قضايا وآراء

السيناريوهات الاستراتيجية السبع لجيل الحرب العالمية الثالثة

ناجي عبد الرحيم
"الشباب وقود الوعي لا وقود المدافع، والكفاءات والخبرات جهاز توجيه لا جهاز وصاية"- إكس
"الشباب وقود الوعي لا وقود المدافع، والكفاءات والخبرات جهاز توجيه لا جهاز وصاية"- إكس
حين تتكثّف صور الخراب على الشاشات، وتتشابك خرائط القارات الفاعلة في عالم واحد، يدرك الجيل الذي وُلد متصلا بالإنترنت أنّ المسألة لم تعد "أزمة هنا" و"حربا هناك"، بل مشروعا كونيا يعاد فيه تعريف الإنسان والإنسانية معا؛ منذ بدايات عام 2020، يوم خرج فيروس مجهري من عمق المختبرات ليوقف الطائرات ويغلق الموانئ الجوية والبحرية والبرية، ويختبر هشاشة المنظومة الصحية والاقتصادية، دخل العالم عمليا في زمن حرب عالمية ثالثة بلا إعلان؛ حرب بدأت بفيروس، وتتمدّد إلى أسواق المال والموانئ والمعابر والمطارات، ثم إلى ميادين القصف في أوكرانيا وغزة، وإلى الاشتباك المفتوح حول حق الشعوب في أن تعيش بحرية وعدالة وكرامة إنسانية أو تُدار كأرقام في جداول الدين العام وسلاسل الإمداد العالمية.

هذا الجيل الذي يرى المدن تتساقط تحت القصف كما لو أن الخراب يُبثّ مباشرة أمامه، ويتابع في اللحظة نفسها امتداد الألم من غزة وسوريا ولبنان واليمن، ومن طهران إلى كييف، ومن قطر إلى باكستان وأفغانستان؛ لم يعد يقبل رواياتٍ مكررة عن "نظام عالمي" حكيم، ولا يطمئن لهيبة مؤسسات دولية تكتفي بالمشاهدة فيما يُدفَع شعب بأكمله إلى حافة الجوع؛ إنه جيل تشكّل من وعيٍ اتسعت حدوده، ومن إرادةٍ تنضج في قلب الأزمات، وعيٍ يعرف قيمة القوة حين تُستخدم بحق، وسعيٍ إلى القدرة حين يصبح الألم دافعا للفعل؛ جيل يحمل أثقال واقع مضطرب، لكنه ينهض فيصنع تحولا يترك أثره.

إنه جيل تشكّل من وعيٍ اتسعت حدوده، ومن إرادةٍ تنضج في قلب الأزمات، وعيٍ يعرف قيمة القوة حين تُستخدم بحق، وسعيٍ إلى القدرة حين يصبح الألم دافعا للفعل؛ جيل يحمل أثقال واقع مضطرب، لكنه ينهض فيصنع تحولا يترك أثره

وهذه هي طاقة شباب الأمة والعالم العربي حين يجتمع فيهم الإدراك والشجاعة وروح المبادرة؛ ومن أجل هذا الوعي المتنامي جاءت دراسة موجزة بسبعة سيناريوهات استراتيجية تقرأ انحسار عالم يترنح، وتستكشف مداخل عالم جديد يتشكل داخل الشقوق الغائرة لهذا الزمن، وبناء معادلة جديدة تتقدم فيها الشعوب، بقيم الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ويتراجع فيها منطق الهيمنة والتبعية، في عالم تتنافس فيه القارات الفاعلة على صياغة الغد: آسيا الصاعدة، أفريقيا المتحفزة، وأمريكا اللاتينية الباحثة عن دور، وأوروبا العالقة بين الحاجة إلى الاستقلال والخوف من الانفصال عن مركز القرار الأمريكي، ثم روسيا والصين، وسباق التسلح والتكنولوجيا العسكرية، والحرب السيبرانية.

استدلال.. الحرب التي أعادت تعريف الأرقام والوجدان

خلال أعوام قليلة فقط، قفز الإنفاق العسكري العالمي إلى تريليونات الدولارات، في حين تحوّلت ميزانيات الصحة والتعليم في كثير من الدول إلى هوامش قابلة للاقتطاع عند أول توتر جيوسياسي أو أزمة ديون، أو لوغاريتمات الحرب عن بعد، وفي قلب هذه اللوحة، دفع الفلسطينيون ثمنا يُقرأ بالدماء: عشرات الآلاف من الشهداء في غزة وحدها، يزيدون على عشرين في المئة من مجمل من قُتلوا في الحرب على فلسطين كلها منذ عقود، وما يزيد على 57 ألفا منهم خلال موجة القصف الأخيرة، بينهم نحو ثمانية عشر ألف طفل واثني عشر ألف امرأة، فلا إحصائيات حتى كتابتي للدراسة والمقال.

ومع الشهداء، جرحى ومفقودون بأعداد تقترب من مضاعَف هذا الرقم، ودمار واسع في المستشفيات والمدارس والبنية التحتية، واستهداف ممنهج للطواقم الطبية والإنسانية، ومئات من الصحافيين والعاملين في الميدان الذين دفعوا حياتهم ثمنا لمحاولة نقل الحقيقة؛ هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات؛ إنها إعلان واقعي بأن أكثر من عشر سكان غزة قد قُتلوا أو جُرحوا في أقل من عامين، وأن كل بيت تقريبا يحمل جرحا أو فَقدا أو رعبا متواصلا.

لكن المفارقة الكبرى أنّ هذه المأساة نفسها تحوّلت إلى نقطة انعطاف استراتيجية صمود وصعود في النظام العالمي: فاليوم تعترف نحو 157 دولة من دول العالم بعضوية فلسطين الدولة، والحق في الأرض وتقرير المصير، بما يشبه طوفان اعتراف من ما يزيد على أربعة أخماس أعضاء الأمم المتحدة تقريبا، أعلنوا عن اعتراف قانوني وسياسي، اعتراف بشعب أعزل، محاصر بالقصف، فرض قضيته على خرائط الدبلوماسية الدولية رغم كل محاولات الإخفاء والتهميش لسنين وعقود.

استدراك.. من مركز الهيمنة إلى مأزق القارات

في اللحظة الراهنة، يظهر النظام العالمي التقليدي وكأنه يواجه أزمة بنيوية عميقة؛ إذ تكشف المؤشرات الاقتصادية والسياسية عن تآكل عناصر قوته. فالقوة المهيمنة تعاني من إرهاق استراتيجي نتيجة تراكم الحروب، بينما تواجه القارة الأوروبية تضخما تاريخيا في الأسعار، وتراجعا ملموسا في القدرة التنافسية، إضافة إلى ارتهانها لتبعية في الأمن والطاقة وتكنولوجيا المستقبل، وهو ما جعل قرارها الاستراتيجي يرتبط بمركز واحد على الضفة الأخرى من الأطلسي.

فالتضخم المتسارع، وأزمات الطاقة المتكررة، ثم موجات الاحتجاج التي اجتاحت عشرات الدول خلال فترة زمنية قصيرة، جميعها مؤشرات عملية على أن قطاعات واسعة من الشعوب لم تعد تقبل تحمّل كلفة نزاعات تُدار خارج إرادتها. هذه المعطيات لا تعكس مجرد اضطرابات ظرفية، بل تؤكد وجود خلل هيكلي في النظام العالمي القائم، وتفتح المجال أمام إعادة صياغة التوازنات الدولية وفق معايير جديدة أكثر عدالة وواقعية.

في المقابل، تستثمر قوى آسيوية صاعدة في إعادة تشكيل سلاسل الإمداد، وفي فك الارتباط التدريجي عن العملة الأمريكية والتجارة الاستراتيجية، ما يجعل "الحرب العالمية الثالثة" ليست فقط صراع جيوش، بل صراع عملات وبيانات ورقائق إلكترونية، وحربا على تعريف "من يملك القرار" في الاقتصاد الرقمي و"الغذاء والدواء" في اقتصاديات الشعوب، "والتعليم والحماية" في الاقتصاديات المجتمعية، قبل أن يكون في الميدان العسكري.

هنا تحديدا يظهر جيل الشباب العربي كعامل حاسم: جيل درس في جامعات مرتبطة بالعالم، ويعمل -إن وجد عملا- في اقتصاد رقمي بلا حدود، ويتظاهر في ميادينه الرقمية، وعلى شبكات التواصل المجتمعية، وفي شوارع وميادين مدنه، وهو يرى في لحظة واحدة ما يجري في غزة وباريس وسانتياغو وبوخارست. هذا الجيل لا يريد أن يستبدل هيمنة بهيمنة، ولا استبدادا بآخر، بل يبحث عن معادلة جديدة تجعل الكرامة الإنسان، والعدالة الاجتماعية، والحرية الفكرية، والديمقراطية المجتمعية، أيا كان موقعه، في قلب أي مشروع دولي قادم.

استنتاج.. السيناريوهات السبع: من تفكيك النظام إلى صناعة أمة

حين ننظر إلى العقد الممتد من منتصف العقد الماضي إلى منتصف هذا العقد، يمكن قراءة مسار تفكك النظام العالمي عبر سبعة سيناريوهات متداخلة، لا أخطها كعناوين فكرية، بل كخطوط وأفق أمام جيل يسأل: ماذا نحن فاعلون؟ بكل الوعي والغضب والألم.. لدينا أمل بلا كلل أو ملل؟

المسار الأول؛ سيناريو الاقتصاد العسكري المتضخم: حيث تنزلق دول كثيرة إلى زيادة غير مسبوقة في ميزانيات التسليح على حساب الإنفاق الاجتماعي، فيتحول المواطن من شريك في التنمية إلى "وقود احتياطي" يستدعى عند الحاجة، في خطاب جماهيري، أو استعراض دولي. هذا المسار إذا استمر بلا كابح، يُسقط البلاد في مستنقع المزيد من الفقر، وانهيار الدخل، وتفاوت في الطبقات الاجتماعية، وانعدام المساواة، يسقط ميزان البلاد، فإما العسكر أو المواطن، وهو ما يفتح نافذة لوعي شعبي يرى العلاقة المباشرة بين الخبز والمدفع، وينذر بمواجهة تعيد العسكر إلى حماية حدود الدولة، لا حماية الحاكم والزمرة الحاكمة.

المسار الثاني؛ سيناريو انفجار الديون والكساد الثالث الكبير: فيه تتحول أدوات النظام المالي العالمي إلى سلاح ضغط على الدول الضعيفة، بينما تعيش شعوب بأكملها تحت بنود برامج التقشف الذي يُفرض من الخارج، فتتآكل الطبقة الوسطى، وتزداد الفجوة بين أقلية تمتلك الأصول، وأكثرية لا تملك قوت يومها، فيكون الخروج باحتجاجات، واعتصامات، ووقفات، واضرابات، واضطرابات، فانقلاب ناعم، أو إعادة تدوير مخلفات أنظمة عسكرية ودكتاتورية، ليعود حكم البلاد بأيدي العسكر.

المسار الثالث؛ سيناريو ثورة القارات الفاعلة: حيث تتحرك مناطق بأكملها، من أفريقيا الغنية بالثروات الشابة والطبيعية، إلى أمريكا اللاتينية المثقلة بتاريخ الانقلابات والتدخلات، لتبحث عن موقع تفاوضي جديد مع القوى التقليدية؛ ليس عبر شعارات "شرق" و"غرب"، بل عبر معادلة مصالح متوازنة تضع الإنسان والموارد المحلية في قلب المشروع الحضاري.

