هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الوقائع تشير إلى أنه من العبث بمكان المكابرة والاستمرار في إطالة أمد الأزمة الخليجية. لقد آن الأوان لفك الحصار وإعادة العلاقات الدبلوماسية والمسارعة في إجراءات بناء الثقة وإعادة تفعيل مجلس التعاون الخليجي..
إن الأمل الوحيد في إنقاذ الأرض من المفسدين في كل الأزمنة والأمكنة، يكمن في قيام أهل الحق والإصلاح، على كل المستويات، بمسؤولياتهم أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر، بكل السبل والوسائل المتاحة.
العالم المحيط بمصر يسير بإيقاع سريع يفوق إيقاع السياسة المصرية الخارجية والداخلية المتسمة بالجمود؛ ما يعني أن قدرتها على التكيف مع المتغيرات المتسارعة ستكون محدودة جدا وستجعلها أكثر نزوعا للتعايش مع هذه المتغيرات دون التأثير فيها..
التظاهرات لن تتوقف، والاحتجاجات ستستمر، ما دامت الحكومة سادرة في غيها، والمليشيات ماضية في غدرها، وإيران تواصل تدخلها، والدم الذي نزفه القتلى، له أولياء، سيظلون يطالبون بالقصاص من القتلة والعدوانيين، المعروفين بأسمائهم وأشكالهم..
لم تكن تجربة الإسلاميين السياسية بعد الربيع العربي تجربة سهلة. فكان الخطأ الأول قفزهم إلى السلطة دون قياس للعواقب، وهو في نظرنا خطأ كارثي كلّف الحركة خاصة في مصر ثمنا باهظا لأنه لم يراع طبيعة المجتمعات حينها ولا ردّة فعل المنظومة العالمية..
أتوقع في هذه الحالة الغريبة والطارئة وغير المسبوقة أن تمر بلادي بمنطقة مطبات جوية صعبة كما يقال في الطائرة تحتاج لربط الأحزمة وإعادة المقاعد إلى وضعها المستقيم وانتظار مزودات الأوكسجين تنزل تلقائيا من فوق وتحسس سترات النجدة الموجودة تحت المقعد! اللهم عونك وهداك.
لا أستبعد أن يدفع الخوف من التصعيد الروسي وتكثيف موسكو حضورها في الحرب التي يشنها حفتر على طرابلس إلى التعجيل بإجراءات غربية، أمريكية أوروبية، لوقف الحرب وإطلاق مفاوضات التسوية السياسية.
خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري شهدت الولايات المتحدة 336 عملية قتل جماعي، بمعدل 1.24 عملية يوميا، راح ضحيتها 1687 شخصا، من بينهم 379 سقطوا قتلى إلى جانب 1308 جريح، وليس من بين القتلى والجرحى مسلم واحد.
الدولة حصن الشعب الذي يقيمه ويحرص على سلامته ليحتمي به ويستقر في ظلاله ويعيش ويعمل ويأمل.. فكيف يمكن أن يحمي مقره ومستقره ومُسْتَنْبَت أجياله ويكون مصدراً للسلطات وقد انتزعَت منه السلطات وفسدت بيئة الحكم وفسد المناخ ومرِضَت الدولة؟!
اليوم تعود المظاهر الاحتجاجية من الجزائر والسودان وخاصة من مصر باعتبارها مركز الموجة الثورية الثانية إثر الفشل الذريع الذي مُني به قائد الانقلاب العسكري في تثبت أركان الانقلاب. هاته الترددات الاحتجاجية مرشحة للتصاعد وهي قادرة على تشكيل موجة ثورية ثانية وإعادة المشهد المصري إلى المربع الأول.
ما حدث في الأردن يدق ناقوس الخطر بعد أن خسرت الحكومة معركة العقول والقلوب؛ وباتت مطالبة بإنهاء أزمة المعلمين والبدء بمراجعة شاملة لبرنامجها الاقتصادي بشكل يفضي إلى حلول توافقية..
نحن أمام شرق أوسط جديد على الطريقة غير الأمريكية. المعادلة الجديدة ستصيب دول الخليج ولبنان والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني. الكيان الصهيوني سيكون أكبر الخاسرين، والمقاومتان اللبنانية والفلسطينية ستكونان أكبر الرابحين..
من يعتقد أن تغييرا مفاجئا سيطرأ على بنيوية وتفكير الجيش الذي شكلت عقيدته طوال عقود فهو مخطئ، هذا الجيش بكافة قطاعاته متورط حتى الثمالة في نهب مقدرات الشعب المصري وقتل أبنائه..
كما أتى السيسي وجونسون وترامب للسلطة بطرق غير تقليدية، فغالبا سيرحلون عنها، غير مأسوف عليهم، بطرق غير تقليدية أيضا..
لكن كيف نفسر استمرار تحليق طيران التحالف وتعمده فتح حاجز الصوت فوق مواقع القوات الحكومية المرابطة في أبين سوى أنه يوجه رسائل تحذيرية واضحة لهذه القوات بأنه ليس بوسعها التحرك باتجاه عدن بأي حال من الأحوال..
للأسف أصبح رأس السلطة في مصر، المنقلب على المسار الديمقراطي، يمارس الفساد بكل أشكاله، ويهدر المليارات من أجل نزواته الخاصة، وتدعمه في ذلك آلة إعلامية مأجورة للترويج لما يقوله، وفي الغالب الأعم يقول ما لا يفعل، ويفعل ما يراه في مصلحته هو ومن حوله، دون النظر إلى مصالح الناس وحوائجهم.