الذاكرة السياسية

قصة الشيخ مطيع الرحمن النظامي الأمير السابق للجماعة الإسلامية البنغلاديشية

تم انتخاب الشيخ مطيع الرحمن النظامي عضوا برلمانيا في الانتخابات البرلمانية الوطنية الخامسة عام 1991، ثم في العم 2001 ولعب دورا رائدا في البرلمان، وأصبح زعيما برلمانيا للجماعة الإسلامية، ووزيرا رفيعا في الحكومة.
تعتبر الجماعة الإسلامية البنغلاديشية من أكبر الأحزاب الإسلامية في بنغلاديش، وقد تأسست قبل استقلال بنغلاديش حينما كانت جزءًا من باكستان. تدعو الجماعة إلى إقامة دولة إسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية. لعبت الجماعة دورًا مثيرًا للجدل خلال حرب التحرير البنغلاديشية في عام 1971، حيث دعمت الوحدة مع باكستان، مما أدى إلى اتهام بعض قادتها بالتواطؤ في جرائم حرب. الحزب لا يزال نشطًا في السياسة البنغلاديشية، لكن قيادته تعرضت لمحاكمات بسبب دورهم خلال الحرب.

وقد تأثرت الحركة الإسلامية في بنغلاديش بالصراع السياسي القائم بين العلمانيين والإسلاميين. وقد اتخذت الحكومة البنغلاديشية، خاصة منذ عهد رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، خطوات صارمة ضد الأحزاب والجماعات الإسلامية، بما في ذلك محاكمات جماعية لقادة الجماعة الإسلامية بتهم متعلقة بحرب الاستقلال عام 1971، بالإضافة إلى فرض رقابة على الأنشطة الإسلامية التي تعتبرها الحكومة تهديدًا للاستقرار.

في هذه المساحة يسلط الدكتور أحمد شوقي عفيفي عميد كلية اللغة العربية وآدابها في جامعة الشيخ محمد الحسن الددو الإسلامية ببنغلاديش، الضوء على تاريخ الحركة الإسلامية في بنغلاديش، من خلال التوثيق لمسيرة أهم قياداتها وأعلامها، ويخص اليوم مسيرة الشيخ مطيع الرحمن نظامي، الأمير السابق للجماعة.

مطيع الرحمن نظامي (1943-2016) كان سياسيًا بنغلاديشيًا وأحد قادة حزب "الجماعة الإسلامية في بنغلاديش". شغل منصب وزير الزراعة في بنغلاديش في الفترة ما بين 2001 و2006، وكان من أبرز الشخصيات السياسية المحافظة في البلاد.

اشتهر نظامي بدوره خلال حرب استقلال بنغلاديش في عام 1971، حيث اتُهم بقيادة جماعة مؤيدة لباكستان تُعرف باسم "البدر"، والتي تم اتهامها بارتكاب جرائم حرب ضد المؤيدين لاستقلال بنغلاديش. بعد عقود من الحرب، تم تقديمه للمحاكمة من قبل المحكمة الدولية لجرائم الحرب في بنغلاديش، وفي عام 2014، أدين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وحكم عليه بالإعدام.

تم تنفيذ حكم الإعدام في نظامي في 11 مايو 2016، رغم الانتقادات والاعتراضات الدولية التي رأت أن المحاكمات قد تكون مسيسة وغير عادلة.

قصه الشيخ مطيع الرحمن نظامي من البداية

الشيخ مطيع الرحمن نظامي هو داعية إسلامي وسياسي مخضرم، وزعيم شعبي، وعلم بارز من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة في أرض الديار البنغلاديشية.

جثمت حكومة رابطة العوام الغاشمة على صدور البنغلاديشيين عام 2008، وبدأت حكم القمع والاستبداد واعتقلت نشطاء وزعماء الجماعة الإسلامية البنغلاديشية، وزجت بهم في السجن ظلما وعدوانا، وأودعتهم زنزانة السجن، وحرضت زبانية البلاد على التنكيل بهم، فنكلوا بهم أشد التنكيل.
ﻭﻟﺪ الشيخ النظامي في محافظة بابنا البنغلاديشية عام 1943 في عائلة مشهورة بالورع، ونشأ وترعرع في كنف والده الذي ﻛﺎﻥ ﺭﺟل علم ودين، تلقى تعليمه ﺍﻻﺑﺘﺪﺍئي في مدرسة القرية، ﻭﻛﺎﻥ يتميز بالنباهة والذكاء والفطنة، وﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ أين تمكن من ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، وأخذ حظا وافرا من علوم القرآن والسنة، وﻛﺎﻥ طالبا مثابرا للدراسة، ﻭقد ﻟﻔﺘﺖ ﺳﻤﺎﺕ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺭﻳﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍلمدرسين والمعلمين، ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ، وﻛﺎﻥ قد تفوق ﻓﻲ الدراسة، ﻭحاز على درجة متقدمة ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭاته.

