تقارير

ذاكرة لاجئ من يافا وقصة انتفاضة 1955 ضد التوطين في سيناء

الفلسطينيون مستمرون في رفض الاحتلال والتوطين ومتمسكون بالتحرير  (الأناضول)
الفلسطينيون مستمرون في رفض الاحتلال والتوطين ومتمسكون بالتحرير (الأناضول)

أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني أجبرهم الاحتلال على مغادرة ديارهم وأراضيهم، خلف كل واحد من هؤلاء قصص إنسانية بعيدا عن الدلالات السياسية المباشرة للاحتلال.. 

الكاتب والإعلامي عبد القادر ياسين لاجئ فلسطيني من يافا، اختار "عربي21"، ليروي قصته مع اللجوء، ويقف اليوم مع هبّة أو انتفاضة 1 آذار (مارس) 1955 في قطاع غزة، التي فجرها الشيوعيون وحلفاؤهم عام 1955 بقيادة معين بسيسو أمين عام الحزب آنذاك، ضد مشروع جونستون لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء. 

وعي طلابي مبكر

في مدرسة فلسطين الثانوية بغزة، كنت من أدخل "صحف الحائط"، حين أصدرتُ صحيفة "المرصاد"، الاسم الذي يلائم قسم الجغرافيا، الذي أنتمي إليه، فالصحيفة أسبوعية، متنوعة، وقد حذا طلاب من السنة الثالثة الثانوية، تصدَّرهم ناهض منير الريس، حذوي، فأصدروا صحيفة "المشعل". 

وفوجئت، في ربيع 1955، بحصولي على الجائزة الأولى في مسابقة صحف الحائط بالمدرسة، ولم أزل أذكر الجائزة التي نلتها، وهي عبارة عن نسخة من كتاب ألفريد ليلنتال "ثمن إسرائيل"، ونسخة أخرى من أول ديوان شعري لمحمد الفيتوري، الحائر في جنسيته، بين الليبية، والسودانية، وقد زُيِّن الديوان برسوم الكاريكاتيريست السوداني، حسن حاكم. 

ما عزَّز توجهي نحو العمل الصحافي، خاصة بعد أن نجحتُ في مسابقة، كانت أجرتها أسبوعية "آخر ساعة" القاهرية، ونلتُ، يومها، عشر جنيهات مصرية، مكافأة، استهجنها جارنا، من آل تاجي الفاروقي، وهو موظف في فرع، "البنك العربي" بغزة، حين صرفها لي.

في المجال السياسي، كانت وثبة آذار / مارس 1955 الفاصلة في سيرتي السياسية؛ فقد حدث أن نسفت مجموعة إخوانية عبّارة للمستوطنين الإسرائيليين، قرب غزة، فردت إسرائيل، في 28 شباط / فبراير 1955، بمهاجمة بئر الصفا، ونسفته، وقتلت كل أفراد الحامية المصرية، التي كانت تحرسه، ومن بينها محمود صادق، شقيق الفريق محمد صادق، وزير الدفاع المصري (1971 ـ 1972). 

وحين طلبت هذه الحامية النجدة، من قوات فلسطينية، كانت ترابط في مخيم النصيرات، بالمنطقة الوسطى، سارعت قوات النجدة هذه بإرسال سيارة نقل، حملت نحو ثلاثين مقاتلاً فلسطينيًا، وكان جنود إسرائيليون يتربصون هذه النجدات، عند نقطة "البوليس الحربي"، بين مدينة غزة، ومخيم النصيرات. وما إن اقتربت سيارة النجدة من الجنود الإسرائيليين، في مكمنهم، حتى أطلق هؤلاء، بضع رصاصات على برميل بترول، توسط طريق السيارة الفلسطينية، واشتعل البرميل، فتفاداه سائق السيارة الفلسطينية، واستدار بسيارته، ما جعل ركاب السيارة لقمة سائغة للكمين الإسرائيلي، الذي أمطر المقاتلين الفلسطينيين بالقنابل الحارقة، استُشهد معظمهم بسببها. وسرعان ما تأكد بأن مجموع الخسائر البشرية العربية، بلغت 39 شهيدًا مصريًا، و فلسطينيًا، و سودانيًا.

