين؛ فهو سهل الفهم ويلبي حاجة الجميع.

كما يغطي هذا الكتاب الجامعي النظريات السائدة والنقدية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من القضايا الدولية، بما في ذلك التنمية والتجارة والأمن والحكم والبيئة. ويعد الكتاب مصدرا قيّما للطلاب المبتدئين والمتقدمين على حد سواء، ويقدم أيضا مناقشة شاملة للقضايا التي تواجه المنظمات الدولية، بالإضافة إلى النتائج الإيجابية والسلبية للحوكمة العالمية.

ويقدم الكاتب في كتابه هذا، المعلومات المهمة للوصول بالطالب إلى استيعاب حالة القانون الدولي الحالي، وتفاعلاته ومنظماته الدولية، من خلال دراسة آليات نجاح الأمم المتحدة، مع استعراض أهم أجهزة الأمم المتحدة (كمجلس الأمن)، مع إعطاء أمثلة لفهم آلية عمل منظمة الأمم المتحدة، مثل كيفية الحصول على التمويل، وعمل المنظمات الدولية، دون الاقتصار على الجانب القانوني لدراسة المنظمة فقط، بل الدراسة التفصيلية لكيفية عملها والقيام بوظائفه، وتطبيق نظريات العلاقات الدولية على المنظمات، وأدوارها المهمة والمختلفة.

نشوء المنظمات الدولية وإسهامها في تأسيس النظام العالمي

تعود نشأة المنظمات الدولية إلى فكرة المؤتمر الدولي؛ لأنها في حقيقة الأمر، ليست إلا امتدادا لهذه المؤتمرات، بعد إعطاء عنصر الدوام لها، من خلال تطورات حدثت في نطاق أمانات المؤتمرات، خاصة أن المؤتمرات تعالج المسائل المشتركة للدول، وهي تستجيب للمطالب العملية وتتخذ قراراتها بالإجماع، لذا، فهي تبحث عن اتخاذ موقف مشترك أكثر من كونها تمارس سلطة فعلية؛ لأنها تحاول الحصول على مواقف متسقة بين الدول المشاركة في المؤتمر.

فمع نهاية حقبة حروب نابليون بونابرت في أوروبا التي دامت حوالي 25 عاما، عقدت ثماني دول أوروبية مؤتمر فيينا بين 1814 و1815؛ بهدف استعادة ميزان القوى للحفاظ على سلام دائم، وذلك ريثما أُعيد ترسيم الحدود الإقليمية الفرنسية، بعد إزعاج نابليون بونابرت ميزان القوى في أوروبا بحملاته العسكرية للفتوحات بعد الثورة الفرنسية عام 1789، حيث أدركت القوى العظمى أن نظام الدول الحالي لم يعد مناسبا، وأنه يتعين عليها البحث عن ترتيبات مؤسسية جديدة.

تعود نشأة المنظمات الدولية إلى فكرة المؤتمر الدولي؛ لأنها في حقيقة الأمر، ليست إلا امتدادا لهذه المؤتمرات، بعد إعطاء عنصر الدوام لها، من خلال تطورات حدثت في نطاق أمانات المؤتمرات، خاصة أن المؤتمرات تعالج المسائل المشتركة للدول، وهي تستجيب للمطالب العملية وتتخذ قراراتها بالإجماع، لذا، فهي تبحث عن اتخاذ موقف مشترك أكثر من كونها تمارس سلطة فعلية؛ لأنها تحاول الحصول على مواقف متسقة بين الدول المشاركة في المؤتمر.
تمّ تشكيل النظام العالمي البريطاني لاحقا؛ نتيجة مؤتمر فيينا عام 1815، الذي كان من شأنه إعادة تقسيم أوروبا بعد هزيمة نابليون، وبعد مؤتمر برلين عام 1885، الذي قسّم القارة الأفريقية بين القوى الأوروبية على أساس تفوّقها العنصري المفترض؛ كونها متحضرة مقارنة بالأجناس الأفريقية المتخلفة بالفطرة، وتأكيد تجارة الرقيق ومبدأ الحرية في الداخل والعبودية في الخارج.

ومن الجدير بالذكر، أن الابتكارات المرتبطة بظهور الصناعة وإدخال طرق جديدة للنقل والاتصالات، قد حفزت الدول على إنشاء قوى ذات أغراض خاصة، تسمى عادة بالاتحادات الدولية، التي من شأنها تسهيل تعاون الحكومات في التعامل مع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. ولم يتخذ تحالف أوروبا الناتج بعد مؤتمر فيينا طابع منظمة سياسية، فقد استمر نفس النمط حتى الحرب العالمية الأولى، كإطار لنظام المؤتمرات التي أعطت بعض المضمون لفكرة أن الدول الأوروبية تشكل كيانا منظما. تم توسيع هذا المفهوم من خلال مؤتمرات لاهاي لعامي 1899 و 1907، التي سمحت لمختلف الدول الصغيرة وكذلك الدول الأوروبية، بالمشاركة في المداولات السياسية الجماعية.
قرب نهاية القرن التاسع عشر، أدى إنشاء اتحاد (منظمة) عموم أمريكا وبدء سلسلة من المؤتمرات الأمريكية، إلى تعزيز مبدأ مونرو وتصريحات سيمون بوليفار، من خلال إعطاء تعبير مؤسسي لفكرة أن دول نصف الكرة الأرضية الغربية تشكل مجموعة فرعية متميزة داخل النظام الأكبر متعدد الدول.

مؤتمر وستفاليا

يستعرض الدكتور حسين طلال مقلد في الفصل الأول المطلب الأول، أهم  المنظمات الدولية ما قبل وبعد الحرب العالمية الأولى، فيقول: "امتدت المرحلة الأولى مع بداية المؤتمرات الدولية بمؤتمر وستفاليا الشهير westphalia الذي عُقِد عام 1648م، معلنا ولادة النظام الدولي الحديث في مركز الثقل السياسي على الساحة العالمية وهي أوروبا، على أساس وجود الدول القومية المتساوية في السيادة، والمستقلة عن أي سلطة عليا روحية كانت أم زمنية.

ويمكن اعتبار تاريخ توقيع معاهدة وستفاليا، هو التأسيس الحقيقي لحقل العلاقات الدولية الحديثة لعدة أسباب. أولها، أن هذه المعاهدة أنهت الحروب الدينية في أوروبا، ثانيها، أنها مثلت عقد أول مؤتمر دبلوماسي دولي كبير، حضره حوالي 101 من الأمراء وممثلي الوحدات السياسية الدولية المختلفة، اتفقوا خلاله على أن تكون العلاقات بين هذه الوحدات ذات السيادة بعيدا عن الكنيسة. وبالتالي فقد أسسوا لمبدأ المساواة بين الوحدات السياسية المختلفة، وهو المبدأ الذي أصبح أحد الركائز الأساسية للقانون الدولي الحالي، وأحد المبادئ النظرية الأساسية في العلاقات الدولية. ومن ثم، يمكن اعتبار هذا التاريخ هو تاريخ تأسيس العلاقات الدولية كحقل علمي".

لم تشهد مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى قيام أيّ منظمات دولية، ولكنّها كانت موجهة نحو إبراز الحاجة إلى منظمة دولية للحفاظ على السلام، وعرضت الهيكل المحتمل لهذه المنظمات، كما تضمنت دراسات حللت الجوانب القانونية والرسمية المؤسسية للمنظمات الدولية الموجودة، ولا سيّما عُصبة الأمم المتحدة، وما سمِّيَ بعد ذلك الاتحادات العامة الدولية، التي اعتبرت جزءا من الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة. ووفقا لـ ياليم Yalem Sohn's، عكست هذه الأدبيات "تفاؤلا مفرطا في قدرة المنظمات الدولية على إيقاف الصراعات الدولية، وأهملت إلى حدّ كبير تأثير العوامل السياسية، مثل سياسات القوة ومدى تأثيرها على التعاون الدولي".

الاتحاد البرلماني الأوروبي

جاء إنشاء منتدى دولي للمفاوضات متعددة الأطراف بتأسيس الاتحاد البرلماني الدولي (IPU) في عام 1889، الذي لا يزال نشطا حتى اليوم، ويضم في عضويته 157 برلمانا وطنيّا. كان الاتحاد البرلماني الدولي هو سلف عصبة الأمم، التي أُنشئت عام 1919 بعد نهاية الحرب العالمية الأولى. أصبحت هذه فيما بعد الأمم المتحدة، بعد فشل العصبة في منع الصراعات الدولية. لم يكن إرث الاتحاد البرلماني الدولي وعصبة الأمم والتحالفات الدولية المبكرة الأخرى، هو فعالية المؤسسات كعنصر فاعل، ولكن كمنتدى للدول للتعبير عن آرائها وتعزيز الحوار. يمكن القول؛ إن هذا كان أعظم إنجازاتهم، حتى بعد فشل العصبة، ما زالت الدول القومية تشعر بالحاجة إلى مؤسسة تسمح لها بمشاركة أفكارها، وتوفر فرصة لتسوية النزاعات سلميا.

