ملفات وتقارير

اتهامات للسيسي بالفشل ومطالب بتنحيه وتشكيل حكومة حرب

دعوات لتشكيل حكومة حرب بمصر بعد هجوم العريش ـ أ ف ب
ارتقعت في مصر أصوات تتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفشل في مكافحة  الإرهاب، وأخرى تطالب بتنحيته عن الحكم، وثالثة تدعو إلى تشكيل حكومة حرب وفتح باب التطوع في القوات المسلحة، على خلفية الهجمات التي وقعت في سيناء الخميس، وأسفرت عن مصرع أكثر من ثلاثين عسكريا، وإصابة ضعفهم أو أكثر.
 
أبو النجا يدعو لتنحي السيسي
 
فقد قال الممثل المصري خالد أبو النجا، عبر صفحتيه بموقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" الجمعة: "لا أرى نهاية النفق المظلم من إرهاب أسود من ناحية، وحلول أمنية فقط من ناحية، ده غير إعلام الأمنجية.. على السيسي إن أراد حقن الدماء التنحي فورا".
 
دعوة للاعتراف بالفشل
 
وقال الأستاذ بكلية الإعلام في جامعة القاهرة الدكتور محمود خليل في مقاله بجريدة "الوطن" السبت تحت عنوان "الاعتراف بالفشل فضيلة": "تثبت السلطة الحالية عجزها عن التعامل مع الموقف في سيناء، ويتأكد لنا أن كل التصريحات التي ترددت على لسان المسؤولين عن هذا الملف لم تكن صادقة".
 
وأضاف: "بارقة الأمل الوحيدة أن تخرج علينا السلطة لتقول: نحن فشلة.. لأنها بالفعل كذلك، فعندما يكون لديها الأدوات الكاملة، والتفويض والمساندة الشعبية المطلوبة، والمواطن الذى يصبر على المكاره الاقتصادية التي أورثتها السلطة له، ويعذرها في إجراءاتها القمعية، ثم يحدث ما حدث في سيناء يوم الخميس الماضي، فعليها أن تعترف بداية أنها فاشلة، فذلك هو الأمل الوحيد لكى تتحرك، وتصحح، لأن الاعتراف بالفشل فضيلة"، وفق تعبيره.
 
وتابع خليل: "على السيسي أن يفهم أنه تراخى، ليس في التعامل الميداني مع الإرهاب، فهذا أمر مفهوم، بل في التعامل مع الأسباب الحتمية التي يجب أن يفهم صاحب العقل أنها ستؤدى حتما إلى اتساع رقعته".
 
 
الزند يدعو لـ"مجلس حرب"
 
من جهته، طالب رئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند خلال لقائه ببرنامج "90 دقيقة"، على إحدى الفضائيات الجمعة، بتشكيل مجلس حرب، "لأننا لسنا بصدد جماعات إرهابية متطرفة بل نحارب دولا، ويظهر ذلك في دقة تنفيذ العمليات التي لا تكون إلا من مخابرات متمرسة لها مساعدات لوجستية"، على حد وصفه.
 
أحزاب تطالب بـ"حكومة حرب"
 
على صعيد القوى السياسية والأحزاب، طالب حزب المحافظين، في بيان له الجمعة، بتشكيل حكومة حرب، و"إعلان حالة التعبئة العامة في صفوف القوات المسلحة".
 
وفي سياق متصل، طالب الأمين العام لحزب التحرير الصوفي، عصام محيي الدين، بتعيين حكومة حرب لمواجهة الأزمة الطاحنة التي تواجه البلاد، قائلا إننا في حالة حرب، ويجب أن تكون هناك حكومة حرب فعالة، على حد قوله.
 
ومن جهته طالب المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع، نبيل زكي، بأن تتحول الحكومة إلى حكومة حرب.
 
مطالب بإجراءات استثنائية
 
أما الإعلامي عبد الرحيم علي (القريب من السلطة) فدعا إلى المسارعة بإصدار قانون للإرهاب، وإنشاء محاكم أمن دولة طوارئ، وإنشاء مجلس قومي لمكافحة الإرهاب، ووضع وتنفيذ خطة إصلاح شامل للمنظومة الأمنية، يأتي في مقدمتها إلغاء جميع القوانين المقيدة للعمل الأمني، والتي تم فرضها على جهاز الأمن الوطني، في ظل حكم الإخوان، على حد قوله في مقاله السبت بجريدة "البوابة".
 
ومن جهته، خاطب رئيس تحرير جريدة "البوابة" محمد الباز، السيسي في مقاله بالجريدة السبت بالقول: "كلنا جنودك.. فاذهب أنت وجيشك فقاتلا إنا معكم مقاتلون".
 
ويقول مراقبون إن 13 عملية إرهابية وقعت في خلال سبعة أشهر من حكم السيسي، أسفرت عن 97 قتيلا و91 مصابا، وإن حادث الخميس كان الأكبر من حيث عدد الضحايا والمصابين.
 
ويُذكر أن مصطلح "حكومة الحرب" ظهر لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن الماضي ببريطانيا، عندما أطلقه ونستون تشرتشل على حكومته لإثارة الحماس لدى الشعب البريطاني.
 
ويتم تشكيل "حكومة الحرب" بشكل مصغر وقت الحروب بحيث تكون عبارة عن مجموعه من الوزراء العسكريين ووزراء التموين والداخلية والإعلام، لمعاونة وزير الدفاع على مواجهة الأزمات الداخلية، وقت الحرب، حتى لا تؤثر على مسار المعركة.
 
وبرغم مرور مصر بحروب عدة إلا أنها لم تشهد إطلاق هذه التسمية، أو إعلان تشكيل هذه الحكومة، على أي حكومة.
 
يُذكر أن "مجلس الأمن القومي" في مصر هو المعني بالأمور التي تتعلق بالأمن في حالة الحروب.