نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا، اقترحت فيه بعض الحلول التي من شأنها أن تساهم في إنهاء الحرب بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الخطر الأكبر لهذا الصراع هو أن يوضع حد له بطريقة خاطئة. وحتى يحل بشكل مُرض، من الضروري معالجة المشكلة من جذورها - أي الاحتلال.
وفي هذه الحالة، يتعين على الدول الغربية ممارسة ضغوط كبيرة على إسرائيل بدلا من الاكتفاء بالإدانة اللفظية للعنف والدعوة إلى ضبط النفس.
وذكرت الصحيفة أن سبب هذه الحرب، تماما مثل سابقاتها، هو الاحتلال الوحشي للأراضي الفلسطينية التي تم غزوها في حرب 1967، والتي ترفض إسرائيل إعادتها. ومنذ ذلك الحين، تمثل هدفها في مواصلة بناء المستوطنات بلا هوادة في الأراضي المحتلة، وإعمارها بمئات الآلاف من المستوطنين اليهود، وقمع السكان الفلسطينيين دون رحمة.
إن ما يحدث مؤخرا في القدس يعكس سعي الإسرائيليين لتحقيق هدفهم مهما كلف الثمن، ولا تخفي إسرائيل ذلك، بينما لا يحرك المجتمع الدولي ساكنا. في الأثناء، يمول الغرب الاحتلال بشكل مباشر وغير مباشر، ويشمل ذلك تقديم المساعدات للفلسطينيين حتى يقفوا مكتوفي الأيدي بينما يستمر التوسع الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يطبق في القدس استراتيجية ما تسمى "عقيدة الضاحية"، التي سبق أن طبقها في الأحياء الشيعية الضاحية الجنوبية في بيروت، والتي تتمثل في تدمير كل البنى التحتية المدنية، وخاصة المنازل، إلى غاية تدمير المنطقة بالكامل، و"إعادتها إلى العصر الحجري". وقد صيغت هذه الاستراتيجية قبل بضع سنوات من قبل قائد الجيش الأسبق، الجنرال غادي أيزنكوت، وبررها بحجة أن المدنيين يدعمون "الإرهابيين"، وبالتالي من المشروع تدمير ممتلكاتهم.
ذكرى النكبة 73 تحل بانتفاضة فلسطينية من البحر للنهر (تغطية)
اعتمدت إسرائيل على هذا المبدأ في مناسبات عديدة في كل من لبنان والأراضي الفلسطينية، وكانت المرة الأخيرة في الشجاعية شرقي غزة في حرب 2014، عندما هُدمت مئات المنازل ردا على هجوم شنته حماس على جنود الاحتلال في تلك المنطقة.
للخروج من هذا المستنقع، سيكون من الضروري أن تتخذ الأطراف المعنية إجراءات تؤدي إلى وقف إطلاق النار، على ألا تتوقف عند هذا الحد، بل يجب إحراز تقدم نحو حل النزاع على ضوء القرارات الدولية التي تقضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وهضبة الجولان السورية.
شددت الصحيفة على ضرورة تحديد جدول زمني لهذا الانسحاب في أقرب وقت ممكن، يشمل إخلاء المستوطنين الذين يعيشون بشكل غير قانوني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس وفي الجولان. لقد أضرت سياسات التأجيل المستمر لحل النزاع جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل وحتى للغرب.
في هذا السياق، سلطت الصحيفة الضوء على سلوك بعض الأطراف الفاعلة فيما يتعلق بالأزمة:
بنيامين نتنياهو
بعد فترة طويلة في منصب رئاسة الوزراء، أوضح نتنياهو أن نيته تكمن في ضم جميع الأراضي المحتلة إلى إسرائيل. وإذا نجح نتنياهو في البقاء على رأس السلطة، فإن الوضع سيستمر في التدهور تدريجيا.
جو بايدن
وجد الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه أمام قنبلة يمكن أن تنفجر في أي لحظة. إن الحل لهذا النزاع بين يديه، ويستطيع تحقيقه، رغم الضغط الهائل المسلط عليه من اللوبي اليهودي والمقاومة في الكابيتول، لذلك عليه التصرف بحذر. على الأقل يجب أن يحاول حتى لو فشل. لكن عندما يدعي أن إسرائيل لا تبالغ في رد فعلها من خلال مهاجمة غزة، فإن ذلك يعني أنه لا يريد تشويه صورته في نظر إسرائيل.
الاتحاد الأوروبي
أصبحت مواقف القادة الأوروبيين، وخاصة إيمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل، سلبية أكثر في أوقات "السلام" وفي أوقات الحرب على حد سواء. إن السياسة الأوروبية الحالية تجاه الشرق الأوسط لا تساعد في حل أي من المشاكل القائمة، وإنما تخلق مشاكل جديدة. يفضّل الأوروبيون إلقاء اللوم على الآخرين بدلا من تفعيل سياسة جادة تصب في مصلحتهم. وبدلا من الضغط على نتنياهو، يعبر الأوروبيون عن شكرهم له، ويوثقون العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع حكومته.
محمود عباس
أوضحت الصحيفة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعتبر بمثابة دمية في يد إسرائيل، ويتلقى التمويل السخي من الأوروبيين؛ ليقف مكتوف الأيدي، بينما توسع إسرائيل المستوطنات في الضفة الغربية. يبدو أن عباس معني فقط بجني القليل من المال واضطهاد أي فلسطيني يشارك أو يفكر ببساطة في مقاومة الاحتلال.
حماس
رغم كل الموت والدمار الذي تسببت فيه إسرائيل في قطاع غزة، تبدو حماس في نظر الفلسطينيين منتصرة. إن سلبية عباس والمجتمع الدولي هي التي ترسخ الوضع الراهن، خاصة فيما يتعلق بالقدس التي كانت شرارة الحرب.
لقد أظهرت الفصائل الفلسطينية أنها بين الحرب والحرب لا تقف مكتوفة الأيدي، وقادرة على استنباط تكتيكات جديدة تسبب المزيد من الضرر لإسرائيل، لتكسب بذلك حماس المزيد من دعم الفلسطينيين، وهو أمر أكد نتنياهو نفسه أنه في مصلحة إسرائيل.
فلسطينيو الداخل
أشارت الصحيفة إلى عامل غير متوقع في هذا الصراع، يتمثل في مشاركة آلاف الشباب من فلسطينيي الداخل في احتجاجات ضد إسرائيل. يشكل هذا المجتمع 20 في المئة من إجمالي سكان إسرائيل، ولهم أقارب في غزة ضمن العائلات التي طردت في حرب 1948. وقد أدى هذا التدخل إلى تعميق الفجوة بين العرب واليهود، وخلق جرح عميق لن يكون من السهل التئامه.
فايننشال تايمز: إسرائيل أمام أسئلة وجودية مع انتفاضة الداخل
MEE: الفلسطينيون يواجهون اليهود الفاشيين في أراضي 48
هكذا تناول الإعلام البريطاني أحداث الأراضي الفلسطينية