الجيش المصري لا يدين بالولاء إلا إلى حساباته الخاصة في البنوك الدولية وقبضته الحديدية على الاقتصاد
السيسي يشكل حاليا صداما مع المؤسسة العسكرية وتهديدا لمصالحها الحيوية
من سينفذ الانقلاب على السيسي هم ضباط بالصف الثاني في المؤسسة العسكرية
كاترين أشتون تخاطب الجيش مباشرة لخلخلة قبضة السيسي ولا تزال صاحبة قرارات تؤثر في الواقع المصري
الانقلاب العسكري المحتمل على السيسي قد لا يتأخر عن هذا العام الجاري
محمود نجل السيسي صار الحاكم العسكري الفعلي لمصر الآن
العمل الحقوقي في مصر والعالم هو وراء غسل الغرب يده من السيسي ونظامه
أثارت تصريحات رئيس الاتحاد الوطني للأطباء
الفيدراليين في فرنسا والحقوقي الدولي، فرانسوا دوروش، لـ"عربي21"، بشأن
احتمالية قيام الجيش المصري بالانقلاب على السيسي خلال الفترة المقبلة، جدلا في
الأوساط السياسية المصرية، حيث رأى البعض أن الواقع لا يدعم هذه الفرضية تماما.
إلا أن "دوروش" أكد، في الحلقة
الثالثة من مقابلته الخاصة مع "عربي21"، أن تصريحاته مدعومة بمعلومات
وحقائق ووثائق لا يستطيع الحديث عنها بالتفصيل في الوقت الراهن، وأن من سينفذ هذا
الانقلاب المحتمل هم ضباط بالصف الثاني في المؤسسة العسكرية، على حد قوله.
وكشف دوروش، الذي يشغل أيضا منصب رئيس منظمة
عدالة وحقوق بدون حدود، أن المنسقة السابقة للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي
كاترين أشتون، تخاطب الجيش المصري مباشرة لخلخلة قبضة السيسي، لافتا إلى أن أشتون
لا تزال صاحبة قرارات تؤثر في الواقع المصري، ولا تزال همزة الوصل بين صناع القرار
في كثير من الدوائر الغربية والنافذين بالساحة السياسية العربية.
وشدّد على أن "المؤسسة العسكرية كانت -
وما زالت- تقيم تحالفاتها مع جهات داخلية وخارجية لضمان مصالحها الاقتصادية
والسياسية، ولا تدين بالولاء إلا إلى حساباتها الخاصة في البنوك الدولية وقبضتها
الحديدية على الاقتصاد المصري"، مؤكدا أن "السيسي يشكل حاليا صداما مع
هذه المؤسسة وتهديدا لمصالحها الحيوية".
وفيما يلي نص الحلقة الثالثة من المقابلة
الخاصة:
ما هي أبعاد التصريحات الخاصة باحتمالية وقوع
انقلاب عسكري على السيسي قريبا؟
هي تصريحات واقعية مدعومة بحقائق ووثائق. لا
أستطيع الآن الحديث بالتفصيل عن كثير منها، ولكن تستطيع أن تفسرها من خلال عمليات
التغيير المستمرة للمناصب العليا في الجيش والدولة، التي يقوم بها السيسي
والاعتقالات لكثير من الضباط بتهم محاولة الانقلاب.
لكن ما هي طبيعة هذه الحقائق والوثائق التي
تتحدث عنها؟
هي حقائق ملموسة على الأرض، ويقرؤها الكثير من المحققين والباحثين في الشأن العربي والشرق أوسطي. ومن ينظر إلى التغييرات
المستمرة في القيادات المحيطة بقائد الانقلاب في مصر، يعلم مدى صدق وحقيقة الحراك
المناهض لنظام السيسي القمعي.
رأيتم أن السيسي قام باعتقال الكثير من
قيادات العمل السياسي في مصر وبعض كبار قادة المجلس العسكري وضباط الجيش. هذا ليس
لأنهم غير صالحين للخدمة العامة أو لتخطيهم سن التقاعد، ولكن لأنه إما يخاف من
طموحاتهم الشخصية، أو لأنه يرى تململ الغرب من تصرفاته الهستيرية، ويرى أنه بتغييب
هذه الشخصيات فإنه يقطع الطريق على أي محاولات للتواصل بين هؤلاء المعتقلين
والداعمين الإقليميين والغربيين.
وكذلك مؤخرا تصاعد الانشقاقات، إذا
جاز تسميتها، في صفوف الإعلاميين والممثلين المحسوبين على السيسي وانقلاب 3 تموز/
يوليو، كأمثال خالد يوسف وخالد أبو النجا وعمرو واكد. الممثلون والإعلاميون أدوا
دورا مهما في إحداث الانقلاب على الرئيس محمد مرسي. والمؤثرون منهم وأصحاب المصالح
بدأوا يقفزون من سفينة الانقلاب كما تفعل الجرذان عندما تبدأ السفينة في الغرق.
