سياسة عربية

أسرى محررون: يجب تحرير الأسرى والمسرى بفلسطين

تتصدر قضية الأسرى ملف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي - أ ف ب
تتصدر قضية الأسرى ملف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي - أ ف ب

يحيي الشعب الفلسطيني في 17 نيسان ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، وبدأ الفلسطينيون بإحياء هذه الذكرى منذ 17/4/1974، وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني (محمود بكر حجازي) في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.

وتعتبر قضية الأٍسرى من القضايا الأكثر حساسية عند الشعب الفلسطيني، في طريق نضاله من أجل إنجاز الاستقلال والحرية من الاحتلال الإسرائيلي، وقرابة خمس الشعب الفلسطيني قد دخل السجون منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي.. حيث يقدر عدد عمليات الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ عام 1967 (800.000) أي أكثر من 20% من أبناء الشعب الفلسطيني قد دخلوا سجون الاحتلال لفترات مختلفة.

وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 80% من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تعرضوا للتعذيب خلال التحقيق على يد جنود المحققين الإسرائيليين. وهناك أشكال عدة للتعذيب الذي يمارسه السجانون الإسرائيليون بحق المعتقلين الفلسطينيين، مثل الشبح، ومنع النوم، ونزع الملابس، والضرب، والهز، وحتى محاولات الاغتصاب، ذلك عدا عن التعذيب النفسي.

من جانبه قال وزير الأسرى والمحررين في حكومة غزة، عطا الله أبو السبح، إن ما تفعله إسرائيل خارج النطاق الدولي والأخلاقي فيتم التعذيب في الزنازين الإسرائيلية واعتقال إداري ومنع العلاج عن الأسرى مما أدى إلى استشهاد 206 منهم.

وأشار لـ"عربي21" عن وجود أكثر من 200 طفل رهن الأسر، والذين يتعرضون لمحاولة لإسقاطهم.

كما تحدث أبو السبح عن وجود أكثر من 19 أسيرة فلسطينية، ومنهن لينا أحمد صالح جربوني (40 عامًا) عميدة الأسيرات الفلسطينيات، والتي اعتقلت منذ 12 عاما، وتضعهن إسرائيل مع المعتقلات الجنائيات الإسرائيليات.

وأشار إلى أن إسرائيل لا تعترف بحقوق الأسرى في معاهدة جنيف، ولا تنفذ ما اتفقت عليه مع الجانب المصري في عملية وفاء الأحرار، وتنصلت إسرائيل من إنهاء العزل الانفرادي والاعتقال الإداري.

وأنه لولا صمود الحركة الأسيرة في وجه السجان الإسرائيلي لما تم نقل الأسير القسامي إبراهيم حامد وضرار أبو سيسي من العزل الانفرادي.

واختتم أبو السبح أنه يجب على إسرائيل أن تعاقب لمخالفتها الشرعية الدولية بحق الأسرى.

وقال مدير دائرة الإحصاء في وزارة الأسرى والمحررين الأسير السابق وخبير شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة إن يوم الأسير الفلسطيني هو يوم الوفاء للحركة الأسيرة ولكل من ناضل من أجل قضية فلسطين.

وأضاف لـ"عربي21" أن يوم الأسير هو يوم وفاء للأسرى داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية الذين يسامون أسوء المعاملة.

وتابع فروانة أن هؤلاء الأسرى لم يناضلوا من أجل قضية أنفسهم بل من أجل أعدل قضية عرفها العالم.

وحث على وجوب دعم الأسرى في كل المحافل، وأن المسؤولية تقع على الجميع، وأن دعمهم مهم وحاسم.

وتابع فروانة أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم الشرفاء، فإسرائيل اعتقلت العديد من مناصري القضية الفلسطينية سواء العرب أو الأجانب، ودفعوا ثمنا من أعمارهم في السجون الإسرائيلية من أجل فلسطين.

من جهتها اعتبرت الأسيرة المحررة سمر صبيح، أن يوم الأسير الفلسطيني هو كل يوم وليست فقط في 17 نيسان/ إبريل من كل عام.

وأضافت لـ"عربي21" أننا مع الأسرى قلبا وقالبا، ومع معاناتهم، لأننا عشنا هذه المعاناة.