اﻟﺘﺤﻖ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻃﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍإﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺗﺨﺮﺝ منها عام 1961، وﺍﻟﺘﺤﻖ بجامعة دكا الإسلامية العالية ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻔﻘﻪ، ﻭﺃنهى ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﺑﺘﻔﻮﻕ، وبالإضافة إلى ذلك، ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﻜﻠﻴﺔ علم الاجتماع ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺩﻛﺎ، أكبر الجامعات الحكومية البنغلاديشية، ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯ كبير، وكان الشيخ النظامي يشغل نفسه بالعمل في الشأن العام وعلى رأسها العمل الدعوي إلى جانب مواظبته على الدراسة والمطالعة.

ﺍنضمامه إلى جمعية ﺍلطلبة الإسلامية:

انضم الشيخ النظامي إلى جمعية الطلبة الإسلامية الباكستانية التابعة للجماعة الإسلامية الباكستانية آنذاك ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ الجامعية عام 1961. وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍلطلبة الإسلامية في سائر باكستان الكبرى.

وأعجب بنشاطاتها، وأهدافها، وبرامجها، وارتبط بالأعمال الخيرية والنشاطات الدعوية ضمن هذه الجمعية الإسلامية الطلابية، قبل أن ينتخب ﺭئيسا لجمعية ﺍلطلبة الإسلامية ﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ لثلاث سنوات ﻋﺎﻡ 1966، وتزعم ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺇلى عام 1969، ﺛﻢ انتخب ﺭئيسا لجمعية ﺍلطلبة الإسلامية لسائر ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ الكبرى عام 1969، ﻭلعب دورا حاسما في قيادة ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ الإسلامية ﺇلى عام 1971.

وقامت الجماعة الإسلامية باﻟﺤﺮﻛﺎت ﻭﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺿﺪ ﺍلقمع ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ لحكومة ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ أﻳﻮﺏ خان العسكرية، وساهمت جمعية الطلبة الإسلامية فيها، وكان الشيخ النظامي ضمنها، وحلت الحكومة الجماعة الإسلامية عام 1966.

كان الشيخ النظامي اسما بارزا ضمن قيادات الحركة الطلابية والإسلامية، وكان يحظى بتقدير جميع التيارات، حتى أنه لما قتل أحد نشطاء الحركة الشيوعية الطلابية في احتجاجات ضد الحكومة، ويقال له  أسد، وعلى الرغم من الاختلافات الأيديولوجية حضر الشيخ النظامي جنازته، وأم صلاة الجنازة عليه بناء على الطلب.

وفاز الشيخ مجيب الرحمن في الانتخابات الرئاسية فوزا باهرا عام 1970، ولكن الحكومة الباكستانية آنذاك لم تسلم السلطة إلى الرئيس المنتخب، فنشأت حركة احتجاج عارمة، ودعم الشيخ النظامي والجماعة الإسلامية تلك الحركة، وطالب بتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب الشيخ مجيب الرحمن بدون شرط أو قيد، ولكن الحكومة الباكستانية آنذاك رفضت، ثم نشبت الحرب بين الإقليمين من البلد الإسلامي، واندلعت نار الحرب بين باكستان الشرقية وباكستان الغربية.

وتدخلت الهند ونصرت بنغلاديش بقواتها الجوية.. وكانت الجماعة الإسلامية ضد انفصال باكستان الشرقية عن باكستان الغربية، واتخذت مواقف حاسمة في مصلحة الإسلام والمسلمين، وأيد الشيخ النظامي هذا القرار، وكذلك اتخذت طائفة كبيرة من العلماء الصالحين هذا الموقف الصلب في ذلك الوقت.

بدأ الشيخ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ كباحث ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺪاﻛﺎ، واشتغل بالعمل الدعوي والنشاط الإسلامي ﻛﺪﺍعية إسلامي. وتزوج عام 1973، وله أربعة من الأولاد وإثنتان من البنات.

انضمامه إلى الجماعة الإسلامية:

انضم الشيخ النظامي إلى الجماعة الإسلامية بعد انتهائه من حياته الدراسية، وتم انتخابه أمير مدينة دكا للجماعة الإسلامية عام 1978، واختير الامين العام المساعد المركزي عام 1983، وظل في هذا المنصب حتى 1988. ثم أصبح الأمين العام المركزي عام 1988، وقام بالمسؤولية كالأمين العام للجماعة من 1988 إلى عام 2000.

