هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ناشونال إنترست" مقالا مشتركا للمسؤول السابق في مجلس الأمن القومي في فترة ريغان- بوش الأب البروفيسور ريموند تانتر، ومدير برامج المتخرجين للشؤون الدولية في جامعة بالتيمور البروفيسور إيفان ساشا شيهان، يبحثان فيه فرص اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل.
ويقول الكاتبان إن "فرص الحرب بين إيران وإسرائيل باتت محتومة في عام 2019، لكن في حال قيام الجمهورية الإسلامية باستخدام مليشياتها الأفغانية والباكستانية، وكذلك قواتها الخاصة لضرب إسرائيل، حيث يقدر عدد عناصر المليشيات العراقية بحوالي 20 ألف مقاتل، يمثلون عشر جماعات".
ويشير الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المرتزقة الأفغان يتراوح عددهم ما بين 15 ألفا إلى 20 ألف مقاتل، فيما يبلغ عدد المرتزقة الباكستانيين حوالي 5 ألاف مقاتل، وهناك ثمانية إلى عشرة آلاف مقاتل من الحرس الثوري الإيراني، ومن الجيش النظامي خمسة إلى ستة ألاف مقاتل، وهذه التقديرات كلها تعود إلى عام 2016".
ويعلق الكاتبان قائلين: "لو حشدت إيران مليشياتها كلها، وكذلك الحرس الثوري لتوجيه ضربات ضد إسرائيل، فإن هناك حربا محتومة ستقوم العام المقبل".
ويقول الكاتبان: "سألنا إن كان عام 2018 سيجلب الثورة لإيران، لكننا نتساءل اليوم: هل ستخوض إسرائيل حربا مع إيران في عام 2019؟".
ويجد الكاتبان أنه "من خلال الاعتراف بشرعية المجلس الوطني الإيراني فإن هذا سيؤدي إلى عدد قليل من التحركات التي تقوم بها إيران لقمع المتظاهرين، من مثل قرار شن حرب ضد إسرائيل لحرف اهتمام الشعب الإيراني عن الاحتجاجات الداخلية".
ويشير الكاتبان إلى أن نقطة تركيز مقالهما في 17 كانون الثاني/ يناير، كان على تصريحات مدير الاستخبارات الأمريكية مايك بومبيو، الذي قال: "أتوقع مواصلة الشعب الإيراني الثورة ضد عملية القمع (ضد المتظاهرين)".
ويركز الكاتبان في هذا المقال على تصريحات بومبيو حول إسرائيل وإيران وكوريا الشمالية، الذي قال: "سواء كان حزب الله اللبناني، والتهديد الذي تمثله (إيران) على كل من لبنان وإسرائيل -سواء كانت المليشيات الشيعية أم لا- فإنك تشاهد الأثر الذي تتركه اليوم، حتى في شمال العراق، والتهديد الذي تتركه على القوات الأمريكية هناك".
وقال بومبيو أيضا إن "هناك تاريخا من التعاون المتزايد بين كوريا الشمالية وإيران، يشمل التعاون التشارك في التكنولوجيا التي تسهل على كل منهما تطوير الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية".
ويرى الكاتبان أنه "فيما يتعلق بعام 2018، فإن المواجهة المباشرة تحدث بين إسرائيل وإيران وليست مجرد تخمين، فبعد اعتراض طائرة دون طيار فوق الأجواء الإسرائيلية، والغارات الانتقامية التي سقطت فيها مقاتلة (أف-16) إسرائيلية، فإن هذه المشاهد المتداخلة تفتح الباب أمام حرب واسعة، لو استمرت طهران في تقوية وجودها في سوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة".
ويذّكر الكاتبان بالتهديد الذي قام به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر ميونيخ للأمن الأسبوع الماضي، مشيرين إلى أن "التوترات بين إسرائيل وإيران تظهر نوعا من الدفء الذي قد يسخن في الفترة ما بين 2018 - 2019، لكن هل سيخوض البلدان الحرب؟ وماذا يعني هذا للأمن والسلام الإقليميين؟ فإعلان الجيش الإسرائيلي في 10 شباط/ فبراير عن عملية واسعة انتقامية هو تذكير بالنشاطات الإيرانية الخبيثة في المنطقة".
ويلفت الكاتبان إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر طهران من الدور الهادم للاستقرار في المنطقة، وذلك بعد وصوله إلى البيت الأبيض بقليل في شباط/ فبراير 2017، وأتبع ذلك بعقوبات قوية ضدها؛ بسبب برامجها لتطوير الصواريخ الباليستية.
وينوه الكاتبان إلى قرار الإدارة الأمريكية في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية، ووضع أكثر من 40 كيانا على القائمة السوداء، ومنعهم من الاقتصاد العالمي، مشيرين إلى أن وزارة المالية فرضت عقوبات على إيران في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017؛ بسبب دورها في النشاط الإرهابي وعمليات التزوير الواسعة.
ويستدرك الكاتبان بأن "هناك الكثير من الواجب عمله لمواجهة الاحتجاجات في البلد، ودعم الشعب الإيراني، لدولة تنزلق شيئا فشيئا تجاه الحرب ضد إسرائيل، وهناك تقارير تستند إلى مصادر إسرائيلية وعربية حول احتمال استئناف الحرب الإسرائيلية مع سوريا. والعامل الإضافي في مرحلة ما بعد الاتفاقية النووية مع القوى الكبرى هو أن إيران الصاعدة تعد لاعبا جديدا في التقدم الإسرائيلي السوري نحو الحرب، وبالتأكيد فإن هناك (حرب ظل) تدور بين إسرائيل وإيران ولعدة سنوات، وهو ما يقربنا لأحداث اليوم، وما يمكن أن نتوقعه في عام 2019".
ويعتقد الكاتبان أن "الأحداث المتداخلة من اعتراض طائرة دون طيار إيرانية، وسقوط المقاتلة (أف-16) والغارات الانتقامية هي مشاهد افتتاحية لحرب طويلة ستبدأ في حال استمرت طهران في تقوية حضورها في سوريا، وذلك بعد (هزيمة) تنظيم الدولة".
ويقول الكاتبان في سردهما لتتابع الأحداث من الطائرة الإيرانية وإسقاطها وحتى الغارات الانتقامية على مواقع إيرانية وسورية، ورد الدفاعات الصارخية للنظام، إن القبول بالوجود العسكري الإيراني في سوريا سيؤدي إلى نزاع واسع بين الإسرائيليين والإيرانيين والحشد الشعبي، الذي زار عدد من قادته الحدود اللبنانية مع إسرائيل.
ويرى الكاتبان أن "موقف وزارة الخارجية الأمريكية أظهر لإسرائيل أنها تقف وحيدة بعد ضرب طهران ودمشق لها، بالإضافة إلى أن جولة ريكس تيلرسون في المنطقة لم تشمل إسرائيل، مع أنه كان يجب زيارته للقدس بعد إسقاط الطائرة الإيرانية".
ويذهب الكاتبان إلى أن "الدعم المعنوي من الخارجية ووزارة الدفاع لا يكفي في حد ذاته، بل يجب تعويض إسرائيل عن خسارتها لطائرتها التي أسقطتها الدفاعات السورية".
ويختم الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى ما كتبه دانيال بليتكا، من معهد "أمريكان إنتربرايز"، الذي قال: "لم توفر أمريكا لنفسها خيارات للسلطة الناعمة والقوية، سواء كان هذا في سوريا أو اليمن أو أي مكان في المنطقة، خاصة أن إيران صاعدة لا محالة، ومن المحتوم أن تجد إسرائيل نفسها في مواجهة مع إيران".