بورتريه

ليلة الجنرالات.. صبحي متوثب للإطاحة بالسيسي (بورتريه)

صدقي صبحي بورتريه
صدقي صبحي بورتريه
وزير الدفاع رقم 45 في تاريخ مصر الحديث، معروف وسط ضباط وجنود الجيش بـ"الانضباط الصارم".

نشرت صحف محلية مصرية معارضة للانقلاب العسكري، أنه أكثر دموية من قائد الانقلاب نفسه، فقد وقف وراء اقتراح فض اعتصام "رابعة" بالقوة، بالرغم من التوقعات بمقتل الآلاف في العملية.

وينقل عنه أنه أكثر تشددا في مسألة المصالحة مع "الإخوان المسلمين"، وأنه يحذر من إعطاء الإسلاميين أي فرصة للعودة والاندماج مرة أخرى في الحياة السياسية. 

 توارى عن الأنظار والإعلام في الفترة الماضية، وهو معروف بأنه قائد "تكتيكي" ويحرص على الحديث باللكنة الصعيدية القريبة من البسطاء في مصر.

وبينما كان عبدالفتاح السيسي يرسل قبل الانقلاب رسائل خادعة، بأن القوات المسلحة تقف مع الشرعية، وأنها لن تتدخل في الصراع السياسي الدائر في البلاد، فقد كان هو يلمح إلى أن الجيش سينقلب على الرئيس محمد مرسي، وبدا ذلك واضحا لدى زيارته إلى دبي في شباط /فبراير عام 2013، مؤكدا أن الجيش بعيد عن السياسة في البلاد، لكنه يتابع بدقة كل ما تشهده الساحة المصرية من أحداث، وأن القوات المسلحة التي ظلت في مركز السلطة لعشرات السنين، يمكن أن تقوم بدور إذا "تعقدت" الأمور.

وأشارت صحف مصرية، إلى أن مرسي أراد إقالته بسبب هذه التصريحات، إلا أن السيسي رفض ذلك بزعم أن له دورا كبيرا في إعادة بناء القوات المسلحة، والشعبية الكبيرة التي يحظى بها بين صفوف الجيش.

ومهد الإعلام الأرض والمناخ المناسبين أمام الانقلاب، وحرض الجماهير للنزول إلى الشارع ضد الرئيس المنتخب.

كان هو صاحب خطة انتشار الجيش في البلاد، قبل الانقلاب بثلاثة أيام، دون الرجوع للرئيس مرسي.
لكن، وكما أنه انقلب على مرسي، فقد بدأ يعد العدة للانقلاب على سيده السيسي.

فقد تحدثت وسائل إعلام مصرية بأنه بعث بمندوبين ورسائل إلى عدد من دول المنطقة الفاعلة، إضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين لاستمزاج الآراء في ما إذا كان هو شخصيا يمكن أن يكون جزءا من أي حل مستقبلي للأزمة الراهنة في مصر، وسط حديث عن حالة من التململ وعدم الرضا التي تتوسع في صفوف الجيش بسبب الأوضاع التي تسبب بها السيسي للبلاد.

وبحسب المعلومات، فإن السعودية والإمارات بشكل خاص من بين الدول التي اتصل بها صبحي سرا.
خطورته في أنه يتربع حاليا على عرش وزارة الدفاع التي كان السيسي قد حصنها في الدستور وجعلها فوق الحكومة، عندما كان من بين الخيارات أن يظل هو -أي السيسي- وزيرا للدفاع.

ولم تنفع محاولات السيسي للإطاحة به عبر إقناعه بالتخلي عن منصبه وتولي منصب استشاري عال في مصر، إذ إنه رفض كافة العروض المتعلقة بالمناصب الأخرى، متمسكا بمنصبه وزيرا للدفاع، وهو المنصب الذي يبدو أنه يخطط لأن يبقى فيه حتى مغادرته إلى قصر الاتحادية، كما فعل السيسي تماما.

وحتى اللحظة، فثمة أكثر من سيناريو لحل الأزمة المتفاقمة في مصر؛ الأول، بقاؤه وزيرا للدفاع محصنا في منصبه، والتحالف مع المرشح السابق لانتخابات الرئاسة أحمد شفيق الذي يعيش في الإمارات ويتلقى الدعم منها.

أما السيناريو الثاني، فهو الإطاحة برئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، عبر انقلاب مماثل ينقل بموجبه هو من وزارة الدفاع إلى الرئاسة، وهو تكرار لانقلاب الثالث من تموز/ يوليو، على أنه سيصل إلى الحكم بأجندة جديدة منفتحة على المصريين، تخفف من الاحتقان في البلاد، وتحاول إنهاء الأزمات التي غرقت فيها البلاد بسبب سياسات السيسي.

الفريق أول صدقي صبحي سيد أحمد، المولود عام 1955 في مدينة منوف، محافظة المنوفية، يشغل حاليا منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي خلفا للمشير عبد الفتاح السيسي الذي استقال من منصبه للترشح في الانتخابات الرئاسية.

وهو حاصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1976، وماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان عام 1993، وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003، وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2005.

