ملفات وتقارير

في الذكرى الـ23.. كيف كشف هجوم "11 سبتمبر" وجه أمريكا الحقيقي؟

العالم أصيب بصدمة كبيرة بعد استهداف طائرتَي ركاب مركز التجارة العالمي في نيويورك- جيتي
يحيي الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته المرشحة في الانتخابات الرئاسية كاملا هاريس الأربعاء الذكرى السنوية الـ 23 لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر على الولايات المتحدة، بزيارة المواقع الثلاثة التي اصطدمت بها الطائرات عام 2001، وأسفرت عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص.

ومن المقرر أن يستهل بايدن وهاريس يومهما بزيارة إلى الموقع الذي أسقطت فيه الطائرتان، برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك.

ومن المزمع أن تتوجه هاريس المرشحة الديمقراطية للرئاسة إلى نيويورك بعد مناظرة منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في فيلادلفيا مساء الثلاثاء، مع تبقي ثمانية أسابيع فحسب قبل انطلاق انتخابات الخامس من تشرين الثاني / نوفمبر.

ووفقًا للرواية الرسمية الأمريكية في 11 أيلول / سبتمبر 2001، استولت مجموعات صغيرة على 4 طائرات ركاب أقلعت من نيويورك وبوسطن وواشنطن إلى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، واستخدمتها في استهداف عدد من المبان المهمة والسيادية في العاصمة الأمريكية واشنطن وفي مدينة نيويورك.



 وأصيب العالم بشكل عام والأمريكيون بصفة خاصة بصدمة كبيرة بعد استهداف طائرتَي ركاب مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، كونه أول هجوم على الأراضي الأمريكية منذ هجوم اليابان على ميناء بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية سنة 1940.

حملة دولية
كشف الهجوم عن الوجه الحقيقي لأمريكا من حيث التعامل في الحروب في العراق وأفغانستان واعتقال وتعذيب المدنيين، وبدأت الإدارة الأمريكية بتنفيذ حملة دولية للقضاء على تنظيم "القاعدة" وجميع الدول التي قالت إنها "توفر ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية" عقب هجوم 11 أيلول / سبتمبر.

وقال الرئيس جورج دبليو بوش في خطاب أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي "من اليوم فصاعدًا، ستَعُد الولايات المتحدة أي دولة تؤوي الإرهاب أو تدعمه أنها نظام مُعادٍ"، معلنًا وضع بلاده في "حالة تأهب للحرب".

وأعلنت أمريكا أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هو العقل المدبر للواقعة وفي السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2001، بدأت الإدارة الأمريكية عملية عسكرية ضد حكومة طالبان الأفغانية بعد رفضها تسليمه، وخلال شهرين، تمكنت قوات الولايات المتحدة وحلفائها من إسقاط نظام حكم "طالبان".



الحرب في العراق
فبعد أقل من عامين من غزو الولايات المتحدة لأفغانستان، بدأت الحرب في العراق في آذار / مارس 2003، إذ قادت واشنطن تحالفا دوليا أطاح بالرئيس العراقي صدام حسين (1979-2003)؛ بزعم تطويره أسلحة دمار شامل وارتباطه بتنظيم "القاعدة"، وهي ما اتضح لاحقا أنها مبررات كاذبة.

ومحاولا تبرير الحرب على العراق، قال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي قبل شهر من الغزو: "كل تصريح أدلي به اليوم مدعوم بمصادر موثوقة، ما نقدمه لكم هو حقائق واستنتاجات مبنية على معلومات استخباراتية موثوقة".



لكن لم يتم العثور على أي أسلحة كيميائية ولا بيولوجية في العراق، رغم تحقيقات مكثفة أعقبت القضاء على صدام وجيشه، ليعلن باول لاحقا أن خطابه في مجلس الأمن كان "أكبر شي ندم عليه" خلال عقود من عمله في الخدمة العامة.

وعقب الإطاحة بصدام، شهد العراق أعمالا عدائية دموية متقطعة استمرت حتى انتهاء الاحتلال الأمريكي عام 2011.



غوانتانامو والتعذيب
مع اندلاع الحربين في أفغانستان والعراق، كانت معركة أخرى تدور تحت السطح شملت عمليات ترحيل سرية لمشتبه بهم في قضايا إرهاب تعرضوا لتعذيب وحشي في مواقع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والسجن العسكري الأمريكي سيئ السمعة في خليج غوانتانامو بكوبا.



وفي 2014، أصدرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي تقريرا يتألف من أكثر من 500 صفحة انتقدت فيه تصرفات وكالة الاستخبارات ضمن برنامج الاعتقالات بشأن الإرهاب ومحاولتها التقليل من مدى الانتهاكات والكذب بشأن فاعلية البرنامج.



وكتبت رئيسة اللجنة ديان فاينشتاين في التقرير: "قرر موظفو وكالة الاستخبارات المركزية، بمساعدة اثنين متعاقدين خارجيين، بدء برنامج للاعتقال السري إلى أجل غير مسمى واستخدام أساليب الاستجواب الوحشية في انتهاك لقيمنا وللقانون الأمريكي والتزامات المعاهدات".

ومسلطا الضوء على انتهاكات ممنهجة واسعة النطاق ارتكبها ضباط الوكالة الأمريكية، رصد التقرير ممارسات تعذيب شملت الإيهام بالغرق، ووضع المعتقلين في أوضاع مجهدة لفترات طويلة، والحرمان من النوم والتغذية القسرية.

مقتل بن لادن

بعد حوالي 10 سنوات من عزو الولايات المتحدة لأفغانستان، تمكنت واشنطن من قتل بن لادن، حيث كان يقيم في مدينة أبوت آباد الباكستانية، على بعد أقل من ميل واحد من أكاديمية عسكرية رائدة في البلاد.

ففي في 2 أيار/ مايو 2011، عبرت طائرتا هليكوبتر من طراز "بلاك هوك" الحدود الباكستانية، وحلقتا على ارتفاع منخفض من منزل بن لادن، حيث أنزلت قوات من العمليات الخاصة الأمريكية اقتحمت مكان إقامته وقتلته وأخذت جثته للتأكد من هويته.

وبعد التأكد من هويته، دُفن جثمان بن لادن في مكان ما شمال مياه بحر العرب. وتعتبر الولايات المتحدة قتل بن لادن أهم انتصار لها في حربها على الإرهاب.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الهدف من دفنه في البحر هو الحيلولة دون تحول قبره إلى مزار ولئلا تصبح جثته رمزا للتبجيل أو مصدر إلهام لمتشددين.

إجراءات السفر
وبعد 11أيلول / سبتمبر 2001، أعلنت الولايات المتحدة إغلاق مجالها الجوي، في محاولة لوقف المزيد من الهجمات المحتملة، مما تسبب في تغير إجراءات السفر بعد الهجوم وشكل نقطة تحول على مستويات عديدة، وخاصة في مجال الأمن.

وكان السفر أكثر بساطة ويستغرق وقتاً أقل قبل الأحداث، حيث كانت الإجراءات الأمنية سريعة، وتديرها شركات خاصة في الولايات المتحدة تعاقدت معها المطارات المحلية، وكان بإمكان أصدقاء وعائلات المسافرين مرافقتهم حتى بوابة الطائرة لوداعهم.