نشرت مجلة "
تايمز
أوف إسرائيل" حوارا أجرته مع السفير "جاك لو" ناقش خلاله تأثير
الحرب على إسرائيل وأهمية العلاقة مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى التوترات بين
إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، وأهمية الدعم الأمريكي للاحتلال في المستقبل وأثر
الحرب على صناع القرار الأمريكيين الجدد.
وأفادت المجلة بأنه تم
ترشيح "جاك لو" سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل في أيلول/ سبتمبر
2023، قبل شهر من عملية طوفان الأقصى، وكانت فترته عمله، والتي تقترب من نهايتها
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قد شهدت العديد من الأزمات الشديدة.
وتحدث "لو"،
69 سنة، وهو يهودي متدين وذو خبرة واسعة، عمل مديرا للموازنة في عهد كلينتون
وأوباما، ثم رئيسا للموظفين ووزيرا للخزانة، في حواره مع المجلة عن "صراعات
إسرائيل ضد أعدائها وأهمية شراكتها مع حليفها العالمي الوحيد لضمان بقاء إسرائيل
سالمة بعد الحرب الحالية، والتي اتسمت بتوترات حادة بين إدارة بايدن وحكومة رئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو".
اظهار أخبار متعلقة
دون أن يذكر نتنياهو
بالاسم، أشار "لو" إلى ثلاثة خلافات نشبت بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة
بايدن، حيث بالغت الحكومة في توسيع "الاختلافات الخاصة والصغيرة" مع
البيت الأبيض وجعلتها علنية، ما أدى إلى تداعيات استراتيجية سلبية، مثل انتقاد
الاحتلال
للولايات المتحدة لسماحها بتمرير قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في
غزة في آذار/ مارس، وسوء فهم الموقف الأمريكي حول العملية في رفح، وادعاءات حظر
الأسلحة رغم عدم توقف أي شيء باستثناء شحنة واحدة من القنابل التي تزن 2000 رطل.
وذكرت المجلة أن
"لو" أعرب عن أسفه لفشل الاحتلال في تقديم ردود فورية على الأحداث
المتسارعة في غزة، مشيرا إلى أنه حث نظراءه الإسرائيليين مرارا على نشر المعلومات
بسرعة لتصحيح التقارير غير الدقيقة.
وأوضح "لو"
أن الرأي العام في أمريكا "لا يزال مؤيدا للاحتلال إلى حد كبير"، لكن
بعد انتهاء الحرب، فإنه يجب القلق من أن ذاكرة الأجيال ستبدأ من هذه الحرب، ما يؤثر
على صناع القرار في المستقبل الذين سيكونون قادة في السنوات الثلاثين أو الأربعين
القادمة.
وأضاف "لو"
أن "جو بايدن يعتبر آخر رئيس من جيله الذي تعود ذكرياته ومعرفته وشغفه بدعم
إسرائيل إلى قصة التأسيس".
ودون ذكر نتنياهو
بالاسم، تساءل "لو" عن نهج الحكومة تجاه غزة في مرحلة ما بعد الحرب،
مشيرا إلى أنه لا بد من دور للسلطة الفلسطينية إذا لم ترغب إسرائيل في أن تصبح
القوة الأمنية الدائمة في القطاع. كما أنه أكد على الفوائد الاستراتيجية للتطبيع مع
السعودية إذا تحركت إسرائيل جديا بشأن الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.
وزعم "لو"
أن التطبيع مع السعودية لا يزال ممكنا، "لكنّ ذلك سيتطلب وجود قادة هنا مستعدين
لتحمل بعض المخاطر السياسية".
وأشار "لو"
إلى أن بايدن "وقف مع إسرائيل خلال الأشهر الـ15 الماضية، في مواجهة معارضة
شديدة في وسائل الإعلام وفي أجزاء من حزبه، وهو ما ساهم في جعل تحديه لإعادة
انتخابه صعبا للغاية".
وبسؤال "لو"
عن اعتقاده عن ما إذا كانت إسرائيل قد خاضت هذه الحرب بالطريقة الصحيحة، أم إن
الانتقام قد سيطر عليها، قال "لو" إن إسرائيل في حالة صدمة، ولم
تتجاوزها بعد، وإن الشفاء والإغلاق لن يتحققا حتى يتم حل قضية الرهائن.
قال "لو"
إنه شعر بالصدمة عندما سمع دعوات لعدم إرسال أي مساعدات إلى غزة، بينما كانوا
يتحدثون عن إطعام الأطفال الرضع والمدنيين الأبرياء، مشيرا إلى أن هذا يعكس الصدمة
التي تعيشها إسرائيل، مضيفا أنه قضى وقتا طويلا في تشجيع الجانب العسكري على
التصرف بحذر، وفي دعم إنشاء نظام بيروقراطي وأمني لضمان عدم الوصول إلى المجاعة أو
سوء التغذية.
اظهار أخبار متعلقة
واعتبر "لو"
أن تساؤلات الإدارة الأمريكية حول استهداف المدنيين من قبل الجيش الإسرائيلي
حقيقية، وهناك تحقيق داخلي في الحوادث التي قد تكون قد سارت بشكل خاطئ ولم يتم
الانتهاء منه بعد. وعندما يقول وزير الخارجية الأمريكي إن "هناك أسئلة بحاجة
للإجابة، فهذا صحيح. في الجيش الإسرائيلي أيضا هناك أسئلة لم يجب عليها بعد. لكن
بشكل أساسي، لم نقل أبدا توقفوا عن الحرب".
وأضاف "لو"
أن التحذيرات من توسيع الحرب كانت في بداية الحرب، عندما كانت غزة غير مستقرة
والجيش الإسرائيلي في وضع صعب، وكان الجميع يتوقع مقاومة شديدة من حزب الله. كانت
هناك نصيحة قوية، لكنها لم تعنِ أن حزب الله ليس هدفا مشروعا.
وزعم "لو"
أن حزب الله وسع الحرب بهجومه على إسرائيل بدءا من 8 تشرين الأول/ أكتوبر. ولم
تنتقد الولايات المتحدة إسرائيل على ضرباتها في جنوب لبنان طوال سنة تقريبا ضد حزب
الله. وعندما قررت إسرائيل التصعيد ضد حزب الله في أيلول/ سبتمبر، كانت قد قلصت
قدراته بشكل كبير على الحدود الجنوبية للبنان والشمالية لإسرائيل.
واعتبر "لو"
أن الولايات المتحدة قدمت مصلحة الاحتلال في العديد من الخلافات مع الحكومة
الإسرائيلية، والتي تم حلها مثل الهجوم على إيران والهجوم على رفح.