المسار الرابع؛ سيناريو انهيار شرعية النخبة وبروز "شعب الشاشة": النخب السياسية والاقتصادية التي فاوضت على حساب الشعوب تنسلخ اليوم من كافة الوعود أمام الجمهور، وتصدع بالأكاذيب التي سرعان ما تنتشر كالنار في الهشيم، ويتحوّل هاشتاج بسيط إلى ضغط عالمي على حكومات وبرلمانات وشركات، وصعود وهبوط في أسواق المال والعملات، ليكون السير والمسير عن مسار يفتح الباب أمام ميلاد نخبة جديدة؛ نخبة الخبرة والاختصاص والنزاهة، التي لا تملك بالضرورة قناة تلفزيونية، لكنها تملك مصداقية عمل وسيرة ومسيرة، هم الكفاءات والخبرات والرموز.

المسار الخامس؛ سيناريو الدبلوماسية الشعبية العابرة للحدود: حيث تتحول الجامعات والحركات الطلابية والنقابات وروابط المهن إلى قنوات ضغط مؤثرة على القرارات المحلية والإقليمية والدولية، بحيث يمكن لحملة رقمية أن تغيّر اتجاها وتوجها انتخابيا في بلد بعيد، أو تفرض على شركة عالمية إعادة النظر في استثمارات تدعم الاستعمار أو التمييز، دبلوماسية الشعوب الإلكترونية فالفضائية فالميدانية والأرضية.

المسار السادس؛ سيناريو اليقظة القيمية: وفيه تُعاد صياغة معاني "الأمن" و"السلام" و"الحرب" و"الإرهاب" في ضوء ما شاهدته الأعين من قصف للمستشفيات، وتجويع للمدن والبلدان، واستهداف للمدنيين في كل مكان؛ تارة بالغذاء والدواء، وأخرى بالتجهيل والفساد؛ فيتحول السؤال من: من يملك السلاح؟ إلى: من يحترم الإنسان؟ ومن يحمي الطفل والعاجز والعجوز؟ ومن يصون كرامة المرأة، واللاجئ والنازح والمريض؟ والصحافي؟ هنا تصبح غزة مختبرا أخلاقيا للعالم، لا ساحة هامشية لحرب تحرير، ولا ميدانا سياحيا تجاريا كما يحلم بها أصحاب النفوس المارقة.

المسار السابع؛ سيناريو "كل شاب في شعب بأمة": حيث يتحول طوفان الوعي في بلد أو مدينة محاصرة إلى محفز لنهوض أوسع، يتجاوز حدود الجغرافيا إلى رابطة قيمية وحضارية؛ فالشعب الذي صمد تحت القصف، وأعاد تعريف الإنسان والإنسانية والشجاعة والصبر والصمود، والابتكار في أقسى الظروف، لا يلهم فقط أبناءه، بل يُذكِّر الأمة كلها بأن المستقبل يُكتب حين تلتقي دماء الشهداء بوعي الأحياء، وحين تتحول المعاناة إلى مشروع بناء لا إلى خطاب بكاء، فإما نهضة إنسانية شاملة، أو حرب عالمية رابعة..

استقراء.. خارطة الطريق من وعي الشباب إلى نهضة إنسانية

إذا، ماذا تعني هذه السيناريوهات السبع لشاب أو شابة في مدينة عربية اليوم؟ تعني أولا أنّ اللحظة أكبر من حدود بلد واحد؛ فالعمل أو الدراسة أو المشروع الصغير الذي تبنيه اليوم، جزء من معركة أوسع على تعريف دور الإنسان في المنظومة العالمية ما بعد الحرب العالمية الثالثة، وتعني ثانيا أنّ امتلاك المهارة والمعرفة لم يعد رفاهية؛ بل شرطا للبقاء بكرامة في سوق عمل تُعاد هندسته حول التقنيات المتقدمة والاقتصاد الأخضر والذكاء الاصطناعي. وتعني ثالثا أنّ الموقف الأخلاقي -من فلسطين، ومن كل قضية عدل- لم يعد "رأيا شخصيا" منعزلا؛ بل جزءا من تعريف الذات: من أنت؟ مع من تقف حين يُقصف المستشفى؟ ومع من تقف حين تقصف المدرسة؟ والدولة ليست البيادة العسكرية، والسلطة ليست الميراث، والوطن ليس الجنرال.. فللشعب سيادة.. وللشباب كلمة.. والأيام دول.