وكان الشيخ النظامي انتخب أمير الجماعة الاسلامية البنغلاديشية عام 2000، وتزعمها بفطنة وحنكة سياسية حتى يوم الاعتقال عام 2010، وتقلد هذا المنصب الرفيع حتى يوم استشهاده عام 2016.

لعب الشيخ النظامي دورا رائدا في كل حركة جماهيرية، نشأت بعد استقلال بنغلاديش، وقد تزعم الحركة الجماهيرية، التي اندلعت نارها ما بين عام 1982 و1990 ضد الحكومة الدكتاتورية آنذاك، ولذلك أصبح ضحية العداء للحكومة المستبدة في عدة مناسبات، وبسبب قيادته الجريئة الصلبة نشأت هناك مقاومة شعبية ضد الحكومة العسكرية، ثم تخلص الشعب من الحكومة القمعية عام 1990.

ولقد أجريت انتخابات برلمانية حرة ونزيهة عام 1991 تحت ظل الحكومة المؤقتة التي وضعت خطتها وفق الصيغة التي نصت عليها الجماعة الإسلامية، وقد لقيت تلك الانتخابات إشادة كبيرة في داخل البلاد وخارجها.

وضع الشيخ مطيع الرحمن النظامي الزعيم البرلماني لحزب الجماعة الإسلامية آنذاك مشروع قانون لتضمين نظام الحكومة المؤقتة في داخل الدستور للمحافظة على هذه الممارسة الحرة والنزيهة. وقدم ذاك، وتم تضمين نظام الحكومة المؤقتة في الدستور بفضل الدور الهام الذي لعبته الجماعة الإسلامية داخل البرلمان وخارجه، وما بين عام 1996 و2000، لعب الشيخ النظامي دورا كبيرا في نفخ الروح في جسد الأمة مرة أخرى ضد حكومة رابطة العوام التي تمارس سياسة عدائية تجاه الإسلام وعلمائه ومعتقداته ومشاعره، وعملت لتهميش التعليمات الإسلامية والثقافات الدينية.

أسهم الشيخ النظامي في توحيد القوى الإسلامية والقومية ضد تلك الحكومة القمعية، وتشكل تحالف الأحزاب الأربعة ضد الحكم القمعي لحزب رابطة العوام الذي جثم على صدور الشعب عام 1996، وكان الشيخ النظامي أحد قيادات ذلك التحالف القوي، وفاز التحالف المكون من أربعة أحزاب بأغلبية ساحقة تمثل ثلثي مقاعد البرلمان في الانتخابات البرلمانية الوطنية عام 2001، وشكل تحالف الأحزاب الأربعة الحكومة، ولعب الشيخ النظامي دورا رائدا في تقوية ذلك التحالف، والحفاظ عليه من المؤامرات والدسائس. وزاد الإرهاب في البلاد، وانفجرت عديد القنابل في عدد من أنحاء البلاد عام 2005، وهزت أمن البلاد والعباد، وزعزعت استقرارها، واعتراهم الرعب والارتباك، ولعب الشيخ النظامي دورا حاسما في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه.

ودبر له خصومه العديد من المكائد من أجل كتمان صوته للأبد، وحاكت له بعض قوى المعارضة عدة مؤامرات للقضاء عليه، لكن كل ذلك لم يكن له أن يوهن من عزمه، لأن هدفه الوحيد هو نيل مرضاة الله.

الشيخ النظامي في البرلمان الوطني البنغلاديشي:

تم انتخاب الشيخ مطيع الرحمن النظامي عضوا برلمانيا في الانتخابات البرلمانية الوطنية الخامسة عام 1991، ثم في العم 2001 ولعب دورا رائدا في البرلمان، وأصبح زعيما برلمانيا للجماعة الإسلامية، ووزيرا رفيعا في الحكومة.

تولى الشيخ النظامي مسؤولية وزارة الزراعة في حكومة بنغلاديش، وكان مثالا في إصلاح الوزارة المثقلة بالفساد الهائل في مفاصلها، وفي تنفيذ العديد من أنشطة الازدهار والتنمية.

وكان للشيخ النظامي صلة وثيقة بأعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة، وتشرف بلقاء العلامة المصري الراحل يوسف القرضاوي عام 2002 أثناء زيارته لبنغلاديش، وكان معه وفد من علماء الشرق الأوسط. وكان الشيخ النظامي عضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وشارك في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي عامي 2002، و2006. وله مساهمة جيدة في تطوير التعليم، ولذا اتجه إلى بناء العديد من المعاهد الدينية والمدارس العصرية والجامعات الإسلامية من أجل تكوين جيل متعلم ومحو الأمية.

