حقوق وحريات

نيويورك تايمز: هذه آخر تكتيكات نظام السيسي ضد منتقديه

ليليان داود إعلامية لبنانية أزعجت السيسي فتم ترحيلها من مصر - أرشيفية
نشرت "نيويورك تايمز" تقريرا لنور يوسف حول ما حصل مع المذيعة اللبنانية ليليان داود، التي كانت تقدم برنامجا تلفزيونيا في مصر، من البرامج القليلة التي تنتقد الحكومة، فوجدت نفسها على طائرة متجهة إلى لبنان.

فقد داهمت شرطة بالزي المدني مقر سكن المذيعة اللبنانية- البريطانية يوم 27 حزيران/ يونيو، ونقلوها بسرعة للمطار، وأكرهوها على ترك ابنتها البالغة من العمر 11 عاما تبكي. وقيل لداود إن الرئيس السيسي نفسه أمر بإبعادها.

وقالت داود من فترة قريبة على الهاتف من بيروت: "قالوا لي لا يهم بمن تتصلين؛ لأن الأمر رئاسي".

وتعدّ داود واحدة من حوالي 500 شخص بين ناشط ومحام ومراسل تم إبعادهم، أو منعوا من السفر، أو تم احتجازهم مؤقتا في المطارات المصرية، منذ قدوم السيسي للحكم عام 2013، بحسب جمعية دفتر الأحوال، وهي جمعية حقوقية محلية ترصد هذه التجاوزات.

وعانى معارضون آخرون معاملة أسوأ بكثير؛ حيث ازدادت عمليات الاحتجاز والتعذيب والاختفاء القسري بشكل حاد، على مدى العام الماضي، بحسب منظمات حقوق الإنسان.
 
ومع ذلك، يقول ناشطون إن الإبعاد والمنع من السفر أصبحا مقياسا لإصرار السيسي على خنق أصوات المعارضة الموجودة خارج السجن.

وفي العادة، لا يكتشف الشخص أنه ممنوع من السفر خارج مصر إلا عندما يصل المطار لاستقلال رحلة دولية.

يقول محمد لطفي، المدير التنفيذي المفوضية المصرية للحقوق والحريات: "المطار هو المكان الذي تكتشف فيه ماذا تخبئ السلطات لك".

 ومع أن القانون المصري ينص على أن هناك حاجة للحصول على أمر قضائي لمنع مواطن من السفر، يقول الكثيرون إنه لم يعرض عليهم مثل هذا الأمر القضائي.

ويقول الصحفي المخضرم فهمي هويدي، الذي منع من استقلال طائرة إلى إسبانيا العام الماضي: "الهدف منها هو الإهانة.. الناس يحملقون بالشخص، وموظفو المطار الآخرون الذين لا يعرفون ماذا يحصل، يأتون للسؤال عن سبب الوقوف والانتظار".

ومنع جمال عيد، أحد كبار المحامين المختصين بحقوق الإنسان، هو والناشط الحقوقي البارز والصحفي الاستقصائي حسام بهجت. وكغيره من الممنوعين من السفر يقول عيد إنه يرى المنع من السفر عقوبة له لمشاركته في انتفاضة عام 2011، التي قادت إلى تنحي الرئيس حسني مبارك، وكجهد أوسع لمنع مثل ذلك التحرك الشعبي في المستقبل.

وقال عيد إن المنع من السفر أيضا يبرز فرقا كبيرا بين دكتاتورية السيسي ودكتاتورية مبارك. فبينما اتبع مبارك "مقاربة الدفء والبرود" مع معارضيه؛ حيث سمح لهم بشيء من المساحة العامة أحيانا لنقد حكمه، يرى السيسي ومسؤولو حكومته أن ذلك قد يكون خطأ قاتلا.

ولزيادة الأمور تعقيدا، فإن بعض المستهدفين بالمنع من السفر ليسوا حتى معارضين للسيسي، ولكنهم اختلفوا مع عناصر أخرى من الجهاز الحكومي.

وقال الصحفي عبد الحليم قنديل، وهو صحفي مؤيد بشكل عام للسيسي والجيش، إنه منع من السفر من مطار القاهرة ثلاث مرات عام 2015، ويعتقد أن المنع صادر عن قضاة ذوي نفوذ كرد فعل على انتقاده لجهاز القضاء عام 2012.

وقال: "يبدو أن كل شخص لديه شيء من النفوذ في هذا البلد يلاحق كل شخص لا يحبه".

وقد حصل قنديل على أمر قضائي يلغي المنع من السفر، ولكن لم يقبل ذلك من المسؤولين في شرطة المطار، ويقول إنهم "قالو، لا، لدينا أوامر.. إنه أمر محير".

ولا يخرج الجميع بحرية بعد أن يوقف في المطار.

ولا يزال الصحفي والباحث إسماعيل الإسكندراني، الذي اعتقل في مطار الغردقة، في شهر كانون أول/ ديسمبر، رهن الحجز في انتظار المحاكمة لـ"نشره أخبارا كاذبة".

وفصلت الصحفية التلفزيونية ليليان داود من وظيفتها في شركة التلفزة الخاصة (أون تي في)، بعد أسابيع من شراء رجل الأعمال الموالي للسيسي أحمد أبو هاشم للشركة، وكانت قد هددت بالإبعاد عدة مرات السنة الماضية.

وتم تهديد فريق إنتاج برنامجها بالاعتقال، بينما رفض المسؤولون في دائرة الهجرة تجديد إقامتها في مصر؛ بحجة "الفحوصات الأمنية"، بحسب ما قالت داود.

وقالت: "كنت أخشى أن أسافر؛ لأنني كنت أعرف أنهم لن يسمحوا لي بالعودة".