وأننا في هذه الأيام نعيش فرحة انتصار الحركة الأسيرة على السجان الإسرائيلي، والتي تمت بإخراج الأسيرين إبراهيم حامد وضرار أبو سيسي من العزل الانفرادي، وتم نقلهم إلى سجن نفحة، ورضوخ مصلحة السجون الإسرائيلية لمطالب للأسرى.

وهذه معركة جديدة للحركة الأسيرة وللشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي ينتهك كرامة الأسرى والأسيرات.

وقالت صبيح إن أبرز الانتهاكات التي يقوم بها السجان الإسرائيلي هو الإهمال الطبي، حيث استشهد ثلاثة من الأسرى نتيجة عدم تقديم العلاج اللازم للأسرى في عام 2013.

وناشدت منظمات حقوق الإنسان ومنظمات الصليب الأحمر بالتدخل السريع لإنهاء معاناة أكثر من خمسة آلاف أسير وأسيرة لدى الاحتلال.

بدوره ناشد الأسير الأردني السابق لدى الاحتلال سلطان العجلوني جماهير الأمة العربية والإسلامية من أجل تحرير الأسرى.

وقال لـ"عربي21" إن "هناك تخاذل رسمي بحق الأسرى وخاصة الأسرى الأردنيين".

وأشار العجلوني كذلك إلى تقصير الحراك الشعبي الأردني في قضية الأسرى وبخاصة الأسرى الأردنيين لدى الاحتلال الإسرائيلي، والمحكوم أكثرهم بأكثر من مؤبد مثل عبد الله البرغوثي والذي حكم بأعلى فترة حكم في تاريخ الحركة الأسيرة وكذلك منير مرعي والذي حكم بأكثر من مؤبد، وغيرهم.

واختتم قوله بأنه واجب على الجميع أن يتحرك من أجل تحرير الأسرى والمسرى.

وقال الأسير الأردني المحرر أنس أبو خضير أنه يجب أن لا تكون قضية الأسرى قضية موسمية يتعامل معها الإعلام وإنما يجب أن تكون حاضرة في كل الأوقات.

وأضاف لـ"عربي21" أن الأسرى يعانون الأمرين من سوء معاملة السجان الإسرائيلي وكذلك الإهمال الطبي، وكذلك معاناة أهالي الأسرى في زيارة أبنائهم.

ودعا أبو خضير جماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم للتحرك من أجل إنقاذ الأسرى من أجل أن يتذكر العالم بأن هناك قضية يجب أن لا تغيب عن الذهن.

وبدورها طالبت أم علي زوجة الأسير إبراهيم حامد قائد كتائب القسام في الضفة الغربية، كتائب المقاومة وبالأخص كتائب الشهيد عز الدين القسام بالعمل على تبيض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين لأنهم أخذوا بالقوة من بين أيدي أبنائهم وأزواجهم فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

وقالت لـ"عربي21": "أنتم أيها الأسرى والأسيرات في هذا اليوم المبارك أنتم مشاعر الحرية والكرامة كونوا كالبنيان المرصوص حتى لا يوهن السجان من عزيمتكم، وأن الحرية قريبة بسواعد الأبطال المتوضئة".

وطالبت حامد الشارع العربي والإسلامي للتحرك من أجل نصرة الأسرى، لأن الأسرى إنما اعتقلوا من أجل القدس والأقصى والذي هو ملك الأمة الإسلامية.

وحثت حامد كذلك على تقديم كل سبل العون  والمساعدة للأسرى حتى لا يلجأوا لخيار الإضراب عن الطعام والذي يكلف الأسرى الكثير من صحتهم.

يذكر أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بلغ من 5200 أسير منهم 235 طفل، و 20 أسيرة، وإحدى عشر نائبا، ووزير أسبق، و 476 محكومون بمؤبد أو أكثر.

فيما يوجد 30 أسير منذ ما قبل أوسلو والذين كان من المفترض أن يفرج عنهم في الدفعة الرابعة، ولكن إسرائيل تنصلت من التزامها في الإفراج عنهم.

ويقبع في سجون الاحتلال (1400) أسير يعانون أمراض مختلفة, منهم (170) بحاجة لعمليات جراحية ضرورية.

ويوجد 80 مريض بإعاقات جسدية ونفسية مختلفة، فيما يبلغ عدد المعتقلين الإداريين نحو (183). 

يذكر أن أقدم أسير فلسطيني هو كريم يونس المعتقل منذ 31 سنة.

التعليقات (0)