بدأ المكتب الفني للنائب العام، برئاسة المستشار هشام سمير، صباح الأحد، فحص بلاغ مقدم من عضو مجلس تحالف "معا تحيا مصر"، رمضان الأقصري، يتهم فيه رجل الأعمال القبطي نجيب
ساويرس، بمحاولة إفشال رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، واستغلال المصريين بضخ عشرات الملايين على أعضاء الحزب الوطني المنحل، لإقناعهم بخوض انتخابات البرلمان المقبل.
واستند مقدم البلاغ إلى تقرير نشرته جريدة أخبار اليوم "الحكومية"، في صدر صفحتها الأولى، السبت 25 تموز/ يوليو الحالي، حمل عنوان "ساويرس يفاوض المرشحين بـ"شيك على بياض"، في إشارة من كاتب التقرير إلى تفاوض ساويرس مع العشرات من أعضاء مجلس الشعب السابقين عن الحزب الوطني المنحل، ممن لديهم شعبية في دوائرهم وأبناء العائلات، لخوض انتخابات البرلمان المزمع إجراؤها قبل نهاية العام الحالي، بحسب تصريحات حكومية رسمية.
وأشار مقدم البلاغ إلى أن "ساويرس" يسعى للسطو على مجلس الشعب القادم، مستغلا في ذلك تأسيسه لحزب "المصريين الأحرار"، وذلك باستضافة نواب الحزب الوطني السابقين على قوائمه، الأمر الذي وصفه البلاغ بـ"الرشوة الحرام"، لتعمد إفشال رئيس الجمهورية والحكومة، وفق البلاغ.
وأكد الأقصري أن ما يقوم به "ساويرس" يؤثر على العملية الانتخابية، ونزاهة إجرائها، ويضلل المصريين بالمال، مطالبا النيابة العامة بالتحقيق في صحة ما جاء بتقرير "أخبار اليوم" ومواجهة ساويرس بارتكاب جرائم خيانة الثورة، ودماء الشهداء، وتشويه الدولة المصرية بصنع برلمان رأسمالي، يرى مصالح رجال الأعمال، ويدخل الرئيس في نفق مظلم، بحسب البلاغ.
نص البلاغ
وجاء في نص البلاغ -الذي حمل رقم 31736 لسنة 2015 عرائض النائب العام-: "أتقدم أنا رمضان عبد الحميد الشهير برمضان الأقصري عضو المجلس الرئاسي لتحالف "معا تحيا مصر"، الذي يضم أكثر من 40 حزبا وحركة سياسية، بأني أتقدم بشكواي ضد نجيب ساويرس، حيث نشرت جريدة "أخبار اليوم" في عددها الصادر 3609 الموافق السبت 25 يوليو 2015، خبرا في الصفحة الأولى تحت عنوان "ساويرس يفاوض المرشحين بشيك على بياض".
وأضاف الأقصري: "أعلن حزب المصريين الأحرار الذي أسسه المشكو في حقه سعيه للفوز بأكبر عدد من مقاعد الفردي من خلال زيادة عدد المرشحين من 209 إلى 300 مرشح على مستوى الجمهورية في مجلس النواب القادم".
وتابع: "في خلال الفترة الأخيرة كثف الحزب اتصالاته بشكل كبير مع أي مرشح أو نائب سابق عن الحزب الوطني، حيث ذكر الخبر أن العرض كان بمثابة شيك على بياض يحدد فيه المرشح المبلغ الذي يريده مقابل انضمامه للحزب، وخوضه للانتخابات ضمن مرشحي الحزب".
وأضاف: "بناء على الخبر كانت الرشاوى في صورة شيك على بياض للمرشحين المحسوبين على النظام القديم، من أجل إعادتهم من جديد للمشهد السياسي، ما يعتبر إهانة لشهداء 25 يناير، وعودة رؤوس الأموال إلى السياسية من جديد بعد أفسدوها، وكان ذلك سببا لقيام الثورتين".
وتابع البلاغ: "بناء على ذلك نرجو من عدالتكم التحقيق مع المشكو في حقه الذي يؤدي دور المعارض مع الحكومة في المجلس القادم لإحراج الرئيس ومعارضته وعرقلة مجهوداته".
ورأى أن "ما يقوم به نجيب ساويرس يعتبر تشجيعا لرجال الأعمال الآخرين لكي يصبح المجلس "رأسماليا" من طبقة رجال الأعمال، خوفا على مصالحهم وشركاتهم، وتشكيل الحكومة لإيقاع الرئيس في نفق مظلم، وتصبح مصر عارية من هؤلاء الذين يضللون الشعب بطريق الأموال"، وفق البلاغ.
حقيقة تحالف "معا تحيا مصر"
وتحالف "معا تحيا مصر" هو تحالف وثيق الصلة بجهاز المخابرات المصرية، ويستهدف تفتيت الأصوات، وإضعاف الأحزاب المنافسة، وصنع ظهير سياسي موال للسيسي في مجلس النواب المقبل، سعيا لتحقيق ما أطلق غليه السيسي وصف "الاصطفاف الوطني".
وقد دعا السيسي رجال الأحزاب، لدى لقائه بهم، غير مرة، إلى تدارس الالتزام به، وهو ما والاه فيه أحزاب الوفد والتجمع، وخالفه فيه حزبا المصريين الأحرار والدستور.
وحملة صحفية قبطية على ساويرس
وتواكب مع البلاغ، حملة شنتها صحيفة "الدستور"، لصاحبها رجل الأعمال القبطي رضا إدوارد، اتهمت فيها الصحيفة، بعددها الصادر الأحد، ساويرس، بأنه أعلن استهدافه 300 مقعد للحصول على أغلبية برلمانية، وتشكيل الحكومة، مؤكدة أنه سيمنح لكل نائب من نواب "المصريين الأحرار" الناجحين خمسين ألف جنيه راتبا شهريا.
وتساءلت: هل يعود المال السياسي للسيطرة على البرلمان؟
وقالت إن إعلان قيادات حزب ساويرس في سحور رمضاني أخير أنه يستهدف الحصول على 30% من مقاعد البرلمان، كي يتمكن من تشكيل الحكومة، هو هدف مشروع، مستدركة أنه لأجل تحقيق هذا الهدف رصد الحزب ميزانية "مهولة"، وكلمة "مهولة" ليست كثيرة على حزب يستهدف حكم مصر، واقتسام السلطة مع رئيس الجمهورية، وفق قولها.
وأضافت "الدستور" أنه لكي يتجاوز حزب المصريين الأحرار، بصورة قانونية، سقف النصف مليون جنيه المحددة كسقف انتخابي لإنفاق كل مرشح، قرر ساويرس تأسيس جمعية خيرية باسم المصريين الأحرار، لها فروع في جميع الدوائر الانتخابية، وتقوم بمساعدة المرشحين على طريقة جماعة الإخوان، وهي تقديم مساعدات مالية وعينية للناخبين.
وأشارت إلى أن "المصريين الأحرار" سوف يخصص أيضا أربعة مستشارين لكل نائب برواتب شهرية، وفضلا عن خمسين ألف جنيه كمصروفات لكل نائب محترف.
ونقيب صيادلة الفيوم يؤكد تورط ساويرس
ومن جهته، أكد نقيب صيادلة الفيوم الحالي، والمرشح على المقعد الفردي لمجلس النواب بدائرة مركز أبشواي عن حزب الوفد، صابر عطا، أنه رفض عرضا بمليون جنيه من ساويرس للترشح لمجلس النواب، تحت مظلة حزبه المصريين الأحرار.
وقال عطا -في تصريحات صحفية- إن أحد الوسطاء التقى به، وعرض عليه دعم حملته الانتخابية بمبلغ مليون جنيه، على أن يترشح تحت مظلة حزب المصريين الأحرار، مؤكدا أنه رفض العرض تماما، وأعلن تمسكه بالترشح على قوائم حزب الوفد.
واتهم عطا "ساويرس" بأنه يريد التحكم في مجلس النواب القادم بأي ثمن.
هل يريد ساويرس أن يتولى رئاسة الوزراء؟
وترددت أكثر من مرة شائعات قوية مفادها رغبة ساويرس في تولي منصب رئيس مجلس الوزراء، لكن المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، شهاب وجيه، قال إنه لا صحة لما تردد.
وشدد على أن رئيس مجلس أمناء الحزب، لا يفكر في تولي مناصب تنفيذية داخل الدولة، بعكس ما يروجه الكثيرون، بأنه أسس الحزب من أجل السيطرة على مفاصل الحياة السياسة داخل مصر.
وأكد أن الإخوان عرضوا عليه وزارات عدة حينما كان الرئيس محمد مرسي في الحكم، لكنه رفض الأمر بصورة تامة، فهو يفضل ممارسة "البيزنس"، والبعد عن معترك الحياة السياسية، وفق قول المتحدث.