سياسة عربية

محسوب: تفاصيل عرض السيسي للإخوان قبل الانقلاب بساعات

شغل محسوب منصب نائب رئيس حزب الوسط - أرشيفية
شغل محسوب منصب نائب رئيس حزب الوسط - أرشيفية
كشف وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية في وزارة هشام قنديل، محمد محسوب، تفاصيل اجتماع ضم رئيس حزب الحرية والعدالة محمد سعد الكتاتني وبعض ممثلي الأحزاب المصرية، وذلك قبل ساعات من الانقلاب العسكري الذي جرى في 3 تموز/ يوليو 2013.

وقال محسوب " – في تدوينة له على "فيسبوك" السبت - إن "الكتاتني" عرض لبعض ممثلي الأحزاب ما عرضه عليهم الجنرال (عبد الفتاح السيسي) يوم 2 تموز/ يوليو، لافتا إلى أن العرض تضمن تنحي الرئيس مرسي وعودته لبيته معززا مكرما بمخصصات رئيس جمهورية، والمشاركة في حكومة بعدد من الوزراء، وعدم المساس بالجماعة أو بحزبها.

وأضاف: "طلب الرجل (الكتاتني) رأينا، فقلنا له جميعا إن هذا عرض مقدم لكم، وأنتم من يتحمل تبعات القبول أو الرفض أمام الشعب والتاريخ، وقال الكتاتني إنهم انتهوا إلى رفض الصفقة، لأنهم لا يقبلون تسليم السلطة لانقلاب عسكري، فشكرناه وذكرنا أن موقفنا سيكون رفضا لما يجري لإدراكنا أنه لا يستهدف فصيلا، بل كل الشعب وكل مطالبه، خصوصا التحول الديموقراطي ومكافحة الفساد".

واستطرد قائلا: "ذكر الدكتور الكتاتني استعداد الرئيس (مرسي) للدعوة لانتخابات مبكرة، لكن الجنرال (السيسي) يشترط أن تجرى خلال 15 يوما، وهو ما يعني فراغا في السلطة الذي لن يشغله سوى الجنرال نفسه، وسيتحكم في نتائج أي انتخابات تجرى في ظل سيطرته".

وتابع : "وكان رأي الرئيس أن تأتي الانتخابات الرئاسية بعد البرلمانية مباشرة، بحيث تجرى الانتخابات الرئاسية في ظل حكومة منحها البرلمان الثقة، وبرلمان اختاره الشعب، وأن ذلك لا يحتاج لأكثر من ثلاثة أشهر".

وأردف: "عرضنا وجهة نظرنا في وجوب إعلان ذلك للشعب ضمن مبادرة تشمل حلولا لكثير من المشكلات، منها حل الخلاف على بعض مواد الدستور بتشكيل لجنة من القوى كافة تحدد نقاط الخلاف وطريقة حلها، والدعوة لحوار وطني، وتشكيل حكومة ائتلافية خلال أيام، وإعادة النظر في تعيينات المحافظين، بحيث تشمل أعدادا من شباب الثورة ورموز العمل السياسي المعارض، بالإضافة للانتخابات المبكرة بعيد أو حتى معاصرة للانتخابات البرلمانية".

وأكمل "محسوب" : "كان الغرض ألا تُترك السلطة السياسية شاغرة، لأن أي فراغ لن يملأه إلا من يملك قوة السلاح، إذا غاب من يمتلك قوة شرعية الإرادة الشعبية".

وقال: "خرج الرئيس في نهاية اليوم بخطابه الشهير، الذي رغم طوله تضمن خطة طريق معقولة، وإن كان لم يُكاشف الشعب بالدعوة مباشرة لانتخابات مبكرة لأسباب لا أعلمها، وربما أنه قدّر أن الجنرال ربما استغل ذلك لتبرير عزله بصورة قانونية، بزعم أنه لا يجب أن يكون حاضرا في أي انتخابات تجرى، ومن ثمّ الوصول لحالة الفراغ الدستوري التي يبحث عنها".

واستطرد قائلا: "فسحة من الوقت لعدة أيام كانت كفيلة بوضع تفصيل خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس، لكن قوى الانقلاب كانت متعجلة لجني ثمار ترتيباتها والاستفادة من الانقسام المجتمعي الذي كان قد وصل لذروته".

وأضاف: "ربما أحمل كثيرا من وجهات النظر بشأن الأداء السياسي للرئيس مرسي وحكومته، لكني لا أملك سوى أن أجدد ما قلته بشهادتي على العصر أن رفضه التماهي مع الانقلاب العسكري، هو ما حفظ روح الثورة وضيق الخناق على الجنرال وجعله منقلبا، وإلا لجاء رئيسا برضا عام، بل وربما استند – وهو ما سعى لأجله – على دعم الإخوان أنفسهم، وربما نكل بالمعارضين أولا (وما قضايا ك250 أمن دولة عليا إلا أمثلة لترتيبات التنكيل المستقبلي)، قبل أن ينتقل للتنكيل بالإخوان لاحقا عندما يستغني عن دعمهم".

وذكر  محسوب  أن "رفض الرئيس (مرسي) الاستجابة له (السيسي) ورفض الإخوان الدخول في تشكيل حكومته، هو ما جعله يُغير من استراتيجيته، فيبدأ التنكيل بداعمي الشرعية ثم الانتقال لمن عارضهم، فالنية كانت واضحة لكل ذي بصيرة ومبيتة لديه بأن يتخلص من كل ميراث ثورة يناير، ممن شارك فيها ومن رفع مطالبها ومن حلم بحلمها".

واستطرد قائلا: "بعد بيان الانقلاب بعدة أيام جرت دعوتي لحضور اللقاء مع من عُيّن رئيسا مؤقتا (عدلي منصور)، وإذ لم أستجب فقد حكى لي حامل الدعوة نفس ما حكاه الدكتور الكتاتني من أنهم عُرض عليهم الاستمرار مع حكومة الجنرال، لكنهم "تكبروا ورفضوا" - وفقا لتعبير الناقل- بينما ما رآه كبرا، رأيته موقفا وطنيا يستحق الإشادة، لأن التاريخ لا يرحم من وقف مع انقلاب أيا كانت مبرراته".

وتابع: "فلا أحد يذكر مبررات من يقف مع انقلاب، لكنه يذكر بالثناء من رفض مساندته، مهما كان قلقه وأرقه وخوفه لحظة الرفض، وهو ما شاهدته في ملامح الدكتور الكتاتني، بل ملامح كل من حضر اللقاء، ولا أستثني منهم نفسي، وهو ما شاهده كل الشعب في ملامح الرئيس في خطابه بنهاية اليوم، فلم تُخفِ كلماته الشجاعة قلقه البادي خلف كل كلمة".

وأكد "محسوب" أنه "حري بنا أن نرى الصورة كاملة، حتى لا يذهب بعيدا من ينتقل من خانة النقد إلى خانة التخوين، أو من خانة الاختلاف إلى تكريس الانقسام".

واختتم بقوله: "وحتى نتفرغ معا لبناء المستقبل الذي ينتظرنا جميعا لا فرادى ولا فِرقا، متجاوزين كل ما وقع فيه أي من أطراف الجماعة الوطنية من أخطاء في الاجتهاد، طالما لم يستطع أن يُحلق بعيدا عن ميدان الثورة فإنه يبقى شريكا فيها، سواء من رفض الانقلاب عند الصدمة الأولى أو من تبرأ منه لاحقا عندما تبين له".
التعليقات (3)
محمد ذكريا
الجمعة، 15-02-2019 12:55 ص
مقال محترم ومؤثر
تامر
الأحد، 03-07-2016 12:55 ص
مفيش مبرر لقائد حكم سنة كاملة ومعرفش يكون أسد لة انياب تأكل كل خاين وعميل ومنقلب ..اخر خطاب مرسى كان بيمجد فى الشرطة والجيش رغم علمة حسب التقرير بنيتهم السوداء الحاكم الدكر اللى بيفهم يعرف رؤوس الافاعى ويقطعها من اول شهرين مش يجرى وبروح يشحت من اللى يسوى ومايسواش ويسمحلهم بأنهم يلفوا الحبل حوالية ويوقعوة ويجى فى الأخر يعيط ويقول الحقونى وينادى بالشرعية ...الاتعلم يامرسى انك قتلت الشرعية بمجرد استغنائك ولو المؤقت عن القضية السورية وسفرك ايران الراعى الرسمى لمايحدث الان من خراب فى كل بلاد العالم الاسلامى اين القضية الفلسطينية ولاالسورية ولاالفقراء والمساكين فى مصر ..اليس السيسى جاء عن طريق مرسى وجماعتة للاسف وثقنا بك فكنت غير اهلا للثقة واتيت إلينا بذئب ومجموعة ضباع ينهشوننا ويقتلوننا بسببك وسبب غبائك انت وجماعتك يالبتنا مارشحناك وما انتخبناك..ولكن هذة سنة الله فى الارض ..لة الحكم والامر كلة ..لكى الله يامصر
الدسوقي
السبت، 02-07-2016 05:02 م
قال تعالى و قوله الحق عن فرعون موسى : ( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ).و لنابليون بونابرت مقولة عظيمة ذات دلالة كبيرة بالنسبة للإنقلاب الغادر و زعيمه المجرم :( إن الحراب صنعت لكل شيء إلا للجلوس عليها )، و يا جيش مصر بئس الجيش أنت !!!، و مع كل أحرار مصر و شرفائها ؛ نردد بملء أفواهنا و حناجرنا : يسقط يسقط حكم العسكر !!!.