هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا أشارت فيه إلى أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يسيطر على الشرق الليبي، يستخدم ورقة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مقابل حصوله على الدعم في الانتخابات الليبية المقبلة.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته "عربي21"، أن شائعات تأكدت حول المحادثات بين حفتر وبين الإسرائيليين، عندما هبطت طائرة خاصة تحمل ابنه صدام، والذي شوهد وهو ينزل من طائرة في مطار بن غوريون، قادمة من دبي.
وذكرت الصحافة الإسرائيلية أن صدام حفتر عرض ولأول مرة الاعتراف بـ"إسرائيل" لو وفرت لوالده الدعم العسكري والدبلوماسي للوصول إلى السلطة.
وسيكون هذا بمثابة تغيير جذري مدهش لليبيا، بحسب الصحيفة. ويعد حفتر (78 عاما) واحدا من الضباط الشباب الذين دعموا معمر القذافي في انقلابه ضد الملكية في عام 1969، قبل أن ينشق عنه ويذهب إلى الولايات المتحدة في الثمانينيات من القرن الماضي حتى الثورة التي أطاحت به في 2011.
اقرأ أيضا: ما المكاسب التي يتوقعها حفتر من التطبيع مع الاحتلال؟
وتحول القذافي إلى أهم داعم للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. ومنذ سقوط القذافي ومقتله فقد تفككت ليبيا ودخلت حربا أهلية، إلا أن الانتخابات المقرر عقدها في 24 كانون الأول/ ديسمبر تعتبر أفضل فرصة لإعادة توحيد البلاد، كما ترى الدول الغربية التي أسهمت في التفاوض على وقف إطلاق النار بعد سبعة أعوام من الحرب.
ورأى البعض أن حفتر كانت لديه فرصة أفضل للفوز من منافسيه في الغرب الذين تتنافس فصائلهم فيما بينها. لكن رئيس الوزراء الانتقالي عبد الله دبيبة استخدم ثروته الشخصية وعلاقاته السياسية منذ انتخابه بداية هذا العام لتأكيد موقف قيادي لنفسه، هذا إن سمح له في النظام الانتخابي المعقد المشاركة.
واعتمد حفتر في أثناء الحرب على القوى الخارجية مثل الإمارات وروسيا وإلى حد ما فرنسا. ولكنه أغضب الرئيس فلاديمير بوتين، ووضعت الجرائم التي ارتكبتها قواته وانتهاكات حقوق الإنسان الرئيس إيمانويل ماكرون في موقف صعب.
وتتعرض الإمارات لضغوط من إدارة الرئيس جو بايدن بسبب دعمها للأنظمة الديكتاتورية في المنطقة، وبخاصة عبد الفتاح السيسي، الذي يرغب في أن يتولى حفتر السلطة على حدوده الغربية.
ونقلت الصحيفة عن أنس القماطي، المحلل الليبي، قوله إن محاولة الوصول إلى إسرائيل هي جزء من توسيع حفتر لقاعدة دعمه وسط الضغوط التي يواجها، مضيفا أن "إسرائيل ستغير اللعبة" بالنسبة له "فهو المرشح المثالي لها وللإمارات العربية المتحدة. وكلاهما يتفقان على الرؤية الأيديولوجية للمنطقة".
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن سيجد صعوبة في معارضة حفتر لو أنه قدم منظور اعتراف دولة عربية بإسرائيل إلى جانب الإمارات والسودان والمغرب والبحرين التي وقعت اتفاقيات دبلوماسية وتطبيع العام الماضي.