سياسة عربية

السيسي في المخابرات العامة ليلا بحثا عن الثقة (فيديو)

الزيارة قبل أيام من حلول ذكرى ثورة 25 يناير - أرشيفية
الزيارة قبل أيام من حلول ذكرى ثورة 25 يناير - أرشيفية
قام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بزيارة مفاجئة إلى مقر المخابرات العامة المصرية، مساء الثلاثاء، هي الثالثة له إلى الجهاز خلال عام واحد، وأرجعها مسؤول مخابراتي سابق إلى رغبة السيسي في تجديد الثقة في قادة الجهاز، فيما ذكرت الرئاسة المصرية، وإعلامي مقرب من السيسي، أنها من أجل الحصول على تقديرات الجهاز في ما يتعلق بقضايا وتحديات تواجه "مصر"، في الوقت الراهن.

وقال مراقبون إن الزيارة تأتي قبل أيام قليلة من حلول الذكرى الخامسة لإحياء ثورة 25 كانون الثاني/ يناير، التي تتخوف الأجهزة الأمنية والمخابراتية من خروج مظاهرات حاشدة فيها ضد نظام السيسي، ودعا السيسي المصريين إلى عدم المشاركة فيها، مهددا إياهم بمصير سوريا والعراق.

وأضافوا أن الزيارة تأتي أيضا بعد أيام من إصدار السيسي قرارا جمهوريا بإحالة 11 من وكلاء جهاز المخابرات العامة إلى التقاعد، "بناء على طلبهم"، بخلاف وكيل آخر لحالته الصحية، ما يصل بعدد المتقاعدين والمنقولين من الجهاز للعمل بأجهزة أخرى إلى قرابة 67 ضابطا وعاملا بالجهاز، منذ انقلاب السيسي.

وتأتي الزيارة في أعقاب فضيحة فجرها عضو الحملة الرئاسية السابق السيسي، حازم عبد العظيم، وكشف فيها قيام المخابرات العامة بتشكيل البرلمان المزمع، عبر تحكمه في القوائم والأحزاب خلال الانتخابات، وهو ما جعل المتحدث السابق باسم حزب "الدستور"، خالد داود، يصف الفضيحة بأنها أسوأ من "فضيحة ووترغيت".

وتأتي الزيارة كذلك متواكبة مع زخم يشهده ملف إنشاء سد النهضة الإثيوبي، والإخفاق المخابراتي الواضح في رصد تطورات قيام إثيوبيا باتخاذ إجراءات بدء تشغيل السد من خلال 16 بوابة، وليس ثلاث بوابات، حسبما أبلغت مصر والسودان في الاجتماع الأخير بالخرطوم، بل وبدء إثيوبيا فعليا في تخزين المياه خلف جزء من السد.

تقديرات موقف للتعامل الاستراتيجي

والأمر هكذا، قال بيان أصدرته رئاسة الجمهورية، ونشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، إن السيسي عقد اجتماعا مساء الثلاثاء مع رئيس جهاز المخابرات العامة، بحضور قياداته وأعضائه.

وأضاف البيان أنه تمت خلال الاجتماع مناقشة أهم التحديات التي تواجه مصر في المرحلة الحالية، والتطورات المختلفة التي تشهدها المنطقة، وانعكاساتها على الأمن القومي المصري.

وتابعت الرئاسة في بيانها، بأن السيسي اِستمع إلى عدد من تقديرات الموقف بالنسبة للتعامل الاستراتيجي مع التحديات المختلفة، ووجه باستمرار العمل باجتهاد وتفان، لحماية مصر من المخاطر التي تحيق بها، مشيدا بالجهود الدؤوبة التي يبذلها رجال المخابرات العامة، وفق البيان.

رسالة لتجديد الثقة بالقيادات

وتعليقا على الزيارة، قال وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، وعضو مجلس النواب، حاتم باشات، إن زيارة السيسي لمقر المخابرات المصرية جاءت لتقويم الأوضاع الاستراتيجية والأمنية، وكرسالة لتجديد الثقة في القيادات الحالية.

وادعى - في لقائه ببرنامج "ساعة من مصر"، على فضائية " الغد العربي"، مساء الثلاثاء - "باشات" أن المخابرات المصرية تفوقت على نظيرتها التركية والإيرانية، وأن وضع الجهاز في الإقليم يجعله يتنافس مع "الموساد" الإسرائيلي رأسا برأس.

ويعتزم السيسي زيارة إثيوبيا في أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الجاري من أجل حضور القمة الأفريقية في أديس أبابا.

وكان قد اصطحب معه في زيارته الماضية إليها في شهر آذار/ مارس الماضي، رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء خالد فوزي، حيث ألقى السيسي وقتها خطابا، وصف بأنه "عاطفي"، أمام البرلمان الإثيوبي.