عبد الناصر والسفير الأمريكي والعدوان على غزة

في هذه الليلة، كان الرئيس عبد الناصر ـ على ذمة الصحفي اللصيق به محمد حسنين هيكل ـ يتناول طعام العشاء، على مائدة هنري بايرود، السفير الأمريكي الجديد في القاهرة، وشكا الرئيس المصري لبايرود من مماطلة الإدارة الأمريكية، في أمر تنمية مصر، وتسليح جيشها. ووعد بايرود الرئيس المصري بالتدخل، لحسم هذا الأمر. وحين عاد عبد الناصر إلى منزله، بعد منتصف الليل، دق جرس الهاتف، ليخبره بأمر العدوان الإسرائيلي الجديد، ونتائجه.

لقد كان يمكن لهذا العدوان أن يمر كسابقيه من الاعتداءات الإسرائيلية على مخيمات القطاع، لولا أن استجد هذه المرة ما غيَّر في نتائج هذا العدوان، على نحو دراماتيكي.

في صباح اليوم التالي، ذهبنا إلى مدرسة فلسطين الثانوية، وفوجئت بمعظم الطلبة واجمين، حزنًا، واستبشرتُ خيرًا. وما أن قرع الجرس، وقمنا بتحية العَلَم، كالعادة، حتى رفض الطلبة دخول فصولهم، وهتف أحدهم، منددًا بالتقاعس في مواجهة شراسة إسرائيل. وهدر الطلبة بترديدهم الهتاف، قبل أن يتدافعوا في اتجاه باب المدرسة، وعبثًا، حاول بشير الريس، ناظر المدرسة، إثناء الطلبة عن الخروج من مدرستهم. 

 

في هذه الليلة، كان الرئيس عبد الناصر ـ على ذمة الصحفي اللصيق به محمد حسنين هيكل ـ يتناول طعام العشاء، على مائدة هنري بايرود، السفير الأمريكي الجديد في القاهرة، وشكا الرئيس المصري لبايرود من مماطلة الإدارة الأمريكية، في أمر تنمية مصر، وتسليح جيشها. ووعد بايرود الرئيس المصري بالتدخل، لحسم هذا الأمر.

 



وفجأة، وصل الصاغ (الرائد) أحمد إسماعيل، مدير إدارة التعليم في القطاع، ونجح في جمعنا من حوله، وأخذ يُهدئ من غضبنا، دون جدوى، فقذفه أحد الطلبة، واسمه محمد صيام (إخوان) بحجر، تناول إسماعيل الحجر، ووجَّه كلامه إلينا، برنّة حزينة: "أحمد إسماعيل يترجِم بحجر، بعد ست سنين خدمة للقطاع؟!" واستغل إسماعيل اللحظة، وسحب مجموع الطلبة الغاضبين، إلى داخل ساحة المدرسة. وبدأ في الحديث، مؤكدا، بأنهم هاتفوه من مصر، مؤكدين له بأنهم سيرسلون تعزيزات من القوات المسلحة، لحماية القطاع. فتصديت له، مكذِّبا! ما أغضبه، ودفع وكيل المدرسة، حلمي أبو رمضان، إلى سحبي من قميصي، وأبلغني بأنني مرشَّح عند أحمد إسماعيل للفصل من المدرسة، بسبب كثرة المظاهرات التي أنظمها، وأردف أبو رمضان: "يعني مفيش غيرك يتكلم؟!" 

