بعد انقطاع 13 سنة هل يستأنف المغرب وإسرائيل الرحلات الجوية؟

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية ومغربية عن اقتراب استئناف الرحلات السياحية بين إسرائيل والمغرب بعد انقطاع دام 13 عاما، وذلك عبر خطوط جوية غير مباشرة ستربط تل أبيب بكل من الدار البيضاء ومراكش المغربيتين.

وشكك مناهضون للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي في صحة الخبر، وقالوا إن "الإعلام الصهيوني مشهود له بالكذب واختلاق الشائعات".

ومن المنتظر أن تطلق وكالة الأسفار الإسرائيلية "فلايين كاربت" خطوط سفر للمسافرين من تل أبيب إلى مراكش (جنوبا) والدارالبيضاء (وسط البلاد) ابتداء من 3 أيار/ مايو المقبل، لمدة شهرين مع إمكانية تمديد العروض.

وستعمل شركة الطيران الإيطالية "نيوس" على إدارة هذه الرحلات، التي ستعرف توقفا قصيرا في جزيرة صقلية قبل أن يستأنف المسافرون رحلتهم إلى المغرب، وذلك لعدم وجود خط مباشر يربط إسرائيل بالمغرب.

وشكك منسق "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، خالد السفياني، في صحة الخبر، وقال في تصريح لـ"عربي21"، إنه "لا يجب أن نصدق أي خبر تنشره وسائل الإعلام الصهيونية".

وأضاف: "في حال كان الخبر صحيحا، وأتمنى أن لا يكون كذلك، فإننا في مجموعة العمل الوطنية سنشجبه بشدة وسنعمل كل ما بوسعنا حتى لا يتم هذا الأمر، وسننتصر إن شاء الله".

ودعا السفياني وسائل الإعلام المغربية إلى عدم نقل الأخبار التي ترد من المنابر الإسرائيلية، وقال: "أطلب من وسائل الإعلام المغربية أن تتحرى صحة الأخبار إن كانت تنقلها عن منابر إعلام صهيونية حتى لا تصبح بدورها وسيلة للتطبيع مع التطبيع، لأن المراد أن يتم نقل مثل هذه الأخبار حتى تصبح أمرا عاديا لدى عموم الناس".

من جهته، قال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، إنه "يجب التحقق من صحة الخبر، لأن وسائل الإعلام الصهيونية بالتجربة كثيرا ما تنشر الأضاليل"، وأضاف: "وإذا صح الخبر فنحن كما فعلنا دائما ندين العمل ونطالب بفتح تحقيق فيه، ونحمل المسؤولية للجهات المسؤولة عن هذا القطاع".

واعتبر ويحمان، في تصريح لـ"عربي21"، أن "أي تعاطٍ مع الكيان الصهيوني على أي مستوى هو تطبيع وبالتالي فهو خيانة واستفزاز لمشاعر المغاربة الذين نظموا مسيرات وعبروا في كل المناسبات عن رفضهم للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب، ونفس الشأن بالنسبة للأحزاب السياسية التي تتضمن برامجها اعتبار الكيان الصهيوني كيان احتلال والتعامل معه خيانة، واعتبروا القضية الفلسطينية قضية وطنية".

وأكد رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أن "هذا النوع من العلاقات هو مدان من طرف الشعب، ويتحمل المسؤولون الذين في مواقعهم مسؤوليتهم إزاء الشعب، والتاريخ يسجل ولا يرحم أحدا".

وعرفت الرحلات بين إسرائيل والمغرب في السابق حركة دؤوبة، إلا أنها توقفت بعد اندلاع الانتفاضة الثانية وتدهور العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب والذي أدى إلى غلق مكتب الارتباط الإسرائيلي بالمغرب.

وتكلف الرحلة التي ستدوم سبع ساعات، وتربط ما بين تل أبيب ومراكش أو الدار البيضاء 600 دولار على الأقل.

ويعرف المغرب بشكل منتظم زيارة الآلاف من اليهود المغاربة المنتشرين في أنحاء العالم وخاصة في إسرائيل، للسياحة ولحضور احتفالاتهم الدينية التي تنظم بعدد من المدن المغربية، في رحلات غير مباشرة تتوقف غالبا في مطارات أوروبية قبل أن تستأنف رحلتها نحو المملكة.