سياسة عربية

اهتمام مصري بتصريحات باترسون حول الشراكة مع السيسي

آن باترسون مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى - أرشيفية
حظيت التصريحات التي أدلت بها آن باترسون، مساعدة وزير الخارجية الأمريكى لشؤون الشرق الأدنى في الدوحة الاثنين، باهتمام بالغ في مصر.
 
وتسابقت صحف وقنوات فضائية في تحليل دلالات هذه التصريحات، التي قالت فيها باترسون، إن بلادها تؤمن بأن التصدي لتحديات المنطقة، يستدعي إقامة شراكة استراتيجية مع مصر.
 
وقال باترسون -فى كلمة ألقتها خلال أعمال "منتدى أمريكا والعالم الإسلامي" الذي انطلق الاثنين بالعاصمة القطرية الدوحة، بحضور الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر-: "إن أمريكا تؤمن بأن العمل على التصدي للتحديات فى المنطقة يستدعي العمل مع مصر في شراكة استراتيجية، والعمل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحكومته لدفع العلاقات الاستراتيجية".
 
وتابعت بالقول: "وجود مصر مستقرة وآمنة هو أمر جيد للمنطقة والولايات المتحدة، ونحن نحث الحكومة المصرية على الالتزام بتعهداتها تجاه التحول الديمقراطي في المنطقة، ومنح الحقوق الأساسية لمواطنيها من حرية التعبير وغيرها بما يحقق الاستقرار والنمو الاقتصادي لمصر".
 
واعتبرت قناة "أون تي في "الفضائية الخاصة، أن هذه التصريحات من آن باترسون "جس نبض" من واشنطن للعلاقة مع الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي.
 
ونقلت القناة عن الخبير الاستراتيجي مدحت الشريف قوله: "إن هذا التصريح هو أول تصريح رسمي للسفيرة السابقة في مصر، بعد تولي السيسي رئاسة مصر، وإنها أشارت فيها إلى شراكة استراتيجية مع مصر، وليس التعاون مع مصر، بما يعزز وجود مؤشرات قوية على تغير في النظرة الأمريكية تجاه الأوضاع في مصر".
 
وأكد أنه مما يعزز من هذا التغيير ما لمسته الإدارة الأمريكية من مشاركة الشعب المصري بشكل واضح في الاحتفالات الشعبية بفوز السيسي، والحضور الدولي الكبير لحفل التنصيب، ودعوة حلفاء مصر الخليجيين إلى مؤتمر للمانحين لمساعدة مصر، مما اقتضى من واشنطن التشاور مع حلفائها الخليجيين، وهم حلفاء مصر.
 
من جهته، قال اللواء نبيل فؤاد نائب وزير الدفاع الأسبق: "إن تصريحات آن باترسون هي محاولة للاقتراب مرة أخرى من مصر".
 
وأضاف -في تصريحات صحفية- أن أمريكا تريد الحفاظ على مصالحها في المنطقة، وهذا لن يأتي بعدائها لمصر، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أدركت الأمر الواقع، واعترفت بثورة 30 يونيو، وبالانتخابات الرئاسية، وبالتالي فهي تسعى للتقارب مع مصر مرة أخرى، على حد تعبيره.
 
وفي سياق متصل، قال الخبير العسكري اللواء حمدى بخيت، منسق حملة "بأمر الشعب" إن تصريحات آن باترسون تمثل شعرة معاوية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
 
وقال بخيت -في تصريحات لـ"اليوم السابع"- إن العلاقات الأمريكية المصرية وصلت إلى حافة الهاوية خلال الفترة الماضية، نتيجة سوء إدارة البيت الأبيض، موضحا أن تصريحات السفيرة الأمريكية السابقة بمصر هي محاولة لرأب الصدع،  ولإعادة ترسيم الدور الأمريكي في المنطقة.
 
وأشار بخيت، إلى أن توجيه تلك التصريحات من قطر يدل على أن الأخيرة هي الممثلة لهم في المنطقة العربية، مشددا على أن العبرة في العلاقات بين الدول بالأفعال، وليس الأقوال، خاصة أن الإدارة الأمريكية أثبتت أنها تسير عكس الإرادة المصرية، حسبما قال.
 
وكانت الولايات المتحدة جمدت مساعداتها العسكرية لمصر عقب الانقلاب على الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي، وإعلان الجيش خارطة الطريق في 3 تموز/ يوليو الماضي .
 
وقدمت الولايات المتحدة مليارات الدولارات كمساعدات للإدارات المصرية المتعاقبة منذ اتفاق التسوية السلمية مع إسرائيل في 1979، لضمان استمرار السلام بين الدولتين.
 
وكان قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي شدد على ضرورة تعدد العلاقات الدولية التي تعود بالنفع لمصر، رافضا اعتبار العلاقات مع روسيا علاقات بديلة عن العلاقات الأمريكية.
 
وأشار -في حواره مع الإعلاميين لميس الحديدي وإبراهيم عيسى لدى ترشحه للرئاسة- إلى أن قرار تعليق المساعدات الأمريكية ليس له تأثير على الوقت الحالي، ولكنه له تأثير على المدى البعيد.
 
وأكد أن باترسون طالبت بتأجيل بيان 3 يوليو عدة أيام، لكنه رفض ذلك، ورفض مقابلتها لهذا الطلب.
 
وقال: "كل اللي كان بيكلمنا من المسؤولين الكبار في أمريكا وأوروبا عن ما حدث في مصر بعد 30 يونيو كنت باسألهم: هل التوجه الاستراتيجي للإخوان هو المواجهة أم المشاركة في خارطة الطريق.. ما كانوش بيعرفوا يردوا"!