ملفات وتقارير

ماذا وراء الانحياز الأمريكي للاحتلال وتجاهل إفشال نتنياهو للصفقة؟

اتهمت حركة حماس إدارة بايدن بالانحياز الكامل للاحتلال والشراكة في العدوان على غزة- جيتي
تبنت الولايات المتحدة الأمريكية عبر وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، موقفا منحازا للاحتلال الإسرائيلي مثلما الحال في جولات التفاوض السابقة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعقد صفقة لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.

ورغم الأصوات الإسرائيلية التي تؤكد أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هو من يُفشل مفاوضات الصفقة، بإضافة شروط جديدة والتراجع عن توافقات سابقة مع الإدارة الأمريكية، إلا أن بلينكن صرّح بأن تل أبيب قبلت المقترح الأمريكي الجديد، وهي بانتظار موافقة حركة حماس.

وردت حركة حماس أمس على تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن، ادعى فيها أن الحركة "تتراجع" عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد ساعات من دعوة بلينكن الحركة إلى القبول بالمقترح الأخير.

شراكة في العدوان
وأعربت "حماس" عن استغرابها واستهجانها الشديدين من هذه التصريحات، مشددة على أنها "ادعاءات مضللة، ولا تعكس حقيقة موقف الحركة الحريص على الوصول إلى وقفٍ للعدوان".

وتابعت: "هذه التصريحات تأتي في إطار الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال الصهيوني، والشراكة الكاملة في العدوان وحرب الإبادة على المدنيين العزل في قطاع غزة، ومحاولات تصفية قضيتنا الوطنية".

وبهذا الصدد، فسّر الباحث المصري بشير عبد الفتاح، أن هذا الأمر ناجم عن مسألتين، الأولى تتعلق بالانحياز الأمريكي "الأعمى" لإسرائيل، وعدم الرغبة في تحميل تل أبيب أي مسؤولية عن تعطيل التوصل إلى اتفاق وعرقلة المفاوضات.

وأكد عبد الفتاح في تصريحات تابعتها "عربي21" أن هذه المسألة مبدأ استراتيجي بالنسبة لأي إدارة أمريكية، مضيفا أن المسألة الثانية مرتبطة بإدارة بايدن على وجه التحديد.

إدارة بايدن ضعيفة
وأوضح أن إدارة بايدن تعد أضعف إدارة أمريكية تأتي إلى البيت الأبيض، ولا تستطيع أن تفرض على حكومة نتنياهو الالتزام بوقف إطلاق النار أو عدم إعاقة المفاوضات، مضيفا أنها "لا تريد أن تحمل نتنياهو المسؤولية الكاملة عن فشل المفاوضات".

وتابع قائلا: "قد اعتدنا طوال الأشهر العشرة الماضية، أن واشنطن تحمل حماس المسؤولية، رغم أن الجميع يعلم أن نتنياهو هو الذي يتحمل المسؤولية الكاملة"، مشددا على أن "هذا الخلل يتعلق بضعف الإدارة، علاوة على الانحياز الأمريكي المطلق لإسرائيل".

وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قال الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع إن "نتنياهو قضى على أي فرصة للتقدم في المفاوضات"، مبينا أنه خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات قام نتنياهو بتدمير فرصة التقدم في المفاوضات، على الأقل في هذه المرحلة.

ولفت برنياع إلى أن التفاؤل الذي نتج مؤخرا كان "مجرد مناورة"، مضيفا أنه "لا مفر من قول الحقيقة: السنوار ونتنياهو لا يرغبان في دفع الأثمان التي تتطلبها الاتفاقية".

وتابع قائلا: "كان الانفجار حول محور فيلادلفيا، لكنه كان يمكن أن يحدث حول مجموعة من القضايا الأخرى، فنتنياهو يصر على وجود عسكري إسرائيلي على طول المحور، بينما حماس تصر على الانسحاب الإسرائيلي الكامل".

وأشار إلى أن نتنياهو تراجع أيضا عن اتفاقه مع الأمريكيين بشأن محور نتساريم، مبينا أن "خطة بايدن في 27 مايو، لم تناقش مسألة مرور الفلسطينيين من وسط القطاع إلى شماله، وما إذا كان سيكون هناك تفتيش إسرائيلي أم لا، لكن في مفاوضات الدوحة كان التركيز على محور فيلادلفيا باعتبار أنه لم يكن متضمنا في الخطة السابقة".

تفجير ملفات سياسية
ورغم الدعوات الإسرائيلية للقبول بالصفقة، إلا أن نتنياهو يفجر ملفات عديدة لإفشال المفاوضات، وتركز ذلك في الجولة الأخيرة على محور فيلادلفيا، الذي اعتبرت أوساط أمنية في تل أبيب أنه موضوع سياسي أكثر منه أمنيا.

وأوضح الصحفي الإسرائيلي يوسي يهوشع في تقرير نشره بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "جهاز الأمن الإسرائيلي يعتقد أنه يجب إيجاد السبيل للتقدم نحو الصفقة، وتغيير أهداف الحرب، وبناء القوة لإمكانية المواجهة مع حزب الله في لبنان".

ونقل عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: "محور فيلادلفيا هو موضوع سياسي أكثر منه أمنيا، والاتفاق المتحقق الآن هو إعادة الأسرى وليس لليوم التالي وإنهاء الحرب (..)، ونستطيع العودة للسيطرة على المحور إذا قررنا ذلك".