رددت عليه، من فوري: "لو كل واحد قال هذا الكلام، لما تكلم أحد." واستدرتُ، لأدخل الحلقة من حول أحمد إسماعيل، وإن كان طالبان لا علاقة لهما بالسياسة، من قريب أو بعيد، وهما عيد مرتجى، وعبد الحي عبد الواحد، يقاطعان إسماعيل، غير مرة، ما أشعل حماس الطلبة، وتمكنا من الخروج من المدرسة، في مظاهرة عارمة. 

وعند نهاية الشارع، بعد نحو كيلو متر واحد، من مدرستنا، وقبل نحو عشرين مترا من التقائنا بشارع عمر المختار الرئيسي، فوجئنا بمعين بسيسو، ناظر مدرسة جباليا الإعدادية للاجئين، يصعد إلى أكتاف أحد الطلبة، ويهتف: "لا توطين، ولا إسكان، يا عملاء الأمريكان!" واستمر هذا شعارا رئيسيا للشيوعيين، بينما أطلق الشيخ محمود مقداد شعاره، الذي غدا الشعار الرئيسي للإخوان: "لا منظار، ولا منقار، تسقط حكومة الرقاصين!" وقصد مقداد بالمنظار نظارة صلاح سالم السميكة، وبالمنقار أنف عبد الناصر. وكان سالم شارك سودانيين جنوبيين رقصتهم، وهو شبه عارٍ!

سرعان ما تضاعف عدد المتظاهرين، ولم تعد المظاهرة وقفًا على طلاب المدارس، بل ضمت شيوخا، وشبابا، ونساء، وحين عادت المظاهرة، من حي الشجاعية، في أقصى شرق مدينة غزة، كانت تعج بالآلاف، وتحوَّلت شعاراتها إلى هدير، شق عنان السماء. 

في طريق عودة المظاهرة من الشجاعية إلى حي الرمال، قاصدة سراي الإدارة المصرية، وعند مدرسة الإمام الشافعي، وسينما السامر، توقفنا، حتى يتعامل بعضنا مع مقر مراقبي الهدنة، صعدت أنا والعبد أبو شعبان (أبو النعيم) إلى أعلى المبنى، المقابل للمدرسة، وأخرجتُ مطواة من جيبي، أستخدمها في تقشير الفواكه، وقطعتُ حبل عَلَم الأمم المتحدة، المرفوع على سارية أعلى المبني، ومزقناه.

حين نزلنا إلى باب المبنى، فوجئنا بسيارات المراقبين الدوليين، وقد اشتعلت بها النيران. التفتنا إلى شارع عمر المختار، على بُعد بضعة أمتار، حيث وصلت مصفحة، كان مقاتلو المجدل قد غنموها من العصابات الصهيونية المسلحة. 

نزل ضابط الشرطة الفلسطيني، حلمي الحلبي، من المصفحة، وأشهر مسدسه في وجه معين بسيسو، الذي هجم على الحلبي، ومزق معين قميصه، وقال للحلبي: "اضرب يا جبان!" لكن الحلبي تراجع، فازدادت المظاهرة اشتعالاً. 

مظاهرات رافضة للتوطين

وحين وصلت إلى سراي الحكومة، وأحاطت الآلاف بالسراي، وخرج الموظفون، بالجملة، لرؤية هذا المشهد، الجديد عليهم، التفت البكباشي (المقدم) مصطفى حافظ، مدير المخابرات الحربية المصرية في القطاع، إلى سكرتير المخابرات، سعيد السقا (فلسطيني)، ونهره حافظ: "هما دول الشيوعيين، اللي ميتعدوش تلاتين واحد؟!" أطرق السقا. لكن فلسطينيا منافقا آخر، هو سيد أبو شرخ، قائمقام غزة الإداري، اندفع في اتجاه حافظ، وقال له: "يا أفندم اقتل عشرة منهم، الباقي بيهرب زي الفئران!" فطعنه حافظ بنظرة ازدراء، وقال له: "مش يمكن اللي أقتله، هو اللي يحرِّر فلسطين؟!"

