سياسة دولية

أوجلان يدعو المقاتلين الأكراد في تركيا إلى نزع السلاح (فيديو)

تلا سري سوريا أوندر، وهو نائب من حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد، بيان أوجلان ـ الأناضول
تلا سري سوريا أوندر، وهو نائب من حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد، بيان أوجلان ـ الأناضول
 دعا عبد الله أوجلان زعيم المتمردين الأكراد المسجون في تركيا أتباعه لاتخاذ قرار "تاريخي" بنزع سلاحهم، حسبما أفاد بيان، السبت، في تحرك حيوي ضمن مساعي تركيا لإنهاء الصراع المستمر منذ 30 عاما مع المقاتلين الأكراد.

وتلا سري سوريا أوندر -وهو نائب من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد- بيان أوجلان على الهواء مباشرة. ودعا البيان حزب العمال الكردستاني لحضور محادثات بشأن نزع السلاح خلال شهور الربيع.

وقال أوندر، نقلا عن أوجلان الذي اجتمع معه وفد من حزب الشعوب الديمقراطي الأسبوع الماضي: "أدعو حزب العمال الكردستاني لحضور مؤتمر غير اعتيادي في شهور الربيع، من أجل اتخاذ هذا القرار الاستراتيجي والتاريخي بالتخلي عن الكفاح المسلح."

وتحدث أوندر على الهواء مباشرة إلى جانب يلجين أكدوجان نائب رئيس الوزراء الذي قال إن التحرك نحو نزع السلاح يثبت "الوصول لمرحلة مهمة من عملية اتخاذ القرار"، بعد أن اجتمع الجانبان بشكل وجيز في إسطنبول.

وقال أكدوجان: "ننظر لهذا البيان بعدّه مهما لإسراع وتيرة العمل على نزع السلاح... ولتتصدر السياسة الديمقراطية المشهد."

ونقل البيان أيضا عن أوجلان تحديده لعشرة إجراءات يريدها الأكراد لضمان السلام، بما في ذلك وضع دستور جديد، وهو مطلب يسعى إليه أيضا الرئيس رجب طيب أردوغان؛ لإضافة المزيد من السلطات التنفيذية لمنصبه، ولاستبدال دستور وضعه خبراء بعد انقلاب عسكري عام 1980.

وقال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاس: "في ظل أحداث اليوم وصلنا لنقطة حيوية في عملية إرساء الديمقراطية في تركيا، وتوسيع الحريات وإحلال السلام الدائم".

وقام نواب دميرتاس بزيارات مكوكية بين سجن أوجلان في جزيرة قرب إسطنبول وجبل قنديل في شمال العراق، حيث يتمركز حزب العمال الكردستاني.

وقال دميرتاس إن مؤتمر نزع السلاح سيعقد بعد التوصل لتوافق في الآراء بشأن الإجراءات التي حددها بيان أوجلان. ولم يتضح من سيحضر المؤتمر، أو إن كانت هناك توقعات بأن قوات حزب العمال الكردستاني خارج تركيا ستلقي سلاحها.

وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية. وأعلن المقاتلون وقفا لإطلاق النار في تركيا عام 2013، لكن العنف لايزال يندلع بشكل متقطع.

وعرّض أردوغان نفسه لهجوم من القوميين عندما بدأ مساعي إنهاء التمرد الذي قتل خلاله أكثر من 40 ألف شخص، معظمهم أكراد منذ عام 1984، ليدشن محادثات في السجن مع أوجلان في أواخر 2012.

وفي ظل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في حزيران/ يونيو، قالت الحكومة مرارا إنها تتوقع من أوجلان أن يعلن نهاية للكفاح المسلح، من أجل قدر أكبر من الحكم الذاتي والحقوق الثقافية للأكراد، الذين يقدر عددهم في تركيا بنحو 15 مليونا.

وقبل أقل من أسبوعين حذر حزب العمال الكردستاني الحكومة من أن المفاوضات قد تنهار، إلا إذا اتخذت خطوات ملموسة للنهوض بعملية السلام.

وانضمت وحدات من حزب العمال الكردستاني إلى أكراد آخرين في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وأثارت مكاسب الأكراد، لاسيما السيطرة على بلدة كوباني السورية، المخاوف في أنقرة من أن يكون الحزب أكثر قوة على مائدة المفاوضات.

"الشعوب الديمقراطي" متفائل بدعوة أوجلان 


من جهته، أعرب الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرطاش، عن أمله بأن تسهم دعوة عبد الله أوجلان -زعيم منظمة بي كا كا الإرهابية المسجون مدى الحياة في تركيا- إلى إقرار التخلي عن السلاح، في جلب الخير  لـ "شعوب تركيا"، على حد قوله.

جاء ذلك في تصريح صحفي بولاية أنطاليا جنوبي تركيا، حيث أبدى دميرطاش تمنياته، بأن يفي الجميع بمسؤولياته، من أجل الوصول إلى السلام المنشود في نهاية المسيرة (الرامية لإنهاء الإرهاب وإيجاد حل جذري للقضية الكردية)، مشيرا إلى أن دعوة أوجلان تعكس وصول المفاوضات إلى مرحلة سليمة.

وأكد دميرطاش ضرورة عدم قراءة الدعوة على أنها محاولة لنيل رضا حزب العدالة والتنمية الحاكم، وإنما مبادرة تتضمن مبادئ من أجل تعزيز الديمقراطية والحريات في البلاد، مؤكدا ضرورة التنسيق بين أوجلان والمنظمة للتحضير من أجل التخلي عن السلاح.

وشدد دميرطاش على ضرورة أن تعيد الحكومة النظر في مشروع قانون الأمن الداخلي الجديد المعروض على البرلمان، مشيرا إلى أن إصرار الحكومة على مشروع القانون من جهة، وقولها بأنها تتخذ خطوات في سبيل الديمقراطية من جهة أخرى، يعد "تناقضا"، على حد تعبيره.

التعليقات (0)