بدأ الخدمة العسكرية كضابط في نيسان/ أبريل عام  1976، وخدم بالجيش الثالث الميداني وتدرج في الوظائف القيادية العسكرية، وتمت ترقيته إلى رتبة فريق في آب/ أغسطس عام 2012، وعين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية خلفا للفريق سامي عنان.

كان له دور كبير أثناء وبعد ثورة 25 كانون الثاني/ يناير عام 2011، حينما كان قائدا للجيش الثالث الميداني ونجح في التصدي لأعمال الفوضى وتمكن من السيطرة على الانفلات الأمني في محافظات السويس وجنوب سيناء والبحر الأحمر، بالإضافة لعقده العديد من اللقاءات مع القوى السياسية والحزبية وشباب الثورة في مدينة السويس. وعند توليه منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة كان من أبرز اهتماماته الكفاءة القتالية واللياقة البدنية لبناء الفرد المقاتل القادر على أداء المهام المكلف بها تحت مختلف الظروف.

في تموز/ يوليو عام 2013، شارك مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الإطاحة بالرئيس المنتخب مرسي.

يؤمن بأن على الولايات المتحدة سحب قواتها من منطقة الشرق الأوسط والتركيز بدلا من ذلك على المعونات الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة.. هذه التصورات نشرت على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الأمريكية، وذلك عندما كان يتلقى دراسته العسكرية في أمريكا التي أصبح رجلها المفضل في القاهرة.

ويرى صبحي أن الجيش يجب أن ينأي بنفسه عن التدخل في العملية السياسية في مصر عقب ثورة 25 من يناير (كانون الثاني)، وأن دوره ينحصر في حماية المواطن وحفظ الأمن، وهو تصور لم يطبق منه شيئا وفقا لمجريات الأحداث بمصر، فهو أقحم الجيش بتفاصيل حياة المصريين وعسكر كل شيء في مصر.

وتأتي مساعيه الجديدة لإكمال الدور الجديد للجيش المصري في إحكام السيطرة على الحياة السياسية بالبلاد، في ضوء تزايد الشعور في مصر بأن البلاد مقبلة على أوضاع كارثية، حيث نقلت جريدة "المصري اليوم" عن مسؤول كبير قوله إن دول الخليج لن تقدم أي منح مالية لمصر العام المقبل وستكتفي بتنفيذ المشروعات التي أعلنت عنها سابقا وخصصت لها تمويلا.

وتقول وسائل الإعلام إن المنح المالية الخارجية التي ستدخل على مصر خلال العام المقبل لن تزيد على 2.2 مليار دولار فقط، مقابل 25.7 مليار دولار في العام الماضي، وهو ما يؤكد أن مصر مقبلة على "كارثة اقتصادية" وليس فقط أزمة خانقة، وهي الكارثة التي يمكن أن تدفع بالملايين مجددا إلى الشارع، مع شيوع الفقر والبطالة والأوضاع البائسة.

ولا يبدو أن السعودية والإمارات يمكن أن تقدما مزيدا من الدعم المالي لمصر مهما وصلت إليه الأحوال، حيث خلت الموازنة السعودية للعام المقبل لأول مرة من بند "المشاريع"، وذلك في إطار خفض كبير للنفقات اضطرت الحكومة السعودية لتنفيذه، وذلك بسبب التكاليف الباهظة لعمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، اللتين جاءتا بالتزامن مع الهبوط الحاد في أسعار النفط، أي أن الايرادات تراجعت والمصروفات ارتفعت في السعودية منذ مطلع العام الجاري 2015، وهو ما يعني في النهاية أن دعما جديدا من الرياض للقاهرة يبدو شبه مستحيل خلال الشهور وربما السنوات المقبلة.

وفي هذا المناخ تبدو الحركة الجديدة للجيش مناسبة وضرورية لحرق مرحلة السيسي بما احتوته من قتل ودماء وتأزيم وتدخلات في شؤون الدول العربية المجاورة، وما إلى ذلك من قرارات وتصريحات كانت أقرب إلى الفنتازية منها إلى الواقع.

وبانتظار جنرال يطبج بالسيسي، فإن جنرالا جديدا سينتظر دوره للإطاحة بالجنرال الذي سبقه إلى كرسي الحكم.
التعليقات (13)
ابو هديل من الجزائرا
الأحد، 05-07-2015 12:50 م
ان الضباظ اةا حكمو امة اذلوها
أحمد
الأحد، 05-07-2015 05:14 ص
زي ما غدر برئيس مصر الشرعي حيتغدر بيه في يوم من الايام و حيترمي في السجن ، وضعه مش حيختلف عن كل رؤساء مصر السابقين ، و اللي مش عارف يقرا التاريخ
اسامه الأعرج ...مادبا الاردن
السبت، 04-07-2015 02:51 ص
مع الأسف ان الجنرالات المصريه كلها صناعه امريكيه يعني بروح كلب وبييجي اكلب منه
زيزو
الجمعة، 03-07-2015 11:24 ص
بداو بانقلاب وصارو في تخبط والان ياكلون بعضهم
abuo nada
الجمعة، 03-07-2015 03:05 ص
ربنا ارنا في السيسي يوما تثلج به صدورنا