ورأينا كيف أن وفود هؤلاء الانقلابيين بدأوا يحجون إلى البيت الأبيض، في مؤشر واضح
على تآكل مصداقية ودعم البيت الأبيض والكونغرس لرئيس الانقلاب.
ولا يخفى على المتابع للقنوات السياسية
الغربية مدى التململ من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في العالم العربي أجمع، وليس في مصر فقط. ورأينا في الجزائر كيف تم لعب ورقة إلغاء ترشح الرئيس بوتفليقة
لفترة رئاسية خامسة، كنوع من التحايل على مشاعر الجماهير. ولكن الناظر في الحقيقة
يعلم أن مجموعة الحكم التي خلف بوتفليقة قد تحاول التمديد لنفسها إلى أجل غير
مسمى. ويؤيد هذه النظرية ما خرج به بعض القادة الغربيين، من أنه يتوجب على الجزائر
اتخاذ فترة انتقالية للحكم لتوفير متطلبات الجماهير. ورأينا أن الكثير من المفكرين
والمحللين يعتقدون أن هذه احتمالية عبثية. فهذا كله يرسم لك الصورة بشكل عام ولن
تقدم أو تؤخر الوثائق، إن توفرت، في تأكيد أو نفي أي احتماليات للتغيير في مصر
وغيرها من بلدان الشرق الأوسط.
مثل هذه الخطوات تعطيكم تصورا لما يحدث خلف
الكواليس لإدارة القرار في المنطقة العربية.
ومن ثم ما تتحدث عنه معلومات وليس مجرد
توقعات وتحليلات؟
هذه ليست مجرد توقعات وليست فقط تحليلات،
ولكنها حقائق على أرض الواقع بعضها مستقاة من تاريخ المؤسسة العسكرية المصرية التي
تشبه بيت العنكبوت في التشابك. صحيح هي ضعيفة في ظل نظام ديمقراطي يحجمها، ولكن
لهذا السبب هذه المؤسسة كانت وما زالت تقيم تحالفاتها مع جهات داخلية وخارجية
لضمان مصالحها الاقتصادية والسياسية.
هذه المؤسسة لا تدين بالولاء إلا إلى
حساباتها الخاصة في البنوك الدولية وقبضتها الحديدية على الاقتصاد المصري. وبدون
الخوض في تفاصيل يعرفها الكثيرون، فإن السيسي حاليا يشكل صداما مع هذه
المؤسسة وتهديدا لمصالحها الحيوية. فالجيش الذي كان ينظر إلى الرئيس المخلوع مبارك
على أنه رئيس مستأنس وواجهة جميلة للجيش، انقلب عليه كي لا يورث الحكم لابنه جمال،
وهو مدني غير عسكري، ولن يهتم بمصالح الجيش الاقتصادية والسياسية.
وبعد نجاح الجيش المصري في الانقلاب على أول
رئيس ديمقراطي منتخب وهو الدكتور محمد مرسي، فهم قد وقعوا في الشبكة العنكبوتية
التي تحكم مصالح الجنرال السيسي الشخصية مع الدول الداعمة للانقلابات في المنطقة
العربية، مثل الإمارات والسعودية. ومع سيول الأموال التي وصلت إليه لدعم الانقلاب
أو كرشاوى مباشرة، لضمان تفوق لعيال زايد على عيال سعود في حلبة الانقلاب في مصر، فقد طمع الجنرال في إمبراطورية شخصية يقيمها، ومن يدري ربما يحول مصر إلى الجمهورية
السيساوية على نمط بعض الممالك التي سماها مغتصبو الحكم لتحمل اسمهم الشخصي.
وبالنظر إلى الاعتقالات لكبار القادة
العسكريين واستبدالهم بمن هم أضعف في الهرم العسكري، فإن هذا يبين للمحلل أن السيسي
يصنع حائطا ناريا ضد احتمالات للانقلاب عليه. ويرى آخرون في تكليف ابنه محمود
بقيادة المخابرات المصرية أمرين؛ أولهما: أنه يدربه على القيادة من بعده واستلام
السلطة، والثاني: أنه يصنع دائرة من الموثوق بهم لحماية مملكته الافتراضية، على نسق
ما يحدث من تولي أمراء الأسرة الحاكمة في السعودية لمفاصل الدولة.
وأنا لا أستطيع إعطاء أسماء محددة لعناصر
تحضر لانقلاب في مصر، ولكن كما حدث مع جمال عبد الناصر، فإن فترة ما بعد سقوط
الانقلاب سوف تُنشر هذه المخططات وأسباب فشل بعضها، وكيف تم الاستعداد لعملية ناجحة
محتملة.
ولأن الجيش فرض سيطرته على كل مفاصل الحياة
في مصر، فهي جميعها في يد جنرالات الجيش سواء منهم المتقاعدون أو الحاليون، وأن الإعلام
وصنع القرار في يد المخابرات. فإن أي احتمالات لانقلاب متوقع، هو بين بعض أصحاب
الكروش الكبيرة في الجيش الذين يخافون على مصالحهم الذاتية، وخاصة أن قنوات
تواصلهم المباشرة مع الخليج والغرب باتت مقطوعة.
ولذا، رأينا أن كاترين أشتون تخاطب الجيش
مباشرة لخلخلة قبضة السيسي وابنه على قنوات التواصل مع الخارج. وهي وغيرها يأملون
أن تصل أصواتهم وتطميناتهم بالدعم مباشرة إلى من يستطيع الانقلاب على السيسي من
ضباط الصف الثاني.
والجدير بالذكر، أن هناك مجموعات في الجيش
بعضها غير معروف قامت بالمطالبة بعزل السيسي وتقديمه للمحاكمة. وهناك تحليلات
طويلة لكتاب غربيين مثل الكاتب البريطاني روبرت فيسك تتكلم عن دقائق عمليات عسكرية
ينفذها الجيش ليطيح بالسيسي، لصالح حماية مقدرات وامتيازات الجيش التي استولى عليها
السيسي.
أشرت إلى تصريحات كاترين أشتون.. ما الذي كانت
تقوله للجيش تحديدا؟ ولماذا استشهدت بها رغم أنها غير مسؤولة حاليا بالاتحاد
الأوروبي؟
لست بحاجة إلى إعادة ما قالته السيدة كاترين
أشتون، ويستطيع الباحثون الرجوع إلى تصريحاتها المنشورة والمسجلة. ومما لا شك فيه
أن أي إنسان من حقه أن يقوم بإصدار البيانات والتطرق إلى قضايا ذات ثقل عالمي.
وأشتون إن كانت خارج منصبها اليوم، إلا أنها لا تزال صاحبة قرارات تؤثر في الواقع
المصري الحديث وصنعت الكثير مما نناقشه اليوم. وهي وإن كانت غير ذات صفة رسمية
اليوم، إلا أنها في تصوري لا تزال همزة الوصل بين صناع القرار في كثير من الدوائر
الغربية والنافذين على الساحة السياسية العربية.
وأشتون كوجه معروف للجميع، يسهل تعاملها مع
أشخاص في مصر قد لا يكون عندهم الاستعداد أو الثقة في التواصل مع شخصيات أخرى غير
معروفة لهم، وخاصة من خلف الحائط الناري الذي ضربه السيسي حول نفسه وإمبراطورتيه
الاستبدادية التي يخنق بها مصر.
قلت إن الانقلاب قد يحدث قريبا.. فمتى تحديدا
قد يحدث؟ هل خلال أسابيع أم شهور؟
أنا لست محللا استخباراتيا وليس عندي خطة
محددة أتكلم عنها في الوقت الحالي، ولكني كناشط حقوقي ورئيس منظمة حقوقية لها
ثقلها في العمل الحقوقي الفرنسي، فأنا أقرأ معكم ما يحدث في المنطقة من واقع اطلاعي
على المناخ السياسي الغربي، وما يحدث في المنطقة العربية وانعكاساته على العمليات
الحقوقية. ثم إنه ليس من الحكمة أو المصلحة العامة أن أفشي أخبارا قد تضر بأي عمل
يراه البعض حيويا ولصالح التغيير السلمي في مصر.
وأقول لكم، إن التعويل على انقلاب عسكري يطيح
بالسيسي هو شيء أكيد في دوائر العمل السياسي الغربي، ولا يعتقد الكثيرون من الخبراء
أنه سوف يتأخر عن هذا العام. ولكن الذي يحدد حقيقته هو: هل يستطيع السيسي اكتشاف
التحركات المطالبة بالتغيير واعتقال وقتل وتغييب المخططين لها؟ أم سوف يكون لهم من
الحنكة وخفة الحركة والغطاء الشعبي والسياسي أن يتحركوا دون أن يكشفهم الانقلاب
وأعوانه.
ولربما تقوم مخابرات الإمارات بالتسرب إلى
بعض تلك الخلايا النشطة وتمكين السيسي منها، كما كانت تفعل تلك القوى المناهضة
لطموحات الشعوب مع قادة الثورة السورية واغتيالهم جميعا لضمان استمرار بشار الأسد
في الحكم. هذا قد يكون عامل الفشل الأقوى والأكثر تأثيرا في سير أي عملية مناهضة
للسيسي.
ولذا، يرى الكثير من المحللين والحقوقيين
كشف الغطاء والدعم الدولي عن عصابة عيال زايد وفضح مخططاتهم المدمرة لطموحات
الإنسان العربي، وكذلك مصالح القوى الغربية في منطقة الشرق الأوسط. صحيح أن الكثير
من تلك القوى تستفيد من استمرار الصراعات في المنطقة وإداراتها، ولكن الإنسان
الغربي بات مُؤرقا من هذه السيول من الدماء، ولا ننسى كيف كان التضامن والتلاحم مع
شهداء العملية الإرهابية في نيوزيلاندا وما كشفته عن حقيقة إحساس الإنسان الغربي
بقضايا المسلمين، وما يلاقونه من اضطهاد في أنحاء متفرقة من العالم.