اعتقل الشيخ مطيع الرحمن النظامي عام 2010 بتهمة لا أساس لها (ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إبان الحرب)، وزج به في السجن لبضع سنين، ثم قضت المحكمة بالإعدام شنقا في حقه بتهمة ارتكاب جرائم لا أساس لها من الصحة، وهي مسرحية ومهزلة تقف وراءها دوافع سياسية
ونظرا لإعادة هيكلة وزارة الزراعة والنجاح الباهر في تلك الوزارة، أسندت الحكومة إليه مهمة وزارة الصناعة من أجل إنعاش حالة الركود في قطاع الصناعات المثيرة للجدل، وقام الشيخ النظامي بمبادرة تحسين وتحديث وزارة الصناعة، وأنجزها على أحسن وجه كما قام به في وزارة الزراعة.

مؤلفاته الإسلامية:

وعلى الرغم من قيامه بواجباته في الحزب وارتباطاته السياسية الأخرى، فقد لعب الشيخ النظامي دورا ملحوظا في العمل الدعوي والأبحاث الأدبية الإسلامية، وكان ميالا للكتابة منذ صغره، وكان يكتب بانتظام في المجلات أثناء دراسته في المدرسة الدينية، وكانت كتاباته الإبداعية والمبنية على الأبحاث المختلفة تجذب انتباه الكثيرين، وتلفت أنظار القراء، وقام الشيخ مطيع الرحمن النظامي بتأليف كتب عديدة حول موضوعات متنوعة رغم ارتباطه بالحركة الإسلامية المعاصرة، ومن كتبه المؤلفة سبيل التزكية، ومسؤولية إقامة الدين، وطريقة التقرب إلى الله، والحركة الإسلامية والتنظيم، ومعرفة القرآن الكريم،  والانقلاب الإسلامي في المجتمع، ومعضلات الحركة الإسلامية وحلها، والإنفاق في سبيل الله، والقرآن الكريم والتقوى، والدعاء والذكر، وحياة المؤمنين وفق القرآن الكريم، وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، والإسلام والإرهاب الدولي، وما إلى ذلك.

وترجمت بعض كتبه إلى اللغة العربية، ومنها كتاب الحركة الإسلامية، وترجمه الشيخ أحمد شوقي عفيفي إلى اللغة العربية، وهو عميد كلية اللغة العربية وآدابها في جامعة الشيخ محمد الحسن الددو الإسلامية ببنغلاديش.

جثمت حكومة رابطة العوام الغاشمة على صدور البنغلاديشيين عام 2008، وبدأت حكم القمع والاستبداد واعتقلت نشطاء وزعماء الجماعة الإسلامية البنغلاديشية، وزجت بهم في السجن ظلما وعدوانا، وأودعتهم زنزانة السجن، وحرضت زبانية البلاد على التنكيل بهم، فنكلوا بهم أشد التنكيل.

اعتقل الشيخ مطيع الرحمن النظامي عام 2010 بتهمة لا أساس لها (ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إبان الحرب)، وزج به في السجن لبضع سنين، ثم قضت المحكمة بالإعدام شنقا في حقه بتهمة ارتكاب جرائم لا أساس لها من الصحة، وهي مسرحية ومهزلة تقف وراءها دوافع سياسية، واشتعل فتيل الاحتجاج في عاصمة البلاد جراء الاستياء الشعبي من حكم الإعدام بحق أمير الجماعة الإسلامية البنغلاديشية السابق الشيخ مطيع الرحمن النظامي، ولكن الغضب العارم سرعان ما امتد إلى جميع أنحاء البلاد، وانتشرت الاحتجاجات كالنار في الهشيم وسط تساؤلات حول بواعث الغضب، وشارك في الاحتجاج كل من هب ودب، وأسفرت الاحتجاجات الشعبية العنيفة عن جرحى برصاص رجال الأمن وقمعهم، كما أدت إلى وقف الحركة في سائر البلاد، ثم انتشرت شعلة الاحتجاج والتنديد في جميع أنحاء العالم، هبت أعاصير الاحتجاج والتنديد في بلدان عديدة، وصدر ضده حكم الإعدام من المحكمة بقضايا ملفقة عام 2014، ووجهت له اتهامات (ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إبان الحرب)، وهو بريء منها، وقد نفذت الحكومة حكم الإعدام في حق الشيخ مطيع الرحمن النظامي ظلما وعدوانا عام 2016. ووري الثرى في مقبرة أسرته في مسقط رأسه محافظة بابنا.