سياسة عربية

نبيل شعث لـ"عربي21": سنسعى لحصار الاحتلال عبر تدويل القضية

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث - أرشيفية
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث - أرشيفية
استبعد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، الدكتور نبيل شعث، "قرب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية"، مؤكدًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يسعى إلى التهام المزيد من الأراضي الفلسطينية لإتمام مشروعه الصهيوني".

وأكد في حوار خاص مع "عربي21"، أن مواجهة العدو بكافة الوسائل بدءا بالكفاح المسلح، والانتفاضة والمفاوضات والعمل السياسي، لم تكن ذات "جدوى حقيقية"، مشددا على "الاستمرار في خطوة تدويل القضية الفلسطينية".

وأوضح عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أن انضمام فلسطين للمؤسسات الدولية، خاصة محكمة الجنائيات، سيمنح الفلسطينيين "بعدا أقوى في محاكمة القادة الإسرائيليين على ممارساتهم ضد الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن هدف هذا التوجه هو "الضغط على (إسرائيل) لتفِي بالحق الفلسطيني".

وردا على سؤال لـ"عربي21"، كشف شعث، المقرب من الرئيس محمود عباس، أن الأخير "يسعى على المستوى الداخلي إلى إحقاق الوحدة الوطنية الفلسطينية، والحفاظ على القدس"، مبينًا أن "المعركة الخارجية شعارها الرئيس هو المواجهة الدولية لحصار (إسرائيل) اقتصاديًّا وسياسيًّا في كل مكان، برغم صعوبة الوضع العربي وندرة الدعم الحقيقي".

وأضاف: "هناك إنجاز حقيقي تحقق باعتراف عدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين، التي وصلت في مجملها لـ24 دولة، منها ثلاث عشرة دولة اعترفت اعترافًا كاملًا، والباقية اتخذت قرارات برلمانية بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

وحول معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، جراء إغلاق مصر لمعبر رفح، أقر شعث بأنه "من الصعب جدًا إيجاد حل لمعبر رفح دون وحدة وطنية فلسطينية"، مؤكدًا أن "الخطوة الأولى في حل أزمات غزة هي تحقيق الوحدة، وعليها يمكن البدء بمفاوضات لإعادة فتح معبر رفح البري"، بحسب قوله.

وهاجم عضو اللجنة المركزية لـ"فتح"، حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، "لرفضها تسليم المسؤوليات التنفيذية في القطاع لحكومة التوافق"، معتبرًا أن حماس هي "السبب" في عدم تنفيذ اتفاقيات المصالحة المختلفة.

وقال: "حماس لا تريد المضي قدمًا في المصالحة وإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني؛ لأن حساباتها الآن تتعلق بما يحدث في الوطن العربي، وليس بما يحدث في الوطن الفلسطيني"، كما قال.

وفي ما يلي حوار "عربي21" مع نبيل شعث:

"عربي21": في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتتالية؛ بما يُفشل مساعي حل الدولتين، برأيكم ما هي جملة الخيارات أمام السلطة الفلسطينية؟

شعث: دعني أقول إننا ليس أمام مشكلة حل الدولتين فحسب، نحن نريد إنهاء الاحتلال، وفي المقابل، دولة الاحتلال الإسرائيلي تستمد قوتها بالتهام المزيد من الأراضي الفلسطينية، لتبقى الدولة الوحيدة الممكنة، أقول: إن طريقنا بات واضحًا بعد كل تلك الممارسات، لقد ذهبنا إلى العالم، وصعدنا في مواجهتنا لـ(إسرائيل) لتغيير الموازين، وإجبارها على إنهاء احتلالها لأرضنا، غير أن الحال الإسرائيلي لا يشير إلى قرب تحقيق ذلك، فما يصرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنه لا يريد إنهاء الاحتلال، ويسعى إلى مزيد من التوسع الاستيطاني لإتمام مشروعه الصهيوني، هو يريد أن يؤكد للعالم أن المستوطنات حقيقة واقعة لا يمكن إزالتها كونه يتحدث دائمًا عن حدودها.

"عربي21": مؤخرا بدأت فلسطين تتوجه للانضمام للمؤسسات الدولية، وسط ترحيب دولي، كيف تقيمون ذلك؟

شعث: حقيقة، الانضمام للمؤسسات الدولية، خاصة محكمة الجنائيات الدولية، يعطي بعدًا أقوى في محاكمة القادة الإسرائيليين على ممارساتهم ضد الفلسطينيين، سواء خلال الحروب، أو تشريع الاستيطان وتوسيع رقعته على الأراضي الفلسطينية، فحين تعرض هذه الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية، ينظر بها فعليًا، ويتم إلقاء القبض على فاعليها ومحاكمتهم قانونيًا، نحن بهذا التوجه نريد الضغط على (إسرائيل) لتفي بالحق الفلسطيني.