عند مرور المظاهرة أمام منزلنا، فوجئتُ بمن يُلقي القبض عليَّ، دونا عن كل المتظاهرين، وفوجئتُ بوالدي بأنه من يفعل ذلك، ويسحبني إلى البيت، حيثُ أقفل عليَّ الباب الخارجي، بالقفل والمفتاح، لكنني قفزتُ من أعلى السور، والتحقتُ بالمظاهرة. وأشعر، الآن، بأنني لم أعد إلى منزل أسرتي، حتى اليوم.
 
استمرت المظاهرات أيام الإثنين، والثلاثاء، وحتى ضحى الأربعاء (3،2،1 آذار/مارس)، وبعد أن سقط من مجموع مظاهرات القطاع ما يربو قليلاً عمًا سقطوا من شهداء الهجمة الإسرائيلية، أرسل البكباشي (المقدم)، سعد حمزة، حاكم غزة الإداري، يطلب إلى المنتفضين إرسال لجنة تمثلهم، تحمل إليه مطالبهم، فاختار المتظاهرون ثلاثة منهم، هم: معين بسيسو (عن الشيوعيين)، وفتحي البلعاوي (عن "الإخوان")، وجمال عمر الصوراني (عن المستقلين)، وأبلغوا حمزة بأنهم يطالبون بإلغاء "مشروع سيناء لتوطين اللاجئين"، لأن هدف كل الاعتداءات الإسرائيلية هو إرغام لاجئي القطاع على الإفلات بأرواحهم، إلى سيناء. وتحصين القطاع، وتسليحه، وتدريب أهله. وإشاعة الحريات الديمقراطية في القطاع.

عصر اليوم نفسه، وصل حمزة إلى مقر قيادة الوثبة، في مبنى "نقابة معلمي وكالة الغوث"، وأبلغ حمزة كلاً من البلعاوي، وبسيسو بموافقة عبد الناصر على كل مطالب الوثبة. وفي مساء اليوم نفسه، أصدر اللواء عبد الله رفعت، الحاكم العام لقطاع غزة، بيانًا، أقسم فيه بشرفه العسكري، أن لا يعتقل، أو يحاكم إلا كل من أحرق، أو أتلف، عن عمد. على أنه لم يمر إلا أسبوع واحد على اندلاع الوثبة، وبالتحديد في مساء الإثنين 8 آذار/ مارس، شنًّت أجهزة الأمن حملة اعتقالات، شملت 68 شخصًا، نحو ثلثهم من الشيوعيين، و6 من الإخوان، ومَن تبقى من المستقلين، ونسبتهم الأكبر من مؤازري "الحزب الشيوعي". وإن جرى اعتقال ثلاثة أشخاص لا صلة لهم بالوثبة، أو حتى بالسياسة، من قريب أو بعيد، أولهم عوني بسيسو، الذي أرسله فايق بسيسو، كبير العائلة، إلى معين، فأسر عوني له بأن فايق يطلبه، لكن معين لم يعبأ. والثاني هو فواز الوحيدي، المدرس الذي اعتُقل بدلاً من عمه فايز الوحيدي. والثالث هو سعد لولو ناظر المدرسة، الذي اعتُقل بدلاً من سعدي لولي، الطالب اليساري في جامعة القاهرة، الذي شارك في الوثبة، و ما أن توقفت، حتى سافر إلى القاهرة، و لم يود رجال الأمن أن يعودوا بأيديهم فارغة، فاعتقلوا سعدا بدلا من سعدي!