مخابرات العالم تستعين بالجهاز

في السياق نفسه، علق الإعلامي المقرب من المخابرات، أحمد موسى، على زيارة السيسي للجهاز، قائلا: "لو فيه مشكلة عند أي دولة فإنها تلجأ لجهاز المخابرات المصرية، وتأخذ رأيها".

وأضاف - في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر قناة "صدى البلد"، مساء الثلاثاء: "جهاز المخابرات العامة المصرية، كان وسيظل، واحدا من أهم أجهزة المخابرات حول العالم، وهذا الجهاز دائما تلجأ إليه جميع أجهزة مخابرات العالم من أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا حتى الدول العربية"، وفق وصفه.

وحول زيارة السيسي لمقر الجهاز الثلاثاء، قال موسى إن الاجتماع تناول مناقشة أهم التحديات التي تواجهها مصر، والتطورات المختلفة التي تشهدها المنطقة.

فضيحة التدخل في البرلمان

زيارة السيسي للجهاز تأتي أيضا بعد أيام مما كشفه الناشط السياسي، عضو حملة السيسي السابق، حازم عبد العظيم، من فضيحة من العيار الثقيل، إذ اعترف بوقوف جهاز "المخابرات العامة" وراء إنشاء قائمة "في حب مصر" الانتخابية، مقدما وقائع قال فيها إن الإعلام تتم إدارته من طرف المخابرات العامة.

وكتب حازم عبد العظيم، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، إن قائمة "في حب مصر" التي كان يقودها اللواء القريب من المؤسسة العسكرية سامح سيف اليزل، تم تشكيلها داخل مبنى "المخابرات العامة" بحضوره، ووكيل الجهاز، والمستشار القانوني السيسي، و15 من الشخصيات العامة التي أسست القائمة فيما بعد.

وأكد عبد العظيم أن الأسماء التي كان يتم ترشيحها على هذه القائمة كانت "المخابرات العامة" هي التي تختارها، ويتم إبلاغ مؤسس القائمة اللواء سامح سيف اليزل بها هاتفيا، من قبل أحد الشباب الذين حضروا اجتماع تشكيل القائمة في مبنى الجهاز.

وأضاف أن الانتخابات البرلمانية الماضية لم تكن محايدة، لافتا إلى أن تدخل السيسي وأجهزته في العملية الانتخابية، يعد عملا غير محايد؛ لا سيما أن ذلك ينسف مبدأ تكافؤ الفرص والمنافسة الشريفة ومخالف للدستور.

67 عضوا يتركون الجهاز

وذكرت إحصاءات غير رسمية أنه تمت إقالة 67 ضابطا وعاملا بالجهاز منذ انقلاب السيسي على الرئيس مرسي.

فقد أصدر السيسي قرارا جمهوريا، نشرته الجريدة الرسمية الخميس 31 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في العدد رقم 52، بإحالة 11 من وكلاء المخابرات العامة إلى المعاش، "بناء على طلبهم".

أما وكيل المخابرات "عز الدين عبد الرحمن"، وهو رقم 12 في قائمة المحالين للمعاش، فقد نص القرار على إحالته لعدم لياقته صحيا.

وقال مراقبون إن إحالة هذا العدد الكبير من وكلاء المخابرات العامة إلى المعاش "بناء على طلبهم"، حسبما جاء بنص القرار، إنما يعكس أزمة عميقة بين السيسي والجهاز، لا سيما أنه سبقتها أربعة قرارات سابقة السيسي، بإحالة أكثر من 55 ضابطا وعاملا بهذا الجهاز، إلى التقاعد.

وتأتي القرارات، وفي خلفيتها ما ذكره مفوض العلاقات الدولية السابق في جماعة الإخوان المسلمين يوسف ندا، أخيرا، عن تلقيه رسالة قال إنها للمرة الثانية من جهات داخل مصر من مجموعة لا يستهان بها من ضباط الجيش المصري، الرافضين لتحول مصر إلى دولة فاشلة، بسبب تصرفات بعض القيادات "الفاسدة" في الجيش، على حد وصفهم.

وأكد "ندا" في رسالته أن هذه المجموعة ترى أن الجيش يجب أن يخضع للسلطة المدنية المنتخبة، وليس العكس، على حد قوله.

إلى ذلك، تستمع محكمة جنايات القاهرة، اليوم الأربعاء، إلى أقوال الضابط المسؤول عن ملف الإخوان بقطاع أمن الدولة في محاكمة الرئيس محمد مرسي و10 آخرين لاتهامهم بالتخابر مع دولة قطر، ومزاعم تسريب وثائق ومستندات صادرة عن أجهزة الدولة السيادية وإفشائها.


التعليقات (1)
لا يوجد تعليقات على الخبر.
الأربعاء، 06-01-2016 11:56 ص
تعليقات Facebook تعليقات عربي21 الاسم: التعليق: