كشف مصدر من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة
المقاومة الإسلامية "
حماس"، أن "أعدادا كبيرة من الشباب
الفلسطيني المقيم في قطاع
غزة؛ تلتحق بمعسكرات التدريب والتجنيد التابعة للكتائب" في مختلف مناطق القطاع.
وقال المصدر المختص بالتدريب في تصريح خاص لـ"
عربي21": "أكبر نسبة ملتحقين بمعسكرات التدريب كانت في الفترة التي تلت حرب العصف المأكول، وحتى وقتنا الحاضر"، مضيفا أن هناك "إقبالا وطلبا منقطعي النظير للانضمام للقسام".
وأكد أن الشباب الملتحقين لديهم "عزيمة على الاستمرار والمضي قدما في درب
الجهاد والمقاومة، برغم صعوبة وكثافة وخشونة التدريب الذي ينتظرهم"، منوها إلى أن المتدربين الجدد "يلتزمون تماماً بما يصدر إليهم من تعليمات، وينفذون ما يُطلب منهم برضا وسعادة".
خير من جيوش العرب
وعلق الخبير السياسي البروفيسور عبدالستار قاسم، على ما جاء في كلام المصدر "القسامي" بالقول إن الشباب الفلسطيني "شاهد الجدية في القتال لدى
كتائب القسام، التي تسهر الليالي من أجل حراسة الوطن، وتحريره من
الاحتلال الإسرائيلي البغيض".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "هذه الجدية رسخت لدى الشباب الطامحين للحرية؛ قناعة مفادها أن هناك عملا حقيقيا للوطن، وأن دماءهم لن تذهب هدراً"، مضيفا أن "التدريبات العسكرية ليست مجرد تظاهرة عربية من أجل أن يصرّح الحاكم العربي، ويزمجر ويهدد".
ونوه إلى أن الشعوب العربية "لا تقل شجاعة عن الفلسطينيين، لكن الأنظمة الخائنة لا تستحق أن يضحي الجندي العربي من أجلها"، مشيرا إلى أن "الجيوش العربية لم تنجز شيئاً في الحروب التي خاضتها بفلسطين، وفي المقابل فقد أنجزت المقاومة الفلسطينية الشيء الكثير؛ حتى غدا الفرق شاسعاً بين تلك الجيوش وبين كتائب المقاومة".
وتابع: "الاحتلال الإسرائيلي يحشد للمقاومة أكثر مما كان يحشد ويستعد للجيوش العربية التي تفتقد العقيدة القتالية، وأصبحت مهمتها الاستعراض والدفاع عن أنظمة الحكم الاستبدادية، بالإضافة إلى حراسة حدود إسرائيل".
وحول رؤيته لمستقبل المقاومة الفلسطينية؛ قال قاسم: "حتى يكون مستقبل المقاومة مشرقا؛ فمن المهم أن لا تساوم القيادات السياسية على المقاومة، كما حصل في 2014 حينما أصبح عزام الأحمد زعيما للمقاومة"، في إشارة منه إلى تولي القيادي في حركة "فتح" رئاسة الوفد الفلسطيني، الذي ضم فصائل المقاومة عقب حرب العصف المأكول، في مفاوضاتها غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، بوساطة مصرية، من أجل التوصل لاتفاق تهدئة.