النظام العالمي لن يُعاد بناؤه بقرارات القصور المغلقة، ولا بتفاهمات النخب المعزولة والمترددة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع، بل بسواعد الشعوب التي تصنع التاريخ حين تُدرك قوتها، وبعقول الشباب التي ترفض أن تُختزل في دور المتفرج أو الضحية أو المناضَلة الإلكترونية

في كلمات.. خارطة الطريق هنا ليست بيانا تنظيميا، بل ثقافة حركة: أن تربط بين استهلاكك اليومي وبين منظومات استغلال كبرى؛ أن تحوّل حضورك الرقمي إلى مساحة وعي، وساحات مقاومة بالكلمة، لا فراغ محتوى ومضمون؛ أن تجعل من تخصصك -طبا أو هندسة أو قانونا أو إعلاما أو أي تخصص- لبنة في مشروع تحرير الإنسان من الخوف والجوع والجهل؛ وأن تُدرك أنّ الثورة الحقيقية ليست فقط هتافا في الشارع، بل هتافا في كل ميدان ومكان، وبناء وعي وعقول، ومؤسسات حره نظيفة، وشبكات تضامن عابرة للحدود، لمواجهة الفساد في كل مكان، بالتطهير والتطوير، واقتصاد أخلاقي حقيقي يحمي الفقراء قبل أن يحمي أرباح النخب وأصحاب المصالح والتجار.

في سطور..

نوجز خارطة الطريق للمقاومة بالعلم والقلم، والتمسك بالقيم والأمل والعمل. نحن نعيش زمنا تتفكك فيه معايير النظام العالمي القديم تحت ضغط حرب بدأت بفيروس، ومرّت بحروب مال وعملات وطاقة وبيانات، وفي لحظات تقدّم قارات فاعلة، تصحو شعوب، وتتراجع شرعية نخبة عالمية عجزت عن منع المجاعة والحرب، بينما ينهض جيل شاب يرى كل هذا، لا من وراء حجاب، بل مباشرا حيا، على شاشة في يده، هي مفتاح السيناريوهات السبعة وميدان ثورته: إن استسلم لليأس، اكتمل انهيار النظام العالمي إلى فوضى وحرب دائمة؛ وإن حوّل وعيه إلى مشروع حضاري، صار هو صانع معادلة جديدة، تقوم على نهضة إنسانية لا على سباق تسلح وحرب عالمية، وعلى اقتصاد أخلاق وحياة لا اقتصاد حرب وإبادة.

وبكلمات نختمها.. والخاتمة بداية

النظام العالمي لن يُعاد بناؤه بقرارات القصور المغلقة، ولا بتفاهمات النخب المعزولة والمترددة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع، بل بسواعد الشعوب التي تصنع التاريخ حين تُدرك قوتها، وبعقول الشباب التي ترفض أن تُختزل في دور المتفرج أو الضحية أو المناضَلة الإلكترونية. فما جرى في غزة، وما يجري في عواصم القارات الفاعلة، ليس نهاية العالم، ولا نهاية أصحاب المصالح، بل بداية سؤال: أيُّ عالم نريد في النصف الثاني من هذا القرن؟

لا خيار حقيقيا بين استمرار منطق التوحش الاقتصادي والعسكري، وبين نهضة إنسانية تعيد تعريف الإنسان والإنسانية معا، فإما أن نترك الحرب العالمية الثالثة تتمدد في العقول والاقتصاد والجغرافيا، وإما أن نحولها إلى نقطة انطلاق لمشروع حضاري جديد، تكون فيه الشعوب مصدر الشرعية، والشباب وقود الوعي لا وقود المدافع، والكفاءات والخبرات جهاز توجيه لا جهاز وصاية، فتاريخ الثورة والثوار، يؤكد أن "الشباب هم وقود الثورات، والكفاءات والخبرات قيادتها، والشعوب هم من يجني ثمارها.. الأيام دول.. والقرار للشعوب!"
0
التعليقات (0)