ثم لا تقلل من التململ العام في مختلف طبقات
البنية التحتية للانقلاب ومن ساعده في الاستمرار كل هذه الفترة، الذي يعطيك مؤشرا
قويا على قرب التخلص من السيسي سواء عن طريق عملية خاطفة يقوم بها الجيش، أو ربما
يكذب الشعب المصري كل توقعاتنا ويهب بانتفاضة شعبية عارمة تكسر حاجز الخوف، كما صار
في الجزائر.
من كان يتوقع أن يقوم الشعب الجزائري من
سباته العميق الذي أدخله فيه الجيش بعد عمليات دامية دامت لعقود، قمع فيها الحريات
وقضى على كل القيادات السياسية الإسلامية؟ فإذا قدر الشعب الجزائري وجيل
متطلع من الشباب على كسر قبضة المؤسسة العسكرية هناك، فأنا أعتقد بأن الشعب المصري
والمناهضين لانقلاب مصر يتعلمون من هذا الدرس. فإن كنتم تحكمون بالفشل على توقعات
الانقلاب العسكري المحتمل أو ترونه غير قريب، فإنه قد لا يكون بعيدا تحرك الشعب
نفسه وقد حسبه الجميع قد مات أو راح في غيبوبة البحث عن لقمة العيش.
هناك من يرى حديثك بمنزلة محاولة احتواء
وتبريد للحراك الثوري الاحتجاجي الذي بدأ يحدث داخل مصر.. ما ردكم؟
بالتأكيد ليس هذا المقصود من كلامي. السيسي
قلق من فقده الدعم القوي الذي أعطاه له الغرب والأنظمة الاستبدادية في المنطقة.
وكذلك هو يتخوف من قيادات المنظومة العسكرية.
والولاء للمنظومة العسكرية في مصر هو فقط
لمصلحتها الخاصة، وهم يرون أن السيسي بات يشكل الآن خطرا على مصالحهم ومحافظهم
الشخصية.
ولذا، فإن القراءة في وشوك وقوع انقلاب على
السيسي من داخل المؤسسة العسكرية هو ليس لأنهم فقط يرونه غير جدي وغير متمالك
لقواه العقلية، ولكن لأنهم يخافون على مقدراتهم وأرباح مشاريعهم المتغلغلة في
الاقتصاد المصري. أضف إلى هذا، الثمن الثقيل الذي تدفعه مصر من دماء المغيبين
والمعتقلين، الذين يُنفذ فيهم أحكام إعدام جائرة.
العمل الحقوقي في مصر والعالم هو وراء غسل
الغرب يده من السيسي ونظامه. لا أكشف سرا إن قلت لكم إن الغرب قد تخلى بالفعل عن
السيسي وهم ينتظرون تغييرا من داخل المؤسسة العسكرية، لأنه الأقوى والأضمن لمصالحهم
في مصر. وإن لم يكن هذا، فبما تفسرون تهافت الممثلين والإعلاميين المصريين الداعمين
للانقلاب على دوائر صنع القرار في الغرب، والشكوى منه ومن ظلمه لهم، إن علموا أن
سيدهم الانقلابي ما زال هو الطفل المدلل في تلك الدوائر القيادية الغربية؟
في أحد لقاءاته التوعوية قال السيسي لأتباعه، إنه عليهم ألا يجعلوا الأفكار تتسلل بينهم. لماذا؟ لأن الأفكار والشعارات
الملتهبة تكون هي وقود الثورات والعمل التحولي الجاد، ولأننا ما علمنا أن الصفارة
تحمل فكرة يخاف منها مستبد. الفكرة والعمل الإسلامي المستنير يراهما الكثيرون على
أنهما أساس العمل والفكر الإسلامي العنيف، الذي قد يقود إلى حركات انقلابية مسلحة، مما حذا بأصحاب الفكر والقلم أن يوجهوا الشباب إلى وسائل احتجاجية ذات طابع سلمي، يرسم لها صورة أجمل في عيون المجتمع الغربي، وقد تزيد من التعاطف مع قضايا المنطقة
في وجه الاستبداد والقمع للأنظمة الحاكمة.
أعتقد أنه حان الوقت، إن كان الشارع المصري
يبحث عن تغيير لحالة الفساد والاستبداد والرجوع إلى شرعية الصندوق، أن ينظروا إلى
ما يحدث في الجزائر والتيقن أن التغيير يحدث عندما يضع الناس جميعهم أرواحهم على
أكفهم وينزلون إلى الشوارع. وهذه أسمى صور العمل السلمي المجتمعي. وقتها يعلم
المستبد أنه لن يستطيع أن يبيد شعبه الذي خرج كله إلى الشوارع منددا بطغيانه، وأن
العالم أجمع يراقب تعامله مع هذه الجموع.
لكن أن تقول إن الصفير والكتابة على العملات
سيغير الاستبداد، فهذا بمنزلة الدعابة والعبث، كما يعتقده المحللون الجادون. لا
تعارض بين العمل الاحتجاجي والحقوقي السلمي والفكرة الهادفة التي يمكن مناقشتها
والتفاعل معها، وهذه الأشياء هي ما يخيف السيسي ونظامه الانقلابي وداعميه.
ودعني أقول إني لا أروج لانقلاب عسكري تقوم
به المؤسسة العسكرية، ولكن ربما يكون كلامي هذا بمنزلة تنبيه للمعارضة ومناهضي
الانقلاب في مصر أن يتحركوا لأخذ زمام الأمور بيدهم، وبشكل سلمي يراقبه حقوقيون
ومفكرون، كي لا يخرج الأمر من يدهم ويد السيسي إلى رجل آخر، قد يكون في نظر الغرب
أقرب إلى تحقيق مصالحهم من معارضة فاشلة ونظام انقلابي دموي، يؤسس لإمبراطورية
سيساوية تطيح بكل من دعموه ويقوض مصالحهم.
البعض يقول كيف يتسق كلامك هذا، في حين أن
السيسي يتلقى دعما غربيا غير مسبوق، ممثلا في القمة العربية الأوروبية التي عُقدت
مؤخرا، واتفاقات التعاون الأمني والعسكري، وأخيرا دعوته للمشاركة كضيف في قمة
الدول السبع الصناعية الكبرى في فرنسا؟
تطرقت مسبقا إلى هذه الأصوات المشككة، التي
تقول إن السيسي هو رجل الغرب القوي. أنا ما زلت أصر على أنه ليس إلا الرجل الفاشل، الذي يشتري الطماطم الفاسدة لأنه يعلم أن الغربي يهمه حقوق الإنسان، وإن كان هناك
من يحمي مصالحه بقتل أهله واعتقال الكفاءات في بلده، فهذا لا يجعله الشريك المثالي
ولا الرجل الذي تدعوه إلى وليمة عشاء عيد الميلاد، وتجلس معه أمام المدفئة ليحكي لأطفالك
عن مغامراته الدامية في ميادين مصر.
إن هذه المناسبات التي يقيمها السيسي ويدعى
إليها، هي مهرجانات عبثية مدفوعة الثمن. هناك من له مصالح ويريد حماية كرسيه. وأعني
بالتحديد ولي عهد السعودية وشريكه ولي عهد أبو ظبي. هم ما زالوا يرون في السيسي
الحائط الذي يحميهم من موجة ثورية في بلادهم، تطيح بكراسيهم وحكم أسرهم التي تقمع
الشعوب في الخليج، وتحاصر دولة شقيقة لهم هي قطر، بينما يفرطون بثوابت شعوب المنطقة.
أنا لا أبالغ عندما أؤكد لكم أن السيسي بات
ورقة محروقة بالنسبة لصانع القرار في الغرب، ولذا ترى الشخصيات العامة تنادي من خلف
أسوار السيسي على العقلاء في المؤسسة العسكرية ليقدموا البديل. السيسي يعلم أن
الغرب لن يتدخل بشكل مباشر، كما يفعل في فنزويلا، ولذا، هو يسجن ويتخلص من الشخصيات
القوية كي لا يكون أمام الغرب البديل، سوى ذلكم الرجل الفاشل الذي يحضر لتخليصهم
من الطماطم الفاسدة وزيادة أرباحهم في المنطقة.
لهذا، فإن السيسي ما زال يُقدّم نفسه على
أنه المخلص، الذي سوف يحمي أوروبا من الخطر الإسلامي والموجات المتتابعة من
الهجرة غير الشرعية على أوروبا. وقد بدأت أوروبا وصناع القرار في الغرب يرون الشر المحدق بهم
في تصريحات السيسي، المناهضة لما يروج له على أنه الإرهاب الإسلامي. وكانت ردة
الفعل قوية بعد المذبحة الإرهابية في نيوزيلاندا، التي راح ضحيتها العديد من
المسلمين الأبرياء في أثناء أدائهم لشعائرهم الدينية السلمية. هذه العملية عزاها
الكثيرون من المحللين إلى التصريحات التحريضية العنيفة التي ما انفك السيسي وابن
سلمان وعيال زايد يقدمونها في الغرب، وصارت تتلقفها الجماعات الإرهابية اليمينية في
العالم لتبرر قتل وإرهاب المسلمين الأبرياء.
إن الدوائر السياسية الغربية لا تريد أن
تتحول المظلة الممنوحة للسيسي ونظامه إلى فيضانات من الدماء في بلدانها؛ لذا رأينا
أن مقالات وندوات تخرج اليوم تتهم الأنظمة العربية السلطوية بالعداء للإسلام
والتحريض عليه، وأهمها المقال التحليلي لمجلة الفورين بولسي الأمريكية، التي تشير
بكل وضوح للأعمال والأقوال التحريضية الإجرامية التي تضعها النظم العربية ضد
الإسلام. فهي تقول إن كانت الأعمال التحريضية ليست هي التي قتلت المسلمين في
نيوزيلاندا، فلا شك أنها رأس الحربة المحرك للإسلاموفوبيا والعداء للإسلام في الغرب.
