هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ماهر البنا يكتب: إذا كان فقدان الأوراق يشبه "الشوك" فإن المهلة التي فرضها الانتظار تشبه "القرنفل"، لأنها منحتني فرصة أطول للتفكير والتأمل بعمق في حالة السجن، ودراستها في حالة أعم من خلال وضعها في سياق إنساني يتجاوز التجربة الفردية والمكانية، حتى أنني وجدت تشابهات عجيبة في إبداع السجناء في أنحاء العالم، كأنها ناتجة عن قواعد وقوانين سنّتها حالة سلب الحرية وعزل الإنسان مع آخرين لا يعرفهم خلف الجدران
ماهر البنا يكتب: "صوت السجين في مواجهة السجن"، وهذا هو جوهر العنبرة، فالمهم هو رسالة السجين للعالم من حوله، سواء كانت بالكلمات، أو الموسيقى، أو الخربشة بكلمات الذكرى "فلان كان هنا"، أو الطرق على الجدران
ماهر البنا يكتب: تبدأ حياة الليل في العنابر بعد الانتهاء من صلاة العشاء الجماعية، ويحلو السمر في جماعات متفرقة تتنوع أساليبها، إلا إذا كانت هناك حفلات عامة متفق عليها، أحيانا ندوات دينية أو سياسية، أو اجتماعات لتنظيم المعيشة وتقديم طلبات للإدارة، أو أعياد ميلاد، أو سهرات فرفشة لاستجلاب البهجة..
ماهر البنا يكتب: السجن يعلّم الرومانسية ويفتح أبواب القلوب المغلقة، ويحرك المشاعر الراكدة تحت ركام الحياة اليومية المكررة..
ماهر البنا يكتب: أنا أريد أن يفهم الناس ماذا يفعل السجن في روحنا، ماذا حدث بنا في أعمق الأعماق، وليس على السطح الخارجي..
ماهر البنا يكتب: إدارة السجون أيضا مدربة على التقاط الضعفاء والمكسورين والوضعاء، تراقبهم وتضعهم تحت ضغط حتى ينهاروا تماما، فيتم تحويلهم على ممرات للوشاية والمراقبة والاستخدام السيئ ضد السجناء الآخرين، وفي العجلة الجهنمية للسجون تتداخل الصور والأوصاف والأعراض ويصعب الحكم على الأشخاص من تصرفاتهم الظاهرة..
ماهر البنا يكتب: تنويعة كبيرة لا تتسع لها كلمة "زنزانة"، لأن المقصود بالطبع ليس الزنازين الصغيرة والانفرادية، المقصود هو "العنبر" الذي يسكنه في العادة بين 30 و80 شخصا، بحسب مساحته وبحسب نسبة الكثافة والازدحام في السجون..
ماهر البنا يكتب: من المذنب حقا؟ ذلك هو السؤال الذي كنا نردده علنا أحيانا، وفي الضمير معظم الوقت، كلما سمعنا حكاية زميل، وتأثرنا بالأحوال العبثية التي أتت بآلاف السجناء الأبرياء إلى هذا المكان..
ماهر البنا يكتب: حول رقعة الشطرنج تكونت الصداقات وتوطدت، وسنحت الفرصة للسؤال عن الحال والتعرف على الجوانب الشخصية، وبالطبع البحث عن إجابة لـ"السؤال المركزي": انت جيت هنا ليه؟
أحمد عمر يكتب: فتحت كرتونة الكتب، فوجدت فيها كتبا كثيرة من مثل: تفسير الصابوني (صفوة التفاسير) وبعض كتب السيرة من مثل الرحيق المختوم، وكتاب السنة للسيد سابق، وكتب أخرى.. ووجدت مغلفا معنونا باسمي، وكان قد كتب على المغلف بخط الرقعة، خط الشعب: "إلى أخي أحمد عمر هدية من أخيكم عصام للأولاد"..
هشام عبد الحميد يكتب: في السنوات الأخيرة ازداد اهتمام صانعي الدراما بالتقنيات البصرية والسمعية، على حساب محتوى العمل الدرامي.
عبد الرحمن أبو الغيط يكتب: لا أتمالك نفسي ولا دموعي وأنا أفجع كل يوم باستشهاد العائلات التي استضافتني واحدة تلو الأخرى، وأنا أرى البيوت التي دخلتها وأصبح بيني وبين أهلها "عيش وملح" كما نقول في مصر، تحولت إلى ركام بعد أن دمرها الاحتلال الإسرائيلي على رؤوس ساكنيها
محمد سرسك يكتب: حين نحبّ شخصاً؛ نحدثه عن حياتنا، وفي غمرة الحديث نلتمس منه تعاطفاً ونودّه دون تفسير، فالتفاسير تلوّث أرواحنا
أحمد عمر يكتب: فقدتُ أبوّتي منذ أن وطئت قدمي بلاد الفرنجة، وأمسيت طفلاً، وصار أولادي آبائي
محمد سرسك يكتب: الأرض ممتدة أبدا بلا وطن، وانطلقت في ذُعْرها السّيقان. أخي أصبح صانعا كبيرا. أختي استقرّت مع زوجها في دولة خليجية. صديقي هاجر مع عائلته إلى أمريكا، لكنهم لم يقيموا فوق بيته تمثالا للحرية