ملفات وتقارير

مصر.. دعوات لمحاسبة قادة الجيش عن هجوم "الفرافرة"

أعربت العديد من القوى السياسية عن غضبها من تكرار مثل تلك العمليات - أرشيفية
أعربت العديد من القوى السياسية عن غضبها من تكرار مثل تلك العمليات - أرشيفية
انتقادات عديدة واستنكار واسع أثاره الهجوم الذي استهدف وحدة عسكرية مصرية بواحة "الفرافرة" التابعة لمحافظة الوادي الجديد، جنوب غربي مصر السبت الماضي، وخلف 22 قتيلا، وهو أكبر عدد من القتلى يقع في صفوف الجيش المصري منذ حرب أكتوبر عام 1973.

وأعربت العديد من القوى السياسية والشخصيات العامة عن غضبها من تكرار مثل تلك العمليات دون أن يتم محاسبة أي مسؤول عن تقصيره، أو القبض على المنفذين الحقيقيين لها.

وكانت نفس النقطة الحدودية قد تعرضت لهجوم مماثل في مطلع حزيران/ يونيو الماضي أسفر عن مقتل ستة جنود في عملية قالت السلطات المصرية آنذاك إن منفذيها هم من المهربين، لكن القوات المسلحة لم تتخذ أي إجراءات لمنع تكرارا الحادث.

وأعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" - مساء الاثنين - مسؤوليتها عن العملية الأخيرة، وقالت عبر حساب منسوب لها على موقع "تويتر": "نعلن مسؤوليتنا عن تفجير كمين قوات حرس الحدود بالوادي الجديد، لقد تم الإثخان في أعداء الله من جنود وقادة بفضل الله".


الوطن مستباح

وأكد "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" -المؤيد للرئيس محمد مرسي- أن "مذبحة الفرافرة تكشف عن الوهن الكبير الذي أصاب المؤسسة العسكرية بسبب عملها بالسياسة والتجارة، وتشديد الحصار على غزة وترك وظيفته الأساسية وهي حماية حدود الوطن". 

وطالب التحالف -في بيان له- بتحقيق "جاد ومحايد في الواقعة حتى يتم التوصل إلى الجناة الحقيقيين وإعلانهم للشعب وتقديمهم لمحاكمة عادلة".

ودعا أنصاره خلال المظاهرات إلى رفع شعارات تندد بما أسماه "الفشل الانقلابي الجديد" وتابع: "لقد جاءت تلك المذبحة النكراء لتعلن أن الوطن أصبح مستباحا، وأن الذين فشلوا في حماية جنود الحدود لن يحموا الدولة أو الشعب".

وقال الدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط، إن هجوم "الفرافرة" يؤكد أن جنود الجيش أصبحوا بلا تدريب أو حماية حتى اجترأ المهاجمون على استهداف ذات المكان مرتين خلال فترة قصيرة". 

وأضاف محسوب -عبر صفحته على "فيس بوك"-: "لو كنا أمام حكومة ديموقراطية لأقيل وزير الدفاع ورئيس الأركان ومدير المخابرات العسكرية على الأقل، كما فعل الرئيس مرسي عقب حادث رفح".


حدود هشة

كما حمل التيار الشعبي -الذي يترأسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي- السلطة الحاكمة المسؤولية عن حماية دماء المصريين، وطالب بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة.

وطالب التيار في بيان له -تلقت "عربي21" نسخة منه- الرئيس السيسي بإعلان كل الحقائق فيما يتعلق بهذه العملية على الرأى العام، وأن يتخذ الإجراءات التي تحول دون تكرارها مرة أخرى، لا سيما وقد تكررت أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة.

وكتب حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبى، عبر "تويتر": "ندعو لتحقيق عاجل يكشف الجناة ويحاسبهم حساباً رادعاً، مع اتخاذ إجراءات جادة تضمن حماية جنودنا وحفظ أرواحهم".

وتعليقا على الحادث، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الهجوم الذي استهدف الجنود بالوادي الجديد يكشف مدى هشاشة الحدود المصرية التي أصبح من السهل اختراقها من جانب السودان وليبيا.

وقالت الصحيفة إن المهاجمين شنوا هذا الهجوم لتسهيل حركة مرورهم إلى محافظات وادي النيل، بعد أن أغرقوا البلاد بالأسلحة المهربة من ليبيا.

وفي سياق ذي صلة، كشفت تقارير صحفية "أن القوات المسلحة بدأت تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في الصحراء الغربية تحت اسم "الثأر1" لإلقاء القبض على المتورطين فى الحادث، يتولى الفريق أول صدقى صبحي وزير الدفاع الإشراف عليها بنفسه، وأنه يجري الآن تمشيط مستمر للحدود مع ليبيا وتم إعلان حالة الطوارئ في جميع الوحدات الحدودية والدفع بقوات إضافية من حرس حدود".

وكان مجلس الدفاع الوطني قد عقد الأحد اجتماعا طارئا برئاسة عبدالفتاح السيسي، عقب الحادث، وخرج ببيان معتاد عن الضرب بيد من حديد على قوى الإرهاب والإصرارا على ضبط الجناة، وهو البيان المعتاد عقب كل الحوادث الإرهابية التي شهدتها مصر خلال السنوات الثلاث الماضية.


جنودنا بيتقتلوا عادي

من جانبه استنكر الإعلامي عمرو أديب -المؤيد للانقلاب-  "صمت القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي على قتل الجنود في حادث الفرافرة".

وتساءل أديب -في برنامجه "القاهرة اليوم" مساء الإثنين- : "هل في بلد في العالم غير مصر بيموت جنودها وتسكت؟ حماس وإسرائيل وأمريكا وكل دول العالم تنتقم لمقتل جنودها وتحاسب المخطئ".

وشنت زميلته في البرنامج المذيعة رانيا بدوي، هجوما حادا على المنظومة الأمنية بمصر، مبدية دهشتها من إعلان القوات المسلحة عن تعزيزات أمنية مكثفة لضبط مرتكبي مذبحة "كمين الفرافرة"، وتمشيط المناطق الصحراوية بطائرات الأباتشي بعد وقوع المجزرة.

وأضافت بدوي موجهة حديثها للسيسي: "طالما مش قادر تجيب حق الناس اللي ماتت، مش هاتقدر تحط عينك في عين أهلهم وتقولهم هجيب حقهم، أنت مجبتش حق اللي ماتوا من 3 سنين".

وتابعت "دائما الدولة تتحرك كرد فعل للعمليات الإرهابية، وفي النهاية لا نقدم الفاعلين الحقيقيين للجريمة"، وضربت مثلا بالقبض على مرتكبي الهجوم على "ماراثون بوسطن" بالولايات المتحدة الذي تم ضبطهم بعد أيام من الحادث.

كما شنت صفحة "أنا اسف يا ريس" المؤيدة للرئيس المخلوع حسني مبارك على فيس بوك هجوما حادا على السيسي وقالت له: "لم ننتخبك حتى يستمر مسلسل تفجير القنابل واستمرار مسلسل الدم والذبح في حق جنودنا في رمضان".

وطالبت السيسي بالتحقيق مع وزير الدفاع المصري وجميع القيادات المسؤولة عن تأمين وتسليح الجنود في الكمائن وعلى الحدود ومحاسبة المقصرين منهم، مؤكدة أن ما حدث يعد تقصيرا أمنيا جسيما، وإهانة في حق جيش مصر.

واختتمت الصفحة بيانها بالقول: "سيادة المشير، نحملك مسؤولية القصاص لدماء شهدائنا، ونحيطكم علما بأن الأمن منذ 25 يناير وحتى يومنا هذا من سيئ إلى أسوأ".
التعليقات (0)