أكد كاتب
إسرائيلي، أن قيام المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة
فلسطين هي خطوة في صالح "إسرائيل"، لأن أي خطوة أحادية الجانب مثل الإعلان الأمريكي بشأن
القدس، "تزرع الأمل الكاذب لدى الإسرائيليين".
قرار هام
اعتبر الكاتب الإسرائيلي، دانييل برنبويم، أن إعلان الرئيس الأمريكي اعتراف بلاده بـ"القدس عاصمة لإسرائيل؛ هو أحد القرارات الجيوسياسية الهامة فيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني".
ورأى أن هذا القرار الذي يؤدي للنشوة في طرف والعنف في الطرف الآخر، ويميل لصلاح طرف ويخيب أمل الطرف الآخر، "إذا لم يواجه مواجهة هذا القرار بمقاومة صلبة لا لبس فيها فإن احتمال التوصل لإنهاء النزاع سيخبو".
ولفت برنبويم، أن ما حدث عقب القرار الأمريكي والردود الدولية عليها، تثبت أن الأطراف ذات الصلة يجب عليها إعادة فحص جوانب معينة من الصراع"، متسائلا: "عشرات السنين والمجتمع الدولي يبحث في إمكانية حل الدولتين، فأين هي الدولة الثانية؟".
وذكر أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري أو سياسي فقط للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، بل حل إنساني"، موضحا أن قرار تقسيم فلسطيني عام 1947 رفض في حينه من قبل العالم العربي، ومع ذلك، تمت الموافقة على القرار، والفلسطينيون تنازلوا منذ زمن عن المطالبة بالسيادة على كل فلسطين ووافقوا على التقسيم".
وفي المقابل، "تستمر إسرائيل في بناء المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية، وبذلك تكشف أنها غير مستعدة لتقديم تنازل مشابه"، مضيفا: "إسرائيل دولة قوية، وعليها تحمل المسؤولية بدرجة أكبر".
أمل كاذب
وعلى خلفية الخطوة الأمريكية "أحادية الجانب"، طالب الكاتب الإسرائيلي في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية اليسارية، دول العالم والأمم الكبرى بـ"الاعتراف بفلسطين دولة ذات سيادة بالضبط مثلما تعترفون بإسرائيل كدولة"، معتبرا أنه "لا يمكن توقع مصالحة بين شعبين لا يعترف أحدهما بوجود الآخر"، وفق تقديره.
ومن أجل التوصل لحل الدولتين، "يجب قيام دولتين، وفلسطين موجودة تحت الاحتلال منذ خمسين سنة، كما علينا أن لا نتوقع من الفلسطينيين إجراء مفاوضات في ظل الوضع الراهن"، بحسب برنبويم الذي قال: "جميع الدول المعنية بجدية بحل الدولتين، يجب عليها الاعتراف بفلسطين كدولة سيادية، وفي نفس الوقت الدعوة لبدء مفاوضات فورية وجدية، حول الحدود والمسائل الجوهرية".
وأكد أن "الخطوات أحادية الجانب؛ مثل الخطوة الأمريكية تعقد الوضع وتزرع الأمل الكاذب في طرف، وتزيد اليأس في الطرف الآخر"، معتبرا أن "حل الدولتين هو الحل الوحيد القابل للتنفيذ، وهي الطريقة الوحيدة لضمان وجود معقول للفلسطينيين والأمن لإسرائيل".
وبالنسبة لمدينة القدس المحتلة، أشار الكاتب برنبويم، أنه "أن لا مشكلة لدي أن يكون غربي القدس عاصمة لإسرائيل وشرقي القدس عاصمة لفلسطين"، مؤكدا أن "الاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة، لن تكون خطوة ضد إسرائيل، بل هي بعيدة عن ذلك".