المرحلة الثانية تمتد بين 1918 و1919، وهي فترة الحرب العالمية الأولى، التي أعقبها توقيع معاهدة فرساي. فقد اتسمت هذه الحرب ـ التي بدأت كحرب أوروبية ـ أوروبية، سرعان ما أخذت طابعا عالميا بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية عام 1917، بدرجة كبيرة من الوحشية واتساع حجم الضحايا (حوالي 38 مليون نسمة)، شكلوا رقما كبيرا إذا ما قيس كنسبة إلى حجم سكان العالم في ذلك الوقت)، ما أدى إلى صدمة كبيرة لدى الرأي العام العالمي.

وقد نتج عن هذه الظواهر توجهان أساسيان: أولهما، تطور شعور جارف بضرورة عدم تكرار هذه الوحشية مرة أخرى، وألا يُسمح بتكرار مثل تلك الحرب. وكان التصور الإجابة المقدمة على هذا التحدث، هي إمكانية منع حدوث هذه الحرب مرة أخرى من خلال التنظيم الدولي، وهو ما أدى إلى تأسيس "عصبة الأمم" في مدينة جنيف. ثانيهما، هو اكتشاف ضرورة وجود أساس علمي، تقوم من خلاله بدراسة العلاقات الدولية، ومنع الحروب المتوحشة. وكان نتيجة ذلك إنشاء مراكز الدراسات أو "الكراسي المتخصصة" للعلاقات الدولية، كان أولها معهد الدراسات العليا في جنيف. لكن بالرغم من كل ذلك، قامت الحرب العالمية الثانية.

إنشاء منظمة "عصبة الأمم "وظهور الأمن الجماعي

مع بداية الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918)، بدأ التفكير بشكل جدي في تأسيس منظمة تضبط الصراعات الدولية وتمنع الحروب المستقبلية، وقد اتخذت الفكرة شعبية واسعة في بريطانيا والولايات المتحدة على وجه التحديد، وكان خبير العلوم السياسية البريطاني غولدي ديكنسون، أول من صاغ مصطلح "عصبة الأمم" في عام 1914، ووضع رؤية لتنظيم عمل هذه العصبة.

وبعد نهاية الحرب، تم إنشاء أول منظمة دولية أخذت على عاتقها مهمة الحفاظ على السلام العالمي، واتخذت تلك المنظمة اسم "عصبة الأمم"، في 10 كانون الأول/ يناير 1920. لكن "عصبة الأمم" تلك لم تضم جميع دول العالم، بل اقتصر مجلسها التنفيذي فقط على الدول القوية، التي خرجت منتصرة من الحرب العالمية الأولى، وهي إنجلترا وفرنسا وإيطاليا واليابان. وضمت العصبة في ذروتها في الفترة بين عامي 1934 و1935 قرابة 58 عضوا، وكانت اللغات الرسمية التي تعتمدها هي الإنجليزية والفرنسية.

كان الهدف الأساسي لعصبة الأمم، هو منع أي حروب مستقبلية؛ بعد الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب العالمية الأولى، وكانت تعتزم تحقيق هذا الهدف عبر قيامها بعدد من الإجراءات، منها نزع السلاح وتسوية النزاعات الدولية، من خلال أداء دور "الحكم" بين المتخاصمين، وقيادة جهود التفاوض بين الدول المتصارعة.

مع بداية الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918)، بدأ التفكير بشكل جدي في تأسيس منظمة تضبط الصراعات الدولية وتمنع الحروب المستقبلية، وقد اتخذت الفكرة شعبية واسعة في بريطانيا والولايات المتحدة على وجه التحديد، وكان خبير العلوم السياسية البريطاني غولدي ديكنسون، أول من صاغ مصطلح "عصبة الأمم" في عام 1914، ووضع رؤية لتنظيم عمل هذه العصبة.
وبعيدا عن حلم تحقيق السلام العالمي، كان لعصبة الأمم مجموعة من الأهداف الأخرى، التي شملت تحسين ظروف العمل، والاهتمام بالصحة العالمية، وحماية الأقليات في أوروبا، والاهتمام بمعالجة قضايا، مثل أسرى الحرب والاتجار بالبشر والمخدرات وتجارة الأسلحة.

