ملفات وتقارير

أكاديميون ردا على خطاب نتنياهو: الكونغرس أرض أمريكية محتلة من إسرائيل

خطاب نتنياهو أمام الكونغرس كان خطاب وداع برر فيه لماذا بعد 10 أشهر لم ينجح في كسر فلسطيني محاصر لكنَّه يقاومُ ببسالة.. الأناضول
قلل كتاب وأكاديميون ونشطاء عرب من أهمية خطاب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي، واعتبروا ما جاء فيه دليل إثبات على تورط الإدارة الأمريكية في التواطؤ مع حكومة الاحتلال في حرب الإبادة التي تنفذها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي.

وفي سلسلة تغريدات نشرها على صفحته على منصة "إكس"، رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعات الأمريكية الكاتب والمفكر الكويتي الدكتور عبد الله الشايجي، أن "الكونغرس الأمريكي هو أرض أمريكية محتلة من إسرائيل"!

وقال الشايجي: "بعدما قرأت بعض تعليقات وفقرات من خطاب مجرم الحرب نتن ياهو في وسائط التواصل الاجتماعي من سلسلة أكاذيب وأباطيل… ووصلت وقاحة نتن ياهو أن قام بإلقاء محاضرة على المشرعين الأمريكيين واتهم من يعترض على ما يجري في غزة بأنه متعاطف مع حماس وأهان  الناشطين والمتظاهرين الذين يمارسون حقهم الدستوري!!".

وتابع: "من يظن نتن ياهو نفسه؟!! أثبت نتن ياهو اليوم بمسرحيّته الهابطة والمفضوحة وأمام سيرك التهريج وتصفيق النواب وأعضاء مجلس الشيوخ برغم مقاطعة 90 نائبا وسناتورا خطابه الوقح ـ أثبت نتن ياهو المقولة التي كان يرددها المعلق الأمريكي ومرشح الرئاسة بات بيكونن ـ "الكونغرس الأمريكي هو أرض أمريكية محتلة من إسرائيل"!!".



واعتبر الشايجي في تغريدة أخرى أن "وقاحة نتن ياهو الذي احتل الكونغرس ومعه الصهاينة اختبرا السياسة الأمريكية واستعرض اليوم على الأرض المحتلة الكونغرس بمجلسيه ومقاطعة خطابه الكاذب والمنافق بالتصفيق أكثر من مقاطعة والتصفيق للرئيس الأمريكي نفسه ـ وفرقها حاضر نتن ياهو بوقاحة على الكونغرس وطالب بإرسال السلاح بسرعة لإنهاء مهمة (الإبادة في غزة).. وأهان المتظاهرين بوصفهم بالحمقى المفيدين لإيران .. ما دفع عددا من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين ليس لمقاطعة خطابه المسخرة ولكن لانتقاد تكسبه وما ورد في خطابه!!".



أما عبد الرزاق الشايجي، وهو خبير التسويق السياسي ومؤسس شركة حلول الانتخابية ومركز استطلاعات في الكويت أيضا، فاكتفى بتغريدتين عن خطاب نتنياهو، وهما عبارة عن مشهدي فيديو من الخطاب نفسه أرفقهما بتعليقين، جاء في الأول: "خذ الجديد.. خطاب نتنياهو  في الكونغرس نصف أعضاء مجلس النواب قاطع 112 عضواً من أصل 212 .. مجلس الشيوخ قاطع 24 عضواً من أصل 51.. دعوا عنكم الترحيب والتصفيق أمام كونغرس".



أما التغريدة الثانية فتضمنت مقطعا من قصيدة للشاعر أحمد مطر قال فيها:

رأيت جرذاً يخطب
اليـــوم عن النظافة
وينذر الأوساخ بالعقاب
وحوله يصفق الذبـــاب



من جهته رأى أحمد رمضان مدير عام مركز لندن للاستراتيجية الإعلامية، في تغريدة له نشرها على صفحته على منصة "إكس" بعنوان: "نتنياهو .. خطاب وداعٍ واستجداء!"، أن "خطاب نتنياهو أمام الكونغرس كان خطاب وداع برر فيه لماذا بعد ١٠ أشهر لم ينجح في كسر فلسطيني محاصر لكنَّه يقاومُ ببسالة، وحذَّر من أنه قد يُهزم إنْ تضاءل الدعم له ولجيشه، وحاول الالتصاقَ بالأمريكي دون جدوى، فالكونغرس الذي يتحدثُ أمامَه منقسم، وعلى وشك المغادرة بعد أقل من ١٠٠ يوم، والشبابُ والطلبة يتظاهرون ضده، ونوابٌ يطالبونه بالاستقالة، والمجتمع الإسرائيلي باستثناء حفنة متطرفين ناقمٌ عليه، وجيشُه منهك، وحديثُه عن حربِ حضارات تشبهُ الدعاية النازية".

وأشار إلى أن "أخطر ما في حفلة نتنياهو في واشنطن أنَّه قوَّض السردية الغربية، وجعل مفاهيم العدالة والإنسانية والحرية في موقع ابتذال، فالمتحدثُ متهمٌ بارتكاب جرائم إبادة وجرائمِ حرب، وشبهُ ملاحقٍ دولياً، ويخشى أنْ تهبط طائرته في مطار لظرفٍ طارئ فيُعتقل، ويدركُ أنه لم يحقق نصراً أو إنجازاً يُذكر رغم الدعم الهائل الذي تلقاه (ضعفُ الدعم الأمريكي المقدم لأوكرانيا في عامين)، وفُرصُ حلفائه في واشنطن في العودة إلى البيت الأبيض تتضاءل، والتهديد بحربٍ أوسع ليس بيده".

وأكد رمضان أن "نتنياهو خسر كلَّ ما بناهُ على مدى عقدين، وبقيَ ظاهرةً صوتية، في خطابِه قُوبل بتندُّر، فبدلاً من تفاخره بانتصارات، قدَّم لمستمعيه جنوداً معوَّقين، وملأ خطابه بأكاذيب يفنِّدها الإعلام العبري صباح مساء، وبدلاً من أنْ يجلب دعماً لحربه، مزَّق الإجماع اليهودي التقليدي حولها، وباتَ صوتُ رافضي الحرب ودعاة السلام هو الأعلى، وانفضَّ الغالبية عنه، ويبدو الآن وحيداً يحيطُ به غلاة المتطرفين".

وأضاف: "أراد نتنياهو أنْ يعلن النصر من واشنطن، ولكنَّه في الواقع ألقى خطابَ وداعِه الأخير، وكلُّ عبارات الاستجداء لطلب الدعم لن تفيده في تغيير معادلة الصراع، أو النجاة من تداعيات خسائر استراتيجية  لحقت بكيانه. معزولٌ في حربٍ عبثية .. منبوذٌ في سياسة متهورة".



أما إبراهيم المدهون الكاتب والإعلامي الفلسطيني فقرأ في تغريدة له على منصة "إكس" خطاب نتنياهو أمام الكونغرس قائلا: "مشهد التصفيق والاستعراض في الكونغرس الأمريكي لكلمة نتنياهو كان خادعاً ويعكس اهتزازاً نفسياً عميقاً. هذا الاهتزاز يكشف أزمة في المشروع الصهيوني الذي ارتكب جرائم جماعية في غزة وهُزم في السابع من أكتوبر، وكذلك في صفوف مؤيديه الذين صفّقوا بلاهةً، كاشفين عن خلوهم من القيم الأخلاقية أمام الوحشية المتفشية في المنطقة".

وأضاف: "نتنياهو، بتصرفاته، يضر إسرائيل أكثر من أي عدو آخر. فقد عبث بمؤسساتها الداخلية وأفرغ الحياة السياسية من أي قيادات بديلة، تاركاً إسرائيل في حالة ضعف إثر سنوات طويلة من حكمه".
وأنهى المدهون تغريدته قائلا: "بعد خطاب نتنياهو، بات واضحاً أن المشروع الصهيوني يتحطم من الداخل ويتهشم"، وفق تعبيره.



من جهته قال الكاتب والإعلامي المصري جمال سلطان في تغريدات نشرها على منصة "إكس" تعليقا على خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي أمس الأربعاء: "قرابة نصف أعضاء الكونجرس الأمريكي امتنعوا عن حضور جلسة أمس التي تكلم فيها نتانياهو، فمن أين أتى كل هؤلاء الرعاع الذين امتلأت بهم قاعات الكونجرس عن آخرها وصفقوا طويلا للمجرم والجريمة والإجرام؟ّ!".



وأضاف: "المشاهد "المهينة" التي رآها العالم اليوم للكونجرس الأمريكي أثناء كلمة نتانياهو تمثل أسوأ دعاية سوداء ضد صورة الولايات المتحدة وجدية نظامها السياسي، لا عقل، ولا أخلاق، ولا كرامة، ولا احترام للذات وللدولة التي يفترض أنهم يمثلونها، لماذا يفعل هؤلاء الأعضاء كل هذا بأنفسهم وببلدهم؟!".



وأمس الأربعاء، ألقى نتنياهو خطابه الرابع أمام الكونغرس، والذي استمر لما يقرب من 53 دقيقة قام خلالها الحضور بالتصفيق أثناء حديث رئيس وزراء الاحتلال نحو 50 مرة.

في غضون ذلك، شهد محيط مبنى الكونغرس مظاهرات عارمة شارك فيها الآلاف احتجاجا على نتنياهو وتنديدا بالجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي.

وطالب المحتجون بوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، بالإضافة إلى اعتقال نتنياهو الذي يسعى مدعون في المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحقه بسبب تهم بارتكاب جرائم حرب.

ولليوم الـ294 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد عن الـ39 ألف شهيد، وأكثر من 90 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

إقرأ أيضا: تنديد تركي واسع بخطاب نتنياهو والاحتفاء به في الكونغرس الأمريكي.. "وصمة عار"