صباح يوم الأربعاء 10/3، تم احتجاز جمال عمر الصوراني، واصطحبني اليوز باشي (النقيب) مصطفى ماميش، في سيارة جيب، نقلتني من المدرسة إلى مكتب المخابرات الحربية، حيث أساء سعيد السقا استقبالي، وأجرى تحقيقًا معي، وأخذ يكتب إجاباتي على أسئلته، ثم عدل عن الكتابة، وطلب إليَّ أن يسألني هو، وبدوري أكتب إجاباتي، ففعلت، لكنه استوقفني، فجأة، وكأنه ضبطني متلبسًا بالجرم المشهود: "لماذا لم تكتب (بسم الله الرحمن الرحيم)؟!" فرددتُ: "لأنها ليست إجابة على أي سؤال، وجهته لي!" هنا دخل عنصر مخابرات، وأبلغ السقا بأن "الريس" وصل. فنهض السقا، وغادر الغرفة، ليعود، بعد قليل، ويقول لي: "تفضل البكباشي بدو يشوفك!" صاحبته إلى غرفة البكباشي، لأفاجأ بمصطفى حافظ، بوجهه البشوش، وخطابه الهادئ، وإن كان فجعني حين أشار إليَّ بإصبعه، من أسفل إلى أعلى، وبالعكس، قائلاً: "هو ده عبد القادر ياسين؟!" ويبدو أن حافظ استصغر شأني، واستكثر أن أكون فعلت ما وصله من تقارير، إذ وجد أمامه صبيًا، يرتدي بنطالاً قصيرًا، وصندلاً في قدميه، ويحمل شنطة كتبه على ظهره.

جلستُ، بعد أن طلب مني حافظ ذلك، وسألني عما أرغب شربه، فاعتذرت عن كل ما عرضه عليَّ من مشروبات، فقال لي مازحًا: "هما قالوا لك أوعى تشرب حاجة عند المخابرات، حتى لا يضعوا لك حاجة فيها؟!" فبادرته: "هما مين اللي قالولي؟" لكنه لم يجبني عن سؤالي، وبادرني بسؤال: "هو انت اللي هتفت ضد مشروع سيناء في المدرسة؟" أجبت بالإيجاب. فقال لي: "ألا تعلم بأن ربع اللاجئين في القطاع مصابون بالسل؟! إحنا عاوزين ننقذهم." رددتُ عليه، من فوري، متشجعًا بابتسامته: "مش حضرتك بتعرف أنه في 15 مليون مصري محتاجين؟! خدوهم هناك!" رد عليَّ، من فوره، بلطف شديد: "قوم روَّح يابني!" ولم أصدِّق بأنني قد أفلتُّ. وفي اليوم التالي، تم الإفراج عن الصوراني، وبذا يكون سِفر من حياتي قد انطوى، وفُتح آخر.

 

اقرأ أيضا: يافا الفلسطينية.. كانت مهدا للصحافة والثقافة قبل النكبة

اقرأ أيضا: "يافا" في ذاكرة لاجئ فلسطيني.. تاريخ لا يبلى

اقرأ أيضا: فلسطينيو يافا.. سياحة خاطفة فلجوء مديد


اقرأ أيضا: لهذا سقطت يافا.. وهُزّمت الجيوش العربية

اقرأ أيضا: قصة لاجئ من يافا.. أربع سنوات عجاف في غزة

 

اقرأ أيضا: لاجئ من يافا ونشأة "الشيوعي" الفلسطيني وثورة 52 المصرية

التعليقات (1)
علاء فتحي ابوشرخ
الإثنين، 16-11-2020 11:35 ص
لم نسمع بالكاتب ولم نقرأ له وانما ما دعاني الى الكتابة هو تجرؤ الكاتب على الموتى بدون دليل وبدون شهود فالموتى قد افضوا الى رب غفور رحيم وليس لهم ان يردوا على شخص لا يعرفه احد قد ادعى صفة الكتابة وكان ما يكتب منزل وليس عليه دليل فالاولى باصحاب الصفحة ان يتحروا ما يكتب وما ينقل وخاصة عن اناس قد رحلوا عن الدنيا وليس هذا من يشهد لآل ابو شرخ وابناؤهم ورجالاتهم ونضالهم ولكن في زمن الرويبضة يجب ان نتوقع كل شيء