"عربي21":وما هي الخطوة القادمة للسلطة من أجل نيل الحقوق ووقف العدوان المستمر على الفلسطينيين؟

شعث: الخطوة بدأت بالتدويل للقضية، وسنستمر فيها، خاصة أننا واجهنا العدو بكافة الوسائل والطرق، بدءًا بالكفاح المسلح والانتفاضة والمفاوضات والعمل السياسي، دون جدوى حقيقية.

"عربي21": تحدثتم عن مواصلة التحرك الخارجي، هلا أطلعتنا على أهم نتائجه؟

شعث: بالتأكيد هناك الكثير من النتائج؛ تبدأ برفع عدد من الدول الأوروبية المعترفة بدولة فلسطين إلى ثلاث عشرة دولة، إضافة إلى وصول عدد الدول الأوروبية التي اتخذت برلماناتها قرارات بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى قرابة 11 دولة، آخرهم السويد والفاتيكان.

 وبذلك نحن الآن نملك اعترافًا من 24 دولة من مجمل 28، جميعها تعترف بدولة فلسطين، وهذا إنجاز حقيقي، يضاف إلى إنجازنا باللحاق بركب محكمة الجنائيات الدولية، والحصول على عضويتها، بما يحقق لنا إمكانية محاكمة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي ارتكبوها ويرتكبونها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

"عربي21": ما هي أكثر القضايا التي يسعى الرئيس بالتعاون معكم لإنجازها في المرحلة القادمة؟

شعث: الحقيقة، لدينا الكثير من المهمات لإنجازها، بعضها داخلية والأخرى خارجية، على المستوى الداخلي، نسعى إلى إحقاق الوحدة الوطنية الفلسطينية، والحفاظ على القدس، وإعادة بناء الديمقراطية الفلسطينية، لتعبئة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ولدينا الآن النموذج الذي قام به شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948، والذي قام بإجراء وحدة صف كي يساهم في معركتنا بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

أما المعركة الخارجية، فشعارها الرئيس هو المواجهة الدولية، وهذا ما سنقوم به، سنقوم بمحاولة حصار اقتصادي وسياسي لـ(إسرائيل) في كل مكان، برغم صعوبة الوضع العربي وندرة الدعم الحقيقي.

"عربي21": لا شك أنكم لامستم معاناة 2 مليون فلسطيني جراء إغلاق معبر رفح البري، ما هو دوركم في تخفيف المعاناة عن شعبكم؟

شعث: الحقيقة أنه من الصعب جدًا إيجاد حل لمعبر رفح دون وحدة وطنية فلسطينية، الخطوة الأولى في حل أزمات غزة هي تحقيق الوحدة، وعليها يمكن البدء بمفاوضات لإعادة فتح معبر رفح، لأننا سنتحدث باسم حكومة فلسطينية واحدة، لا يمكن لمصر في ظل وحدتها أن تستمر بإغلاق الحدود، بالرغم من المشاكل التي تواجهها من سيناء وغيرها.

"عربي21": لماذا لم تتحقق اتفاقيات إنهاء الانقسام الفلسطيني واقعًا على الأرض؟.

شعث: الحقيقة في كل مرة كنا نذهب لإنهاء الانقسام كنا نعقد اتفاقًا، وبالفعل لم يتحقق أي منها على الأرض، نعم كان لدينا أول مفاوضات تمت في القاهرة عام 2007، وخرجنا بتفصيلات حتى الآن لم تنفذ، ثم اتفاق مكة، ثم الدوحة، ثم اتفاق الشاطئ في غزة. 

حماس هي السبب في عدم تنفيذ الاتفاقيات جميعها، ومؤخرًا اتفقنا على حكومة توافقية، وتم تشكيلها، إلا أن حماس في غزة رفضت أن تسلمها مسؤولياتها التنفيذية في القطاع، اتفقنا على تسليم المعابر، وحل مشكلة الموظفين، سواء القدامى أو الجدد، غير أن حماس تربط ذلك بمشكلات أمنية أخرى، هي لا تريد المضي قدمًا في المصالحة وإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني؛ لأن حساباتها الآن تتعلق بما يحدث في الوطن العربي، وليس بما يحدث في الوطن الفلسطيني.

للأسف الشديد ما يحدث في الوطن العربي كارثة حقيقية، ونحن لا نستطيع أن ننتظر لحين انتهاء الكارثة، سواء في سوريا أو لبنان أو اليمن، لذلك علينا (الكل الفلسطيني) أن نخلق وحدة فلسطينية وطنية لمواجهة أزماتنا. 

"عربي21": قرر نتنياهو استحداث وزارة جديدة خاصة بمدينة القدس المحتلة، كيف ترى هذا القرار وخطورته وتداعياته على مدينة القدس؟

شعث: القرار الذي اتخذه نتنياهو هو قرار صهيوني متطرف نابع من عقيدته الاحتلالية والإجلائية للشعب الفلسطيني، هو يريد أن ينزع الوجود الفلسطيني تمامًا من القدس بقصد الإحلال والاحتلال والإجلاء والاستيطان لأعز مكان في فلسطين، علينا أن نتنبه لهذه المعركة الكبرى التي علينا أن نخوضها.
التعليقات (0)