وهذا يعطيك الدليل على أن الرجل الذي يحضر
لشراء الطماطم الفاسدة لن يجد الكثيرين ممن كانوا يبيعونها له، لأن أمواله التي
يعطيها لهم مقابل هذه البضاعة الفاسدة قد تتحول إلى سيول دماء في بلدانهم الغربية
الأمنة، وهم لا يريدون هذه الاضطرابات. ولذا، صار السيسي إنسانا غير مرغوب فيه، وتحريضه على الإسلام والمصليين، صار حديثا مرفوضا.
هل أنت قريب من دوائر صنع القرار في فرنسا أو
الغرب كي تطلع على مثل هذه المعلومات الحساسة؟
أنا لا أعتقد أن قربي أو بعدي عن دوائر صنع
القرار في فرنسا والغرب هو محل حوارنا هنا، وهو ليس بمؤشر على الحقائق على الأرض
في مصر والعالم العربي. هناك في مصر كارثة حقوقية إنسانية تتمثل في ستين ألفا من
الرجال والنساء المعتقلين دون جريمة أو تهمة. وهناك العشرات الذين تم إعدامهم
وغيرهم ينتظر وهناك العشرات من المسلمين الأمنين في مساجدهم في البلدان الغربية، الذين
يقتلهم التحريض المستمر والعنف المتعمد ضد الإسلام والمسلمين من قبل هذه النظم
السلطوية العربية الطامحة للسلطة واستعباد شعوبها.
هناك التغول المقيت للسيسي على مؤسسة أمسكت
لعقود عديدة بمقاليد البلاد، وكانت ترى نفسها شريكا في الحكم، بينما السيسي يراها
اليوم مزرعته الخاصة وراح يقلم أظفار قادتها كي لا يقاوموه عندما يقرر نقل مقاليد
الحكم لابنه، الذي صار الحاكم العسكري الفعلي لمصر من خلال إدارته لجهاز المخابرات
المصرية.
المنطقة العربية تغلي والشعوب في الجزائر
والسودان تعطيكم المؤشر الأصدق على مدى تململها من القمع والاستبداد، ومن ثم غليان هذه الشعوب ينعكس على دوائر صناعة القرار في الغرب، وكذلك التحريض العنيف ضد
الشعوب، وخاصة إن لقي صدى له في الدوائر اليمينية المتطرفة. رأيتم كيف دفع المحركون
لكرسي بوتفليقة لإبقائه في الحكم، ولو حتى من خلال التلاعب بمشاعر الجماهير.
حسنا.
أنتم لا تريدون التمديد له لعهدة خامسة؟ سوف يخرج عليكم الرئيس ويقول إنه لم ينو
الترشح وإن كان لا ينوي المغادرة، بإرادته، في أي وقت قريب.
لذا، عندما أقرأ معكم أنا الحقوقي هذه
الوقائع والحقائق في مصر والعالم العربي، والمضرجة بدماء الأبرياء في الداخل
والخارج وقد بدأ يفهمها الناخب الغربي المسيحي، فإني أفكر معكم وآمل من الإنسان
العربي البسيط أن يقرر لنفسه؛ هل تريدون أن يستبدل حكامكم من لهم مصالح وهامش ربحي
في مصيركم؟ أما آن الأوان أن تستعيدوا حراككم الشارعي والثوري، وربما تجعلون من
الحراك الجزائري نقطة تحول تدفع السيسي ومن خلفه إلى احترامكم وإرجاع حقوقكم إليكم، إن كنتم ترون أنكم لن تستطيعوا أن تنتزعوها منهم انتزاعا.
وهذا ليس تصريحا مني يفهم على أنه تحريض على
أي عمل قد يضاعف معاناة الشعوب المضطهدة في المنطقة، ولكنه الضامن الحقوقي الأوحد
والمنقذ لسلسلة طويلة من الأبرياء على قوائم الإعدامات في مصر والسعودية، الذين
باتت الدعاية المغرضة والعنيفة المعادية للإسلام والمسلمين تروجها في الغرب نفسه
من قبل الأبواق السلطوية العربية.
ألا تعتقد أن السيسي ونظامه حينما يطلعون على
تصريحاتكم سيأخذون حذرهم، وسيعملون على إجهاض أي مخطط كهذا سريعا؟ وألا يعد ذلك
رسالة تحذير وتنبيه للسيسي من أي تمرد عسكري؟
كحقوقي غربي، أنا لا يعنيني ما يعتقده
السيسي، وأنا لا أقوم بإطلاق رسائل التحذير له. السيسي رجل غدر برئيسه وانقلب على
إرادة شعبه، واعتقل الآلاف من الأبرياء، وتخلص من العديد ليثبت ولاءه لقوى خارجية.
ليس هذا فقط، ولكن السيسي قام بالتحريض العنيف ضد الأقليات المسلمة في الغرب، التي كان نتيجتها المباشرة قتل العديد من المسلمين في مسجدهم بشكل وحشي في
نيوزيلاندا، وكل الذين تطرقوا بالتحليل إلى هذا العمل الإرهابي، ألقوا بهذه الدماء
الطاهرة على عنق السيسي ومحمد بن سلمان وابن زايد وتصريحاتهم المعادية
للإسلام.
ولذا، سوف تجد السيسي دائم الحذر ممن حوله
وتراه وسط قيادات جيشه يحيط نفسه بحراسات خاصة، معلوم أن الإمارات توفرها له وولاء
قوات هذه الحراسات الخاصة ليس لحكومة مصر ولا لشعبها، وإنما تعمل فقط مقابل أجر
معلوم للحفاظ على حياة السيسي، طالما دفع الداعمون في الإمارات لهذه القوات
الخارجية.
ولا أعتقد أن ما أقدمه من معلومات وتصريحات
المقصود منه توجيه تحذير لنظام السيسي ليتفادى انقلابا بات وشيكا عليه. ولا أعتقد
أن أي معلومات قد ذكرتها سواء بتصريح أو تلميح، هي لتحذير من لا ينام الليل من خوفه
المستمر من مثل هذه الانقلابات. وبعدما ينتهي هذا الانقلاب الدموي سوف يكشف
الباحثون والتاريخ عن المحاولات المستمرة والمتكررة للتخلص من هذا النظام، مثلما
كان يحدث مع نظام الرئيس عبد الناصر وكشفتها الوثائق لاحقا.
وأنا تحدثت بالتحديد عن رغبة القوى الغربية
وحتى المحلية الداعمة للانقلاب في مصر للتخلص من تصرفاته التي باتت تمثل عبئا
ثقيلا على داعميه، بينما هو يجلس يقهقه ملء شدقيه وكأنه في مسرحية هزلية. ترون هذا في تتابع فرار الممثلين الداعمين للانقلاب بعد
فضحهم بأفلام جنسية صارخة أو التضييق على نشاطاتهم الإبداعية، مما يعطيك مؤشرا على
خطورة السيسي على كل من حوله سواء كانوا من الجيش أو الطبقة الإعلامية الفاسدة
التي شكلت لانقلابه غطاء دعائيا فجا.
وربما
كان المقصد من رسالتي، إن كان هناك لزوم للمقاصد، هو محاولة إيقاظ ضمير السيسي
والمحيطين به. فأنا أقول له بطريق غير مباشرة لا تجعل تهافتك على خدمة أصحاب
الكراسي في المنطقة ينسيك نفسك، فأنت كقائد انقلاب قد عرضت حياة الكثيرين للخطر، ولا شك أن الدائرة سوف تكون عليك، وهناك ما يسمى بالكارما، وهي لا تخطئ، ومن ظلم
الآخرين فإنه سوف يكون دائما مُطاردا بلعنة هؤلاء ودمائهم.
وقد يكون كلامي هذا رسالة إلى ضمير السيسي
أن استيقظ وأعد الحقوق إلى أهلها وأفرج عن المعتقلين وقدّم مصلحة بلدك على مصالحك
الشخصية، التي قد يعلم أو ينكر أمام نفسه أنها مجرد خدمات يقدمها لأناس لن يترددوا
في التخلي عنه، إن صار ورقة محروقة أو ذا تكلفة عالية بالنسبة لهم. وكمنظمات حقوقية
نقول له إننا لن نتوقف عن كشف جرائمه وتحريضه العنيف ضد شعبه في الداخل والخارج
للمجتمع الدولي، والتقدم بالدعاوى ضده في المحاكم الدولية إن أمكن ذلك.
وهي أيضا رسالة ضمنية للمعارضين بأطيافهم
ومناهضي الانقلاب، أن يفكروا في مصير وطنهم وليس فقط مكاسبهم الشخصية، وكي يتركوا
الخلافات الشخصية والحزبية جانبا ليكون قرارهم في يدهم، ولا يفرضه عليهم قائد
الانقلاب أو من يدعمونه.
أنا شخصيا لا أعلم لما يتوجب على كلامي أن
يوضع في صورة تحذير أو يُضاف عليه الصبغة السياسية، فأنا فقط أقرأ معكم الحقائق على
الأرض بعيون حقوقية، كل همها التأكد من أن المطامع والمصالح السياسية في المنطقة، لا
يدفع ثمنها الأبرياء في سجون الانقلاب، أو الحقوقيون الذين ينتظرون الإعدامات في
سجون الخليج، إذا صمت الغرب عن الأهوال والتجاوزات التي يجرها الانقلاب وقائده على
المعتقلين وعائلاتهم في مصر.
ودعنا نضيف أنه لا يجب على الأقليات المسلمة
في الغرب أن تدفع ثمن التحريضات العنيفة ضد الإسلام والمسلمين، التي يطلقها
السيسي وابن سلمان وعيال زايد، والتي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء في
نيوزيلاندا، وقد تتكرر مثل هذه المجازر الإرهابية بسبب مطامع إجرامية عند السيسي
وداعميه.
البعض يقول إن أهم عنصر في أي انقلاب عسكري هو
المفاجأة، وأي انقلاب يفقد عنصر المفاجأة حتما سيفشل.. فكيف ترى غياب عنصر
المفاجأة بعد هذه التصريحات؟
ما أطرحه هو قراءة لواقع يطالعه ويتابعه
الجميع في مصر والمنطقة العربية والعالم. أنا لا أملك أي معلومات استخباراتية أو
استراتيجية قد تؤثر على أي مجموعة أو صاحب قرار في مصر.
ولست أنا وحدي الحقوقي الغربي أو المحلل
السياسي الوحيد الذي يتكلم بهذه الحقائق. بقراءة بسيطة للتقارير اليومية التي تخرج
من دوائر صنع القرار في الغرب، والتي تُنشر بشكل علني سوف تخبرك أن الغرب،
والعالم، متململ من السيسي ومحمد بن سلمان ومحركه ابن زايد، وأنهم لا يرون فيهم
شريكا حقيقيا في المنطقة العربية. انظر إلى رداءة الاستقبالات التي حظي بها الأمير
الشاب قاتل جمال خاشقجي في الباكستان وغيرها، ورغم محاولته شراء صور دعائية مع
زعماء دوليين، لكن جهوده لم تفلح.
تصريحاتي هذه ومقابلتي معكم هي صرخة حقوقية
كي توقظ الجميع، بما فيهم الناخب المسيحي الفرنسي ليضغط على صانع القرار في فرنسا
والغرب وكذلك الشعوب العربية، أن يدعموا الضعفاء والمعتقلين، ويحموا الأقليات
المسلمة في بلادهم من جرائر التحريضات العنيفة التي يطلقها السيسي ضد المسلمين، وتلتقطها الجماعات اليمينية المتطرفة ويذهب ضحيتها أطفال ونساء وشيوخ أبرياء.
وأنا لست رجلا سياسيا، وإن كنت مقربا من بعض
السياسيين، ولكني أكرس كل قواي ومواردي للدفاع عن المظلومين، ولن أقتصر جهدا
للتوعية والتنبيه إلى ضرورة التغيير السلمي والأخلاقي في المنطقة العربية، بشكل
يقدم للإنسان العربي ما يحلم به من حرية وعدالة وكرامة وأمان تضمنها جميع الدساتير
الدولية، وتدافع عنها منظمات حقوق الإنسان.
ومن خلال كلامي معكم، أنا أتمنى أن أجد في كل
من يقرأ كلامي هذا شركاء في التغيير السلمي، ولو مجرد تغيير النظرة إلى الحقوق
والواجبات التي على الجميع تقديمها والتحلي بها. أنتم المواطنون العرب لا تحتاجون
حقوقي غربي مثلي ليقول لكم: هبوا للدفاع عن الضعفاء بينكم، وقدموا الحلول لأنفسكم
قبل أن تُفرض عليكم، ولا يكون لكم وقتها مكان على طاولة التحاور والمفاوضات.
بوضوح.. ما هي طبيعة الدعم الغربي الذي قد
يقدم لمحاولة الانقلاب على السيسي؟
أنا لا أملك مثل هذه المعلومات ولا أروج
لدعم غربي لأي انقلاب، ولا أتمنى أن تستمر المنطقة العربية ومصر في دوامة انقلابات
يديرها الغرب وأصحاب المصالح الخليجية. ربما تكون قراءتي هذه معكم هي بمنزلة
الرجاء من أصحاب القرار والمصير المشترك في المنطقة من شعوب، تظن أنه حُكم عليها
البقاء تحت أقدام الانقلابات، فيصنعوا لأنفسهم قرارهم الخاص ويقدموه كحلول لا
اختيار لغيرها لكل من يريد التعامل معهم.
وأنا كحقوقي غربي، أهتم بأوضاع المعتقلين
والمغتصبات والمغيبين قسريا في مصر، وأخيرا بدأنا ننظر إلى الأقليات المسلمة في
الغرب على أنها ضحايا لتحريض عنيف يشنه السيسي وعصابته وداعموه ضد الإسلام
والمسلمين، بهدف كسب دعم المجتمع المسيحي الذي اكتشف أنه لا يريد أن يكون شريكا في
دماء الأبرياء من المسلمين المقيمين بينهم، وأتمنى من الجميع سواء في بلادنا أو في
مصر والمنطقة العربية، أن يراعوا حساسية أحوال هؤلاء المعتقلين وأسرهم، ويضعوا
مصالحهم جميعا جانبا، فإن التاريخ لن يرحم من يبني مجدا مزيفا بدماء الأبرياء.
اقرأ أيضا: فرانسوا دوروش: أنظمة العرب تدفع للغرب ثمن بقائها في الحكم
عصام حجي لـ"عربي21": أدعو لحوار مصري يرعاه الأكاديميون
دوروش لـ"عربي21": انقلاب عسكري محتمل على السيسي قريبا
برلماني سابق يكشف أسباب كوراث القطارات وقطاع النقل بمصر