يقول الدكتور حسين مقلد في معرض بحثه التفصيلي عن هذا الموضوع: لقد أدى إنشاء عُصبة الأمم في مؤتمر فرساي عام 1919م، إلى تراجع مبدأ توازن القوى الذي قام عليه التوافق الأوروبي 1815، وذلك نتيجة ظهور مبدأ الأمن الجماعي الذي تبنته العُصبة، وبُنِي على أساس أنّ أمن الدولة العضو المُحِبَّة للسلام، هو جزء لا يتجزأ من أمن بقية الدول الأعضاء في العُصبة، وأنّ أيّ تهديد للدولة، هو تهديد لمجموع الأعضاء الذين ينبغي أن يتعاونوا ويتساندوا لصدّه وردعه.

وفي أمريكا، أعلن الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون مبادئه الأربعة عشر، التي أكدت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، التي ستدعم حق تقرير المصير والديمقراطية المضادة للاستعمار، وتُوِّجَت بتأسيس عُصبة الأمم المتحدة، التي عكست هذه المبادئ في ميثاق العُصبة. ترأس ويلسون اللجنة المنبثقة عن مؤتمر سلام فرساي عام (1919)، الهادفة إلى تأسيس منظمة دولية. كان لدى ويلسون، على سبيل المثال، تحفظات قليلة حول أهمية العُصبة، كما أعلن في جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي عام 1919؛ "إنّها ضمانة مؤكدة للسلام. إنّه ضمان واضح بالكلمة ضدّ العدوان. إنّها ضمانة أكيدة ضد الأشياء التي هدّدت بتحويل الحضارة الإنسانية إلى خراب. أغراضها ليست غامضة للحظة. أغراضها معلنة وسلطاتها لا لبس فيها. هي مجرد عُصبة هدفها الأساسي تأمين السلام للعالم بأكمله. هذه عُصبة يمكن استخدامها بهدف التعاون في أيّ مسألة دولية".

نصّ عهد عصبة الأمم حول مبادئ تشجع على الأمن الجماعي. فمثلا، إن المادة العاشرة نصت على أنه "يتعهد أعضاء العصبة باحترام سلامة أقاليم جميع أعضاء العصبة واستقلالها السياسي القائم، والمحافظة عليه ضد أي عدوان خارجي. وفي حال وقوع عدوان من هذا النوع، أو في حال وقوع تهديد أو حلول خطر هذا العدوان، يشير المجلس بالوسائل التي يتم بها تنفيذ هذا الالتزام."، وكذلك المادة الحادية عشرة منه، أكدت أن أي حرب أو تهديد بها؛ سواء أكانت لها تأثير مباشر، أم إن لم يكن على أي عضو، تعد مسألة تهم العصبة جميعها. ويحق لأي عضو أن ينبه إلى أي ظرف من الممكن أن يمس بالسلام الدولي. بالإضافة إلى تطرق المادة الثالثة عشرة إلى حل النزاعات، من خلال التحكيم والتسوية القضائية.

عُرفت الوسائل المتوخاة بالعقوبات، وهي مقاطعة اقتصادية مسموح بها بموجب المادة 16 من العهد، وتم تطبيقها في تشرين الأول/أكتوبر 1935 ضد إيطاليا لغزو الحبشة. ومع ذلك، وكبادرة تصالحية، استبعدت العصبة النفط والحديد والصلب من المقاطعة، مما جعل العقوبات غير فعالة. وفي غضون أقل من عام تم رفعها، ولم يتم تطبيقها على الإطلاق عندما أرسلت ألمانيا قوات إلى راين لاند في عام 1936.

ولكنّ الولايات المتحدة لم تكن راغبة بنشر الفكر الليبرالي والنظام الليبرالي عالميا، وهذا ما أدى إلى عدم مصادقة مجلس الشيوخ على ميثاق العُصبة، وكذلك المملكة المتحدة التي فقدت موقعها كقوة عظمى، وأدّت الحرب العالمية الأولى إلى إفلاسها.
التعليقات (0)